احلامنا الرياضية !
كتب فايز نصار/ الخليل
اختصر رئيس لجنتنا الاولمبية ، اللواء جبريل الرجوب كثيرا من الاسئلة ، التي كانت تجول في خاطر ضيف فلسطين الكبير ، السيد جاك روغ ، حول الظلال ، التي تلقيها الحركة الرياضية ، على النزاع – كما يقول الاعلام العبري – او الصراع – كما يقول التاريخ – بين الفلسطينيين والمحتلين .
اللواء الرجوب اجاب على كل الاسئلة المتوقعة ، من الرياضي الاول على هذه البسيطة بالقول : إننا نتعهد بعدم توظيف الحركة الرياضية ، في صراعاتنا الخاريجة ، أو في نزاعاتنا الداخلية ، لأن فلسفة الرياضة في العهد الرياضي الفلسطيني الجديد ، لا تؤمن بالجعجعة والمواقف العاطفية المتسرعة ، التي طالما كانت حجة في ايدي الآلة الاحتلالية ، التي كان المتفيقهون يريحون بها المحتلين من محكات المؤسسات الرياضية الدولية .
هذا الكلام سمعته من اللواء الرجوب في حفل الاستقبال الخاص ، الذي اقيم على شرف الضيف الكبير في بوابة القدس الجنوبية بيت لحم ، ورد عليه الاولمبي الاول بالتصفيق ، تاكيدا بان الرسالة الفلسطينية وصلت ، بأقل الكلمات ، التي تعبر عن بساطتنا الفلسطينية ، ولكن بعمق ووعي فهمه الضيف الكبير ، فهز رأسه ، وكانه يتمنى ان يسمع على الارض تصرفات اسرائيلية تجنب الرياضيين الاعباء السياسية ، حتى تتحول الرياضة الى حمامة السلام ، التي تخترق أعقد العقبات في الملفات التفاوضية .
نعم .. لقد صفق السيد جاك روغ لكلام الرجوب ، وابتسم وهو يستلم درعا خاصا من اطفال فلسطين ، حمله البرعم علي شاهين ، وكتب عليه بالانجليزية ما ترجمته " السيد جاك روغ .. من فضلك .. لا تدعهم يصادروا احلامنا الرياضية!"
فاحتضن الرجل البلجيكي الطفل الفلسطيني ، وقبله وكأنه يقول له : أبشر يا فتى ، ساحاول العمل جاهدا لاقناع الاسرائيليين بتسهيل مهمة الرياضيين الفلسطينيين .
هذا الكلام سمعه الفلسطينيون من السيد جاك روغ ، لدى مداعبته اطفال مخيم العِزة " الامعري " ولدى وضعه حجر الاساس للزمن الفلسطينيّ الاولمبي الجديد ، بانطلاق الاعمال لانشاء مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية في الضاحية الشمالية لقدسنا ، ليصبح العالم امام مشهد كاريكاتوري ، يقارن بين من يصنعون الحياة الرياضية ، ببناء الملاعب والمؤسسات الاولمبية ، ومن يفرضون لغة الطغيان ، بالجدار الفاصل ، والحواجز المقيتة .
الكلام نفسه قاله السيد روغ امام آلاف الاطفال في بيت لحم ، قبل مغادرته البلاد الفلسطينية ، محملا بملف غير مسبوق عن أوجاع الفلسطينيين الرياضية ، التي نجح القائد ابو رامي في عرضها ،كأمهر محام لأعدل قضية !
ولم تكن ردود السيد روغ على مطالبنا العادلة وعودا في السراب ، لأن الرجل يعرف "البير وغطاه" ويعرف جيدا خارطة المصالح الدولية ، وتاثير المال والاعلام ، وانحيازهما غير المبرر .. لذلك كانت وعوده واقعية ، اقتصرت على انه سيحاول اقناع الاسرائيليين بتغيير سياساتهم بحق الرياضة الفلسطينية ، لأن الرجل ، الذي يرأس المؤسسة الاولمبية ، لا يماك القدرة على انهاء الصراعات ، تماما كما انه لن يكون يوما المتسبب فيها ، لذلك ننتظر ان ينضم صوت روغ الاولمبي الى صوت السيد بلاتر الكروي ، ومعهما صوت بلاتيني الاوروبي ، للتتوسع منابر الضغط على المحتلين ، الذين اصبحوا في الزاوية ، امام مطالب فقهاء الرياضة الدولية بتحقيق العدالة للرياضيين الفلسطينيين .
على طريقة الاولمبيين ، الذي يتحدثون قليلا ، ويتركون للميادين اعلان النتائج ، اختصرت كلمات روغ خطته القادمة ، لانصاف الفلسطينيين ، ومحاولة مساعدتهم لابعاد المؤثرات الاحتلالية عن الملاعب الرياضية في عموم الوطن .
والآن .. وبعد ختام زيارة الوفد الاولمبي غير المسبوقة الى البلاد ، يتوافق الخيرون على هذه الارض بان اللواء جبريل الرجوب سجل نقطة أخرى لصالح الرياضة الفلسطينية ، وان الشعب الفلسطيني ، الذي يلتف حول القائد الرياضي المدعوم من القيادة السياسية ، سجل نقاطا كثيرة ، أولها ان العالم الرياضي الحر ، أصبح مقتنعا باننا اصحاب قضية عادلة ، وكلهم سيحاولون دعمنا رياضيا ، ولن يدعوا المحتل يصادر احلامنا الرياضية !