لغة التعادلات تفرض نفسها والترجي يستعيد توازنه

طولكرم- كتب محمد عراقي/ انتزع شباب الخليل صدارة دوري الوطنية موبايل للمحترفين بعد نهاية الاسبوع الخامس الذي كان ابرز محطاته الدربي الخليلي الكبير بين شباب الخليل والظاهرية والذي انتهى لصالح الاول بهدفين لهدف لينتزع العميد القمة منفردا.

وابتعد فريقا بلاطة والثقافي قليلا عن المنافسة لانهما سقطا في فخ التعادل، فبلاطة تعادل امام ضيفه السموع بهدف وعاد الثقافي من مباراته الخارجية امام دورا بالتعادل السلبي فقط وهذا ابقى الظاهرية في مقعد الوصافة. واسترد واد النيص عافيته وزاد من محن وجراح هلال القدس ففاز عليه بهدف نظيف وثمين ليتقدم الواد بثبات على اللائحة ويواصل الهلال المعاناة في المنطقة الحمراء .

وكانت التعادلات سمة الاسبوع لان اربع مباريات من اصل ست انتهت بالتعادل، وفرط الخضر في فوز كان بالمتناول على سلوان عندما تقدم 3-1 لكن الفريق المقدسي كافح للحصول على نقطة وخرج متعادلا 3-3 بشكل مثير، وتعادل اهلي الخليل مع ضيفه الامعري لهدف لهدف ليقتسم الفريقان النقاط.

ابو ناهية يحسم الدربي

في اجواء لفها الحزن على شهداء محافظة الخليل الذي سقطوا دفاعا عن الوطن اقيم لقاء الديربي الخليلي الكبير بين شباب الخليل والظاهرية وكانت الجماهير على قدر مسؤولية الحدث فهتفت للشهداء وللاسرى في اجواء عاطفية مؤثرة.

وفنيا حقق الشباب مراده بفوز ثمين بهدفي المزعج والمشاكس ابو ناهية الذي قطف النقاط كاملة للعميد الذي اثبت انه قادم لاحراز اللقب فهو يمضي بثبات بوجود كتيبة اللاعبين الموجودين في جميع المواقع. هجوميا ابو ناهية وليث خروب وتامر صيام ازعجوا دفاعات الظاهرية لكن الامر المر للعميد انه خسر ابو وردة ومجد يونس بالطرد لكن خطي الدفاع والوسط كانا بالمستوى المطلوب وكذلك الحارس غانم محاجنة الذي شارك لاول مرة بقميص الشباب وابلى بلاء حسنا . البهداري وهيثم ذيب كان لهما بصمات في قيادة الدفاع الشبابي والوصول للمطلوب من حيث النتيجة وهو الامر الاهم للمدرب خضر عبيد الذي يريد موصالة المشوار بثبات في قادم المواعيد للحفاظ على الصدارة الغالية بوجود كتيبة النجوم الحاليين.

الظاهرية تعرض لاول خسارة له في الدوري وهو كان يمني النفس في تفادي الخسارة على الاقل رغم ان الطموح الظهراوي دائما هو تحقيق الفوز. دفاعيا لم يكن الفريق الغزلاني كما عهده وتاثر بغياب البطاط والصانع وطرد هاني ابو بلال فنجح الشباب في مراده بالاختراق وتسجيل هدفين كان كافيين لضمان الفوز.

ورغم الكتيبة الهجومية المميزة بوجود محمد فودي والزيناتي ومحاميد واحمد ذياب الا ان الغزلان سجلوا فقط في الدقيقة الاخيرة ومن ركلة جزاء مما يدل على ان الانسجام والاداء الهجومي هو الاخر لم يكن كالمعتاد .

ورغم الخسارة بقي الظاهرية وصيفا خلف المتصدر بثلاث نقاط وما زال بقوة في سبااق الحفاظ على اللقب ويريد المدرب ابو رقيق من لاعبيه الاستفادة من اخطاء هذه المباراة دفاعيا وهجوميا للعودة لسجل الانتصارات في الاسابيع المقبلة وهو الامر الذي تعودت عليه جماهير الغزلان الكبيرة.

بلاطة والسموع ... حبايب

ومرة اخرى فشل بلاطة في الفوز على ملعبه بشكل غريب حيث حقق تعادله الثالث على التوالي على ارضه وهذه المرة امام السموع بهدف لهدف ليرفع بلاطة رصيده الى تسع نقاط والسموع الى ثلاث نقاط.

وحتى الان حقق بلاطة انتصاريه خارج قواعده على دورا والامعري وهو ما زال يحاول فك لغز الملعب البيتي ، ورغم افضليته في معظم فترات المباراة جماعيا وهجوميا الا ان الفريق النابلسي لم يستطع حسم المباراة بل ان هدفه سجل من ركلة جزاء عن طريق ابو حبيب .

لكن لاعبو بلاطة اهدروا فرصا مثيرة للغاية رغم اجتهادات ابو حبيب وادهم ابو رويس والبقية مما مكن السموع من العودة بالتعادل . وسيحاول بلاطة العودة لمسار الانتصارات في المباريات المقبلة ليظل في دائرة المنافسة مع فرق القمة . السموع من جهته حصل على نقطة جيدة من موقعة خارجية صعبة ويمكن للفريق السموعي ان يكون راضيا عن عودته للمباراة بعد التاخر بهدف عن طريق محمد الرخاوي الذي منح فريقه نقطة جيدة. ورغم ان السموع ما زال يبحث عن فوزه الاول في الدوري الا ان روح الفريق كانت جيدة بالاعتماد على خبرة اللاعبين الكبيرة لكن الانسجام مطلوب ان يتحقق اكثر لان المواجهات المقبلة صعبة بلا شك.

الثقافي .. غيابات وتعادلات

وعاد ثقافي طولكرم من مباراته الخارجية امام دورا بالتعادل السلبي فقط وهو الامر الذي لم يرق للفريق الكرمي الذي كان يريد الفوز لكنه فرط فيه بسبب العقم الهجومي الواضح الذي ظهر مؤخرا وخاصة في هذه المباراة. الثقافي كان الطرف الافضل ميدانيا في فترات عديدة من حيث الاستحواذ وتنظيم الهجمات لكن لاعبيه ضلوا طريقهم لشباك الحارس الدولي توفيق علي بشكل غريب فيه الكثير من الرعونة وعدم التركيز مما حرم العنابي من النقاط كاملة وفرصة اللحاق بالمتصدر وعانى الثقافي من غيابات مؤثرة تمثلت بكل من محمد نديم واسامة صباح ومحمد الحافي . فاصبح الثقافي رصيده تسع نقاط وما زال في الطابق العلوي لكن الكثير من الفرق اصبحت قريبة منه وهو يحتاج للخروج من دائرة التعادلات التي وضع نفسه بها فهذا هو التعادل الثالث على التوالي وبات الامر يحتاج للعودة لمسار الانتصارات سريعا اذا ما اراد الفريق الكرمي البقاء في دائرة المنافسة لكن ذلك يحتاج تطويرا سريعا للجانب الهجومي.

دورا من جهته يمكن ان يكون راض عن النتيجة فقد ادى لاعبوه بروح عالية ورغم ان الثقافي كان الافضل فنيا الا ان دورا كان الاخطر في العديد من اللقطات وخاصة انفراد بلال السبع وتسديدة جمال علان التي ردها القائم في الشوط الثاني.

دورا اصبح رصيده اربع نقاط وهو انهى مسلسل الهزائم التي عصفت به مؤخرا وقد تساعده هذه النقطة على الانطلاق من جديد مستقبلا .

الخضر وسلوان .. تعادل مثير

وكانت مباراة الخضر وضيفه سلوان اكثر مباريات الاسبوع اثارة فقد كان الخضر في طريقه لمواصلة انتصاراته عندما تقدم 3-1 وبدا واثقا بالفوز لكن طرد المدافع كامل جبارين وصحوة سلوان المتاخرة قلبت الموازين في الدقائق الاخيرة فعاد سلوان من بعيد واقتنص نقطة غالية بالتعادل 3-3.

الخضر اصبح رصيده ثمان نقاط وهو خرج غير راضيا عن النتيجة لانه كان في طريقه لاقتناص الوصافة المشتركة لو فاز لكن عدم التركيز الدفاعي الذي لازم الفريق الخضري في الدقائق الاخيرة حرمه من فوز مؤكد خاصة بعد التقدم 3-1 حتى الربع ساعة الاخيرة الذي شهد الارتباك الخضري والصحوة السلوانية. سامح مراعبة تالق وسجل هدفين وسجل علي عدوي هدف وكان الخضر في طريقه لتحقيق فوز هام اخر في مسعاه للدخول في معترك المنافسه لكن الربع ساعة الاخيرة شهدت تفككا دفاعيا خضريا وفقدانا للتركيز مكن سلوان من اصابة شباك ابو سيف مرتين.

والحق يقال رغم تقدم الخضر بفارق هدفين في الشوط الثاني الا ان الاداء الجماعي الخضري لم يقنع اطلاقا في النصف ساعة الاولى والذي دانت فيه الافضلية والخطورة لسلوان ، ويجب على الخضر تحسين مردوده الجماعي في الاداء اولا ومن ثم الدفاعي لان الجانب الهجومي مميز وفعال بوجود مجموعة متميزة وموهوبة من اللاعبين بقيادة الاخوين مراعبة وعدوي ومسالمة والبقية. سلوان حصد نقطة قد تكون ثمينة في مسعاه الصعب للبقاء وتجنب الهبوط وواضح ان روح الفريق تطورت بشكل كبير وكذلك التصميم والاداء الجماعي ووضح ذلك من خلال مباراة السموع الاخيرة وثم امام الخضر.

سلوان كان ندا قويا لمنافسه المتخم بالنجوم وكان الافضل في النصف ساعة الاولى بوضوح وسجل هدفا لكنه لم يحافظ عليه فتلقى هدفين قبيل نهاية الشوط الاول ، وكان يمكن ان يكون الهدف الثالث للخضر قاتلا لانه جاء مطلع الشوط الثاني في توقيت مثالي للفريق المضيف لكن حماس ورغبة واصرار لاعبي سلوان مكنهم من قلب الطاولة على منافسه في الربع ساعه الاخير, حسام زيادة اثبت ان الدهن في العتاقي فسجل مرتين في شباك فريقه القديم وصنع هدف التعادل الثمين للبديل ساجد الغول في اخر خمس دقائق. نقطتين اصبح رصيد سلوان الذي اصبح يثق حاليا بامكانية تحصيل النقاط عكس بداية الدوري فروح الفريق وتصميمه تطور بشكل كبير وكذلك الفاعلية الهجومية ويبقى الجانب الدفاعي بحاجة لتطوير كبير لان الشباك السلوانية استقبلت 12 هدفا وهي الاضعف بين فرق الدوري.

الاهلي والامعري .. لا غالب ولا مغلوب

الاهلي هو الاخر تعادل للمرة الثانية على التوالي وهذه المرة على ارضه امام الامعري بهدف لهدف ليفقد كل فريق نقطتين لكن الاهلي سيكون نادم على ضياع النقاط الثلاث لانه اهدر ركلة جزاء حاسمة سددها احمد ماهر وانقذها ببراعه حارس الامعري احمد شبل . الامعري استحق التعادل على الاقل لانه ادى بثبات وجماعية وكان الافضل في الشوط الثاني تحديدا ونجح الحويطي في احراز التعادل من ركلة حرة رائعة بحرفنة قبل النهاية بربع ساعة ليصل رصيد الفريق الاخضر الى سبع نقاط في موقع جيد. الامعري يلعب بجماعية مميزة وبترابط خطوطه الثلاثه بوجود عناصر عديدة اصحاب خبرة عالية لكن الحسم الهجومي ما زال يؤرق الفريق الذي سجل اربعة اهداف في خمسة لقاءات وهذا الجانب يجب تطويره من اجل العودة لمسار الانتصارات من جديد.

اهلي الخليل فريق محير لانه يضم نخبة من ابرز اللاعبين في جميع الخطوط لكن النتائج غير مقنعة لحد الان لعدة اسباب منها عدم الاستقرار الفني بتغير المدرب اضافة الى ان المدرب الاجنبي ياخذ وقت طويل قبل التعرف على الاجواء العامة في فلسطين واحوال الكرة ومستويات اللاعبين وشخصياتهم وهذا ما يحصل حاليا مع المدرب التشيلي روخاس . الاهلي يمتلك نجوم لكن الاداء الجماعي غير مقنع وهذا واضح فرصيد الفريق الان ست نقاط وله انتصار وحيد فقط وهذا غير مرض للادارة التي صرفت الكثير لاستقطاب النجوم للمنافسة.

وغاب الحلمان عن اللقاء بفرمان من المدرب لاسباب تاديبية مما اثر على فاعلية الهجوم الخليلي الذي اعتمد على مريسات واسامة شعبان واحمد ماهر. المطلوب وقفة لتصحيح الاوضاع في الفريق من اجل العودة للانتصارات لان عناصر الاهلي مميزة فنيا ولديها خبرات كبيرة وغير المنافسة سيكون الامر غير مرض لجميع افراد الكتيبة الاهلاوية.

واد النيص عمق جراح الهلال

وكان واد النيص احد ابرز الرابحين هذا الاسبوع بفوز ثمين جدا على هلال القدس بهدف غال حمل توقيع المدافع المميز محمد ابو خميس في الوقت المناسب تماما قبيل النهاية بربع ساعة ليرفع الفريق التلحمي رصيده الى ست نقاط في موقع جيد تقدم له. وجاء هذا الفوز في وقته تماما ليمحو اثار الهزيمة المؤلمة امام الخضر في الديربي لواد النيص الذي تفوقت خبرة لاعبيه على حيوية لاعبي الهلال وكان التصميم النيصي كبيرا على قطف الفوز والنقاط الثلاثة وهو ما تحقق بالفعل ليبدا الواد في التفكير بحصد وتجميع مزيد من النقاط مستقبلا لزيادة الغلة وتحسين موقعه اكثر. هلال القدس تعقد وضعه بعد هذه الخسارة المؤلمة حيث تجمد رصيده عند نقطتين فقط وما زال يبحث عن فوزه الاول في الدوري وهو ما لم يتحقق بعد . وضع الهلال الحالي صعب للغاية لان الفريق ما زال يبحث عن ذاته وهو يحاول وقف نزيف النقاط الحاصل حاليا لان المباريات صعبة وقوية وتشكيلة الهلال الحالية جيدة ولكنها غير فعالة هجوميا اولا ولتحقيق التوازن المطلوب لحسم النتائج وهذا ما يدركه المدرب المجتهد ديان صالح الذي سيحاول العمل اكثر من لاعبيه لتصحيح الامور قريبا.