شريط الأخبار

تأملات ساخرة | البحث عن رجل السكر في مدريد

تأملات ساخرة | البحث عن رجل السكر في مدريد
بال سبورت :   رجل السكر، أو صانع الفرح الذي لفظته كرة القدم الحديثة.. البحث عن رجل السكر، هى أغنية للمطرب صاحب الأصل المكسيكي سيكستو رودريجز عُنونت كإسم فيلم عن رحلة المطرب المغمور في الولايات المتحدة والذي أخفق وفشل في ترك أي بصمة في الفترة التي قضاها شابًا هناك في فترة السبعينيات، ثم أفادت الصحف بخبر انتحاره وبقى مغمورًا لسنوات طويلة حتى أُعيد سماعه أغانيه بعد أكثر من عقد في أمريكا، وأصبح الجميع يتعجب على الحياة الواهنة التي عاشها هذا الشاب وعدم اكتشاف قيمته إلا بعد نهاية حياته بسنوات طوال، قبل أن يكتشفوا قبل فترة قليلة أنه مازال حيًا في أحد قرى المكسيك بعد أن كتبت ابنته على الإنترنت ردًا على أحد التساؤلات العابرة أنها ابنة لسيكستو وأن هذا الشاب لم ينتحر، مازال حيًا ولديه أسرة، ليحتفوا به بعد أن أصبح كهلًا.


تؤرقني هذه الفكرة وتذكرني القصة بكرة القدم الحديثة وطرق اللعب الأحدث، 4-2-3-1 وما شابهها و أي طريقة تعتمد على المهاجم الوحيد الذي لم تعد مهمته اقتناص الهدف، بل أصبحنا نسمع كثيرًا عن لاعب كرة القدم الحديثة، ستيفان الشعراوي و روبين فان بيرسي كمثال على أبرز مهاجمين في إيطاليا وإنجلترا يُنظر لهم على أنهم يملكون الصفات المثالية للمهاجم في كرة القدم اليوم، المهاجم الذي لا يكتفي بالتسجيل بل يصنع ويُمرر ويراوغ ويقود الفريق، فأين ذهب اللاعب "البونتا" كما يقول الطليان؟

هل اختفت قيمة "رجل السكر؟"، اللاعب صاحب الفانلة رقم 9؟، الرجال مثل باولو روسي وفيليبو إنزاجي، كلوزة ورودي فولر وآلان شيرار وردو فان نيستلروي؟، أتذكر تصريحًا لوالتر زينجا عندما كان يدرب فريق باليرمو الإيطالي يمدح فيه إدينسون كافاني مهاجم الفريق وقتها لأنه مهاجم يمكنه اللعب كظهير أيسر، وقتها لم يكن كافاني قناصًا كما تشاهدوه اليوم بل كان يضيع الكثير ولكن الصقليين احتفوا بقيمته كلاعب كرة قدم حديثة!.


نفس الأمر فيما يخص كريم بنزيمة، مهاجم كرة قدم حديثة ينال الإعجاب لأنه يختلف عن جونزالو هيجواين فهو يُمهد اللعب ويصنعه، ولكن الكرة مثلًا تمر من تحت أقدامه وهو داخل منطقة الجزاء ويهدر فرصة إحراز هدف في لقاء حاسم أمام مانشستر يونايتد في دوري الأبطال.

كريم كلاعب لا خلاف أنه فنيًا لاعب ماهر وممتع ولكن ماذا كان سيستفيد الميلان مثلًا لو كان يملك بنزيمة بدلًا من إنزاجي الذي قاده للفوز ببطولتي دوري أبطال، وبيبو إنزاجي في وجهة نظر الجميع مُخلص ومتمركز داخل منطقة الجزاء لكنه ليس بلاعب صاحب فنيات أو كرة ممتعة، مهلًا ولكنه يصنع الفرح والبطولة؟!.

لا أفهم السبب في عدم جلب نادٍ كالريال لاعب قناص وجالب للسكر "الفرح" ووضعه على الدكة، لاعب لا يتأثر بالدكة مثلما تأثر بها هيجواين بعد وضعه عليها بعد أن استعاد كريم بنزيمة مستواه، هذه النوعية التي كنا نراها ونعرفها دومًا في كرة القدم، هذه النوعية التي جعلت سولشاير يساهم في فوز اليونايتد في يومٍ من الأيام بدوري الأبطال، النوعية والجودة التي لن تصرخ في وجه المدرب وتقول له لا، لأنها ستقبل بالتواجد على الدكة ولن يصبح سعرها يتخطى الأربعين والخمسين مليون مثلما نسمع اليوم.

شخصيًا لن أقترح أية أسماء للعب هذا الدور وربما أعذر الريال مدريد وأي مدرب يعمل في الكرة الأوروبية على عدم إيجاد هذه النوعية التي أوشكت على أن نتقرض بسبب خطط اللعب الحديثة والتي ألغت الرقم 9، ربما تعود قيمة هذا الرقم بعد أن يتم تحديث طرق اللعب مرة أخرى، فقيمة هذا العنصر ظلت ثابتة في تاريخ كرة القدم وإن خفتت في هذه الفترة من تاريخ اللعبة ولكنها ستعود لتأخذ مكانها من جديد.




رجل السكر، أنت الإجابة التي ستجعل كل الأسئلة تختفي
رجل السكر لا تكن متعجلًا، لأنني تعبت من كل هذه المشاهد
مع الاعتذار لكرة القدم الحديثة!.



لزياة صفحة الكتاب على الفيس بوك اضغط هنا.










مواضيع قد تهمك