انتقام مدرب.. ام كفاءة «نص كم»

كتب محمد سدر / البيرة
قد يكون منتخب الناشئين لمواليد العام 1996 احد الآمال المستقبلية للكرة الفلسطينية، وفلسطين تملك مجموعة رائعة من المواهب الكروية من هذه الفئة وهؤلاء الصغار بحاجة الى اهتمام ورعاية من قبل أنديتهم والعدالة في الاختيار والبحث بمهنية عن افضل العناصر من قبل المسؤولين عن منتخبهم دون النظر الى اسم أنديتهم وتاريخهم او علاقة المدرب باللاعب او مصالح شخصية اخرى تحبط من معنويات اللاعبين وقد تدفعهم الى التوقف عن ممارسة لعبتهم المفضلة لشعورهم بالظلم والاهمال من قبل المسؤولين عن المنتخب.
اتحاد كرة القدم نظم مشكورا بطولة لهذه الفئة واستمرت لأشهر ووصل لمربعها الذهبي افضل الفرق بالتأكيد لان كلا منها خاض اكثر من عشر مباريات وهذا العدد من المباريات كاف لاثبات قوة هذه الفرق وتفوقها على الفرق الاخرى.
وكان من المنطق ان يشاهد المدير الفني للمنتخب الوطني بشخصه مباريات هذه الفرق ولكنه للأسف اكتفى بمشاهدة مباراة واحدة ضم على اثرها ثلاثة لاعبين من فريق ما نتمنى ان يشركهم في المنتخب في تصفيات آسيا لنتأكد من حسن اختياره لهم، وبالنسبة للفرق الاخرى التي وصلت للمربع الذهبي اكتفى بضم لاعب من كل فريق اثنان منهم شاركا مع المنتخب في البطولة العربية بالسعودية والآخر اختبروه وتجاهلوه وعادوا واختاروه مع العلم ان هذا اللاعب من افضل ما رأيت في السنوات الاخيرة ويستحق ان يكون أحد عناصر المنتخب الاساسية.
نعود للمدير الفني للمنتخب ونسأله لماذا تجاهل ضم لاعبين مميزين من أحد فرق المربع الذهبي شهد لهم القاصي والداني بالاداء الرائع والقوة واللياقة والفكر الكروي؟! اتمنى ان يتخلى عن عناده ويعترف بان العلاقة مع مدرب هذا الفريق وقفت حائلاً امام ضمهم، لانه تجرأ واثنى على قرار رجل الرياضة الاول باقالة جميع الاجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية بعد اخفاقها الشديد في المهمات التي اوكلت بها، ومنها هذا المنتخب الذي كان ضعيفا لأبعد الحدود في بطولة السعودية وتلقى ثلاث خسائر قاسية مع اداء ضعيف لا ينم عن الفترة الاستعدادية التي خاضها هذا المنتخب عكس ما كان يحدث مع المنتخبات الاخرى في الفترة السابقة.
من يعمل في الوسط الرياضي يعلم تماماً بأن الكفاءة التدريبية اهم بكثير من الشهادات العلمية التي لا تصنع مدرباً في اغلب الاحيان، فنحن لدينا مدربون اكفاء جدا وحاصلون على شهادات علمية ايضا وعملهم مع المنتخبات والاندية يشهد لهم، ولدينا ايضا من هم اعلى منهم علماً ولكن نتائجهم سيئة واخفاقاتهم لا تتوقف. فالمدرب علم وكفاءة وشخصية، والعلم وحده لا يصنع مدرباً.
على العموم نتمنى التوفيق لهذا المنتخب في تصفيات آسيا فهو يمثل فلسطين الغالية علينا جميعاً، فنحن مع المنتخب قلباً وقالباً واختلافنا مع المدير الفني لن يمنعنا من الدعاء من القلب لهذا المنتخب بالعودة بنتائج ايجابية تتماشى مع مشروع اللواء الرجوب الوطني بخلق رياضة مشرفة.
وبعد العودة من المشاركة نتمنى من لجنة المنتخبات اعادة تقييم مشاركات هذا المنتخب وتصويب الاوضاع واتخاذ القرارات المناسبة بعيدا عن العواطف.
عموماً منتخباتنا الوطنية لا يصلح للاشراف عليها الا مدربون اجانب، من المنتخب الاول حتى البراعم، وهذا ما يؤمن به رجل هذا الزمان اللواء الرجوب وصرح به اكثر من مرة وانا على يقين بان المسألة مسألة وقت ليس إلا. فالقائد الرجوب يعتبر المنتخبات الوطنية الاهم في المشروع الرياضي ولهذا وفر لها ما تحلم ولا تحلم به.