شريط الأخبار

أشواك وورود في مسيرة شعلة الصين الاولمبية

أشواك وورود في مسيرة شعلة الصين الاولمبية
بال سبورت :  

بكين- عزت شحرور-الجزيرة/ "طريق الألف ميل يبدأ بخطوة" وفق هذه القاعدة استطاع الصينيون قطع آلاف الأميال وعرفوا لذلك بمسيراتهم الطويلة والشاقة، تعثروا كثيراً في خطواتهم تلك وسقطوا أحياناً ونهضوا ليكملوا المسير وأثبتوا أنهم قادرون على الوصول.

 

مسيرات عدة

الصينيون استبقوا تأسيس جمهوريتهم بالملحمة التاريخية للثورة الصينية "المسيرة الكبرى" في ثلاثينيات القرن الماضي التي قادها الزعيم الراحل ماو تسي تونغ وقطع فيها أكثر من 12 ألف كيلومتر في ظروف بالغة القسوة والصعوبة، خسر فيها خمسين ألفا هم نصف عدد جنوده قبل أن يقف في ميدان تيان آن مين ليعلن ميلاد دولة وبداية عهد جديد.

    وفي ثمانينيات القرن الماضي دخلت الصين في مسيرة أخرى عرفت بمسيرة الإصلاح والانفتاح استطاعت فيها أن تفاجئ الكثير من المراقبين بما حققته من نمو اقتصادي وصف بالمعجزة، وظل طوال العقدين الماضيين يحتفظ بوتيرة هي الأسرع في العالم.

آخر هذه المسيرات كان الشعلة الأولمبية. تعثرت فيها الصين كثيراً وخبا لهيبها وكاد ينطفئ أحياناً، لكنها في النهاية وصلت لغايتها، وقبل أن تصل تحولت إلى قصة وحكاية.

فلكي تصمم شعلتها الأولمبية حاولت الصين استحضار تاريخ وتراث يعودان إلى خمسة آلاف عام وتنفخ فيهما الروح من جديد.

من اكتشاف الورق إلى التقنية الحديثة فالأمر بالنسبة للصين لا يتعلق ببعث التاريخ والتراث بل ببعث أمة بأسرها.

أحكمت الصين قبضتها على شعلة اللهب الأولمبي المقدس، وحاولت السير بخطى ثابتة لتفتح أبواباً نحو عهد جديد، لكن قوى كثيرة كانت لها بالمرصاد.

قوى تعي تماماً ما الذي يعنيه نجاح الصين في استضافة هذه الأولمبياد من تأجيج للمشاعر الوطنية بالنسبة لقوة عسكرية واقتصادية ناهضة كالصين.

 

لم العراقيل؟

وهذا ما يفسر على ما يبدو العقبات والعراقيل الكثيرة التي اعترضت مسيرة الشعلة في عدة عواصم غربية مثل باريس ولندن ولوس أنجلوس عبر طريق امتد قرابة 140 ألف كيلومتر جابت الشعلة فيه 135 مدينة داخل وخارج الصين. وبدا الأمر وكأنه عملية تصفية لحسابات سياسية واقتصادية .

كانت الصين تصرخ وتطالب بعدم تسييس الرياضة وعدم تسييس الأولمبياد، لكن كل تلك الدعوات لم تلق آذاناً صاغية خاصة أن الذاكرة لم تزل حية عندما كانت الصين من أوائل الدول التي سعت إلى تسييس الرياضة منتصف سبعينيات القرن الماضي فيما عرف بـ"دبلوماسية البينغ بونغ" التي أدت إلى تطبيع العلاقات مع واشنطن.

أما على صعيد مسيرتها داخل الأراضي الصينية فقد اضطرت الشعلة إلى تغيير مسارها أحياناً في بعض المدن والأقاليم الصينية التي تشهد توتراً كإقليم التبت وإقليم شينغيانغ ذي الأغلبية الإيغورية المسلمة حيث ترافقت مسيرة الشعلة مع إجراءات أمنية مشددة.

بل طُلب من المواطنين في بعض مدن إقليم شينغيانغ متابعة مسيرة الشعلة في بيوتهم عبر شاشات التلفزيون.

لكن في النهاية وصلت الشعلة بسلام ولو بشق الأنفس والآن بعد هذه المسيرة الشاقة والطويلة فإن البلاد ستدخل في عهد جديد سيكون له ما بعده، وستؤرخ لأحداثها بفترة ما قبل الأولمبياد وما بعدها، تماماً كما أرخت بفترة ما قبل التحرير وما بعد التحرير بعد المسيرة الطويلة للثورة الصينية، وكما أرخت بما قبل وما بعد الانفتاح منذ بداية تجربتها الاقتصادية الناجحة منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

لكن حتى تتمكن من تحقيق ذلك يجب عليها أن تحافظ على بقاء لهب الشعلة متقدا حتى نهاية الدورة

مواضيع قد تهمك