آسطورة الملاكمة العالمي محمد علي كلاي أطفئ شمعته السبعين
محمد علي ملاكم أمريكي ولد باسم (كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور) (بالإنجليزية: Cassius Marcellus Clay Jr) في 17 يناير 1942 لإسرة مسيحية في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي، فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل 3 مرات على مدى عشرين عاما قضاها على حلبات الملاكمة، وفي عام 1999 توج محمد علي كلاي بلقب "رياضي القرن".
سيرته الذاتيه
ولد محمد علي في ( لويزفيل ) في ولاية كنتاكي وأبوه كلاى الأب ( مارسيللو كلاى ) وأمه ( أوديسا جريدى كلاى ) وكانت ربة منزل وعلى الرغم من أن والده كان من طائفة الميثودية إلا أنه سمح لزوجته أن تعلم الابنين ( كلاى ) مذهب Baptists أو العمدانيين ..
تخرج ( كلاى ) بالكاد من مدرسة ( لويزفيل ) المتوسطة عام 1960 وكان الـ 369 من 391. وكان يستغل الأجازات غالبا في الرحلات.
وذات يوم قال رئيسه ( اتود جادل ) أن ( كلاى ) سيثري يوما أكثر من أى طالب في هذه القاعة.
احتراف الملاكمة
احترف محمد علي رياضة الملاكمة عام 1960 وكان عمره 18 عاما بعد أن أحرز للولايات المتحدة الميدالية الذهبية في دورة روما الأوليمبية وكان يكرس كل جهوده في تدريب أخيه الأصغر علي محمد علي الذي تعرض عدة مرات لمحاولات اغتيال فقرر مغادرة الولايات المتحدة والاستقرار في سوريا.
اعتناقه الاسلام
وفي عام 1964 صدم العالم عندما استطاع محمد علي اقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة وكان عمره لا يتجاوز 22 عاما آنذاك ، وبعد انتصاره فاجأ العالم مرة أخرى بإعلانه الإنضمام إلى جماعة أمة الإسلام وتغيير اسمه إلى اسم جديد وهو محمد علي فقط دون اسمه الأخير "كلاي" لأنه كان اسم العبوديه المطلق عليه و يعني الطين باللغة الإنجليزية ، وكان وراء تلك الحركة المفكر الإمريكي مالكوم إكس المتحدث الرسمي لجماعة أمة الإسلام وهو كان صديق مقرب وحميم لمحمد علي، وفي عام 1965 اعلن محمد على إعتناقه للدين الإسلامي.
فلقد اعتنق الاسلام ولم يضع اهتماما لما سيحدث من انتقاص لشعبيته ولكن شعبيته وحب الناس له زادت واكتسحت الافاق.
ويذهب ليبستي إلى ان كاسيوس كلاي(محمد على) اختار ان ينضم إلى منظمة تعرف باسم امة الاسلام والى رجل اسمه الياجا محمد، فالياجا محمد ولد في جورجيا في عام 1898، وكان والده قد سماه الياجا بول. ولكن في عام 1923 اتجه إلى ديترويت واستقر فيها، وبعد 8 سنوات من استقراره في ديترويت زاره تاجر من الشرق اسمه دبليو دي فراد (W.D.Frad)، وهو نصفه اسود ونصفه ابيض، اي انه هجين من اسرة مختلطة سوداء وبيضاء، واستطاع ان يكون مقبولا لدى السود في الولايات المتحدة ويصبح قائدا لهم. وعلم فراد الياجا محمد مبادئ الدين الاسلامي. وهناك قصص واساطير تروى عن اصل فراد وعن اسلامه، وانه تلقى اسلامه من رجل اسود في مكة المكرمة اسمه يعقوب، ونحن في غنى عن ذكر تفاصيل هذه الاساطير العجيبة. ونخلص إلى ان كلاي بدأ يتردد سرا إلى الياجا محمد ويحضر دروسه الدينية في مطلع الستينات.
موقفه من حرب فيتنام
في عام 1964 رسب محمد علي في الاختبارات المؤهلة للالتحاق بجيش الولايات المتحدة لأن مهاراته الكتابية و اللغوية كانت دون المستوى . على أية حال, في بدايات عام 1966 تمت مراجعة الاختبارات وصنف محمد علي على أنه ينتمى للمستوى 1أ. مما كان يعنى أنه مؤهل للالتحاق بالقوات المسلحة. كان هذا في غاية الخطورة: لأن الولايات المتحدة كانت في حالة حرب مع فيتنام. عنما تم إخباره بنجاحه في الاختبارات, أعلن أنه يرفض أن يخدم في جيش الولايات المتحدة و اعتبر نفسه معارضا للحرب. قال محمد علي : "هذه الحرب ضد تعاليم القرآن, و أننا - كمسلمين - ليس من المفترض أن نخوض حروبا ً إلا إذا كانت في سبيل الله و رسوله, و أننا لا نشارك في حروب المسيحيين أو الكافرين". كما أعلن في عام 1966 : "لن أحاربهم - قاصدا ً فيت كونج الجيش الشيوعى في فيتنام - فهم لم يلقبونني بالزنجي "
سحب اللقب
وفي عام 1967 في قمة انتصاراته في عالم الملاكمة ، تم سحب اللقب منه بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام اعتراضاً منه على الحرب شأنه شأن الكثير في ذلك الوقت. و قد كان قد دعم من الكثير من الناس في معارضته و تكبد الجيش الأمريكي خسائر كبيرة في تلك الحرب كما توقع.
عاد محمد علي للملاكمة مرة أخرى عام 1970 في مباراة وصفت بأنها (مباراة القرن) ضد فريزر حيث لم تسجل هزيمة لأي منهما في أي مباراة من قبل ، وكانت مباراة من 3 مباريات متفرقة فاز محمد علي 2 منها.
وفي عام 1974 هزم محمد علي الملاكم القوي فورمان ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره.
حياته الشخصية ..
محمد علي قد تزوج 4 مرات ولديه 7 بنات وولدين ، علي التقى زوجته الأولى نادلة الكوكتيل صونجي روى وتزوجا في 14 أغسطس 1964.
وكانت اعتراضات روى على أداب الإسلام في ملابس المرأة ساهمت في انهيار هذا الزواج, و قد تم الطلاق في 10 يناير 1966. و هو في 25 من عمره تزوج محمد على من بيلندا بويد - 17 عاما ً - و ذلك في يوم 17 أغسطس 1967 . أسلمت بيلندا بعد الزواج, و أصبح اسمها خليلة على, مع أن عائلتها و أصدقائها القدامى ظلوا ينادونها باسم بيلندا. أنجبوا 5 أبناء: مريم (م. 1968), جميلة و ليبان (م. 1970), و محمد على الصغير (م. 1972). بدأ محمد على علاقة مع أمرأة تدعى فيرونيكا بورش في عام 1975. و في صيف عام 1977, انتهى الزواج الثانى لمحمد على و تزوج من فيرونيكا. خلال فترة الزواج, أنجبوا طفلة أسموها هناء, كما أنجبوا طفلة أخرى اسمها ليلى في ديسمبر 1977, لكن تم الطلاق بينهما في عام 1986. قى 19 نوفمبر 1986, تزوج محمد على يولندا علي بعد صداقة بدأت منذ 1964 في لوزيفل. والدتهما كانتا صديقتان مقربتان. كما أنها أنكرت ما أذيع أنه كان جليسها عندما كانت طفلة, و تبنوا طفلا ً واحدا ً اسمه أسعد. محمد علي له بنتان أخريتان هما مايا و خليلة من علاقات أخرى.
من أشهر ملاكماته
في عام 1970 سمح لمحمد علي بالملاكمة مرة اخرى للحصول على لقب البطولة ضد جو فريزر الذي صنف بأنه لا يهزم .
علي و فرزير تواجهوا في عام 1971 في حلبة مديسون و كانت تدعى مواجهة القرن لان الملاكمين لم يهزموا قبل الملاكمة , و الاثنين يسعون للفوز بالبطولة فريزر استطاع الفوز بلكمة قوية و بهذا الحق بكلاي اولى هزائمه لاكن كلاي فاز بالعديد من المباريات بعد ذلك.
في عام 1973 و بعد هزم أقوى ملاكم في الوزن الثقيل في وقتها انطلق لمواجهة فريزر في البطولة مرة اخرى لاكن هذه المرة استطاع كلاي الفوز و الحصول على لقب البطولة .
في واحد من اقوى مباريات في تاريخ الملاكمة استطاع كلاي الانتصار على الملاكم القوي جو فورمان في زائير و كانت في غابة لذا سميت بـملاكمة او مواجهة الغابة.
في الواقع لم يتوقع احد انتصار علي على فورمان بسبب قوة فورمان و الذي استطاع الانتصار على فريرز بنتيجة ساحقة و في اجمالي الاحصائيات فأنه اوقع به بلكمة واحدة 6 مرات في 4 دقائق و 30 ثانية ..!
لكن و بتكتيك مدهش أستطاع محمد علي كلاي الانتصار على فورمان و الحصول على اللقب و كانت مواجهة الغابة الموضوع الفائز للافلام الثقافية في عام 1996 و صنفت المباراة بأنها 7 اعظم لحظة رياضية في التاريخ .!
لقب كان يطلقه على نفسه قبل اسلامه
كان قبل إسلامه يلقب نفسه ب "الأعظم " ، إذ كان أفضل ملاكمي عصره ،بل إن النقاد الرياضيين لقبوه بأفضل ملاكمي القرن الحالي كله ، فلم يعرف تاريخ الملاكمة ملاكـما أسرع منه ، كان يتراقص على الحلبة برشاقة ثم ينقض على خصمه إنقضاض الدبور، ويلدغه بلكمة
لا يملك منها هرباً أو فكاكا ً. . يسقط على أثرها صريعا ليعلو صوت البطل : "أنا الأعظم ".
ولكنه حين أسلم نبذ هذا اللقب ، إذ لم يعد ميالا للتعالي ، وصار بسيطاً ببساطة الروح الإسلامية
إنه الملاكم العالمي "كاسيوس مارسلوس كلاي " ، الذي عرفه العالم -- فيما بعد - باسم : محمد علي كلاي :
قصة اسلامه يرويها بنفسه
يحدثنا عن رحلته إلى الإسلام فيقول . "ولدت في "كونتر" بالولايات المتحدة الأميريكية ، تلك المنطقة التي اشتهرت بالدجاج المطهي بطريقة فريدة ماتزال تحمل اسمها، واشتهرت أيضا بابشع ألوان التفرقة العنصرية .
كان طبيعيا أن أعاني منذ الطفولة من التفرقة العنصرية بسبب لوني الأسمر، ولعل تلك المعاناة كانت حافزا لتعلم الملاكمة، لكي أتمكن من الرد على من يسيء إلي من أقراني البيض ، ولأني أملك قواماً رياضياً وعضلات مفتولة ، فقد وجدت الطريق نحو هذه الرياضة ممهداً لي . .
ولم أكد أبلغ 20 من عمري حتى تمكنت من تحقيق بطولة الوزن الثقيل في دورة ولم تمض سنوات قليلة حتى تمكنت من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من شريرالحلبة " وني ليستون " في واحدة من أقصر مباريات الملاكمة ، إذ لم تستغرق سوى ثوان معدودة ، توجت بعدها بطلا للعالم . . وبين ضجيج هتافات المعجبين ، وبريق فلاشات آلات التصوير،
وقفت لأعلن أمام ملايين الشهود - الذين تحلقوا حول الحلبة وأمام أجهزة التلفاز- إسلامي ، يرددون : "أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله " ،
وغيرت أسمي إلى "محمد علي كلاي " ، لأبدأ - وسط دهشة المشاهدين -
معركة أخرى مع الباطل ، الذي أزعجه أن أعلن إسلامي بهذه السهولة والبساطة .
إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمرأ طبيعيا يتفق مع الفطرة،
فطرة الله التي فطر الناس عليها، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق
سنوات من التفكير الممعن ، كانت بدايته عام 1960 م
حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحا عن الإسلام ،
إذ أحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي حانيا قولا،
وصاح صائح في أعماقي يدعوني إلى تلمس الحقيقة ، حقيقة الله والدين والخلق . .
لقد استغرقت رحلتي الإيمانية سنوات من المقارنة بين الإسلام و "المسيحية"(ا)،
وكانت رحلة شاقة، فالكل من حولي ما بين مثبط ومضلل ،
والمجتمع نفسه مجتمع يشيع فيه الفساد، ويختلط فيه الباطل بالحق ،
ثم إن الدعاية الكنسية تصور المسلمين في صورة همج ،
وترجـع أسباب تخلفهم إلى الإسلام ، إلا أني - وقد هداني الله ونور بصيرتي -
عمدت إلى التمييز بين واقع المسلمين اليوم ، وحقيقة الإسلام الخالدة،
إذ وجدت في الإسلام دينا يحقق السعادة للبشر جميعا ،
ولا يميز بين لون وجنس وعرق ، فالكل متساو أمام الله - عز وجل -،
أفضلهم عند ربهم أتقاهم ، فادركت أني أمام حقيقة ربانية لا يمكن
أن تصدر عن بشر. قارنت بين تثليث النصارى وتوحيد الإسلام ،
وامنت أن الإسلام هو الأقرب إلى المنطق ،
فلا يعقل أن يدير ثلاثة الهة كوناً واحداً بمثل هذا النظام المتفرد البديع
نسبة إلى المسيح عليه السلام ، والصواب أن يقال : ( "النصرانية
كما هو تعبير القرآن الكريم ، ولأن المسيح بريء منهم بعد أن حرفوا دينهم .
الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار. . . )،
إنه أمر يستحيل حدوثه ، ولا يمكن أن يقنع إنسانا يفكر ويستخدم عقله .
ولمست كيف يوقر المسلمون عيسى عليه السلام ، وأمه العذراء البتول ،
ويرفعونهما إلى المقام اللائق بهما، فادركت بانه لأعداء من الإسلام
نحو المسيح عليه السلام أو المسيحية في حقيقتها النقية،
وأن ما يشيعه القسس والرهبان حول ذلك محض افتراء وكذب .
ثم قرأت معاني القران الكريم مترجمة فـما ازددت مع كل سطر إلا اقتناعا
بأن هذا الدين حقيقة ربانية محال أن يخترعه بشر،
وعمدت إلى الاختلاط أكثر بجماعات المسلمين ،
فلم أجد منهم سوى طيب المعشر والتسامح والمحبة التي افتقدتها
في تعاملي مع النصارى" الذين نظروا إلى لوني ولم ينظروا إلى جوهري " .
هذه قصة إسلام بطل الملاكة المسلم "محمد علي كلاي "
الذي أعلن إسلامه صريحاً في لحظة انتصاره ،
وكانما أراد أن يسدد للطاغوت ضربة قاضية كتلك التي نالها
شرير الحلبة البشع (سوني لوستون ) .
ولم يكن إعلانه لإسلامه نهاية المطاف وإنما بدايته ،
إذ عد يوم إسلامه يوم مولده الحقيقي ، وبدأ يمارس حياته من هذا المنطلق ،
فترك خلفه ما كان يتناوله من صنوف الطعام والشراب والحياة المخالفة للإسلام ،
واتجه بقلبه وعقله وجميع جوارحه إلى الله ، وحفظ - أول ما حفظ -
فاتحة الكتاب ، ليبدأ بها رحلة الطمانينة والإيمان . زار "محمد علي "
مكة المكرمة وتكررت زياراته لها وللمدينة المنورة ،
يسال ربه المغفرة لما كان قد ارتكبه من ذنوب في حياته السابقة قبل إسلامه ،
ويطلب منه - عز وجل - أن يرزقه حسن الختام .
وهو الأن رب أسرة مسلمة،
وقد حرص أن يسمي أبناءه وبناته باسماء إسلامية أصيلة،
فلديه : محمد ومريم ورشيده وخليلة وجميلة وهناء وليلى،
وهم يتلقون تعليأ إسلاميا ويذهبون للمساجد باستمرار
حتى يكونوا على صلة دائمة بربهم ثم بابناء جلدتهم من المسلمين .
يعد من أنشط رجال الدعوة الإسلامية في أمريكا، وأكثرهم عطاء،
ومع ذلك فما يزال يحس بأنه لم يقدم ما يريد،
ففي ذهنه الكثيرمن الامال والأماني لعطاء أكبر من أجل خدمة دين الله
وإعلاء كلمته ..
وأخيراً ... مرضه
أصيب محمد علي بمرض الشلل الرعاش ، إلا أنه لا يزال رمزاً رياضياً محبوباً إلى الآن أتناء مرضه كان صابراً لأقصى درجة حيث انه كان دائما يقول ان الله ابتلاه ليقول له أنه ليس الأعظم بل أن الله هو الأعظم.