المتابعة الجماهيرية.. والمساندة المالية للأندية الفلسطينية

منتصر ادكيدك/ الولايات المتحدة الامريكية
ايام الأجازات تعتبر هي الايام الاكثر متابعة ومشاهدة للألعاب الرياضية في مختلف الدول العالمية، فالكرة الاسبانية تنظم مبارياتها المميزة في عطلة نهاية الاسبوع يومي السبت والاحد وكذلك الامر في مختلف الدول العالمية التي تنظم مسابقات الكرة المستديرة،، ولكن الاثارة تكون عندما يتم متابعة اربعة او خمسة العاب رياضية رئيسية في نفس البلد وجميعها لديها الجمهور الكبير الحاضر في ارض الملعب والمشارك في المتابعة عبر شاشات التلفاز في المنزل.. ففي الولايات المتحدة الامريكية وبعد متابعة مستمرة للقنوات الفضائية المتخصصة في نقل المسابقات الرياضية في كرة القدم الامريكية، وكرة السلة، والبيسبول، وكرة القدم التقليدية والغولف، تجد بأن الجمهور الامريكي جمهور محب ومتابع وملتزم بالحضور والمشاركة في الملاعب الرياضية بشكل يومي من اجل المتعة والإثارة والتشويق.. فمثلا تجد يومي الجمعة والسبت هي مخصصة لكرة السلة، والاحد والاثنين لكرة القدم الامريكية، والثلاثاء والاربعاء والخميس للبيسبول وكرة القدم مقسمة على جميع الايام بحسب جمهورها المتواضع هنا في امريكا والغولف التي تلعب بشكل مستمر في بطولات خاصة لها افتتاحها المميز ويتابعها النخبة من محبي اللعبة.
المميز بأن المدرجات الرياضية لا تخلو هنا من المتابعين.. فالجميع يحضر في عطلة نهاية الاسبوع للمتابعة والترفيه عن النفس بحضور العائلة والأطفال جميعا، فالحضور يكون لمساندة الفريق والاستمتاع في الحدث الرياضي ولتغير الروتين اليومي ما بين العمل والمناسبات اليومية التي اصبحت عادة تقليدية.
وهنا تعجبت من الالتزام الحديدي لبعض الجماهير في ارض الملعب ومدى حبهم واهتمامهم بالحضور والمشاركة في المباريات واللقاءات، وعند سؤال احدهم كانت الاجابة.. "اننا نحاول ان نقضي عطلة نهاية الاسبوع بطريقة مميزة فيها المتعة والتغيير وفيها المساندة للولاية التي نعيش فيها من حلال فريقها الرياضي الممثل لها".. اي ان الرياضة اصبحت هنا الوسيلة الجميلة للتعبير عن الذات والدعم للولاية.
والاجمل عندما تجد نفس المتابع اليوم في لقاء كرة السلة وفي اليوم التالي في لقاء خاص بالبيسبول وبعدها في كرة القدم الامريكية.. الفكرة في الاهتمام والمساندة للفرق من خلال شراء بطاقات الدخول للملاعب وشراء قميص الفريق واي منتج يساهم في مساندة الفريق وتقديم الدعم للنادي الذي يحبه وينتمي له بمبالغ رمزية اسبوعية متقطعة ولا تؤثر على الدخل الشهري..
نعم.. اعتقد بأننا في فلسطين قد حان الوقت لاتباع سياسة الدعم الجماهيري الواسع المنتشر من خلال استقطابهم للملاعب عبر المنتجات الخاصة بالفرق الرياضية الفلسطينية، فما المشكلة من اعداد الزي الخاص بالفرق وإعداد بعض المواد الدعائية الخاصة بالفرق الرياضية الفلسطينية بدل نشر المنتجات الدعائية للفرق الاسبانية والأوربية المختلفة.. اننا نحتاج لتعزيز العلاقة ما بين الجمهور الفلسطيني والفرق والأندية الفلسطينية من خلال الاعلام الفلسطيني والقائمين على الاندية الفلسطينية برفع درجة اهتمام الجمهور بمساندة الفريق بطريقة هادئة منظمة عبر تسويق المنتجات الدعائية التي يمكن ان يستفيد منها المشجع وتساهم في توفير الدخل للنادي للبقاء والصمود في دفع التكاليف الشهرية.
ومن هنا ادعو جميع القائمين على روابط الاندية المختلفة ان يكون لرجال الاعمال المحبين لأنديتهم والمستوردين للمنتجات الصينية التي تحمل شعارات الاندية الاوروبية المختلفة ان تحول هذه المنتجات لتصبح فلسطينية بأسماء الاندية الفلسطينية.. واعتقد بأن الدوري الفلسطيني للمحترفين والدوري الممتاز في القطاع قد اصبحوا على درجة عالية من الاهتمام الجماهيري والتنظيم المميز بإدارة الاتحاد الفلسطينية لكرة القدم.
دعونا نحول الرياضة الفلسطينية بأسلوب بسيط إلى رياضة عالمية احترافية.. ان التجارب العالمية باتت جميعها بين ايدينا.. فلماذا لا يكون لدينا محال تجارية خاصة بكل نادي في البلدة والمدينة التي يقطن فيها النادي لبيع منتجاته المختلفة.. لماذا لاتكون هذه الحانات داخل الاندية التي تحتاج للتفعيل والتنشيط.. لن تكون خسارة بل هي مكسب بالكامل. ولو بيعت البضائع بنصف التكلفة ستكسبون الضعف وهذا مؤكد.. ادعوكم للمحاولة..
اقول ان الحضور الجماهيري الذي انطلقت من خلاله للوصول للفكرة هو جمهور محب ومشجع ومساند للفريق بالإضافة إلى انه يبحث عن كل ما يلبي طموحه ورغباته.. وهذه الرغبات تتمثل في الفوز والخسارة وكل ما يمكنه من التواصل مع فريقه المحب له ويدفعه للحضور والمشاركة في المباريات.. فقميص الفريق يساهم في حبة للحضور والمشاركة ورنة المحمول الخاصة بالفريق سيكون لها دور والقبعة والكأس والمعطف والحقيبة وغلاف الهاتف والحاسوب والتصميم والشكل لها اولوية..
وفي النهاية اقول هنا في الولايات المتحدة التجربة توضح بأن كل ما يمكن ان يصنع من منتجات في السوق يمكن ان يكون للفريق.. فكعكة العيد تكون بصورة الفريق والإعلانات التجارية للاعبين وهنا الدخل الاكبر للاعب والفريق.. واسماء بعض المنتجات الغذائية وغيرها.. والمميز ان الفرق هنا لديها اسماء البلدان الرئيسية ولكن يكون لها اسماء خاصة تفاعلية للمنتجات تحبب وترغب المتابعين من الاطفال والشباب بها لتساهم في التسويق بشكل اكبر.
ليكن الجمهور الفلسطيني هو المساند لأنديته ولتتبع ادارتنا الرياضية بالمنهج الرياضي الحديث نحو الاستفادة من كل ما يمكنه ان يعود بالدخل المادي والمعنوي لتطوير وبقاء واستمرار الاندية.