آلة الحرب الأسرائيلية تطال مقر الاولمبية ونادي الشجاعية والحجر والبشر ايضا
غزة- محمد العمصي / هكذا بدا المشهد هنا في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار من جانب الاحتلال الإسرائيلي، منشات رياضية مدمرة، تصاعد السنة اللهب من داخل مكاتبها حتى اللحظة، ركام هائل يلف أرجاء اللجنة الاولمبية الفلسطينية والأندية الرياضية بفعل صواريخ طائرات الـF16 وقذائف الدبابات بمختلف أنواعها، حرب لم تبق ولم تذر على قطاع غزة والمؤسسات الرياضية والأندية والملاعب.
شخصياً لم أكن أتوقع أن يكون مبني الاولمبية في منطقة السودانية بهذا الحجم من الدمار حيث تمت تسويته بالارض، فلقد زرته في اليوم الخامس عشر للعدوان وكان قد أصيب بعض أجزائه بالصواريخ، لكنه بقي شامخاً وكانت يافطة الاولمبية باللغتين العربية والانجليزية تزين الصرح الذي هوى، لكن طائرات الاحتلال والبوارج الحربية عاودت ضربه بصاروخين فجعلته ركاماً وتناثرت أسطحه الثلاثة في محيطه حيث غيرت الهجمات الاحتلالية معالمه وبدا وكأنه كومة من الحجارة، وهو الذي كان مزاراً يومياً للرياضيين في قطاع غزة وللاتحادات الرياضية.
وقدرت الخسائر الأولية بأكثر من مليون دولار، حيث أن مبني الاولمبية لوحده بلغت كلفة تكلفة بنائه أكثر من 750 ألف دولار.
عندما تجولت داخل المبني المدمر بصعوبة نتيجة الدمار الهائل الذي لحق به، وجدت اللوحة الاعتبارية التي وضعت في مقدمة المدخل الرئيس للمقر والتي بقيت شاهدة على جرم الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المنشآت الرياضية، ووجدت اللوحة تتزين بعبارة تحت رعاية فخامة الرئيس ياسر عرفات، رئيس دولة فلسطين وإشراف الأخ احمد القدوة، رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية، تم بحمد الله افتتاح المقر الرئيس يوم الخميس 1/1/2004، وهو ما تبقي من معالم مقر الاولمبية، ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك تعمد الاحتلال في تدمير جميع البني التحتية في قطاع غزة والتي طالت المنشآت الرياضية لتحرم الرياضيين حتى من ممارسة ابسط حقوقهم .
نادي الشجاعية مشهد آخر من التدمير
مشهد أخر يدمي القلب .. انتقلت سريعاً إلى نادي اتحاد الشجاعية، قبل أن أصله كانت معالم المنطقة تدل على أن النادي أصيب بأضرار بالغة نتيجة تحطم وثناتر بعض أجزاء البيوت والمحلات التجارية الملاصقة للنادي، وعندما استوقفتني قدماي داخل مقر النادي وجدت التدمير والركام الهائل للمبني الإداري هو سيد الموقف.
القصف الهمجي طال أجزاء واسعة منه، وأتت على الملعب الخماسي للنادي، لكن العارضتين بقيتا شامختين بالرغم من الحجارة الكبيرة التي غطت أجزاء واسعة من الملعب، لكن أصبح اليوم غير صالح، فالاحتلال الإسرائيلي نزع المبنى وحجارته وجدرانه، لكنه لم ولن ينتزع الإرادة داخل نفوس الرياضيين وحتماً سيعود النادي أفضل مما كان، وسيعود لمنصات التتويج كما كان في السابق، حتى في زحمة التدمير والركام الهائل الذي يلف جنباته .
خمسة شهداء رياضيين على مذبح الحرية
عندما نتحدث عن الشهداء تتقزم حالة التدمير وأكوام الحجارة، فقد سيطر الرياضيون الفلسطينيون ملاحم عديدة في مسيرة الحرية والاستقلال وانتزاع الحقوق، حيث طالت الحرب والته المدمرة أربعة شهداء من الحركة الرياضية في العدوان على قطاع غزة، ليضافوا إلى أكثر من 600 شهيد قدمتهم الحركة الرياضية في سنوات الانتفاضة.
الشهيد خليل العبد جابر حسن رئيس اتحاد الخماسي الحديث وزوجته ..الشهيد أيمن الكرد نجم المنتخب الوطني ولاعب نادي فلسطين، الشهيد وجيه مشتهى نجم نادي اتحاد الشجاعية .. الشهيد شادي السباخى مدافع نادي خدمات النصيرات، الشهيد على الهوبي لاعب كرة السلة في خدمات رفح هم خمسة شهداء قضوا شهداء في الحرب التي استمرت لثلاثة أسابيع على قطاع غزة، جميعهم قضوا اثر سقوط صواريخ الاحتلال من عديد للطائرات الإسرائيلية والقذائف اللاهبة، ليضافوا إلى قائمة وكوكبة شهداء الحركة الرياضية في فلسطين المباركة.
وان كان لي حديث عن احدهم بفعل قربي الشديد منه فانني سأتحدث عن الشهيد خليل العبد جابر حسن رئيس اتحاد الخماسي الحديث وزوجته والذين استشهدا اثر سقوط قذيفة غادرة على شقتهم السكنية في أبراج الكرامة شمال قطاع غزة.
يحدثني الزميل موفق مطر صديق الشهيد والذي يقطن معه في البرج انه وحين اشتداد القصف المدفعي على البرج تجمع السكان في احد الشقق وكان من ضمنهم الشهيد خليل العبد جابر حسن، حيث التقط له الصحفي والكاتب موفق مطر صورة قبل استشهاده بيومين وهو يضع على نفسه غطاءً من شدة البرد في مشهد أنساني شديد الإثارة، لكن مشهد استشهاده وانتشاله من شقته السكنية وتشييع جثمانه ومواراة جسده الثري كان الغالب، حيث لم يتمكن احد من أسرته من إلقاء نظرة الوداع عليه كون أولاده في الخارج وإخوانه في محافظات الجنوب وهم أيضا لم يتمكنوا من تشييعه نظراً لتقطيع أوصال قطاع غزة وفصل الجنوب عن الشمال من قبل دبابات الاحتلال.
استهداف الأندية والملاعب صورة أخري من العدوان
حالة التدمير والقصف لم تسلم منها الأندية والملاعب فلقد تم تدمير المدرج الجنوبي لملعب رفح بالكامل ومرافقه الداخلية الخاصة باللاعبين والحكام وتضررت أرضيته المعشبة اثر استهدافه بصاروخين F16، وكذلك تضرر أجزاء كبيرة من نادي شباب رفح وتحطيم نوافذه اثر قصف الملعب، إضافة إلى تضرر أجزاء كبير جدا في نادي جماعي رفح اثر قصف الشريط الحدودي حيث بلغت أضراره ما يقارب 150 ألف دولار بعد إتلاف معداته وصالته الخاصة بالجيمانيزيوم.
وتعرضت أرضية ملعب المدينة الرياضية في خان يونس التابع لبلدية خان يونس لإضرار بالغة حيث تطايرت جميع الشظايا على أرضيته المعشبة، فيما طال القصف نادي أهلي النصيرات ونادي الشمس وتم تدميرهما بالكاملز
وادى القصف إلى إصابة العديد من اللاعبين نذكر منهم إصابة لاعب خدمات رفح إسلام أبو عريضة وتدمير منزله وإصابة زوجته واستشهاد شقيقته وإصابة اللاعب حازم الرخاوي لاعب شباب رفح اثر القصف وكذلك تضرر وقصف منزل الدكتور عمر قشطة عضو اتحاد العاب القوي الأسبق المتواجد على الشريط الحدودي.