شريط الأخبار

الحديث ذو شجون: رسالة الملتقى ..

الحديث ذو شجون: رسالة الملتقى ..
بال سبورت :  

كتب فايز نصار/ الخليل

لم ينفض السامر الاعلامي العربي ، الذي نصبه لواء الرياضة الأخ ابو رامي حتى بعد مغادرة الوفد الاعلامي العربي لأرض الوطن .. لأن البذور التي زرعها هذا المحفل غير المسبوق ، ستنجب قريبا جيشا من الاعلاميين الرياضيين الشباب ، الذين سيحملون المشعل ، مساهمين في تغيير قواعد اللعبة الاعلامية ، من خلال ثورة على التقاليد المتكلسة ، وترسيخا للمثل الاعلامية الرياضية الاصيلة .

ولا يختلف اثنان في كون الملتقى الاعلامي الرياضي العربي الاول شكل خطوة في الاتجاه الصحيح ، لأنه جمع لأول مرة الاعلاميين الرياضين من عشر دول عربية باشقائهم الفلسطينيين ... وجمع ايضا الاعلاميين الرياضيين الفلسطينيين من المحافظات الشمالية والجنوبية ، ومن القدس والجليل والمثلث والنقب ، اضافة الى ممثلين عن اعلاميي الشتات ، في مشهد من الوحدة الوطنية الحقيقية ، وضع معالمه الاعلام الرياضي في العهد الجديد ، في انتظار أن يفهم الخارجون عن النصّ كنه هذه الرسالة الوحدوية ، التي حملها المشاركون في الملتقى .

انها رسالة صادقة حملتها ميمونة ، التي جاءت من عمق الصحراء الافريقية ، من مورتانيا ... متجشمة مشاق السفر من بلد المليون شاعر ، الى فلسطين بلد المليون ثائر ، لتؤكد حميمية المشاعر .

انها رسالة حملتها بوعي وانتماء المصرية ميرفت ، التي تركت ميدان التحرير يغلي ،وجاءت الى بيت المقدس ، لأنها أدركت قيمة المظاهرة الاعلامية الرياضية على حفاف جدار الفصل ... وحملها ايضا التونسي الشاب عادل بوهلالي ، الذي يرك ابناء الخضراء الباهية يصنعون تونس الجددية ، معتذرا لان في فلسطين مهمة تتقدم على كل المهام الأخرى .

نعم .. انها رسالة تعبق بالود والعرفان حملها احفاد زايد الخير من الامارات ، فلبوا نداء رام الله في حج رياضي عربي خليجي أصيل ، ضم في سراياه الكويتي الشهم ابو فيصل ، والعلامة الفارقة لاعلام العرب الرياضي ، القطري محمد المالكي ، سفير العرب في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية ، مؤكدا ما عرفناه عنه ، وعن قلبه العاشق لفلسطين ، وصداقته التي لا تنتهي مع كل اهلها .

نعم .. انها رسالة الوفاء ، لمحتها في عيون ابن اليمن السعيد رائد عابد ، عندما انحبست الدموع في مقلتيه ، وهو يتصفح عينات من معاناة الرياضيين الفلسطينيين في خليل الرحمن ، وفي مخيم الامعري ، وعلى حواجز القهر المتكاثرة في كل مكان ... رسالة لمحتها نبيلة في انفاس نائب رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ، المغربي بدر الدين الادريسي ، الذي بحث عن اول صندوق تبرعات ، ليضع فيه – خلسة - مبلغا ماليا رمزيا ، يعبر عن استعداد السلطة الرياضية العربية الرابعة للوقوف الى جانب شعب فلسطين في السراء والضراء .

انها رسالة غالية ، جسمها بجلاء قائد الفيالق الاعلامية الافريقية بلعيد بوميد ، المغربي الذي اختصر رحلة الشتاء الى فلسطين ، برسم كاريكاتوري يظهر قائد الزحف الاعلامي الرياضي نحو أكناف بيت المقدس ، الاعلامي العربي الكبير محمد جميل عبد القادر ، مشيرا باصبع الاتهام لجندي محتل ، قائلا : لقد جئنا الى هنا لزيارة الشعب الأسير ، لا لمباركة أعمال المفسدين في الارض .

نعم .. انها رسالة النخوة والنصرة ، حملها كبير العائلة الاعلامية العربية والاردنية ، الاخ ابو طارق ، الذي قاد كتيبة من الاعلاميين الفدائيين ، الذين عرفنا نضالاتهم الرياضية من اجل فلسطين ، من خلال حفرهم بالأظافر ثقوب الغد ، التي ستمحي ليل السجان ، وتسير قدما نحو شمس الحرية والعدالة والاستقلال .

انها رسالة الوحدة العربية – فعلا لا قولا – نجح في ايصالها اعضاء الوفد الاعلامي العربي ، الذين عادوا الى بلادهم يحملون جملة من الرسائل ، التي ستحدث انتفاضة في الصحافة الرياضية العربية ، وتصحيح المفاهيم حول كثير من القضايا العالقة ، وخاصة ما يتعلق بكون الزيارة تطبيعا مع الفلسطينيين ، لا مع المحتلين .

انها رسالة متبادلة ، أكدها كل من حضرالملتقى ، وسيتحدث هؤلاء عنها لرفاقهم من الاعلاميين الرياضيين العرب ، الذين ترددوا في الحضور ، على امل أن ينضم الجميع للتظاهرة القادمة ، لأن الملتقى سيتحول الى موسم سنوي باذن الله .

وسيتسع قلب فلسطين الطيب ، متلمسا الاعذار لمن لم يحضروا ، ولكن كيف لقلب فلسطين أن يغفر لمن فضلوا القعود مع "الخوالف " من الاعلاميين الرياضيين الفلسطينيين ، الذين آثروا عدم حضور الملتقى ، رغم كونهم على مرمى حجر من القاعة التي احتضنت الفعاليات ، ورغم أن بينهم من لم يتوقف يوما عن النضال ببسالة ، للمشاركة في الملتقيات خارج الوطن ... الأكيد أن فلسطين لن تسامح الا اصحاب الفلاجات ، الذين منعهم القدر من الحضور .

التحية ..كل التحية لاسرة الاعلام الرياضي العربي، وهي تسبق الاعلام السياسي للاطلاع بواجب النصرة ، والشكر .. كل الشكر لفرسان الصحافة العربية ، الذين شرفوا البلاد ، رغم أنف الجلاد ، مفضلين المشاركة في المقاومة الرياضية من المواقع المتقدمة ، على السياحة الرياضية في بلاد " الرولكس" .

مواضيع قد تهمك