الاحتلال حاربنا ودولة قطر استقبلتنا

نجم الفدائي الفلسطيني علاء الدين حسن:
واصل مهاجم منتخب فلسطين الأول علاء الدين حسن (25 عاماً) كتابة سطور جديدة في تجربته الاحترافيّة مع نادي العربي القطري، بعد تسجيله هدفاً من أهداف فريقه الأربعة في المباراة أمام الأهلي، ضمن لقاءات الجولة السادسة عشرة من منافسات دوري نجوم قطر 2024-2025. وكاد المهاجم الذي انتقل إلى أحد أكثر أندية دولة قطر شعبيّة مطلع العام الماضي، أن يعتزل كرة القدم بصورة مبكّرة بعد استبعاده من تمثيل نادي سخنين الذي يمثّل فلسطينيي الداخل المحتلّ (1948)، فور انضمامه إلى منتخب فلسطين، وهو الأمر الذي تكرّر مع زميله عميد محاجنة، ومنع عدداً آخرَ من تمثيل منتخب بلادهم.
والتقىت "العربي الجديد" حسن، وأجرى معه حواراً تعرّف فيه على الطريقة التي دفع فيها ثمناً باهظاً لتمثيله منتخب فلسطين، وكيف ساهمت جهات عليا في دولة الاحتلال في تغيير مسار رحلته في عالم كرة القدم.
* لماذا قرّرت تمثيل فلسطين، رغم عقبات فعل ذلك عليك بصفتك لاعباً فلسطينياً يمارس كرة القدم في الداخل المحتلّ؟
تمثيل منتخب فلسطين وشعبه ورفع راية فلسطين أمام العالم مصدر فخر واعتزاز، إذ يحاول كلّ منا إسعاد الشعب الفلسطيني في مجاله، ولذلك لم أتردّد في اتخاذ قرار تمثيل منتخب فلسطين رغم أن ظرفي لم يكن سهلاً؛ لأنني لاعب فلسطيني في الداخل المحتلّ، وكنت أتوقّع أن أدفع لأجل ذلك ثمناً. ورغم ذلك كلّه، ولأنني جئت من بيت وطني متديّن لم ينسلخ عن أصله، اتخذت قرار تمثيل منتخب فلسطين بكل شجاعة.
* كيف حاربك الإسرائيليون من خلال نادي سخنين العربي؟
قبل استدعائي إلى منتخب فلسطين في المواجهتين أمام عُمان وفيتنام في سبتمبر/ أيلول 2023 كانت الأمور تسير على ما يرام في تجربتي الجديدة مع نادي سخنين الذي يمثّل فلسطينيي الداخل المحتلّ، حيث لعبت أول مواجهتين رسميتين مع الفريق، ولكن بعد تمثيل منتخب فلسطين، واندلاع الحرب في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023، انقلبت الأمور رأساً على عقب، وتم تهميشي في الفريق، وإخراجي من قائمته في بطولتي الدوري والكأس.
* كيف تصرّفت بعد قرار استبعادك من نادي سخنين؟
الموقف نفسه الذي حدث معي حدث مع زميلي عميد محاجنة في نادي أم الفحم، وأثناء وجودنا في دولة قطر خلال بطولة كأس آسيا 2024 تواصلنا مع عدد من وكلاء اللاعبين، وبمساعدة الاتحاد القطري لكرة القدم وقّعنا مع أندية قطرية تابعت عدداً من المقاطع المصوّرة لنا، وقامت بتسجيلنا بدعمٍ من الاتحاد القطري لكرة القدم الذي نظر في أمرنا. أشكر الاتحاد القطري لكرة القدم، ودولة قطر شعباً وحكومةً على استقبالهم لنا، ووقوفهم إلى جانب القضيّة الفلسطينية. الاحتلال حاول أن يمنعنا من تمثيل منتخب فلسطين لأنه كان يخشى أن نصبح أمثلة للاعبي الداخل الفلسطيني المحتلّ (مناطق 1948).
* كيف تصف موسمك الثاني مع نادي العربي القطري؟
الموسم الحالي ليس أحسن موسم للنادي العربي، وعانينا فيه تغييرات فنيّة وإداريّة، لكننا سنحاول أن نخرج منه بأفضل صورة ممكنة من خلال تحسين مكانتنا في جدول الترتيب؛ لأن مكانة العربي تتمثّل في أن ينافس على البطولات أو أن يكون في المراتب الثلاث الأولى. الآن سنركّز على إسعاد جماهيرنا من خلال الفوز ببطولة كأس سموّ الأمير التي أعتبرها أهم بطولة ممكنة.
* يطالب الفلسطينيون بأن يخوض "الفدائي" مباراته القادمة مع العراق في تصفيات كأس العالم 2026 على أرضه... ما أهمية ذلك؟
عندما تلعب في وطنك وأمام جماهيرك وشعبك فإن الأمور تصبح مختلفة؛ لأن الجمهور الفلسطيني هو اللاعب رقم 12 بالنسبة لنا، ولديه دور مؤثر على مجرى المباريات. أفضّل أن نلعب المواجهة أمام العراق في تصفيات كأس العالم على أرض فلسطين، وأن تكون الجماهير الفلسطينية إلى جانبنا لأن المباراة أمام العراق تحديداً تُعتبر مصيريّة، وسيؤثر حافز اللعب على أرضنا أو عدمه، على حظوظنا فيها.
* كيف ترى حظوظ فلسطين المتبقيّة في المنافسة على الوصول إلى بطولة كأس العالم 2026؟
سنقاتل على حظوظنا بالوصول إلى بطولة كأس العالم بالرّوح، وبالدّم، وسنسعى بكل ما نستطيع أن نُسعد شعبنا، ونرفع رايته في أفضل الأماكن، خاصة أن بطولة كأس العالم المقبلة ستقام في أميركا. نأمل أن يتقدّم المنتخب الوطني مع الطاقم الفنّي الجديد، وأن يرتقي من الترتيب السادس إلى مرتبة أفضل رغم صعوبة المهمّة علينا، وعلى الطاقم نفسه.
أؤمن بقدرات الطاقم الفنّي واللاعبين، وأننا سنتمكّن من تشريف منتخب فلسطين. ويضم منتخب فلسطين حالياً خمسة لاعبين من مناطق الداخل المحتلّ (أراضي 1948)، وهم حارس المرمى رامي حمادة، والمدافع عميد محاجنة، ولاعبي الوسط محمد درويش، وعطاء جابر، والمهاجم علاء الدين حسن.