الأخضر السعودي يعتاد ''الوصافة'' ولاعبوه يحترفون فن ''الدموع''
انفضّ السامر بخسارة المنتخب السعودي بطولة "خليجي 20" التي خطف لقبها "الأزرق" الكويتي بجدارة، لتنقسم آراء الوسط الرياضي حول ما قدمه المنتخب الكروي الأول في الفترة الماضية في حيرة حول الإخفاق الذي لازم "الأخضر" عند كل نهائي، ومتسائلة: أين مكمن العلة؟
ففي نهائي كأس آسيا 2007 خرج برأس العراقي يونس محمود، وفي تصفيات كأس العالم 2010 ودّع أمام كوريا الشمالية ثم البحرين، وفي "خليجي 19" بمسقط سقط أمام عُمان، وذات الخروج حدث أمام الكويت في "خليجي اليمن"، وأصبح السؤال حول ما إذا كانت المواجهات الحاسمة ومفارق الطرق نتائجها وخيمة على مسيرة "الأخضر".
وفي السياق ذاته أصبح مشهد بكاء اللاعبين عند نهاية كل بطولة مكرراً ومملاً لدى المشجع السعودي، في حين دائماً ما يرى دموع الفرح في أعين الخصوم التي تطير بالألقاب تاركةً "الوصافة" للمنتخب الأخضر الذي عجفت به السنين بعد آخر إنجاز حققه في "خليجي 16" بالكويت عام 2003.
"بيسيرو مفلس كروياً"
المدرب الوطني جاسم الحربي أرجع إخفاق المنتخب السعودي في الحصول على لقب البطولة الخليجية إلى المدير الفني للمنتخب البرتغالي بيسيرو واصفاً إياه بـ"المفلس كروياً". وقال لـ"العربية.نت": "الكثير من المتابعين الرياضيين يقولون إن المدرب استطاع إخراج أسماء صاعدة ووجوه شابة، إلا أن المشكلة تكمن في أنه لم يستطع خلق التجانس والانسجام بينها، وهنا المشكلة الكبرى إذ إن اللاعبين جيدون وأصحاب مواهب كل في خانته، إلا أن الأداء الجماعي والانسجام كان مفقوداً ومعدوماً".
وحول الأداء الفني للمباريات التي خاضها الأخضر بالبطولة قال: "المستوى الفني والتكتيكي كان متذبذباً ومن سيئ إلى أسوأ، ولا أعتقد أن اللاعبين قدموا شيئاً باستثناء مواجهتي اليمن والإمارات، والسبب يرجع إلى عدم قدرة المدرب على الثبات والاستقرار على تكتيك ونسق فني واحد".
وعن أسباب المفارقة التي تمثلت في خروج المنتخب السعودي من المواجهات الحاسمة طوال الفترة الماضية، أكد الحربي أن ذلك يعود إلى عدم امتلاكهم ثقافة النهائيات، مشدداً على ضرورة التعاقد مع أخصائي نفسي يهيئ اللاعبين قبل المباريات.
وأضاف "الأسباب التي تُفقد اللاعب التركيز أثناء المواجهات النهائية هي الضغط الإعلامي والشحن النفسي من قبل الجماهير التي تطالب بالفوز، فاللاعب يحتاج إلى تهيئة من قبل الجهاز الإداري قبل المواجهة وهذا ما يفتقر إليه اللاعب السعودي في النهائيات والمباريات التي تشكل مفترق طرق".
وحول أبرز اللاعبين المرشحين للانضمام والمشاركة في البطولة الآسيوية المقبلة، رشّح الحربي مشعل السعيد ومهند عسيري وأحمد عباس كأسماء قادرة على دعم منتخب الصف الأول وتقديم شيء يذكر في أمم آسيا بالدوحة، وقال: "متى ما استطاع بيسيرو قيادة هذه الأسماء بشكل جيد سيقدمون شيئاً، لكن المشكلة الكبرى تكمن في المدرب ذاته الذي لا يملك ما يتماشى مع هذه المواهب".
"مشاركة ناجحة بكل المقاييس"
من جهته عارض لاعب المنتخب ونادي الاتحاد السابق حمزة إدريس ما ذهب إليه جاسم الحربي، مشدداً على أن مشاركة المنتخب ببطولة "خليجي 20" ناجحة بكل المقاييس، وقال "أثبتت المشاركة وفرة اللاعبين وقدرة الأخضر السعودي على صناعة أسماء تخدم الكرة السعودية في كل الأصعدة، وهذا ما كنا نحتاج إليه منذ زمن، فالمتابع للبطولة يعلم أن المنتخب السعودي هو المنتخب الوحيد الذي يشارك بصف الرديف بخلاف منتخبات العراق وقطر وعُمان الذين شاركوا بصفوفهم الأساسية إلا أنهم لم يستطيعوا الوصول للنهائي".
وأضاف إدريس "كانت المشكلة الوحيدة لدى اللاعبين هي البطء في بناء الهجمة بدلالة المواجهة الأخيرة أمام الكويت إذ ظهر الفارق بين اللاعب الكويتي والسعودي في المعدل اللياقي، كما أن روح اللاعبين كانت منخفضة في النهائي مقارنة ببقية المواجهات".
وعن المدرب بيسيرو أكد حمزة أن بطولة كأس آسيا 2011 بالدوحة ستكون المحك الحقيقي لإمكانياته، وقال "من الخطأ الحكم على المدرب بقياس البطولة الخليجية، ومادام أن المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم وضعوا ثقتهم ببيسيرو من خلال التعاقد معه، فيجب أن تكون هناك محطة كروية نحكم عليه من خلالها، إذا ما وضعنا في الاعتبار أن المنتخب السعودي لم يذهب إلى اليمن لأجل الظفر بالكأس".
وامتدح إدريس أداء اللاعبين كافة، مرشحاً مشعل السعيد ومحمد الشلهوب ومهند عسيري كأسماء قادرة على تدعيم الصف الأول في مواجهاته المنتظرة بالدوحة كانون الثاني القادم.
"الخسارة سببها اللاعبون"
أما نجم المنتخب السعودي ونادي النصر السابق فهد الهريفي فاعتبر مشاركة المنتخب بالبطولة الخليجية "إيجابية" عطفاً على ظروف المشاركة، وقال "منذ 2003 والمنتخب السعودي لم يحقق الإنجاز الذي يستحق الذكر، وامتلاكه لكوكبة من الأسماء الشابة التي شاركت في كأس الخليج
ولم يتردد الهريفي في تحميل اللاعبين مسؤولية الخروج من البطولة، مشيراً إلى أن اللاعب المحترف يجب عليه إتقان خاصية المبادرة الفردية أثناء المبارة وهو ما افتقر إليه اللاعبون، وأضاف "يقولون دائماً إن الكرة السعودية ولادة وهذا صحيح، إلا أنها لا تلد سوى اللاعبين الجماعيين، متناسية مهارة المبادرة التي يجب أن يخلقها اللاعب في المباراة والتي لا يملكها لدينا سوى ياسر القحطاني ومحمد نور، فهذين الاسمين هما من يبادرا دائماً إلى استخدام مهارتهما الفردية في صناعة الفرص لزملائهما وخلق الفارق بالنتائج فوق ما يطلبه المدرب منهما".
ووصف "الموسيقار" عملية تخليص خط الدفاع للهجمة التي سجل منها المنتخب الكويتي في نهائي البطولة كان بطريقة منتخب "البراعم"، وقال عن المباراة ككل "الجميع يُحمّل بيسيرو الخسارة إلا أن الواقع يقول إن عدداً من الأسماء التي توقعنا منها الأفضل كمحمد الشلهوب وعبداللطيف الغنام وأحمد عباس وكامل الموسى لم يقدموا المأمول منهم".
وتمنى الهريفي لو أن المنتخب السعودي شارك في البطولة الخليجية مُطعّماً بعدد من أسماء القوة، موضحاً "لو كان المنتخب مشاركاً بأسماء الصف الأول وواضعاً ثقله الفني لحققنا الكأس وكان ذلك دعماً نفسياً قوياً قبل بطولة كأس آسيا بالدوحة".