شريط الأخبار

راني عصفور: الألمان وصفوه "بالمغرور"

راني عصفور: الألمان وصفوه بالمغرور
بال سبورت :  


رام الله- محمد الرنتيسي/ اللاعب والمدرب والنجم "السنجلاوي" راني عصفور من المدربين والإداريين واللاعبين السابقين، الذين تركوا بصمات واضحة على الرياضة الفلسطينية بوجه عام، ولعبة الكرة الطائرة على وجه الخصوص،.
ضيفنا اليوم، أحد نجوم الكرة الطائرة، الذين بذلوا من عرقهم الكثير للعبة، ودوّنوا أسماءهم في صفحاتها الخالدة.. لاعب نشأ وترعرع بين أحضان نادي سنجل، مستهلا مشواره الحافل مع اللعبة، التي يحنّ إليها كما يحنّ الطائر لعشه، ويحتفظ بذكرياته معها كما يحتفظ البحر بملحه.. شارك مع ناديه في العديد من الاستحقاقات المحلية والعربية، وأحرز معه (5) ألقاب رسمية، بينها (3) ألقاب كلاعب أساسي، وهي: كأس فلسطين (2006)، والدوري الممتاز (2009)، وكأس السوبر (2010)، كما دافع عن ألوان المنتخب الوطني في أكثر من مشاركة، أهمها بطولة المنتخبات العربية في الأردن، وبطولة التضامن الإسلامي في المملكة العربية السعودية.
هو راني عصفور، الغني عن التعريف بكل تأكيد، والذي ذاع صيته بين كل من له علاقة بالكرة الطائرة وعلى كل بقعة طاهرة من الوطن، فعُرف بدماثة أخلاقه الرفيعة، وقدراته الفنية الفذّة، ومهاراته العالية.. أحرز مع شقيقه رافي بطولة فلسطين للكرة الطائرة الشاطئية، ليمثلا فلسطين معا في أكثر من استحقاق عربي، وحققا نتائج لافتة، عندما تغلبا على المنتخب الأردني العسكري العريق باللعبة.. لكنه استعجل الرحيل، فقرر التنحي طوعا عن ميادين اللعبة، ليمتطي صهوة التدريب، وكل ما يحلم به حاليا، أمرين لا ثالث لهما.. مباراة الاعتزال، وفرصة التدريب (للفئات العُمرية) في ناديه والمنتخبات الوطنية.

البداية..
يوضح راني عصفور، أنه بدأ مشواره مع الكرة الطائرة منذ كان شبلا في نادي سنجل، حيث بدأ يتردد على تدريبات الفريق الأول، لتقع عليه عين مدرب الفريق آنذاك الكابتن سمير عصفور، ويطلب منه الحضور الى تدريبات فريق "الأشبال"، والذي لم يستقر فيه طويلا، حيث تألق بسرعة قياسية، لينتقل مباشرة إلى صفوف الفريق الأول وهو في عمر الزهور، وتبقى مشاركاته رمزية مع الفريق، وما أن أنهى دراسته الثانوية، والتحق بقسم التربية الرياضية في جامعة النجاح الوطنية، حتى لمع نجمه، متتلمذا على يدّي شقيقه المدرب القدير والغني عن التعريف هو الآخر، رافي عصفور، ليصبح لاعبا أساسيا، بل وركنا ركينا في طائرة سنجل المحلقة، ويبدأ مع زملائه بحصد البطولات والألقاب، وكتابة صفحات من الابداع والتميز في ميادين اللعبة، ومنذ ذلك الحين، لا تلبث أن تذكر اسمه الأول فقط.. ليكمل لك من حولك أنه راني عصفور لاعب الكرة الطائرة المميز بنادي سنجل والمنتخب الوطني، ويسرد لك ما تريد من سيرته الذاتية.

انجازات..
ساهم راني عصفور في وضع فريقه على رأس هرم الكرة الطائرة في فلسطين لسنوات عديدة، ولعل أبرز ما حققه مع فريقه منذ أصبح رقما صعبا في التشكيل الأساسي، التتويج بثلاث ألقاب رسمية أحرزها الفريق من أصل خمسة، ممثلة ببطولة الكأس العام (2006) والدوري الممتاز العام (2009) والكأس السوبر العام (2010)، فضلا عن حصد العديد من البطولات المحلية والتنشيطية، أما على صعيد التدريب، فقد حقق عصفور انجازا غير مسبوق، بقيادة منتخب تربية محافظة رام الله والبيرة، للفوز ببطولة مديريات الضفة ثلاث مرات متتالية، إلى جانب تدريب فرق الفئات العمرية لنادي سنجل لعدة سنوات، خرّج خلالها العديد من اللاعبين إلى الفريق الأول، فضلا عن تدريب العديد من الفرق المحلية لفترات مختلفة.

حكاية المدرب "المغرور"..
التحق راني عصفور مطلع العام (2010) بدورة تدريبية متقدمة بالكرة الطائرة في أكاديمية "لايبزغ" في المانيا، فأنهى بنجاح كبير برنامج "الدبلوم المتخصص في تدريب الكرة الطائرة"، وحصل على المركز الثالث بين اللاعبين العرب المشاركين في الدورة، وعن رحلته تلك، يوضح لنا حكاية وصفه بـ"المدرب المغرور" من قبل المدربين الألمان، فيقول: "شعرت خلال العديد من المحاضرات التدريبية، بأن مستوى لاعبينا الصغار يفوق بنسبة عالية مستوى اللاعبين الألمان، لكن الفروقات تبدأ بالظهور بمدى الاستمرارية، والامكانيات المتاحة للمضي قدما في تدريبهم وتحضيرهم للمستقبل، وعندما سألوني عما اذا كان لدينا في فلسطين لاعبون صغار يجيدون المهارات الأساسية للكرة الطائرة كصغارهم، أجبتهم بأن مستوى صغارنا أفضل بكثير – وهذه حقيقة ولا شأن لي بالمجاملة بها – فردّوا علي بالقول: أنت مدرب مغرور.. وإلّا لم لا تتفوقون علينا بهذه الرياضة..؟"، مجددا التأكيد بأنه لو توفرت الامكانيات لصغارنا من حيث الأدوات والمنشآت والمدربون المتفرغون، لتفوقنا على ألمانيا في قادم الأيام.

أبحث عن الفرصة..
بعد عودته من ألمانيا، قرر راني عصفور اعتزال اللعب محليا ودوليا بالكرة الطائرة، رغم أنه لا زال بشهادة القاصي والداني في قمة عطائه، ومن الصعب تعويضه، فهو يلعب في مركز (2)، المركز الأكثر فاعلية على صعيد الألعاب الهجومية، في الكرة الطائرة الحديثة.. حاول معه الجميع، ومنهم كاتب هذه السطور، لثنيه عن قراره، لكن رده كان دائما لا يخرج عن رؤية ثابتة: "ذهبت لألمانيا لاعبا وعدت مدربا.. لم أذهب الى معسكر تدريبي لتنمية مهاراتي كلاعب، وإنما لدورة تدريبية، لأتعلم كيف أصبح مدربا، واذا لم ابدأ بترجمة ما تعلمته على أرض الواقع، فلا فائدة إذن لشهادات تعلّق على الجدران"، ويواصل: "لا أقوى على البعد عن الكرة الطائرة، فهي تجري في شراييني، وكل ما أطمح له حاليا، أمران اثنان: مباراة اعتزالي، والتي أفضّل أن تكون على أرض ملعب سنجل الذي تربيت فيه، وبين أبناء بلدي وجمهوري الحبيب، وفرصة تدريب فرق "الفئات العمرية" في نادي سنجل، والمنتخبات الوطنية.. لقد تخلّيت عن عرض مغر للعب والتدريب في البحرين، خلال تواجدي في ألمانيا، لكني رفضت هذا العرض كي أخدم في بلدي، وأرفع علم فلسطين عاليا، في المحافل العربية والدولية".

الطائرة المُصغّرة..
استحدث الكابتن راني عصفور، لعبة الكرة الطائرة المصغرة، لما فيها من تحفيز للأجيال الشابة وتنشئتها على حب اللعبة، والرياضة بشكل عام، فقام بتنظيم أكثر من بطولة بهذا اللون الشيق والممتع لصغار اللعبة، بالتعاون مع وزارة ومديرية التربية والتعليم وعدد من المؤسسات الرياضية، موضحا أن الهدف الرئيس من وراء ذلك، هو إدخال عنصر جديد لتطوير الكرة الطائرة المحلية، للوصول بها إلى مراحل الانجاز، لافتا إلى أنه وفق دراسات علمية رياضية، ثبت أن الكرة الطائرة المصغرة، والتي تقام وفق أسس وأنظمة معينة، هي أساس الوصول للانجاز، مجددا التأكيد على أن عدة بطولات من هذا النوع سيجري تنظيمها تباعا، حتى تعمم على كافة محافظات الوطن، حيث سيتم التسلسل بالمراحل المختلفة للعبة الطائرة المصغرة، من خلال زيادة عدد لاعبي الفريق الواحد بلاعب واحد تلقائيا في كل بطولة، وهو النظام المتبع علميا، على طريق ترغيب اللاعبين الصغار بالإقبال على ممارسة الكرة الطائرة، باعتبارهم النواة الأساسية للنهوض بأي شكل من أشكال الرياضة، معربا عن أمله في أن يستمر الدعم والاهتمام بهذه الفئات، من قبل المؤسسات والشركات الوطنية.

ذكريات لا تنسى..
يستحيل الحديث إلى لاعب بحجم الكابتن راني عصفور، دون التطرق إلى بعض الذكريات الجميلة العالقة في الأذهان، خلال مسيرته الحافلة بالعطاء، سواء مع فريقه نادي سنجل، أو مع المنتخب الوطني.. يؤكد راني أن أفضل مباراة خاضها مع فريقه كانت في نهائي الدوري الممتاز العام (2009)، عندما توج مع رفاقه بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخ نادي سنجل، بعد الفوز على جيوس بثلاثية نظيفة، مبينا أن كلمة السر في تلك المباراة تمثلت بالمستوى الرفيع الذي قدمه كافة لاعبي الفريق وتجانسهم فنيا ومهاريا ومعنويا، وفي مقدمتهم شقيقه رافي، الذي كان نجما للدوري حينها بامتياز، ويضيف: "شقيقي رافي مثلي الأعلى، وهو من أفضل ما أنجبت ملاعب فلسطين على مر التاريخ، وكنت أحلم يوما ما بالوصول إلى مستواه، لكن هذه الأمنية لم تتحقق"، أما عن أفضل مباراة له مع المنتخب الوطني، فكانت أمام المنتخب الايراني العملاق، في بطولة التضامن الإسلامي بالسعودية، وعنها أردف قائلا: "رغم الفارق بالمستوى، الا أنني شعرت بدواعي الفخر والإكبار، أن ألعب أمام منتخب عريق بحجم ايران، فما أعظم أن تجد نفسك تدافع عن ألوان بلادك وتهتف بالفم المليان بأنك موجود رغم كل المعيقات، وفي مقدمتها الاحتلال الاسرائيلي وتداعياته.

اتحاد اللعبة..
المحطة الأخيرة في هذا الحوار الشيّق مع النجم راني عصفور، كانت عند اتحاد الكرة الطائرة، الذي استقال رئيسه العميد جبر عصفور، ولم تجر انتخاباته المقررة حتى الآن.. سألنا عصفور عن المطلوب أمام هذه المعطيات، فأجاب: "لم يسبق لأي لعبة في التاريخ أن ارتبطت بشخص، العميد جبر عصفور قام بواجبه على أكمل وجه، خلال فترة توليه رئاسة الاتحاد، وحبذا لو يسير من سيخلفه على نهجه، ويراكم على انجازاته، المطلوب حاليا أن تجري الانتخابات لفرز مجلس إدارة جديد للعبة، ومن ثم البدء بتشكيل اللجان الفاعلة، وفي مقدمتها لجنة المدربين والمنتخبات الوطنية، بما يشمل توظيف الكفاءات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأنا اقترح هنا على الاتحاد القادم الاستفادة من خبرات كل من رافي عصفور وأيمن عودة وأحمد خالد، حتى لو استمروا كلاعبين، فما المانع في أن توظف قدراتهم لخدمة منتخبات الفئات العمرية أو المنتخب النسوي على سبيل المثال؟.. يجب أن تضاف جهود هؤلاء الى جهود المدربين أحمد حمارشة ومنير التلاحمة، الذين نكن لهما كل الاحترام والتقدير، ومن خلفهم المدرب القدير معروف شطارة، الذي أتمنى أن يكون على رأس هرم مدربي اللعبة، بحيث يشكل مرجعية لهم، ويكون مستشارا لشؤون التدريب والمنتخبات والمشاركات الخارجية، كما وأدعوا الاتحاد الجديد إلى تفعيل دور الاعلام بشكل أكبر، فلا يعقل أن تظل مادة الكرة الطائرة، محصورة في صحيفة واحدة فقط، ممثلة بـ(أيام الملاعب) التي نجد أنفسنا فيها كمحبين ومتابعين لهذه اللعبة بكل صراحة، وبعيدا عن المجاملة".

البطاقة الشخصية:
* الاسم: راني حسين عصفور.
* العمر: 30 عاما.
* في الملاعب: 18 عاما.
* حاصل على بكالوريوس تربية رياضية من جامعة النجاح الوطنية.
* يحمل شهادة الدبلوم المتخصص بتدريب الكرة الطائرة من جامعة لايبزغ بألمانيا.
* متزوج وله طفلان (ضياء وريم).

مواضيع قد تهمك