الرياضة الفلسطينية ما بين الانجاز والديمومة

كتب جمال احمد عديلة - القدس
خلال سنوات قليلة مضت تجلت فلسطين من خلال ثورة رياضية رسخت الدور الرياضي الفلسطيني على الخارطة العربية والإقليمية والدولية، وكانت الأربع سنين الماضية مركزة بشكل رئيس على كرة القدم والتي تمثل الشريحة الأكبر رياضياً وكانت خطوتها الأولى في اعتماد نظام الاحتراف للأندية الفلسطينية.
وفي مراجعة الوضع المالي للأندية فإنها تعتمد على ريع الملاعب في غالب الأحيان، الا ان ذلك المصدر متدني جداً في حالتنا وهذا يعود لعدة اسباب، ومحتمل ان الدور الإعلامي وحجم مدرجات الملاعب وتدني سعر تذكرة الدخول وتوزيع الريع على عدة جهات يحدد من مدخول أي نادي حيث بالكاد تغطية سفريات اللاعبين، وذلك في حال بيع تذاكر.
وفي ظل محدودية الدخل أكان من ريع اللقاءات او من خلال دعم مؤسسات الدولة، وجدت كافة الأندية المحترفة نفسها في ضيق مالي يهدد الوجود، وما ان تلتقط أي من تلك الأندية أي شخصية او مؤسسة مالية تجدها تصارع في ابرام أي نوع من العلاقة والتي بدورها ستكون مؤقته حيث ان الدعم الذي لا يدر دخل بمقابله مصيره التوقف.
وهنا فإنني اتقدم بفكرة تحتاج لقرار من اللجنة الأولمبية والمجلس الأعلى للرياضة والشباب في توفير الإمكانية للأندية من الإستثمار في مشاريع ربحية تمكنها من تغطية جزء من التزاماتها المالية والذي بدوره يخفف العبء على اتحاد الكرة والأولمبية والمجلس وكافة ذوي الاختصاص.
اذا ما كان هناك مجلس إدارة لكل نادي من رجال أعمال يساهم كل منهم بمبلغ مالي مقابل أسهم مسجله بأسمه او بأسم مؤسسته او شركته، وان يفرز هذا المجلس مجلس تنفيذي لإدارة شؤون النادي الرياضية والاجتماعية والثقافية … الخ، وبنفس الوقت القيام بمشاريع تجارية تحت أسم النادي من خلال التسجيل الرسمي لدى الوزارات المختصة مع توفير دعم مالي من الدولة من خلال تخفيض حجم الضرائب المترتبة على تلك المشاريع، والتزام مجلس إدارة النادي بكافة القوانين المحاسبية والمالية.
وسنوياً يتم تعويض المساهمين بنسبة محددة ومرهونة بتوفر الربح لتغطية استثماراتهم، وهنا تعم المنفعة على كافة الأطراف مما يسهل تسويقها وديمومتها.
وهنا تتحول الأندية الى مؤسسات شاملة لعدة جوانب مما يمكنها من توسيع افاقها وقدراتها، وهنا اؤكد ان ما تم انجازه يستحق البحث عن موارد داعمة مستقرة تمكن الأندية من اخذ دورها في دوري المحترفين دون تراكم الديون التي تهدد وجودها مع فتح المجال الى تنويع نشاطاتها الرياضية.
ان الفكرة اعلاه عبارة عن بداية نقاش حول سبل توفير الدعم الداخلي للمؤسسة الرياضية.