شريط الأخبار

وترجل المهندس ..

وترجل المهندس ..
بال سبورت :  


كتب بدر مكي / القدس

تعززت علاقتي بالمهندس مالك البرغوثي ، عندما عملنا سويا في ملعب الشهيد فيصل الحسيني ، لقد تفرغنا للعمل به .. وزملائي محمد زياد صب لبن وياسين الرازم من مديرية الشباب والرياضة في القدس .. كنا نتواجد بشكل دائم حيث قامت وزارة الشباب في تلك الفترة .. في اواخر العام 2006 .. بانتدابنا للاشراف على عملية تطوير الملعب وتعشيبه .. كنت حينها قد حصلت على التمويل اللازم بصفتي عضوا في اتحاد الكرة .. بعد زيارة عمل الى زيوريخ .. وكان الاجتماع استثنائيا مع السادة بلاتر وابن همام والشيخ طه اسماعيل وجيروم شامبن وباسكال تورس وراوراوا .

وأصر المهندس البرغوثي أن يساهم في عملية البناء و الانجاز بحكم كونه مهندسا مسؤولا عن المشاريع في الوزارة .. وتعرفنا هناك في الملعب المتاخم لجدار الفصل العنصري على عديد المهندسين الذين أشرفوا معنا على عملية البناء .. لقد كانوا مجموعة من المهندسين الأبطال الذين التحموا من خلال عملهم من أجل بناء صرح رياضي في القدس .. حيث كان معنا أولاد الاطرش والخطيب والاشهب وانضم الينا نضال الحديد وماجد العبوة من مكتب الفيفا في الاردن وعبد المجيد مدنية من الحكم المحلي .. وهكذا كانت العلاقة تتعزز يوما بعد يوم .. نتناقش خلالها بالرياضة و السياسة والاقتصاد .. نتحلق حول وجبة من الكعك المقدسي والفلافل .. كان ذلك في الفترة الصباحية التي امتدت لأكثر من عامين .. وأحيانا نحضر ليلا حتى نحافظ على عملية التغيير التي صاحبت أرضية الملعب و جنباته .. وامتدت علاقتي بالمهندس مالك بعد العودة الى عملنا في الوزارة بحكم العلاقة التي تربط مهامنا الاعتبارية بين العلاقات العامة والاعلام من جهة وبين دائرة المشاريع التي امتد عملها في انشاء العديد من الملاعب المعشبة وتجلى ذلك في الملاعب الصغيرة المعشبة المنتشرة في انحاء الضفة .. وتسلمنا العديد منها برفقة الاختين المهندستين رشا وسبأ .. وأطلق البرغوثي العنان لأفكاره مشددا على أهمية تسليم المنشآت وفق الاصول .. وقد ساعدنا في العمل بهذه الطريقة موسى أبو زيد الذي أطلق أيدينا في كافة المحافظات .. بل انه تمت الاستعانة بالمهندس مالك في مشاريع لم يكن للوزارة دور في الاشراف عليها .. و كان مالك قد أشرف على العديد من البطولات .. وعشق لعبة كرة القدم .. وكانت تربطه علاقة طيبة مع أسرة كرة القدم في عديد المحافاظات وخاصة في محافظة رام الله والبيرة اضافة لعلاقاته المميزة مع زملائه في الوزارة وعدد من المهندسين في السلطة والبلديات .. كانوا يستشيرونه في قضايا هندسية عدة نظير الخبرة التي اكتسبها و خاصة في موضوع البنية التحتية و الملاعب المعشبة اصطناعيا .

ولم يكن غريبا في جنازته أن يحضر وفد كبير من الوزارة سابقا وخاصة موسى ابو زيد المعروف عنه بأنه لا يقصر في مناسبات كهذه .. وكذلك اللواء جبريل الرجوب الذي كان خارج الوطن .. ولكنه كان حاضرا كعادته من خلال وفد المجلس واكليل الزهور الوحيد .. الذي حمل اسمه تكريما للراحل الكبير .. وكذلك برقية التعزية للعائلة وفي الصحف وقد وصفه بأنه احد ركائز العمل الرياضي في فلسطين .

وكان الأمعري قد حمل صورته في المدرجات أثناء حفل تتويجه بلقب كأس الشهيد ياسر عرفات .. وقد عمل للأمعري لفترة طويلة .. وهذا هو الوفاء للراحل الذي كان دوما متواضعا يخدم الجميع و يقدم خلاصة تجربته في الحياة .

وستقام عديد البطولات التي تحمل اسمه، ولكني اطالب بأن يطلق اسم الراحل على احدى المنشآت الرياضية لتخليد ذكرى أعماله في البنية التحتية .

رحمك الله مالك وانشاء الله مع الصديقين والشهداء .

مواضيع قد تهمك