شريط الأخبار

"الضابط" وصفي النواجعة رمانة ميزان فرسان الجنوب

الضابط وصفي النواجعة رمانة ميزان فرسان الجنوب
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ ترابط مدينة يطا على مشارف المسافر الفلسطينية ، مشكلة همزة وصل حضارية بين جبالنا وسهولنا ، وشهدت المدينة الجنوبية نهوضاً رياضياً كبيراً بعد قيام السلطة الفلسطينية ، من خلال فريقها الكروي ، الذي حرق المراحل وصولاً إلى دوري المحترفين .

وتعاقب على فرسان الجنوب كثير من النجوم المبدعين ، الذين ساهموا في إنجازات الفريق الأصفر ، ومن هؤلاء محمد اأبو الحج ، وماجد الشامسطي ، ومحمد الهدار ، وموفق أبو عرام ، وعبد العزيز أبو قبيطة ، وفارس النجار ، ومنهم أيضاً حامل الماء وصفي النواجعة ، الذي ترك بصمات مؤثرة ، وساهم في نجاح الفرسان كلاعب ومدرب .

وكانت موهبة أبي بنان تفتحت في حارات يطا ، ونضجت قدراته الكروية مع الفرق المدرسية ، ليظهر مبكراً كنجم يشار إليه بالبنان كقائد لوسط الكتيبة الجنوبية الصفراء ، مساهماً في كثير من الانتصارات ، التي حققت الإنجازات الأغلى لرفاق أبو الحج .

وترك النواجعة بصمات لا تقل أهمية مع المنتخبات العسكرية ، وكان من أركان منتخب ال 17 العسكري ، الذي ضم خيرة نجوم الأندية ، وحقق معه الكثير من النتائج الباهرة ، قبل اختفاء هذا المنتخب بعد إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية .

وقد تابعتُ لاعب الارتكاز اليطاوي في الملاعب ، وشاهدت إبداعاته في الوسط ، واقتربت منه أكثر خلال دورتي المدربين بأكاديمية جوزيف بلاتر ، فتعرفت منه على كثير من حكايات فرسان الجنوب ، التي أتركه يروي لكم بعض محطاتها في هذا اللقاء .

-اسمي وصفي محمد عبد الحميد نواجعة " أبو بنان " من مواليد يطا بمحافظة الخليل يوم 5/4/1977 .

- بدأت ممارسة هوايتي الكروية في الحارات ، وخاصة في ملعب كنت دائم التردد عليه بمنطقة واد المصلى ، بما أسهم في بداية تشكيل الدافع القوي لاستمرار ممارستي كرة القدم .. وبدأ ظهوري فعلياً من خلال بطولات المدارس ، التي كنا مميزين فيها ، حيث أحرزنا المراكز الأولى عدة مرات ، ثم برزت تدريجياً في مختلف الفئات العمرية لفريق شباب يطا ، وصولاً إلى الفريق الأول .

- ولم ألعب في حياتي بشكل رسميّ لغير الفريق الأمّ شباب يطا ، إضافة إلى لعبي مع فريق منتخب ال 17 ، حيث برزت في معظم المراكز ، وخاصة في الوسط .. ورغم أنّ الزمن لا يعود - ويا ليته يعود ..ولو عاد فسألعب لشباب يطا ، حيث كان اللعب لشباب يطا كان في الماضي متعة ، وكنا نضحي لأجله ، متسلحين بالانتماء الصادق ، ولكن اليوم كلّ الأمور تغيرت ، واللاعب مثل الكرت الفرار ، وأعتز بكوني من الذين ضحوا بعدد من الفرص للبقاء في شباب يطا .

- وأعتز كثيراً بنادي شباب يطا ، الذي عشت وتربيت في جنباته منذ نعومة أظفاري ، وتدرجت في فئاته العمرية ، لأصبح عنصرياً أساسياً في الفريق الأول في سن السادسه عشرة ، وبحمد الله قضيت جلّ وقتي في هذا النادي ، وعشت معه على الحلوة والمرة ، ومن أجمل ذكرياتي تلك الفترات التي عشتها في المعسكرات التدريبية ، في كسيفة بالداخل ، وفي الفارعة .

- أفضل من شكل معي ثنائياً محمد الحج ، وماجد الشامسطي ، وعبد العزيز ابو قبيطة ، وفارس النجار ، وموفق ابو عرام ، وابراهيم المهانية ، وأفضل من لعب بجانبي في الوسط محمد الحج ، وماحد الشامسطي ، وحسام ابو علي ، وعبد العزيز ابو قبيطة ، وخلدون فهد ، ورأفت ابو خاطر .

- مثلي الأعلى في الحياةنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، أمّا في الملاعب فأقول لك : إنّ الطليان كانوا يأسروني ، بشدة الانضباط ، فأعجبني دونجا ، وجيرارد ، وأبو تريكة ، فيما أكثر لاعب كنت أحب الوصول إلى مستواه ، وكان يعجبني النجم خلدون فهد ، من ناحيتي اللعب والأخلاق .

- أحترم وأقدر كلّ من دربني ، وقدم لي نصيحة ، أو مشورة خلال مسيرتي الكروية ، وأذكر هنا بالخير المرحوم محمد خليل اعطية ، والمرحوم ابراهيم حسن ، والأستاذ الرائع رافع ابو مرخية ، وهو أكثر من استمر معنا في نادي شباب يطا ، خاصة في البدايات ، ومن مدربي الداخل الفلسطيني سليمان أبو صعلوك ، وشكري العقبي ، وغيرهم .

- ولعل من أفضل ذكرياتي في الملاعب يوم صعود شباب يطا لأول مرة إلى "الدرجة القطرية " ، بعد مباراة فاصلة مع جمعية الشبان المسلمين ، أقيمت على ملعب جمال غانم في طولكرم ، ويومها وزحفت جماهير شباب يطا بكثافة ، وفزنا 2-1 ، من تسجيل محمد القزم الدبابسه ، ومحمد اسماعيل الهدار ..وشهدت سنة 200 إنجازاً جديداً ، حيث صعدنا إلى الدرجة الممتازة ، بعد الفوز على أهلي قلقيلة ، بعد مباراة جرت على ملعب البيرة القديم - بجانب الهلال الأحمر الحالي - بهدف سجله فضل الهريني.

- وبحمد الله استطاع فرسان الجنوب إثبات ذاتهم بين الكبار ، ولكن الأيام دارت على هذا الفريق ، الذي هبط إلى الدرجة الثانية ، وحتى يستعيد الفرسان مكانهم الطبيعي يجب توفر جملة من المقومات المادية ، والاستقرار الإداري ، مع ضرورة عودة الكفاءات الرياضية المخلصة لإدارة النادي ، وأن يتمّ الاستثمار في الفئات العمرية ، وتشجيع من يتصفون بالانتماء الصادق ، وأذكر هنا أني في احدى السنوات قمت بتجميع الفريق مع زملائي دون مدرب ، أو إدارة ، وذلك من باب المحافظة على الفريق ، ويومها شاركنا في مباريات كأس فلسطين ، ووصلنا دور الثمانية.

- بلا شكّ فإن جيل آخر التسعينات وأول الألفية هو أفضل أجيال يطا ، حيث كان لاعبي تلك الفترة أعلى مستوى من الوقت الحالي ، ولو وجدت المقومات الموجودة اليوم في تلك الفترة ، لكان شباب يطا في قمة الهرم للأندية على مستوى الوطن.

- وأحتفظ بذاكرتي بكثير من ذكريات ملاعب التراب ، التي مرت بحلوها ومرها ، وجبلت بالدم والعرق ، وأذكر في احدى تلك المباريات على ملعب الحسين ، انطلقت بالكرة من خط المنتصف ، وبعد مرواغة أكثر من لاعب ، وصلت حارس المرمى ، ومررت الكرة للمهاجم احمد الدبابسه ، فسجل هدفاً ، وللأمانة ملاعب التراب كانت بطعم الانتماء ، عكس ما نرى اليوم .

- كما أحتفظ بذكريات جميلة من المباريات التي خضتها مع مختلف الأندية ، وخاصة أندية محافظة الخليل ، فيما كان لمباريات شباب يطا ، وشباب الخليل طعم خاص ، وكان يغلب عليها القوة والندية ، أياً كان مستوى الفريقين .

-أعتقد أنّهمن الصعب اختيار أفضل تشكيلة لعمر زمني طويل ، ولكن أرى أنّ من أفضل اللاعبين الذي عرفتهم في الملاعب محمد الهدار الكبير ، ومحمد اسماعيل الهدار ، وموفق أبوعرام ، وفارس النجار ، وعبد العزيز أبو قبيطه ، وعماد ناصر الدين ، ووليد عبد الرحمن ، وحازم المحتسب ، ومهند قريع ، ورأفت ربيع ، ومحمد عودة ، ونائل اسعد ، ومحمد زينب ، وخلدون فهد ، ويوسف وريدات ، وحسن وسميح يوسف ، وسامر خضر ، واحسان صادق، وايمن سالم ، وأبناء صندوقة ،وحسن حجاج ، وفادي لافي ، وفرج ابو رموز ، ورجب ابو ميالة ، وجبران كحلة ، وفادي سليم ، وجمال حدايدة ، وعفان وخالد سويدان ، وأحمد عيد ، والعديد من الأسماء ، التي لا تحضرني الآن .

- وأحتفظ بذكريات رائعة من مشاركاتي في المنتخبات العسكرية ، حيث تمّ استدعائي مع مجموعة من اللاعبين المميزين من مختلف الأندية لمنتخب ال17 ، الذي شكلّ نواةً للمنتخب العسكري ، بما ساهم في دعم الأندية ، من خلال تفريغ اللاعبين المميزين في الأجهزة الأمنية ، وبحمد الله كنت ضمن أوائل المنضمين لهذا المنتخب ، باشراف المدرب رافع ابو مرخية ، والعقيد عبد الله السلال ، حيث قضينا فترة ذهبية رفقة عدد الزملاء الرائعين.

- وبدأت قصتي مع التدريب منذ سنة 2010 ، حيث اقترح عليّ المدرب جمال ابو فنار التسجيل في دورة تدريبc، حتى أكون مساعداً له ، ولكن بسبب ظروف خاصة انسحبت من أول دورة بعد حضوري أول يوم ، لأشارك في دورة أخرى بعد فترة ليست بسيطة ، فحصلت على الدورةcمع المحاضر وليد فطافطة ، ثم على المستوىbمع المحاضر نهاد صوقار .

- تشرفت بالعمل كمساعد مدرب لشباب يطا ، مع المدربين جمال أبو فنار ، ومحمد خليل اعطية ، ووسام اغبارية قبل الصعود للمحترفين. ، ثم عملت مديراً فنياً لشباب يطا ، وشباب الكرمل ، وشباب سوسيا.

- من أهم إنجازاتي كلاعب فوزنا ببطولة سباعيات فلسطين للشباب تحت سن 20 سنة 95، وصعودي معالفريق الي الدرجات القطرية ، والأولى ، والمحترفين، وصعوديمع شباب يطا إلى المحترفين كمساعد مدرب،وتثبيت شباب يطا في الاحتراف الجزئي .

- من أجل مزيد من التطور في دوري المحترفين أقترح تخفيفالتبعات المالية والإدارية ، التي أرهقت الأندية ، خاصة في ظلّ الوضع العام الاقتصادي المتردي ، والحلّ يكمن في التوفيق بين الإمكانيات على الأرض ، مع رفع مستوى الكفاءات الرياضية ، لأنّ الوضع القائم أقصى كثيراً من الكفاءات في الأندية ، بسبب التبعات المالية ، التي ترهق كاهل الإدارات .

- لاعبي المفضل محلياً خلدون فهد ، وعربياً محمد أبو تريكة ، ودولياً ليونيل ميسي، ومدربي المفضل محلياً سمير عيسى ، وعربياً محمود الجوهري ، ودولياً كلوب ، وجوارديولا ، واللاعب الذي أتوقع له التألق الشبل محمد حاتم النواجعة.

- من وجهة نظري واقع الإعلام الرياضي مثل واقع الأندية والرياضة بشكل عام ، حيث يعيش بين مد وجزر ، وتأثر بالمنظومة الرياضية الموجودة .. وبصراحة أحيانا كنت أتحامل على بعض التقارير الصحفية ، التي لا تجسد الواقع بصدق وصراحة.

- كثيرون هم النجوم ، الذين مروا على شباب يطا ، ومنهم الكابتن ماجد الشامسطي ، الذي أعتبره من أعمدة شباب يطا ، حيث ترعرعنا وبرزنا سورياً ، وهو يمثل الأب الروحي للاعبين ، إلى جانب القائد محمد أبو الحج ، ومن أرقى الشخصيات الرياضية التي عرفتها الكابتن رافع ابو مرحية ، فهو مدرب خلوق ، وأستاذ رائع ، وصديق محترم .

- أشكر اتحاد الكرة على عمله الكبير ، وأقول لرجاله : يعطيكم العافية على جهودكم ، ولكن لاستمرار التقدم والتطور يجب النظر إلى حال الأندية ، التي تعكس واقعنا الرياضي ، وكيفية إسنادها ودعمها ، لتكون قادرة على إدارة الموارد البشرية والمالية بطريقة مريحة ، والحصول على الممارسات الأفضل ، للخروج بأفضل النتائج ، التي تصب في تطور المنظومة بشكل كامل.

- من أطرف ما حدث معي في الملاعب ما حصل عندما كنت في بداياتي ، حيث كنت أكثر من المراوغة مع الناشئين ، وفي مباراة مع فريق بني نعيم على ملعب الظاهرية ، استلمت الكرة في الوسط ، وقريب من جهة الجمهور ، فسمعت أحدهم يقول : مسكها اللي بجننهم ، فتركت اللعب ، وبدأت بالضحك حتى فقدت الكرة!..وفي مرة أخرى تمّ استدعائي لتمثيل المنتخب ، فركبت دراجة نارية ، وحصل معي حادث ذاتي ، فتعرضت لكسر بالقدم ، بعد الاتصال بي بوقت قصير.

-وهناك حادثة أخرى حصلت معي عندما كنت مدرباً لشباب يطا في ظروف صعبة ، حيث كنت أقوم بدور الإدارة ، وحجز الملعب ، وتجهيز السيارات ، ومن شدة الضغط انفعلت كثيراً ، بسبب تقصير الإدارة ، وتهاون اللاعبين ، فضربت جوالي بالأرض ، فتحطم ، وضاعت منه كلً البيانات والصور ، التي التقطتها بعد عودتي من رحلة عمل إلى الصين .

مواضيع قد تهمك