كتب محمود السقا- رام الله

الانتماء الصادق والمُخلص سر النجاحات، إنه يتقدم عما سواه بما في ذلك الجانب المادي، هناك منتخبات كروية تعاني اتحاداتها من ضائقة مالية خانقة، ومع ذلك فإنها لا تقيم وزناً لذلك بل تؤدي وكأنها لا تعاني من اي مشاكل تعرقل خطواتها، او تحدّ من طموحاتها، وهناك منتخبات يتم الإنفاق عليها بسخاء سواء ما يتعلق بمستحقات اللاعبين ودفعها بانتظام أم بالتعاقد مع طواقم تدريبية لها سمعتها وشهرتها العالمية، أم بالتوسع، أفقياً وعمودياً، بمشاريع البنى التحتية، التي تضاهي في نوعيتها وجودتها اكثر الدول تقدماً وازدهاراً بكرة القدم، ومع كل هذه الامتيازات والمحفزات، فإن هذه المنتخبات تخذل جماهيرها وتصدمها بنتائجها المتواضعة والمخيبة.

  لفت انتباهي منتخب الكرة الإيراني فهو يتصدر مجموعته ضمن المنافسات التمهيدية المؤهلة لنهائيات مونديال 2022، بالرغم من معاناة لاعبيه، ذلك انهم لم يتلقوا مستحقاتهم المالية، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد الحافل بالبؤس والحرمان، بل انهم يضطرون الى غسل ملابسهم الرياضية وارتدائها، من جديد، لأن ظروف اتحاد الكرة الايراني المالية لا تسمح بشراء اكثر من طقم ملابس لكل لاعب.

  في ظل ظروف ضاغطة كهذه، فان لاعبي المنتخب الايراني لا يتبرمون ولا يضجرون ولا يعبرون عن استيائهم، بل انهم وبدافع من المسؤولية، فإنهم يبذلون قصارى جهدهم، من اجل ان يتواجد منتخبهم في المونديال القطري ليؤكد على صلابة وعنفوان وطنه، وهذه واحدة من مهمات المنتخبات الوطنية والفرق النادوية ان ترسم صورة وردية لبلدها.

  أحببت ان أكرس هذه الوقفة للتأكيد على ان الانتماء والوفاء للوطن، ولكل رموزه يتقدم عما سواه حتى في ظل أقسى الظروف وأسوأها.

  موقف لاعبي المنتخب الإيراني، يستحق أن تتأسى به كافة المنتخبات، ومن ضمنها "الفدائي" الذي يستعد لخوض منافسات كأس العرب نهاية الشهر الجاري.