بانوراما 2010: برشلونة يختتم عاما آخر من التفوق على ريال مدريد
طوى فريق برشلونة عاما آخر من حقبته المثالية مع المدرب بيب غوارديولا دون أن يهتز به عرش كرة القدم الإسبانية الذي احتفظ به على مدار الموسمين الأخيرين، ولم يكتف بالنتائج بل واصل تقديم العروض الفنية بما فتح الجدل أمام إدراجه ضمن أفضل الفرق على مر التاريخ.
ومنذ أن كان ريال مدريد الضحية المباشرة لأي تفوق كتالوني، فإن الفريق الملكي مازال حتى الآن يبحث عن سبيل لمناطحة أبناء غوارديولا بعد أن أنفق مئات الملايين دون جدوى كما تعاقد مع المدرب جوزيه مورينيو الذي يلقب نفسه بـ"عدو برشلونة الأول" فكانت النتيجة هزيمة بالخمسة في أول كلاسيكو له.
رأس بيليغريني
بدأ برشلونة العام بمنافسة حامية الوطيس مع ريال مدريد على اللقب الليغا لموسم 2009-2010 إلا أنه حسم المواجهة في كلاسيكو الدور الثاني على ملعب سانتياغو برنابيو معقل النادي الملكي بهدفين دون رد ثم سار بخطى ثابتة للاحتفاظ باللقب.
واصل غوارديولا الاعتماد على توليفة من اللاعبين نتاج قطاع الناشئين في برشلونة وهو التوجه الذي أثبت تفوقه على سياسة ريال مدريد الاستثمارية التي كلفت الخزينة مئات الملايين لضم أسماء مثل كريستيانو رونالدو وكاكا وكريم بنزيمة دون أن يضمن ذلك لقبا واحدا.
خسارة الدوري المحلي بالنسبة لريال مدريد كلفت المدرب التشيلي مانويل بيليغريني منصبه رغم أنه حقق للفريق رقما قياسيا من النقاط وصل إلى 96 نقطة ولكنه كان أقل بثلاث مما وصل إليه برشلونة الذي فقد لقب كأس الملك أمام إشبيلية ولقب دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان الإيطالي بخطة دفاعية محكمة صممها مورينيو.
صفقات "مضروبة
أثبت الموسم الماضي لبرشلونة أن غوارديولا ناجح على مستوى التعامل مع الناشئين، ولكن اختياراته في سوق الانتقالات مازالت غير موفقة، فبعد أن اشترى المدافع الأوكراني دميترو تشيغرينسكي من شاختار دونتسك مقابل 25 مليون يورو باعه لنفس الفريق نظير 15 مليون فقط.
وتكرر الأمر بصورة مشابهة مع زلاتان إبراهيموفيتش الذي سجل 16 هدفا في الليغا لم تكن كافية لملء الفراغ الذي تركه صامويل إيتو، كما تدهورت علاقته بغوارديولا شخصيا فكان أول من رحب بفكرة إعادته إلى إيطاليا حيث انتقل إلى ميلان.
وكأن غوارديولا فقد الثقة في السوق، فأسرع بالتخلص من عدد من الأجانب القدامى مثل المدافع المكسيكي رفائيل ماركيز والمهاجم الفرنسي تييري هنري، كما مدد إعارتيّ مارتين كاسيريس وألكسندر هليب مفضلا الاعتماد في الموسم الجاري على كتيبة أبناء النادي مدعمة بديفيد فيا.
وأجرى غوارديولا قبل أيام من غلق باب الانتقالات صفقة أثارت علامات استفهام بالتعاقد مع لاعب الارتكاز الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو الذي صار أسيرا لمقاعد البدلاء لأن أسلوبه دفاعي بحت بشكل لا يتفق مع فلسفة برشلونة ذات الصبغة الهجومية.
على النقيض، أبرم ريال مدريد صفقات جيدة حيث اقتنص نجمي كأس العالم الألمانيين مسعود أوزيل وسامي خضيرة وأضاف إليهما الجناح الأرجنتيني أنخل دي ماريا والمدافع البرتغالي الصلب ريكاردو كارفاليو وهي اختيارات كانت موفقة لمورينيو الذي تسلم المهمة.
إبداع × مركزية
رغم قصر قائمة الفريق الأول ببرشلونة، إلا أن غوارديولا نجح في إبهار جميع متابعيه بعروض ساحرة وأهداف غزيرة، فهو أولا استفاد من التألق التهديفي لنجمه ليونيل ميسي الذي لا يلعب كرأس حربة، وهو المركز الذي يبدو من الصعب تحديد المكلف بواجاباته في تشكيل "البلوغرانا".
اعتمد غوارديولا في المقدمة على الثلاثي ميسي وفيا وبيدرو رودريغز على أن يتناوبوا فيما بينهم أدوار الجناحين وقلب الهجوم والمهاجم المتأخر، وهو ما جعل مهمة الخصوم عسيرة في معرفة من أين تأتي الضربة أو في تكليف مدافع بمراقبة أي منهم.
على الجهة الأخرى اتسم ريال مدريد بالمركزية في ظل إصابة كاكا وانفراد رونالدو بالأضواء وحده وميله أحيانا للأداء الفردي الذي بات مبررا بعد أن أنقذت مهاراته الفريق في أكثر من مباراة صعبة، في الوقت الذي عرف فيه برشلونة كيف يفوز حتى في غياب ميسي.
صطدم الطرفان في كلاسيكو تاريخي يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر ودفع مورينيو ثمن مقامرة خططية باللعب بدفاع متقدم كلفه قبول خمسة أهداف وانتزاع برشلونة للصدارة بفارق نقطتين وهو الوضع المستمر إلى نهاية العام.
ولم يكن أبلغ في التعبير عن تفوق برشلونة من اقتصار قائمة المرشحين النهائية للفوز بجائزة الكرة الذهبية على ثلاثة من لاعبيه هم ميسي وتشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وهو ما اعتبره غوارديولا نصرا لسياسة تصعيد الناشئين.
صراع مفتوح
وبالرغم من التفوق الكتالوني الواضح، إلا أن الصراع يبقى مفتوحا بنهاية العام لأن الموسم لم ينته بعد وكلا الفريقين مستمر في الدوري وكأس الملك ودوري الأبطال، بجانب أن مورينيو مدرب يعرف كيف يضحك في النهاية مهما كانت المؤشرات لصالح خصومه.