الحراك السياسي في الجزائر من الشوارع والساحات إلى الملاعب الرياضية
الجزائر - صالح خليل/ تحوّل الحراك السياسي في الجزائر من الشوارع والساحات إلى الملاعب الرياضية التي أصبحت متنفساً، ليس فقط للشباب الذي ضاق ذرعاً من صعوبة الحياة اليومية، وإنما للآخرين الذين يحاولون أن يجعلوا منها منبراً سياسياً للتعبير عن مكبوتات لم يتمكنوا من البوح بها لأسباب أو لأخرى.
ويرجح بعض المتتبعين للتطورات السياسية في المنطقة العربية أن تكون الجزائر إحدى الدول المعنية بالمد "الشعبي الثوري" الذي أسقط النظام في تونس ومصر، غير أن الكثير من الجزائريين يجزمون أيضاً أن ذلك لن يحدث لاعتبارات أهمها أن بلدهم يختلف كثيرا عن تونس ومصر، من حيث مستوى إطلاق الحريات وحرية التعبير والممارسة السياسية، فضلاً عن ما قاسته البلاد من سنوات الدم والإرهاب طيلة أكثر من عقد كامل لا زالت عواقبها ظاهرة للعيان حتى اليوم.
شعارات في الملاعب
أنصار اتحاد الحراش حاولوا أثناء المباراة التي فاز بها فريقهم على غريمه التقليدي مولودية الجزائر 1-0 ، في مباراة مؤجلة من الجولة الثانية عشرة من دوري المحترفين، إظهار أنهم ليسوا بعيدين عن ما حدث مؤخرا في تونس ومصر والحراك الذي تعيشه الجزائر في المدة الأخيرة، فرددوا شعارات مساندة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وأخرى مناوئة للوزير الأول أحمد أويحيى ونائبه نور الدين يزيد زرهوني وزير الداخلية الأسبق.
هؤلاء هددوا بالخروج في مسيرة مباشرة من الملعب بعد طرد قائد فريقهم عدلان قريش في الدقيقة (35) دون انتظار موعد السبت القادم، وهو اليوم الذي دعت فيه التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية للخروج بقوة في مسيرة جديدة للمطالبة بالتغيير في البلاد.
غير أن أنصار الحراش الذين علقوا صوراً للرئيس بوتفليقة في إحدى جوانب الملعب الذي أطلقوا عليه تسمية "غوانتنامو" علماً أنه يحمل اسم تاريخ اندلاع الثورة التحريرية (أول نوفمبر)، سرعان ما نسوا مسيرة المعارضة وكانوا أسعد الناس بعد فوز فريقهم بالمباراة رغم أنه لعب لحوالي 55 دقيقة بعشرة لاعبين.
ولا يُستبعد أن تشهد الكثير من الملاعب الجزائرية صوراً مشابهة يومي الجمعة والسبت المقبلين بمناسبة إجراء مباريات الجولة الرابعة عشرة من دوري الدرجة الأولى للمحترفين، والجولة الخامسة عشرة من دوري الدرجة الثانية للمحترفين.
"الجزائر بحاجة للاستقرار"
عبد الكريم مدوار رئيس نادي جمعية الشلف متصدر الدوري الجزائري، أكد أن الجزائر لن تكون مصر ولا تونس، وحجته في ذلك أن الجزائر مرت بفترات عصيبة سنوات التسعينيات من القرن الماضي، ولن تسمح بممارسات تفسد عليها عودتها إلى الساحة من أوسع الأبواب.
وأضاف مدوار: "الجزائر بلد هو بحاجة اليوم إلى الاستقرار أكثر من أي شيء آخر، لكن هناك بعض الأشياء يجب على القيادات السياسية العليا أن تأخذها بعين الاعتبار خاصة فما يتعلق بمطالب الشباب كالشغل والسكن".
واستبعد مدوار أن تتحول الملاعب الرياضية في الجزائر إلى ساحات لتصفية الحسابات السياسية مستدلاً بالأجواء الرائعة التي سادت مباراة اتحاد الحراش ومولودية الجزائر.