شريط الأخبار

غينس وخيمة للأسرى في فلسطين

غينس وخيمة للأسرى في فلسطين
بال سبورت :  

كتب جواد عوض الله/ رام الله

اجتاحت الأراضي الفلسطينية وما زالت حمى الأرقام القياسية، والسباق لدخول عالم غينس، ذاك الكتاب الموسوعي الذي يرصد منظومة الأرقام القياسية للأحداث البشرية والحيوانية والجغرافية والغرائب والعجائب وكل ما يدب فوق الأرض،وتحتها،يأتي في شكل رصد لصفات ومعطيات على وزن أطول ،واعرض، وأعمق،واقصر،واكبر، لما يسجل في كافة أنحاء دول العالم من احداث .  ويبدو أن حصة فلسطين في كتاب غينس للأرقام القياسية وحصاده من أرقامنا كبير،وعليه إفساح المجال للكثير الوفير، والحقيقة أننا لم نبدأ من اكبر صحن تبوله في محافظة رام الله ، وليس بأكبر قالب حلوى في الناصرة، أو بأطول طبق كنافة في نابلس،مرورا إلى أضخم ثوب مطرز بالخليل،وصولا إلى سدر المسخن ،واضفنا بالأمس القريب سدر المفتول،وفق ما أذاعت ونشرت اذاعات وفضائيات وصحف فلسطين المختلفة ، بل ربما بدأنا في حصد الأرقام القياسية قبل أن يصدر "غينس "كتابه ليرصدها، وربما استلهم الفكرة من المعطيات الفلسطينية باعتبارها سجلت السبق في ميادينها ، حيث أصدرت النسخة الأولى من كتاب (غينس) في العام 1955 ، في حين شهد التاريخ أن أطول إضراب شامل شمل مناحي الحياة حدث في فلسطين وامتد ستة أشهر في العام 1936،وان أطول احتلال في العصر الحديث حادث وما زال ماثل في فلسطين،وأكثر قضية صدر بحقها قرارات دولية هي لفلسطين،وأكثر شعب زج من أفراده وشبابه بمعتقلات الاحتلال هو في فلسطين ،وأطول حالة اسر سياسي مرت بالإنسانية هم في أسرى فلسطين الذين تجاوزا الثلاثين عاما،واكبر تعداد للمعتقلين في فترة واحدة هي في فلسطين،وأطول جدار فصل عنصري هو ما يلف أعناقنا ويعزل مقدساتنا وأهلنا عنا في فلسطين ،واكبر حالة لجوء وتشرد هي في شعبنا وأكثر عدد من الخيام وزع من الأمم المتحدة على لاجئينا، وأكثر قرى مدمرة ومهجرة هي في وطننا فلسطين ،وأكثر شعب تشرد وتهجر وانتشر في أصقاع الأرض،فمن المتجمد الشمالي إلى القطب الجنوبي يلجئ شعب فلسطين،وقد سجل رئيسها الراحل ياسر عرفات ،ما لم يسجله أي رئيس دولة ، بزيارة 25 بلدا في أسبوع، قبل حصاره في مقره سعيا وراء قضية شعبه الفلسطيني،وربما يحطم هذا الرقم فقط رئيسها الحالي محمود عباس،لنفس الموقف والثوابت والغاية والأهداف.  رغم اعتزازي بالتبولة والمسخن والحلوى والكنافة وثوب جدتي المطرز، وضرورة الدفاع عن هويتنا وموروثنا الثقافي، في وجه محتلنا ،الذي "يطاردنا" بعد أن طردنا من أرضنا، في مرجعية الحمص والفلافل ،والثوب المطرز أيضا ،حيث يروجها المحتل باعتبارها أكلات،وازياء شعبية اسرائيلة في الدول الغربية وللقطاعات السياحية الدولية، فان اعتزازي سيكون اكبر في التعبير عن منظومة واقعنا الوطني السياسي والدخول في صدام وفي مقاومة الاحتلال من خلال غينس وموسوعته العالمية، فالبعض منا والمعظم من حولنا قد لا يصنف هذه المأكولات خارج إطارها السطحي الذي يدور في فلك المعدة وما حولها، ونحن أحوج أن ننظر بعمق ابعد من مجرد ماذا نأكل ونلبس بعيون غيرنا، وارى إمكانية الانتقال في استخدام أرقامنا القياسية السالفة وغيرها ،للتعبير عن معاناتنا الإنسانية وحاجاتنا الروحية للحرية ،تماشيا مع أهدافنا ومشروعنا ومسيرتنا ورسالتنا الوطنية.  إننا إذ ننظر بعين الأمل المفعم بحتمية الانتصار لشعبنا وقضايانا العادلة ،لأتمنى على سلطتنا واذرعها (وزارة شؤون الأسرى)،ودائرة ( شؤون اللاجئين في منظمة التحرير ،ترجمة أرقامنا القياسية في مجال اللاجئين أو الأسرى ،وفي وقت نحن بصدد نصرة الأسرى في قضاياهم العادلة،وصولا للأفراج عنهم ،وذلك من خلال بناء اكبر وأضخم خيمة في العالم مظللة بزي العلم ندخل ( غينس) في موسوعتها، ولنكسوها بزي الكوفية ،ذات الرسالة الوطنية الفلسطينية ،ونقيمها في الساحة الكبيرة المقابلة لمقر المقاطعة بالقرب من ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات وامام الضيوف والبعثات الدبلوماسية والدولية والأممية زوار الرئيس القائد محمود عباس،لتبقى مزارا وناقوسا يدق لقضية الأسرى بكافة جوانبها ،وليأت هذا النشاط في إطار المقاومة الشعبية لشد انتباه العالم واصحاب القرار، ولنعكس من خلال هذه الخيمة الضخمة حجم قضية اللاجئين،والأسرى الفلسطينيين وعظم معاناتهم وأعدادهم، في وقت استحضر وتعاطف العالم مع معاناة أسيرهم السابق ، ولنرسل رسائل لاجئينا وأسرانا وأعدادهم وبؤس خيامهم وحقهم بالعودة والحرية، نعم، لنمر احتياجنا للأنعتاق من الاحتلال وطلبا للاستقلال، وليدخل الفلسطينيون كتاب غينس من أبوابهم الوطنية، لا نوافذهم المعدية.

مواضيع قد تهمك