الشيخ سعدان باق على رأس المنتخب الجزائري
فشل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة في الحرب التي شنتها بالوكالة بعض وسائل الإعلام ضد المدير الفني للمنتخب الأول رابح سعدان، حيث يتجه مرغماً إلى تجديد الثقة بالشيخ إلى ما بعد نهائيات كاس أمم إفريقيا 2012.
وانتهى عقد سعدان مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم نهاية حزيران الماضي بعد مسيرة كللها بالتأهل الى منافستي بطولة افريقيا بأنغولا وكأس العالم بجنوب إفريقيا.
ويعتقد على نطاق واسع أن محمد روراوة غير رأيه بعد اصطدامه بضغوط من الحكومة أجبرته على تغيير موقفه ليطلق تصريحات مفادها أن رابح سعدان مدرب كفؤ وأنه سيجد الحل لعقم الهجوم الذي لازم المنتخب الجزائري في مبارياته الأخيرة.
وما زاد في الضغوط على روراوة هو تصريح وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار الذي ضمنه عدم موافقته على أي "قرار ارتجالي" لا يخدم المصلحة العامة، وهي إشارة واضحة على أن الرجلين لم يعد يتقاسما نفس الأفكار وربما نفس الأهداف.
والظاهر أن روراوة رضخ للسلطات العليا التي لم تتحمس لفكرة تعيين مدرب أجنبي على رأس "الخضر" وطالبته بالإبقاء على سعدان أو الاستنجاد بالأسطورة رابح ماجر، لأن هذه السلطات اقتنعت بأن "الخضر" أصبحوا يمثلون مشروعاً وطنياً بامتياز ولا يحق لأي كان التصرف فيه منفرداً.
وأكد مصدر على اطلاع بشؤون كرة القدم في الجزائرية أن روراوة لم يكن يرغب إطلاقا في تجديد عقد المدرب سعدان، وأن الانتقادات الواسعة التي تعرض لها هذا الأخير من قبل بعض عناوين الصحافة المكتوبة كانت بإيعاز من روراوة نفسه لتهيئة الرأي العام لما بعد مرحلة سعدان وإقناع المترددين من المسؤولين بقبول خيار المدرب الأجنبي كحل حتمي.
وأضاف المصدر أن روراوة سعى فعلاً لفرض خيار المدرب الأجنبي وأنه خطط لربط اتصالات مع بعض الأسماء حتى قبل انطلاق المونديال، وأن حديثه عن تدعيم الجهاز الفني بمساعدين أكفاء ما هي إلا محاولة لوضع سعدان أمام الأمر الواقع لتيقنه بأن الشيخ يرفض مناقشة مثل هذا الموضوع من أساسه.
ومع إذعان رئيس الاتحاد لمطلب الإبقاء على المدرب الحالي رأى متابعون لشؤون الكرة الجزائرية أن روراوة الطامح ليكون "الرئيس المقبل" للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "خسر" معركته الأولى ضد سعدان.. في انتظار ما هو قادم.