العنابي... بطل الشتاء برقم قياسي

طولكرم- كتب محمد عراقي/ اختتمت مرحلة الذهاب لدوري الدرجة الاولى "الاحتراف الجزئي" بانتهاء لقاءات الاسبوع الحادي عشر، حيث لم يطرأ أي تغيير على شكل القمة والمنافسة على بطاقتي الصعود لدوري المحترفين.
فالثقافي الكرمي بطل الشتاء بجدارة واستحقاق، انهى الذهاب بالعلامة الكاملة وبرقم قياسي محلي جديد، محققا فوزه الحادي عشر على التوالي على ضيفه يطا برباعية نظيفة محافظا على فارق النقاط السبع عن اقرب مطارديه، ومثبتا انه الافضل في الدوري حتى الآن في كل شيء دفاعا وهجوما بالارقام.
الخضر ومركز طولكرم .. مطاردة حثيثة
وبقي فريقا الخضر ومركز طولكرم يطاردان المتصدر الثقافي، لكنّ بينهما صراعا مثيرا على مقعد الوصافة حيث احتفظ به الخضر في نهاية الذهاب بفوز خارجي لامع على بيت امر العنيد بثلاثية نظيفة.
بينما بقي مركز طولكرم قريبا من الخضر بفارق نقطتين بفوز قياسي وكبير على ضيفه المترنح ابو ديس بثمانية اهداف مقابل هدف لتبقى المنافسة مثيرة بين ثلاثي القمة على بطاقتي الصعود.
غلة تهديفية طموحة
وشهد الاسبوع الاخير لمرحلة الذهاب غلة تهديفية طموحة بتسجيل "28 هدفا" في المباريات الست وهي ثاني اعلى نسبة في الدوري بعد الاسبوع السابع الذي شهد تسجيل "29 هدفا" ورفعت الانتصارات الكبيرة لثلاثي القمة الغلة التهديفية بوضوح وكذلك رغبة جميع الفرق في التحالف مع الانتصارات وإنهاء مرحلة الذهاب بقوة كانت عاملا اخر.
لائحة الهدافين تشتعل
وكما ان الصراع مثير ولافح في القمة فهو كذلك على لقب الهداف، حيث حافظ نجم الخضر حسام زيادة على صدارة لائحة الهدافين برصيد 16 هدفا بعد تسجيله هدفين في شباك بيت امر، تلاه مباشرة نجم الثقافي الكرمي محمد ابو كشك برصيد 15 هدفا بعد ثنائيته في مرمى يطا، ثم نجم جمعية الخليل ثائر ابو دية برصيد 14 هدفا بعد هدفيه في سلوان، وبعد ذلك يأتي نجم الثقافي اسعد حلاوة برصيد 11 هدفا.
"العنابي" .. البطل الأوحد بالعلامة الكاملة
وحقق الثقافي المطلوب منه تماما فأنهى نصف الدوري بالعلامة الكاملة بالفوز الحادي عشر على التوالي على ضيفه يطا برباعية نظيفة سجلها "العنابي" مناصفة على مدار الشوطين، بعد ان قدم اداء جيدا في الشوط الاول ومتوسطا في الشوط الثاني.
وكالعادة كان النجم الموهوب محمد ابو كشك نجما لفريقه وللقاء بتسجيله هدفين رافعا رصيده الى 15 هدفا في الدوري منافسا بقوة على صدارة الهدافين كما انه صنع هدفا لزميله اسعد حلاوة فيما اضاف ليث خروب هدفا اوروبيا من ركلة ثابتة.
وكان بإمكان "العنابي" الكرمي ان يعزز رصيده من الاهداف لكن لاعبيه أهدروا الفرص الخطرة التي اتيحت لهم على مدار الشوطين، ويبدو ان لاعبي الثقافي اكتفوا بالرباعية حيث انخفض ايقاعهم بشكل ملحوظ في النصف ساعة الاخيرة.
وفي المحصلة يذهب الثقافي لفترة الاستراحة بين الدورين في منتهى السعادة لأنه حقق جميع الارقام القياسية وكان بحق فارس الدوري حتى الآن بالعلامة الكاملة من الانتصارات ناهيك عن القوة الهجومية والصلابة الدفاعية.
لكن الثقافي عليه مواصلة العمل والتركيز لضمان استمرارية النجاح والتألق خلال مرحلة الاياب والتي ستكون فيها المنافسة أشد واقوى في القمة.
يطا قدم مباراة في حدود امكانيات لاعبيه ومنذ البداية وضح ان الفريق غير جاهز فنيا وجماعيا للوقوف أمام هجمات الثقافي المتلاحقة حيث كان الفريق اليطاوي خجولا في هجماته التي لم تكن فاعلة وفي النهاية عمل الفريق جاهدا على تقليل الخسارة قدر الامكان.
رصيد الفريق تجمد عند 11 نقطة في المركز السابع ويحتاج الفريق لعمل كبير ولتعزيز نوعي في بعض المراكز للعودة للصورة المشرقة التي كان عليها سابقا في مرحلة الاياب.
"السمران" التهموا أبو ديس
وكما كان متوقعا حقق مركز طولكرم الجاهز فوزا كبيرا وقياسيا على ضيفه ابو ديس بثمانية اهداف مقابل هدف ليحتفظ بالمركز الثالث برصيد 24 نقطة خلف الخضر الوصيف بنقطتين.
وقدم الفريق الكرمي اداء قويا وسريعا خاصة في الناحية الهجومية التي شهدت تألق النجم المخضرم فادي سليم الذي تفنن في اهداء زملائه التمريرات الحاسمة اضافة للثنائي الخطر محمد المصري ونمر واصف اللذين كانا وراء الاهداف والهجمات الخطرة للمركز فسجل المصري ثلاثية.
وبعد شوط اول انهاه المركز متقدما بهدفين انهار الفريق الديسي في الشوط الثاني والذي شهد شلالا من الهجمات الكرمية الخطرة كانت محصلته ستة اهداف كاملة.
وبهذا الفوز اثبت المركز الكرمي جاهزيته الكبيرة وقوته خاصة على ارضه وبين جماهيره الكبيرة، مؤكدا انه مصمم على المنافسة بقوة على احدى بطاقات الصعود حتى النهاية وهو مؤهل بالنظر لكتيبة اللاعبين الجيدة التي يمتلكها ووجود مدرب طموح هو جمال حدايدة.
ابو ديس استمر في المعاناة وتلقى الخسارة الاكبر له في الدوري بعد ان تقدم بالنتيجة بهدف مبكر للمخضرم رأفت ربيع وصمد الفريق نوعا ما امام الفريق الكرمي رغم تأخره في النتيجة بهدفين لهدف، لكن الشوط الثاني شهد انهيارا تاما لابو ديس خاصة بعد طرد مدافعيه مراد العيساوي واحمد جبارين فلم يصمد امام هجمات المركز الفعالة والمكثفة.
كما انه احتسبت ثلاث ركلات جزاء على الفريق الديسي ما يدلل على غياب التركيز عند خط الدفاع، وبصراحة يحتاج الفريق الى الكثير من العمل الجماعي والتدعيم بلاعبين في جميع الخطوط اذا ما اراد مواصلة القتال على البقاء في الدوري.
الخضر اجتاز مطب بيت أمر بثلاثية
وخرج الخضر بسلام من موقعته الخارجية امام بيت امر فائزا بجدارة بثلاثية نظيفة ابقته في مقعد الوصافة خلف المتصدر الثقافي بسبع نقاط وامام مركز طولكرم بنقطتين.
وكان الخضر يترقب هذه المواجهة الصعبة نظرا لقوة وعناد بيت امر على ملعبه، لكن خبرة الخضر وقوة هجومه حسما الموقف في النهاية، بفضل تألق هداف الدوري حسام زيادة الذي احرز هدفين وزميله رامي مسالمة الذي احرز هدفا واحد فقادا الفريق التلحمي لمواصلة رحلة الانتصارات الكبيرة والواثقة.
واثبت الخضر تطور مستواه الجماعي والهجومي حيث اختتم الذهاب بفوز مريح يزيد من منسوب الثقة على مواصلة رحلة المنافسة بقوة على بطاقتي الصعود في مرحلة الاياب الصعبة لكن الفريق التلحمي لديه القدرة والمؤهلات للمنافسة بقوة حتى النهاية.
بيت امر من جهته تعرض لخسارة مريرة وقاسية على أرضه حدت كثيرا من طموحه بعد ان بقي خامسا برصيد 15 نقطة وابتعد بأربع نقاط عن المركز الرابع.
ولم يكن بيت امر مقنعا من الناحية الهجومية امام خبرة لاعبي الخضر رغم محاولات مصلح مصلح ومؤيد طومار وابراهيم عوض، كما ان طرد المدافع محمود مصلح ساهم في الخلل الدفاعي الذي استغله الخضر على نحو مثالي.
ويبدو ان هدف الفريق الخليلي هو ضمان البقاء والمنافسة لاحتلال احدى المراكز المتقدمة خلف ثلاثي القمة وهو امر واقعي لكنه يحتاج للاستمرارية والثبات في الأداء والنتائج وهو امر عانى منه الفريق كثيرا، رغم انه يحسب له خوض الدوري بكتيبة محلية بدون تعزيز.
مركز جنين واصل اندفاعته القوية
واصل مركز جنين رحلة النجاحات والتحالف مع الانتصارات عندما حقق فوزا ثمينا جدا على ضيفه عسكر بثلاثة اهداف مقابل هدفين لينفرد وحيدا بالمركز الرابع برصيد 19 نقطة مستغلا تعثر بيت امر ايضا.
ومنذ فترة ترجع الى أسابيع ماضية بدأت رحلة النجاحات للفريق الجنيني الذي بمرور الوقت اثبت تطور مستواه الجماعي ورغبته الكبيرة في التقدم للامام على لائحة الترتيب، فحسم احدى المباريات الصعبة والمهمة ايضا امام احدى الفرق المنافسة له في منطقة الوسط.
وبداية الانطلاقة الجيدة لمركز جنين كانت في الاسبوع السابع واستمرت حتى الاسبوع الحادي عشر بدون هزيمة وبأربعة انتصارات وتعادل اكدت طموح الفريق في الانفراد بالمركز الرابع ومحاولة مشاكسة الكبار في الاياب.
وبعد شوط اول سلبي في النتيجة شهد محاولات هجومية مشتركة من الفريقين الجنيني والنابلسي انفتح اللعب في الشوط الثاني وأتت الواقعية التي لعب بها مركز جنين اؤكلها فسجل الفريق ثلاث مرات كانت كافية لانتزاع الفوز عبر علي نظمي وبراء ابو ليفة والمدافع المتطور خالد ابو بكر.
عسكر من جهته تعرض لهزيمة في وقت صعب حدت من تقدمه وطموحه للامام فبقي سادسا برصيد 13 نقطة وأبعدته كثيرا عن المركز الرابع الهدف الواقعي للفريق النابلسي الآن.
ورغم الاداء الجيد على فترات لعسكر في هذه المباراة الا ان التوازن لم يكن صحيحا فالدفاع لم يكن في قمة تركيزه بدليل استقبال ثلاثة اهداف في توقيت حساس كما ان خط الهجوم لم يكن بالفاعلية المطلوبة فإهدار الفرص كان العنوان الابرز.
ويحسب لعسكر انه يشارك بكتيبة محلية شابة مع تعزيز محدود ويبدو طموح الفريق احتلال احدى المراكز المتقدمة في الوسط وهو امر ممكن بالنظر للخامات الشابة الجيدة الموجودة لأن المنافسة على الصعود غير واقعية اطلاقا.
فوز حاسم للجمعية والسلاونة في خطر
واصل جمعية الشبان المسلمين صحوته وحقق فوزا مهما جدا على ضيفه سلوان المتعثر بثلاثة اهداف مقابل هدف ليخطو خطوة مهمة جدا نحو النجاة والهروب من المنطقة الخطرة فتقدم للمركز الثامن لأول مرة برصيد 11 نقطة متساويا مع يطا وبيت لقيا.
واستحق الفريق الخليلي الفوز الثمين الذي حققه لأنه كان الافضل في فترات عديدة وبرهن على تحسن مستواه الذي بدا متدنيا جدا في النصف الاول للدوري لكن الاسابيع الاخيرة شهدت صحوة كبيرة جمع خلالها الفريق العديد من النقاط المهمة.
وقاد هداف الفريق وثالث هدافي الدوري ثائر ابو دية فريقه الجمعية للفوز بتسجيله هدفين من الاهداف الثلاثة وأضاف المتطور سياف قفيشة هدفا لرجال المدرب عماد ناصر الدين الذي يبذل جهدا طيبا.
وأصبح طوق النجاة على مرمى حجر من الجمعية لكن ذلك مشروط بمواصلة التطور والصحوة في الاياب مع التعزيز في بعض المراكز الحساسة.
سلوان واصل ترنحه وهزائمه المتلاحقة من اسبوع لأخر فتلقى الفريق خسارته الرابعة على التوالي وهبط للمركز العاشر برصيد 10 نقاط واقترب بشدة من منطقة الهبوط الخطرة.
وتواصلت المعاناة السلوانية فظهر الفريق شبحا للاسم اللامع الذي يحمله او لخبرة وأسماء لاعبيه الذين يلعبون باسمائهم وليس بشكل جماعي منضبط، فلم يكن الفريق المقدسي مقنعا لا هجوميا ولا دفاعيا، وخسر امام فريق صاعد يفتقر للخبرة لكنه يملك الارادة والعزيمة لبلوغ الانتصار وهو ما افتقده سلوان.
وبات الامر يحتاج لوقفة جدية من جميع الاطراف في نادي سلوان لتدراك الموقف والخروج بأخف الاضرار وهي ضمان بقاء الفريق في الدوري لأن استمرار وضع الفريق كما هو حاليا ينذر بعواقب وخيمة.
الأنصار ينتفض وبيت لقيا يترنح
وفي مباراة مهمة جدا في صراع الهبوط حسم الانصار المقدسي مباراته امام بيت لقيا بفوز غال بهدفين مقابل هدف ليحقق الانصار الفوز الثاني فقط له في الدوري ويرفع رصيده الى ثماني نقاط وبقي في المركز الحادي عشر وقبل الاخير لكنه جدد اماله في البقاء.
واستحق الانصار الفوز لأن لاعبيه قاتلوا برجولة وقلبوا تأخرهم بهدف الى أغلى فوز لهم في الدوري في المباراة الاولى تحت قيادة المدرب الجديد احمد عدنان ابو كف وقد يكون له تأثير كبير في مسيرة الفريق مستقبلا.
وحتما فإن الانصار سيبني على هذا الفوز في مرحلة الاياب الصعبة للبدء بقوة ووقف نزيف النقاط وسيحاول الفريق التدعيم ببعض العناصر الجيدة التي قد تفيده في صراع البقاء الصعب.
بيت لقيا واصل ترنحه بشدة فتعرض لخسارة مريرة ستؤثر حتما على مسيرته في الدوري لأنه كان بالامكان تفاديها بالفوز او التعادل بعد ان تقدم الفريق اللقياني بهدف كما ان لاعبيه اضاعوا فرصا خطرة على مدار الشوطين.
بيت لقيا تجمد في المركز التاسع برصيد 11 نقطة واصبح قريبا من منطقة الهبوط لأن نزيف النقاط استمر على نحو مخيف حتى ان الفريق لم يجمع الا نقطة واحدة من مبارياته السبع الماضية وهي احصائية خطيرة تدل على عمق الازمة التي يعيشها هذا الفريق الذي يعاني على الصعيدين الدفاعي والهجومي.
وما لم يعزز الفريق اللقياني صفوفه جيدا قبل الاياب فإن القادم سيكون صعب بنفس تركيبة اللاعبين الحالية.