مصطفى كاشور مدرب الكاراتيه: ما بين تدريب الكراتيه وأصلاح السيارات
حاوره - غسان جرادات/ رياضة الكاراتيه ... إحدى رياضات الدفاع عن النفس... و هرياضةمحببة عند الشباب من الجنسيين, نظراً لأهميتها و فوائدها الصحية و النفسية و التربوية ... و منذ بداية السبعينيات قام مجموعة من الرياضيين في مدينة القدس والضواحي بتعلم هذه الرياضة سواء عن طريق زيارات الخبراء الدوليين أو عن طريق السفر للخارج والمشاركة في فعاليات دولية , و ثابروا في التدرب عليها حتى حصلوا على أحزمة الأستاذية و تمكن هؤلاء المدربين من افتتاح فصول تدريبية أدت إلى توسيع القاعدة لهذا اللون من الرياضة المفضل لدى الناشئين ...
و من المتدربين الذين شغفوا بالكاراتيه الكابتن مصطفى كاشور .... الذي تدرب على يد مدربين كبار أمثال الأستاذ أسامة الشريف ... و أصبح عام 2002 من المدربين الذين اجتازوا اختبارات حزام الدان الرابعة, و مال الى تعلم أسلوب الشيتوريو بتوجيهات أستاذه الشريف و حصل عام 2004 على الدان الرابعة الأمر الذي أهله لقيادة عمليات التدريب في عدة أندية مقدسية.
و نظراً لأهمية طلب الرزق و تعلم مهنة غير الهواية الرياضية فإن المدرب كاشور صاحب كراج لتصليح السيارات في قلنديا يقوم باصلاح اعطال السيارات بمهارة تماما كما يقوم بتدريب الابطال الضغار بهدف توجيههم الى التركيز والاداء بقوة وجاذبية داخلية وروحية , وهو يعمل في مرآبه لكسب الرزق و يقول انه استفاد كثيراً من تدريب الكاراتيه, فهي علمته الصدق و الصبر و الثقة بالنفس الأمر الذي فتح له آفاقاً عديدة لكسب صداقات و مريدين من شباب الوطن.
و اللقاء التالي يمكن للقارئ من خلاله التعرف على نمط خبرة هذا الرياضي و تفكيره المستقبلي :
منذ متى وأنت تدرب رياضة الكاراتيه؟
لقد بدأت بتعلم رياضة الكاراتيه في عام 1986م, ثم قمت بالتدريب فيها لأول مرة كمساعد مدربفي سنة 1996م.
من علمك و دربك على مهارات هذه اللعبة وأين تدربت؟
بدأت بالتدرب عند المدرب كايد زايد لفترة قصيرة, ثم ذهبت بعد ذلك عند المدرب أسامه الشريف الذي دربني وعلمني هذه اللعبة وكان ذلك في نادي المعهد العربي في ضاحية الرام بالقدس.
كيف حصلت على الحزام الأسود الدان الأول وحتى الرابع؟
حصلت على الحزام الأسود الدان الأول في سنة 1991م , بعد نجاحي في الاختبار على يد المدرب أسامه الشريف عندما كان في دفعتي عشرون لاعباً نجح منهم أربعة لاعبين فقط, تابعت التدرب ملتزماً بإرشادات المدرب الشريفحتى حصلت على الدان الثاني في سنة 1993م ثم تقدمت لامتحان الدان الثالث تحت إشراف الشريف والخبير البريطاني اسبرنجر من اتحاد الووكو العالمي الذي جاء لتقديم الاختبارات, حيث كان المسئول عن الاختبارات في الاتحاد البريطاني.
بعد ذلكخضت عدة دورات في التدريب و التحكيم مع المدرب الشريف في الداخل و الخارج منها معسكر تدريبي في جمهورية مصر الشقيقة تخلله إجراء اختبار للدان الرابع سنة 2002 بإيعاز من الاتحاد المصري للكاراتيهو تكلل ذلك بالنجاح الحمد لله.
بعد ذلك بدأت بتعلم أسلوب الشيتوريو مع المدرب الشريف وشاركت في عدة معسكرات تدريبية خارجية تتعلق بهذه الرياضة في مصر و فرنسا كما شاركت في معسكرات داخلية مع خبراء من اليابان والجزائر والصين تخللها إجراء اختبار تقييمي حصلت فيه على الدان الرابع في أسلوب " الشيتوريو " كان ذلك سنة 2004م.
هل لعبت للمنتخب الفلسطيني للكاراتيه ومن هي الأندية التي دربتها بعد الاعتزال ؟
بعد أن حصلت على المركز الأول في بطولة فلسطين المفتوحة لعبت للمنتخب الفلسطيني للكاراتيه و شاركت معه في عدة بطولات دولية.
بعد ذلك بدأت بتدريب عدة أندية مثل جمعية الشبان المسيحية و مركز العناية الأهلية و كذلك نادي أبناء القدس ثم عُينت مسئولاً عن لجنة لشيتوريو في فلسطين و كذلك ملف القدس في التحكيم.
هلتعتقد أن رياضة الكاراتيه تميل لجمع الأموال من المتدربين قبل تعليمهم أصول اللعبةفنيا ومها رياً وخططياً؟
لا أعتقد ذلك, هذه فكرة خاطئة عن رياضة الكاراتيه فهي تحتاج إلى صبر ممارسها و مواظبته على التدريبات دون انقطاع لإتقانها مها رياً و خططياً وقد تمتد في بعض الأوقات لعدة سنوات, لهذا السبب يعتقد البعض أن مدربين هذه الرياضة يسعون إلى كسب المال فقط و لا يعطون أي اعتبار لمصلحة للمتدربين.
بعض لاعبي الكاراتيه يتباهون أمام مدارس البنات بأنهم الرجال دون غيرهم !!! هل هناك ضخ تربوي لمتدرب الكاراتيه, وكيف تصقل نفسية المتدرب للحفاظ على قوته وأعصابه؟
إن رياضة الكاراتيه تعتمد على فلسفة يابانية تربط بين العقل و القلب والجسد وهذه الفلسفة هي " الشن جي تاي " فكما تلاحظون أن لباس لاعب الكاراتيه ناصع البياض وهذا يعبر عن النقاء, كما على لاعب الكاراتيه الالتزام بقوانين صارمة داخل قاعة التدريب يتعلم من خلالها احترام الجميع والصبر على التدريب وروح التعاون والمثابرة والتحدي و السيطرة على جوارحه والدقة في الأداء والسرعة في ردة الفعل الايجابية.
هذه الأمور مجتمعة والتي تجمع بين العقل والقلب والجسد إذا تعلمها اللاعب و أتقنها فلن ترى مثل الذين ذكرتهم فهؤلاء قد تعلموا أو فهموا الكاراتيه من الناحية الجسدية فقط فتجد عندهم التكبر والعدوانية في التعامل مع الغير.
هل أنت من المؤيدين لتدريب الكاراتيه للفتيات وفي أي عمر؟
الكاراتيه للجميع فهذه الرياضة ليست حكراً على جنس دون أخر ولا علىالصغير دون الكبير, أما بالنسبة للفتيات فأفضل التدرب في الصغر لكن للأسف هناك قلة قليلة من المدربات في فلسطين و أتمنى من الجميع الاهتمام بهذه الرياضة خاصة أنها ا رياضة عالمية دخلت ضمن مسابقات الدورات الأولمبية و يوجد لديها بطولات عالمية.
هل تعتقد أننا في فلسطين وصلنا إلى مستوى يؤهل لاعبينا للحصول على مراكز متقدمة عالمياً, وما هي أسباب الإخفاق الدائم في هذه الرياضة؟
يوجد لدينا كفاءات عديدة تملك مستوى عالي قريب من المستوى العالمي, لكن معوقات النجاح و الاستمرار كثيرة جداً أهمها قلة الدعم المعنوي والمادي من الجهات العليا لرياضة الكاراتيه في فلسطين إضافة إلى تشتت الجهود المبذولة لعدم وحدة الصف الرياضي بسبب كثرة الاتحادات الرياضية في فلسطين.
الكاراتيه له عدة أنواع, فهل الإتحاد الفلسطيني للكاراتيه يضم جميع هذه الأنواع؟
إذا قصدت الأساليب نعم, الاتحاد الفلسطيني يضم الأساليب الأربعة للكاراتيه مقسمة على لجان وهي : لجنة الشوتوكان - لجنة الوودوريو - لجنة الكوجوريو - لجنة الشيتوريو.
ما رأيك بإقامة بطولات للفئات العمرية وكيف يمكن تحريك هذا الجانب؟
إن مثل هذه البطولات قائم فعلاً على مدار العام وذلك ضمن خطط الاتحاد السنوية و قد توجه الإتحاد الفلسطيني للكاراتيه في الفترة الأخيرة إلى تنظيم مجموعة من البطولات للفئات العمرية المختلفة بالإضافة إلى ضبط عملية قيام الصالات الخاصة بتدريب لعبة الكاراتيه و فق اللوائح و التعليمات الصادرة من الإتحاد.