عمان - فـوزي حسونة/ هو العشق الذي ليس باليد حيلة لنتنازل عنه.. وهو الوفاء الذي نتمسك فيه ، مهما كانت الظروف ومهما تعددت التحديات ، والعشق والوفاء حينما يكونان مزروعين في القلب..فإن المهرب منهما يكون مستحيلا.
نسوق هذه السطور ونحن نعرف بأن دخول لعبة كرة القدم عالم الاحتراف ذوب شيئا من مسحة الوفاء.. وطغت المادة على معاني الاحتراف بل وأصبحت الرابط الأول والأخير الذي يربط اللاعب في ناديه.
نجم النجوم.. ومايسترو الكرة الأردنية حسونة الشيخ يواصل سرد مواقفه التي تشدنا إليه اعجابا وحبا ، فهو لاعب من طينة الكبار ويتحلى بوفاء لا يضاهيه وفاء ، فحسونة الشيخ النجم السابق لفريق الفيصلي والنجم الحالي بصفوف الجيش السوري أعلنها صريحة وواضحة: (لن ألعب ضد الفيصلي) ، في اشارة للمواجهة المرتقبة التي تجمع فريقه الأم الفيصلي بفريقه الحالي الجيش السوري في افتتاح مباريات كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ، وهذا التصريح يحمل معنى عميقا ، فحسونة الشيخ ورغم ادراكه العميق لمعنى أن يكون لاعبا محترفا يمتهن لعبة كرة القدم بعيدا عن ألوان وأشكال العاطفة ، فإن لمسة الوفاء التي عبر عنها لفريقه الذي ترعرع فيه وأصبح من خلاله نجما يشار إليه بالبنان ، تستحق الوقفة والاعجاب والتحية ، ذلك أن اطلاق النجم حسونة الشيخ لتصريح كهذا لم يكن سهلا عليه البتة كونه يخوض تجربة احترافية يجب أن يلتزم بكافة واجباتها وتعليماتها وبنودها ، لكن حسونة لم يتخيل ولو للحظة من الوقت أن يلعب ضد كتيبة كان قائدها ومهندس هجماتها وحبيب مقرب من قلوب جماهيرها ، لذلك اتخذ موقفا لا يقبل الاجتهاد ولا الجدال... (لن ألعب ضد الفيصلي).
حسونة الشيخ الذي سيبقى اسمه مرتبطا بالفانيلة الزرقاء مهما خاض من تجارب احترافية خارجية مختلفة بدليل انصياعه لنداء الفيصلي كلما أحس بأنه بحاجة ماسة لخدماته ، لا نستطيع وصفه سوى بالنجم المنتمي الذي لا ينسى (العشرة والملح) ، وهو الذي يضع عشقه لفريق الفيصلي في القلب مهما أبعدته المسافات عنه ، وكأنه بهذا الموقف يقول:(وما العشق إلا للحبيب الأول).