كأس السلة: الحنكة الفرنسية وثلاثيات الحصري أدت لتفوق السرية

رام الله ـ محمد مناصرة/ اسدلت الستارة على فعاليات بطولة كأس فلسطين بكرة السلة باللقاء الذي جمع عمالقة السلة الفلسطينية "ابداع الدهيشة" و"سرية رام الله" والذي انتهى لمصلحة الاخير بنتيجة 75 -70، وجرى اللقاء الذي على صالة الخليل الرياضية الثلاثاء الماضي واستحق من خلاله فريق السرية اللقب بكل جدارة وبشهادة كل من تابع وحضر.
ابداع الدهيشة دخل اللقاء متخماً بالثقة الزائدة خصوصاً مع قدوم المحترف الفلسطيني في الولايات المتحدة جمال ابو شمالة، حيث وضع ابداع في تصور ان اللقب اصبح محسوماً مع قدومه، وفي حقيقة الامر لا يختلف اثنان على ان ابو شمالة احد افضل المحترفين الفلسطينيين في الخارج ان لم يكن افضلهم، وقد شاهدنا ما قام بها من اعمال رائعة خلال مباريات بطولة غرب اسيا التي اقيمت في الاردن وحققت فلسطين حينها فوزا تاريخيا على لبنان، بالاضافة الى المستوى الباهر الذي قدمه ابو شمالة في هذا اللقاء حيث سجل 33 نقطة منها 6 ثلاثيات ،وهي نسبة رائعة اذا ما قارناها بعدد النقاط التي سجلها فريق ابداع، وبالتالي فان ابو شمالة سجل ما نسبته 48% تقريباً من نقاط فريقه بالرغم من وصوله المتاخر الى معسكر وتدريبات الفريق وعدم انسجامه معهم، وقد ظهر هذا واضحاً خلال اللقاء باستثناء بعض اللمسات ما بينه وبين من سبق ان لعب معهم من زملائه في المنتخب ضمن بطولة غرب اسيا امثال يحيى الخطيب واياد عبد الله.
لم تكن المشكلة في جمال ابو شمالة كما تقول وتشير اليه الاحصائيات، ولكن المشكلة كانت في فريق ابداع واعتماده الواضح على المحترف الفلسطيني، وقد فقد ابداع هويته في هذا اللقاء وغاب حضوره المعهود وانسجامه الدائم، وكما صرح كابتن الفريق يحيى الخطيب بعد اللقاء: "ما كان ينقصنا هو روح الفريق، وهذا هو الفرق الوحيد ما بيننا وبين السرية وهو سر تفوقهم هذه الليلة".
وأضاف: "مدرب الكتيبة الابداعية لم يحسن قراءة المباراة، كما ان المتالق دوماً عبد الله جبر في الثلاثيات لم يكن في يومه كما عهدناه، بالاضافة الى الضغط الاعلامي الهائل على فريق ابداع مع قدوم ابو شمالة، كل هذه الاسباب تجلت في تراجع ابداع وفقدانه للقبه الخامس في تاريخه.
فريق السرية كان مغايراً، وقلب كل التوقعات التي صبت في صالح ابداع واستحق لقباً غاب عن خزائنه منذ سبع سنوات، فكان الاجدر بحمل كأس فلسطين، فتميز بثقة عالية وروح قتالية وانسجام واضح ظهر جلياً بين لاعبيه، ولعل المدرب الجديد للسرية الفرنسي "غي" كانت له بصمته الواضحة، واحسن قراءة المباراة جيداً بالرغم من حداثته مع فريق السرية، ولعل التفوق الواضح لمهندس الثلاثيات سليم الحصري كان له الاثر الواضح والبصمة الكبيرة في الفوز، حيث سجل 7 ثلاثيات كانت كفيلة بقلب الطاولة على ابداع، بالاضافة الى التوفيق الذي لازم الفريق خاصة في الشوط الثالث.
ومما لا شك فيه ان وجود لاعب مثل سني سكاكيني يتمتع بخبرة خارجية وطويلة ويعتبر احد افضل لاعبي الارتكاز في فلسطين، شكل سداً منيعاً امام تحركات الكتيبة الابداعية وظهر بشكل رائع في اللقاء وسجل العديد من النقاط المهمة بالاضافة الى تفوق وظهور لافت لكابتن الفريق ابراهيم حبش الذي حد من خطورة ابو شمالة وتميز في لم الكرات والتسجيل على السلة وتالق غير اعتيادي لتامر جبش وكل ذلك كان احد اسباب التفوق لفريق السرية.
في النهاية ابتسمت صالة الخليل لفريق السرية الذي اجمع الحاضرون على انه استحق اللقب عن جدارة، وبأن فوزه على ابداع لم يكن بمحض الصدفة.
وبحصول السرية على هذا اللقب فانه يوجه انذاراً مرة اخرى لحامل لقب الدوري الفلسطيني "ابداع الدهيشة" والفرق المنافسة بان فريق السرية قادم بقوة للتربع من جديد على عرش كرة السلة الفلسطينية من بوابة الدوري للموسم القادم.
وبهذا يكون الاتحاد الفلسطيني قد قطع شوطا كبيراً في هذه اللعبة من خلال مواصلته في انهاء البطولات الرسمية بنجاح منقطع النظير وبالفترات الزمنية المحددة، ولا ننسى الجمهور العريض الذي تابع هذا اللقاء ولقاءات سابقة حيث بدأ يتسع جمهور السلة الفلسطينية مع مرور الوقت واصبح الجمهور علامة فارقة في مثل هذه المباريات وظهر ذلك واضحاً في لقاء السرية وابداع.