رام الله / ناصر العباسي وعبد الفتاح عرار/ هي قضية الشعوب التي تناضل من اجل الاستقلال ومنها الشعب الفلسطيني الذي لا زال يعاني من جبروت احتلال ظالم حرم هذا الشعب من ابسط حقوقه، لكن هذا الشعب لم ييأس ولم يكل او يمل حتى يصل لمبتغاه وبسواعد جنوده في كل المواقع، فالرياضة الفلسطينية اصبحت وسيلة لنقل رسالة معاناة شعب صامد ونشرها في كل انحاء العالم عبر الفرق الرياضية، والكل يعلم قدسية قضيتنا وما تم انجازه عبر فرقنا ومنها منتخب الكرة.

خلال الايام القادمة وبالتحديد في السادس من شهر حزيران القادم وعلى استاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس تستقبل فلسطين ضيفا كرويا خط لنفسه مسيرة كروية ناجحه نقل من خلالها معاناة شعب يناضل من اجل الاستقلال والهوية، وجاء ترتيب اللقاء بمبادرة من الرئيس محمود عباس "أبو مازن" في آذار الماضي بعد لقائه الرئيس الشيشاني "رمضان قديروف" .

وبجهود اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة، رئيس اللجنة الاولمبية نجح بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة الروسية وبالأخص مع وزير الرياضة الشيشاني "حيدر الخانوف " حيث تم الاتفاق مع اتحاد الكرة الفلسطيني على إقامة اللقاء الدولي في السادس من شهر حزيران القادم بين المنتخبين: الفلسطيني والشيشاني "الروسي" على أرض استاد الشهيد فيصل الحسيني.

قصة معاناة

انه النادي الشيشاني "تيرنك غروزني" وهو الفريق الذي يمثل الجمهورية الشيشانية ويلعب ضمن فرق الصفوة "الدرجة الممتازة" بالدوري الروسي لكرة القدم، ومن خلال مبارياته ونجاحه في تحقيق الانتصارات استطاع ان يحمل معه رسالة شعبه وان يرسم البسمة على شفاه مناصريه وان يجلب الاضواء لقضيته بتحقيقه انجازات جعلت وسائل الاعلام تلاحقه لتصطدم بقضية شعب انتشرت في كافة ارجاء المعمورة من خلال فريق كرة قدم حقق انجازا كرويا على المستوى الاوروبي وجعل شعبه يتبعه في مدرجات اوروبا رافعين شعارات تنادي بانصافهم ومنحهم الحق في العيش بكرامة ومطالبين كل احرار العالم مساندتهم وكان ذلك من خلال المدرجات واثناء مباريات هذا الفريق الذي اصبح رمزا للنضال الوطني.

وان لم يكن الشعب قد وصل لمرحلة تحقيق الانتصار عبر البندقية لانه يواجه خصما عنيدا، فقد استطاع ان ينتصر ويحتفل بالانتصار عبر كرة القدم ومنح مناصريه فرصة التعبير عن رايهم بحرية وفي كل مكان حتى في قلب عاصمة الخصم دون ان يستطيع احد التعرض لهم كون احتفالهم بالنصر مشروعا لانه تحقق فعلا فكظم الند غيظه واستمر ينتظر نهاية الاحتفالات في قصة من اروع قصص النضال في العالم.

هم سيحلون ضيوفا على عاصمة الدولة الفلسطينية ولن يستغربوا مما سيشاهدوه هنا لانهم عاشوا التجربة وتذوقوا حلاوة الانتصار الذي نعمل جميعا من اجله لنقلب الطاولة على المستعمر ونقول له ولكل العالم اننا شعب يستحق الحياة وقد آن الاوان لنا ان نسترد ما سلب منا "شاء من شاء وابى من ابى" .

ان هذا النادي لا يمثل نفسه مطلقا وان كان قد حرم هذا الشعب من تشكيل منتخب قومي. تيرنك غروزني هو من يمثل الشعب الشيشاني لان كل الشعب يركض خلفه ويشجعه ويرقص طربا عند تحقيقه الفوز ليكون هذا النادي بمثابة منتخب الشعب والوطن والقضية.

ونحن هنا اذ لا ننظر للمباراة فقط من ناحية رياضية رغم اننا ايضا معنيون برؤية منتخبنا يحقق انجازات تلبي الطموحات، فاننا ننظر للقاء ليكون وسيلة تعبير لكل وكالات الانباء العالمية وشعوب العالم ولن نقف عند الدعوة له وطنيا فسنعمل جاهدين لنشر رسالتنا عبر الحديث عن هذه المباراة وابعادها في كل ارجاء العالم لتبقى القضية هي العنوان والمنتخب الوطني هو الوسيلة التي ستوصل القضية وآمال الشعب لجميع الاحرار في العالم.

ان التشابه في قضية المتنافسين على ارض القدس متشابهة لانها قصة نضال ننقلها عبر الساحرة المستديرة التي اصبحت تجلب العشاق وتحظى باهتمام اكثر من السياسة وهذا ما ندركه جميعا.

ونود ان نقدم النادي الضيف ثم نستعرض قصة نضال خاضها عبر كرة القدم فحقق اهدافا لشعبه.

تعرف على "تيرك غروزني" الشيشاني

خرج النادي الى ارض الواقع عام 1946وكان اسمه "دينامو" وفي عام 1948 تغير اسمه ليصبح "نفتيانيك" وفي العام 1958 اصبح اسمه تيرك، وفي التسعينيات توقف نشاط النادي بسبب الحرب في الشيشان من عام 1990 حتى عام 2007 حيث لعب الفريق جميع مبارياته البيتية في احدى القرى القريبة تدعى "ستافربول كري في مدينة بياتيقورسك قبل بداية موسم 2008 منح الاتحاد الروسي لكرة القدم لفريق تيرك الحق في لعب مبارياته على ارضه في غروزني التي يبلغ عدد سكانها 388 الف نسمة وعلى استاد السلطان بيليخانوف الذي يتسع لعشرة الاف ومائتي مشاهد.

التتويج بكأس روسيا

فاز فريق تيريك غروزني بكاس روسيا بعد ان تغلب على فريق "كريليا سوفيتوف سامارا" الروسي في النهائي في العام 2004 ولم يشارك في أية بطولة للاتحاد الروسي خلال الحرب على الشيشان.

وتاهل الفريق الى تصفيات كاس الاتحاد الاوروبي بعد الفوز على فريق "ليتش يوفرنان" البولندي بهدف دون مقابل في مباراة الذهاب والاياب ولكنه خسر امام بازل السويسري في الجولة الاولى من التصفيات الأروروبية .

العودة لدوري الأضواء

لعب الفريق بدوري الدرجة الاولى الروسي في العام 2005 لكنه هبط للدرجة الثانية بعد ان احتل المركز الاخير وفي العام 2007 انهى الموسم في المركز الثاني وعاد لدوري الاضواء مجددا.

في الثالث من تموز عام 2008 انضم لفريق تيرك غروزني ثلاثة لاعبين من رومانيا وهم اندريه مارغيريتسو قادما من دينامو بوكوريستي وفلورنتين بيترا من سيسكا صوفيا ودانيال بانكو من نادي رابيد بوكوريستي وانهى الموسم في موسم 2008 في المركز العاشر.

احصائيات

* الزي الرسمي للفريق الابيض الكامل والاحتياطي الاخضر الكامل.

* ضم الفريق خلال مسيرته العديد من اللاعبين الاجانب فلعب له 20 لاعبا روسيا منهم رومان اداموف وماكسيم بوكوف وضم الفريق خلال مسيرته ايضا ثلاثة لاعبين من رومانيا ومثلهم من بلغاريا وثلاثة ايضا من تركمستان.

* لعب للفريق ايضا لاعبان من صربيا ولاعب واحد البرازيل والبوسنة واذربيجان وبيلاروسيا والتشيك والكاميرون ومولدافيا وغانا واوكرانيا.

- لعب فريق تيرك غروزني مباراته الاخيرة هذا الموسم على ملعبه في 23-5-2009 امام فريق خيمكي وفاز بهدفين دون رد وسيلعب اليوم السبت 30-5-2009 مباراة خارج ارضه مع مع نادي روستوف، وكما افاد موقع النادي سيتوقف خلال فترة زيارته لفلسطين ويعود لخوض مباراته التالية في 13-6-2009 على ملعبه امام كريليا سوفيتوف سامارا .

- اهم مبارياته ستكون عندما يستضيف على ارضه وبين جمهوره يوم 19-7-2009 فريق زينيث بطرسبورغ بطل السوبر الاوروبي.

- يحتل تيرك غروزني المركز الحادي عشر برصيد 12 نقطة من عشر مباريات حيث فاز في ثلاثة وتعادل في ثلاثة وخسر اربع مباريات وسجل تسعة اهداف وتلقى مرماه ثلاثة عشر هدفا.

كرة القدم والشعب الشيشاتي

قال الشيشانيون ذات مرة ان كرة القدم هي ما يحتاج اليه الشعب الشيشاتي في ظل الحرب التي مزقت البلاد لكن ذلك سرعان ما تغير بعد ان بدأ يبزغ فجر فريق تيرك واصبح يحقق الانتصار تلو الآخر فاصبح جميع الشيشانيين يحتفلون مع كل فوز على الفرق الروسية لانهم كانوا يعتبرون ذلك انتصارا لهم على الخصم. وخلال دوري الدرجة الاولى لم تكن تمر مباراة دون هتافات ضمن السياق الوطني منددة بالحرب ومطالبة بالحرية والاستقلال.

وكانت الجماهير الشيشانية تتعرض للهتافات المنددة بحلمهم وكانوا هم يستفزون الخصم بهتافاتهم وفي احد اللقاءات امام فريق سبارتك موسكو قام المشجعون الشيشان بالصفير اثناء الدعوة لدقيقة صمت على روح مدرب سبارتك فلاديمير فيديتوف الذي كان قد توفي في الاسبوع التي جرت فيه المباراة.

وعن الجانب السياسي في صراع هذا النادي وقصة كفاحه كتب كيفن اوفلاين المحرر في صحيفة بطرسبورغ تايمز في الاول من حزيران عام 2006 وقال هناك القليل من المناسبات الرياضية الدراماتيكية في موسكو ذات طابع سياسي او سريالي كنهائي السبت في كاس روسيا اذ كان هدف الدقيقة تسعين في مرمى كريليا سوفيتوف سامارا الذي سجله اندريه فيدكوف وحقق به فريق تيرك الانتصار الاعظم في تاريخه مؤشرا الى ان الفوز تعدى كونه انتصار في مباراة كرة قدم ليكون انتصارا سياسيا فجر بحرا من الدموع لدى ابن لاب قتيل فوقتها وتحديدا قبل موعد المباراة بعشرين يوما تم اغتيال الرئيس احمد خادرايوف بعد انفجار قنبلة وكان هو ايضا رئيس نادي تيرك .

ويوم المباراة كان جمهور كريليا يتجاوز 17 الف متفرج فيما لم يتعد جمهور تيرك الالف مشجع حيث قاموا بالسفر مسافة 1500 كم بعد المرور بعدد كبير من الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش الروسية وتعرضوا خلالها للعديد من التنكيل والتفتيش والاهانات وكان من بين الجماهير رامزان كاديروف نجل الرئيس الشيشاني الذي تم اغتياله قبل عشرين يوما من المباراة.

ويومها تمت الدعوة لدقيقة صمت على روح الرئيس الراحل عزف اثنائها النشيد الوطني الروسي فوقف الروس ما عدا قلة قليلة اما الشيشانيون فقد رفعوا يافطة كبيرة كتب عليها نحن جميعا نتذكرك.

وبعد نهاية المباراة بفوز تيرك رقص الشيشانيون في وسط موسكو تحت انظار الشرطة الروسية وفي غروزني اطلقت العيارات النارية فرحا وابتهاجا بالنصر. وقال مدرب تيرك "فسييت تالقييف" بعد المباراة نهدي هذا الانتصار لروح الرئيس الراحل الذي قدم كل شيء للنادي.

من هنا يتبين لنا مدى اصرار هذا الشعب على الحياة ومدى تشابه المواقف مع ما يعيشه شعبنا الفلسطيني وكيف ان الفريق قد كان سببا مباشرا للاحتجاج في ارض المنافس ورفعوا ورقصوا طربا على ارضهم فرحة بالنصر الذي تعدى كونه انتصارا كرويا واخذ منحنى سياسي بحت استطاع الشيشانيون من خلاله التعبير عن رايهم امام وسائل الاعلام التي كانت تصور احتفالاتهم بفوز فريقهم فاغتنموا الفرصة وقدموا قضيتهم للعالم ولم يكن ذلك ليحدث لولا ما وصل اليه الفريق.

اخيرا فان المستوى الفني للفريق مرتفع جدا ويلعب كرة قدم اوروبية متطورة ولديه عدد من اللاعبين المطلوبين للعديد من الاندية الروسية المعروفة وبعض الاندية الاوروبية الاخرى , وستكون مباراته امام منتخبنا الفلسطيني قوية واختبار حقيقي لقدرات فريقنا رغم اننا نسعى من خلال هذا اللقاء بالاضافة للاحتكاك وتبادل الخبرات الى ايصال رسالة لكل شعوب العالم اننا شعب نحب السلام ونناضل من ومن حقنا ان نصل اليه ونستخدم كافة الوسائل المشروعة للوصول الى هدفنا المنشود.

بعثة الشيشان برئاسة وزيرة الشباب والرياضة

وتصل بعثة المنتخب الشيشاني أرض الوطن يوم الخميس الرابع من حزيران المقبل أي قبل 48 ساعة من موعد المباراة ويبلغ عددها 36 شخصا ما بين شخصيات بارزة وإداريين وجهاز تدريبي ولاعبين وصحافي ويترأس البعثة حيدر الخانوف وزير الرياضة نائب رئيس جمهورية الشيشان والسناتور زياد سبسبه عضو مجلس الشيوخ الروسي، شربودي جونيدوف مدير عام الفريق، فياتشيسلاف غريوزن " مديراً فنياً " , روسلان الفييف "مدير الفريق " , اندري كولوسوف " طبيباً " رمضان تسوتسولايف " مدرباً " , عيسى بايتييف "مدرباً ، اصوات دالاحجييف " طبيباً " ، ليوينيد رزفوخين "معالجاً طبيعياً " ، روسلان فيزولوف "معالجاً طبيعياً " ، خمباشا ابراهيموف " مسؤولاً ادارياً ، كازبك حجييف " موفداً صحافياً " , بصير عليبكوف "مصور فيديو" ، إضافة إلى اللاعبين وهم: شاميل لاخيالوف , تيمور جبرانيلوف، ستيبان سيكاتش، فالنتين ايفانوف، سيرغي بيندز، اوليغ فلاسوف، دميتري سميرنوف ، اندري ديكان، سيرغي اومليانتشوك ، اندري مارجاريتسكو، جابرييل دانييل بانكو، ياروسلاف غودزور، جان بلييزبولي ، ايغور شيفتيتشكو، ادلان كاتسايف، ليفاتي غوازافا ، اندري كوبينكو، غويدوس دي ليما كليبير، ميخائيل ميشينكو، زاؤور سادايف ، اسماعيل ايدييف ، رضاو ضي ايدييف ، رضوان اوتسييف .

فلسطين جديرة باستضافة الفرق الدولية

بقي ان نذكر أن لقاء منتخبنا الفلسطيني مع الشيشاني يعتبر مدخلا للتأكيد على أن فلسطين جديرة باستضافة الفرق الدولية، وخير من يوفي بواجب الضيافة، لذلك فان الاحتشاد الجماهيري المساند والانضباط المسؤول من قبل تلك الجماهير، سيعني بالتأكيد شهادة استحقاق وأمان إضافية نحو إقدام الكثير من الفرق والمنتخبات الدولية للعب على ارض فلسطين , ونامل أن تكون الدعوة عامة للجماهير الرياضية الوفية ومن كل الفئات لحضور هذا المهرجان الكروي .

ونحن واثقون من حرارة انتمائها الأصيل للوطن ولرفعته في كل المحافل وملأ مدرجات وجنبات استاد الشهيد فيصل الحسيني كما فعلت في لقاء الأردن تشرين أول من العام الماضي ، وان هذه الجماهير تعي معنى استقطاب منتخبات دولية للعب على الأرض الفلسطينية ولنرفع علم فلسطين في جميع الميادين الرياضية ولتبقى فلسطين أولا وأخيرا .

اماكن بيع التذاكر

قالت تانيا جعار رئيسة دائرة التسويق في اتحاد كرة القدم الفلسطيني أن شركة الوطنية موبايل هي الجهة الرسمية الراعية لمباراة منتخبنا الوطني مع المنتخب الشيشاني.

وأضافت جعار ان تذاكر مباراة فلسطين والشيشان ستطرح ظهر اليوم بالمحافظات الشمالية , وأوضحت أنها ستكون متوفرة للجماهير الرياضية شريطة مراجعة أماكن بيع التذاكر للحصول عليها قبل موعد المباراة وهي كالآتي :-

( بيت لحم ) فندق الانتركونتيننتل - قصر جاسر .

( رام الله ) محلات بيليه للادوات الرياضية مقابل ركب .

( الخليل) محلات الشريف للرياضة , سوبرماركت ناصر الدين - رأس الجورة . محلات ميس للأحذية-عين سارة .

( القدس ) محلات بيليه سنتر للرياضة .

( اريحا ) شركة و محلات ماما هيّو .

( جنين) مطعم بيتزا هت .

ومن المتوقع ان تعلن دائرة التسويق بالاتحاد عن أماكن اخرى لبيع التذاكر بالمحافظات الشمالية منتصف الاسبوع الجاري .