رونالدو وميسي يعيدان الأوضاع إلى طبيعتها
لم تكن رحلة مرهقة وضربة معنوية هائلة بسبب هزيمة مذلة في مواجهة «الكلاسيكو» كافيتين: فقد قاد ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو مجددا عربتي برشلونة وريال مدريد لإعادة النغمة المعتادة إلى بطولة الدوري الأسباني لكرة القدم.
وساعدت ثنائية ميسي في مرمى أوساسونا ، بعد رحلة طارئة ووصول إلى مدينة بامبلونا في موعد المباراة بالضبط ، وكذلك رد كريستيانو على فالنسيا بعد الهزيمة الكبيرة أمام برشلونة ، على إعادة نغمة «دوري القطبين» إلى الكرة الأسبانية.
وحتى رغم إضراب المراقبين الجويين ، والانتقال عبر القطارات والحافلات وانتقاد المستوى ، كشف برشلونة وريال مدريد مجددا عن الفوارق التي تفصلهما عن بقية أندية الدوري الأسباني.
في المقابل ، يبدو أن نجميهما ميسي وكريستيانو ، اللذين تحولا إلى مثال حي للمنافسة وكرة القدم الاستعراضية ، باتا يتعاملان مع كل منافس على أنه فرصة جديدة لتغذية حوار الأرقام القياسية بينهما ، من حيث الأهداف والتألق والجوائز.
وسجل الأرجنتيني هدفين وصنع آخر لبيدرو ، خلال فوز فريقه 3/ 0 على أوساسونا.
وتفوق الأرجنتيني على صعوبات التعرف على ملعب غطاه الجليد في الليلة السابقة ، وعلى أزمة الوقت حيث وصل برشلونة إلى بامبلونا متأخرا عن موعد اللقاء ، وبعد نحو 45 دقيقة أخرى فقط كانت المباراة تنطلق.
ورغم ذلك كله ، تبقى للأرجنتيني وقت للاستمتاع بمرواغة مدافعي أوساسونا ، قبل أن يفتتح اللقاء بتمريرة ساحرة إلى بيدرو ، حسم بعدها المباراة بهدفين رائعين في أفضل أعوامه.
ورفع الأرجنتيني رصيده إلى 25 هدفا في المباريات الرسمية رغم أن الموسم لم ينتصف بعد.
كما أن أهدافه ال69 الرسمية مع برشلونة على مدار عام 2010 ، تعكس المرحلة الحالية التي يمر بها لاعب في الثالثة والعشرين من العمر وتبدو قدراته بلا سقف.
وكتبت صحيفة «الباييس» صبيحة يوم المباراة «برشلونة ترك الأمر لميسي لحل الألغاز. ليو لا يعرف معنى العراقيل. إنه يطلب الكرة ويسود الملعب. يلعب ويحرز ويفوز».
وهز الأرجنتيني شباك تسعة من إجمالي 14 منافسا واجهها النادي الكتالوني في الدوري الأسباني هذا الموسم ، وأحرز أهدافا في عشر من آخر 11 مباراة رسمية لبرشلونة.
واستعصى عليه التهديف تحديدا في المباراة التي حقق فيها فريقه فوزه الكبير 5/ 0 على منافسه اللدود ريال مدريد في مباراة «الكلاسيكو».
على الجانب الآخر ، كان كريستيانو رونالدو هو الوجه الأبرز لريال مدريد حزين ومتواضع ، وتحول مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو من «شخص استعراضي» كعادته ، إلى آخر لم يكد يظهر على مقاعد البدلاء.
وأحرز اللاعب البرتغالي ، المعتاد على التفوق في أوقات الفوضى والأزمات ، هدفي فوز فريقه 2/ 0 على ضيفه فالنسيا ، وأبقى فريقه على مسافة نقطتين خلف برشلونة.
وعلى خلاف ميسي ، يمثل البرتغالي المثال الأفضل على عنصر الاستعراض في كرة القدم: فهو قادر على الإدلاء بتصريحات مثل «الأهداف مثل الكاتشاب»، أو استفزاز صافرات استاد بأكمله ، أو حل معضلات كروية في وقت يتراجع فيه مستوى زملائه.
وكتبت صحيفة «الموندو» «إن المستوى الرائع للبرتغالي تعارض مع الأداء المتدهور للفريق»، وذلك في مقال وصفت فيه كريستيانو بأنه «قادر على فعل أي شيء أمام أي منافس بخلاف برشلونة».
ولا يزال الدين الأكبر المعلق برقبة البرتغالي في فريق العاصمة الأسبانية يتمثل في عدم إحرازه أهدافا في مرمى أبناء كتالونيا ، حيث لم يسجل في ثلاث من مباريات «الكلاسيكو» الأسباني خاضها حتى الآن.
بيد أن لاعب مانشستر يونايتد السابق سجل أكثر من نصف أهداف ناديه في 14 مباراة مرت من عمر الدوري ، متصدرا ترتيب هدافي البطولة برصيد 17 هدقا.
وسيعود ميسي وكريستيانو للالتقاء مجددا قبل مباراة الكلاسيكو المقبلة ، وهما يرتديان القميصين اللذين يشعران معهما براحة أقل ، الأرجنتين والبرتغال ، في مباراة ودية تجمع منتخبي البلدين في التاسع من شباط المقبل في لندن.