شريط الأخبار

"في المرمى"... نَشدُّ على أياديكُم

في المرمى... نَشدُّ على أياديكُم
بال سبورت :  


كتب فايز نصّار/ المحرر الرياضي بصحيفة القدس 


  يقول الراوي يا سادة يا كرام: إنّ الفدائي الفلسطينيّ القديم فرض نفسه في المربع الذهبيّ لمسابقة كرة القدم في الدورة الرياضية العربية الرابعة بالقاهرة صيف 1965، وبفعل فاعل خسر رفاق المرحوم فؤاد ابو غيدا من أحد كبار افريقيا وقتها المنتخب السودانيّ، وبالكاد خسر من رابع العالم في أولمبياد طوكيو المنتخب المصريّ.

  وشخصياً، كنت من الشهود على تألق فدائي نهاية التسعينات في الدورة الرياضية العربية بعمان، بقيادة الراحل عزمي نصار، الذي أحسن ترتيب أوراق منتخب قويّ، جلّ عناصره من الخارجين من رحم الانتفاضة الأولى .

   وبينما كنت يومها أبحث عن عنوان مناسب لتقرير تعادلنا الجدير مع ليبيا- التي كان كابتنها الساعدي، نجل الراحل معمر القذافي-  كان ابن "عقبة جبر" الصحفي الألمعي|ّ جمعة نصار يراقب حيرتي، فقطع ترددي قائلا: أكتب يا فايز نصار: "بجدارة ...فلسطين في الصدارة !"

  والمشكلة بعد ذلك، أننا لم نحسن الاستفادة من تألق فدائي عمّان، وعملت ظروف موضوعيّة، وأخرى ذاتيّة على عودة المنتخب الى نقطة البداية، وأصبح حصان عبور للمنتخبات الأخرى في كثير من البطولات .

  ومع بداية النهوض الكروي، الذي قاده الفريق جبريل الرجوب، أصبح الاهتمام كبيرا بالمنتخبات الكروية، ووضعت خطط تطوير الفدائي بكافة فئاته، على مختلف المستويات، وتمّ الرقيّ بكلّ عناصر إنجاز اللعبة الأكثر شعبية

  وبهمّة الرجال استعاد "الفدائي" هيبته، وأصبح يحسب له ألف حساب من مختلف المنتخبات، التي تتوجس من طلاسم هذا المنتخب، الذي حشد القائمون عليه كل الطاقات الإبداعية الفلسطينية من الوطن والشتات.

  وكانت بطولة التحدي محطة هامة في النهوض الكروي، فتأهل الفدائي الى مونديال آسيا أربع مرات متتالية، وزاد الإنجاز بريقاً بوصول رجال المدرب مكرم دبدوب إلى مشارف مونديال 2026، حيث يستعد رفاق مصعب البطاط للعب عشر مباريات حاسمة، نبتهل إلى الله أن يسدد خطوات نجومنا فيها جميعا، ويومئذ يفرح الفلسطينيون، ويفرح معهم كلّ عشاق الحرية في هذا العالم، المليء بالظلم!

  أعتقد أنّ منتخبنا قادر على مقارعة الكبار، عندما يلعب بكل إمكانياته، متسلحاً بالثقة، والروح المعنوية، التي كثيراً ما حلبت في آنيتنا، وساهمت في تجاوز نجومنا للفوارق الأخرى، ومعظمها ليست في مصلحتنا.

  أراهن على الفدائي، إذا أحسن استغلال كلّ عناصر الإنجاز الكرويّ، وإذا لعب بالروح، التي فاز بها على أوزبكستان، وتعادل فيها مع السعودية والإمارات، وخسر باللف والدوران مع بطل آسيا العنابي.

  يقول النقاد: الكرة في الملعب، وأزيد بان الكرة بين أقدام الفدائيين، وعلينا جميعاً أن نثق بهم، ونراهن عليهم، وحتى لو تعثروا بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن، فيجب أن نشد على أياديهم، ونثمن بطولاتهم!

مواضيع قد تهمك