الرياضة النسائية.. "موضة عابرة" ام نهضة فكرية

كتب منتصر ادكيدك- وكال بال سبورت/ امريكا
ان المتابع للرياضة والتطور الرياضي والنهضة الرياضية القائمة في فلسطين في الفترة الاخيرة يلاحظ بان هنالك اهتمام كبير من قبل بعض الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية الفلسطينية بقضية تطوير الرياضة النسائية وإشراكها في كافة الفعاليات بقوة.. والمتتبع للأحداث يلاحظ بان التركيز الرياضي قد تمثل في رياضة كرة القدم وكرة السلة والسباحة "في مدن خاصة" دون غيرها من الاتحادات الرياضية، هذه الاتحادات التي تنظم مسابقات دورية رسمية وبطولات للفرق النسوية.. فألعاب القوى نجدها تخلو من الرياضة النسائية بل تجف من العنصر النسائي إلا بشكل ضئيل في الجامعات الفلسطينية وكذلك الالعاب القتالية التي تجف من العنصر النسوي.. ونلاحظ بأن هنالك رياضات تحظى بالاهتمام الانثوي وتمارس في المدارس وبعض الاندية بأعداد بسيطة ولكنها تحتاج للاهتمام الاكبر من قبل اتحاداتها مثل كرة الطاولة وكرة الطائرة والتي تتركز في شمال وجنوب الضفة الغربية الفلسطينية دون ان ينظم اي من البطولات الرسمية الحقيقية للشريحة النسائية بشكل دوري مستمر..
المقصود هنا ان الرياضة النسائية تحتاج ان يتم الاهتمام بها بما يتوافق مع التطور الرياضي العالمي والعربي في جميع الالعاب وليس فقط في بعض الاتحادات التي تشكل قوة في الساحة الرياضية الفلسطينية.. فلعبة كرة القدم لم تكن باللعبة المفضلة للفتيات في فلسطين ولم يكن هنالك الاندية المتخصصة باللعبة قبل ستة اعوام، ولكن المتابعة والاهتمام من قبل مؤسسة خطوات التي عملت على نشرها في المحافظات الفلسطينية ضمن برامجها ومن ثم الاتحاد الفلسطيني الذي عمل على النهوض بها وتشجيع انشاء اندية في منطقة الوسط والجنوب والشمال عبر الاتحاد الفلسطيني ومدارس كرة القدم التابعة لمؤسسة خطوات كان لها دور في تنمية اللعبة في صفوف الفتيات وانتشارها وانتظامها في دوري رياضي مستمر.
هنا لا بد من الوقوف على اهمية الرياضة النسائية والاهتمام بها من مراحل الدراسة المبكرة الابتدائية والإعدادية في مدارس الفتيات لإنشاء جيل رياضي متكامل يمارس مختلف الالعاب الرياضية في مجتمع يبحث عن الخصوصية للمرأة في مختلف الحالات.. وهنا لا بد من تعزيز دور المرأة في الجانب الرياضي بالآلية والطريقة التي تتوافق مع المجتمع المحلي الفلسطيني والدين وطبيعة المدن الفلسطينية.. فالدين لم يحرم مشاركة المراة في الالعاب الرياضية والمجتمع بات اكثر وعيا وتفتحا لأهمية دور المرأة في ممارسة الالعاب الرياضية.. وهنا نقف حول السؤال الاكثر اهمية.. لماذا لا يوجد اندية رياضية متخصصة للمرأة في فلسطين؟ ولماذا لا يوجد اوقات مخصصة للتدريبات والسباحة النسائية في مختلف المسابح الفلسطينية بتواجد منقذة لخصوصية المرأة والدين؟
اعتقد بأن احد اسباب تراجع الرياضة النسائية في فلسطين هو عدم تخصيص اندية رياضية بالمرأة تحمل الخصوصية الكاملة لها ولطبيعتها ولطبيعة المجتمع الفلسطيني المحافظ.. فوجود ناد متخصص سيساهم في تشجيع العديد من ذوي اللاعبات من الالتزام بالتدريبات والاستمرار والمنافسة.. دعونا نشجع الامر في مدننا ومدارسنا وجامعاتنا.. دعونا نعطي المرأة الاهمية والخصوصية ليكون لها الدرب الخاص والبصمة في عالم الرياضة الفلسطينية.
كما اعتقد بأن المرحلة القادمة في تطوير الاتحادات الفلسطينية عبر اللجنة الاولمبية يمكن ان يكون لها الدور الكبيرة في تطوير الرياضة النسائية الفلسطينية من خلال التركيز على المدارس الابتدائية والإعدادية للفتيات لتدريب مختلف الالعاب الرياضية ومساندتهم في مدارسهم لانتشار الالعاب في المراحل ألتأسيسية على ان يتم متابعة الامر في المراحل الثانوية والجامعية التي تفرز اللاعبات على الاندية المختلفة.. دعونا نؤسس جيل نسائي رياضي يتمتع بالقوة والقدرة والانجاز بعيدا عن المشاركة الرمزية.
امل ان تتفهم ادارات مجالس الاتحادات الرياضية القادمة اهمية دور المرأة وخصوصيتها في تطوير الرياضة الفلسطينية وإدخال التغيير على النتائج الفلسطينية العالمية.. دعونا نحول العمل الارتجالي في الاتحادات إلى عمل منظم باستراتيجيات واضحة تحدد بأن عدد ممارسي لعبة كرة الريشة من الفتيات سيصل إلى 2000 لاعبة في العام 2016، وان يتم تحديد ان عدد الفتيات من ممارسي رياضة العاب القوى بكافة فعالياتها "الوثب الطويل والعالي والغلة والرمح".. ليس فقط الجري 10000 لاعبة في العام 2018.. هيا نبحث عن التغيير الاستراتيجي الذي يطبق في الدول المتحضرة والمتقدمة في العالم الرياضي.