انتخابات "الفيفا" تضع حداً لـ"قطيعة" بن همام والكويت
دبي – يزن أحمد / يبدو أن الخلافات العميقة التي حكمت علاقة القطري محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والمرشح لرئاسة الاتحاد الدولي من جهة، والكويت البلد المؤثر في العمل الرياضي العربي والآسيوي من جهة ثانية، يبدو أنها في الطريق للانتهاء بعد تصريحات للشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي لمّح فيها إلى وقوف بلاده إلى جانب بن همام في مسعاه لتولي رئاسة "الفيفا".
وكانت حرب تصريحات نارية اندلعت بين بن همام والفهد خلال الفترة الماضية على خلفية قرار الاتحاد الآسيوي منع بعض لاعبي المنتخب الكويتي في بطولة كأس أمم آسيا الأخيرة لأسباب إدارية قبل التراجع عن هذا القرار، بالإضافة لبعض الملفات الأخرى التي شكّلت مادة خصبة للخلاف بين الطرفين، وعلى رأسها حرمان الأندية الكويتية من المشاركة ببطولة دوري أبطال آسيا.
دعوة للزيارة
وفاجأ الشيخ طلال الفهد الجميع بدعوته محمد بن همام لزيارة الكويت في الفترة المقبلة للتباحث حول انتخابات الاتحاد الدولي "الفيفا" والتي يسعى فيها المرشح القطري لتجاوز عقبة السويسري جوزيف بلاتر وتبوأ منصب رئيس الاتحاد الذي لم يسبق لأي شخص من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية الوصول إليه.
وقال الفهد: "العروبة والدم ستكون لها اعتبارات في تلك الانتخابات"، لكنه لم يعلن صراحة الوقوف مع بن همام ضد بلاتر في الانتخابات المقبلة، وفي الوقت ذاته دعاه لزيارة الكويت في إشارة يرى مراقبون أن الهدف منها "مساومة" بن همام بإعادة النظر في قرار إبعاد الأندية الكويتية عن المشاركة في دوري أبطال آسيا، مقابل منح صوت الكويت له.
وفي سياق نفس التصريحات التي أدلى بها الفهد، دعا بن همام لتغيير موقفه بشأن حرمان الأندية الكويتية من المشاركة في البطولة الآسيوية، وقال: "من الظلم عدم مشاركة القادسية، الكويت، والعربي في دوري أبطال آسيا".
خلافات مستحكمة
ومن المعلوم أن الاتحاد الآسيوي قرر حرمان الأندية الكويتية من مسابقة دوري الأبطال، وذلك لعدم استيفاء جميع الشروط والمعايير التي وضعها الاتحاد خاصة البند الخاص بتحويل الأندية الرياضية إلى تجارية لأن هناك صعوبات في تحقيق ذلك لخضوع الأندية الكويتية لقوانين محلية يصعب تعديلها في الوقت الحالي لظروف سياسية، وهو قرار أثار غضباً واسعاً في الكويت.
ووقفت الكويت أخيراً مع المرشح البحريني سلمان آل خليفة لمنصب عضوية المكتب التنفيذي لـ"الفيفا" ضد بن همام، وهو ما زاد من حالة الاحتقان بين الجانبين، فيما امتدت حمى الخلافات لتشمل الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الذي هاجم بن همام ووصف قطر بأنها أصبحت "كورية" في أعقاب وقوفها مع المرشح الكوري ضد الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني في انتخابات عضوية "الفيفا".
ويسعى بن همام لتصفية خلافاته الكثيرة لتقوية موقفه ضد جوزيف بلاتر الطامح لولاية خامسة على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومن المرجح أن يوافق على تلبية دعوة الشيخ طلال الفهد، وكذلك على مطلب السماح للأندية الكويتية بالمشاركة في دوري أبطال آسيا، أو على الأقل إيجاد صيغة جديدة تمكّن تلك الأندية من المشاركة.
العرب مع بن همام
وحظي بن همام أخيراً بدعم الاتحاد العربي لكرة القدم الذي يرأسه الأمير نواف بن فيصل، ونقلت صحيفة "الراية" القطرية عن أمين عام الاتحاد سعيد بن على جمعان، تأكيده أن الاتحاد العربي ممثلاً برئيسه الأمير نواف بن فيصل وأعضاء مكتبه التنفيذي يرحبون بترشح محمد بن همام لنفسه لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، متمنين له التوفيق.
كما رحّبت اللجنة التنفيذية لاتحاد دول شرق آسيا – الذي يضم 9 اتحادات وطنية - بالإجماع بقرار محمد بن همام الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي للعبة، وأعرب تشونغ يون تشو رئيس الاتحاد عن دعمه الكامل لانتخاب بن همام من أجل الفوز برئاسة "الفيفا".
من جانبه، توقع بن همام أن يحصل على مزيد من الدعم في حملته لمنازلة بلاتر، وقال خلال زيارته للهند إنه يتوقع الحصول على نسبة 50% من الأصوات لأنه يعتقد أن العالم يرغب في التغيير، وهذا ما يصب في مصلحته، وأكد بن همام البالغ من العمر 61 عاماً اعتماده على الدول الآسيوية للفوز بالرئاسة، مشيراً إلى أنه تربطه علاقة جيدة جداً مع الهند وهو يعتبرها داعمة له ولجهوده.