الوعد يتحقق مساء اليوم مع افتتاح مونديال العرب التاريخي في « البيت»

قطر تحت أضواء العالم وخمسة مليارات يتابعون الحدث التاريخي
حفل افتتاح استثنائي سيكون الافضل في المعمورة
الدوحة –
دخلتْ دولةُ قطر تاريخَ كرة القدم والرياضة العالميَّة من بابه الواسع، مع انطلاقِ النسخة الاستثنائيَّة من كأس العالم FIFA قطر 2022 اليوم لتُدوِّنَ فصلًا جديدًا من فصول استضافة المونديال، كأوَّل دولة عربية شرق أوسطية تحتضن الحدث الكوني الكبير.
اللحظة الفارقة التي تحرَّق القطريون شوقًا لها، تأتي الآن ثمرةً لجهود مُضنية بذلتها كل مؤسَّسات الدولة على مدار 12 سنة، تم خلالها بناء بلد جديد عصري، لكنه ما زال يعبق بالتاريخ العربي والإسلامي بجذوره الخالدة التي تُجسد إرثًا يُمجد عادات وتقاليد الأجداد ويفتح الأبواب أمام الاستدامة لأجيال قادمة ستتغنى بالمُنجزات التي تحققت عبر النهوض بكل مناحي الحياة، ومن خلال حدث سيبقى عالقًا في الأذهان كمُسرّع لرؤية أبصرها المسؤولون ونفذوها بكل وطنية وحب لهذه البلاد.
الآن وقد فتحت قطر ذراعَيها لكل عاشق لكرة القدم، مُرحبة بجميع من قصدها لمُتابعة المونديال.. فهي بذلك تبعث برسالة حب وسلام لكل شعوب الأرض من خلال نبراس ثابت مفاده «ستجدون كل احترام وتقدير وستعيشون تجربة استثنائية تاريخية في منطقة طالما أرادت أن تقدمَ نفسها للعالم»، وبالتالي فقد حملت قطر مشعل تمثيل الشعوب العربية بتقاليدها وعاداتها وبكرمها وطيبها الذي يُسكن الضيفَ مُقلَ العيون.
ومع تدفق المُشجعين ووصول الفرق بات الجميع يدركون أن كل ما قاله جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، مع كل خطاب وفرصة سانحة للتحدث، حقيقة دامغة، حيث ما انفك الرجل يؤكد أن كأس العالم FIFA قطر 2022 ستكون الفضلى على الإطلاق، وأن الجماهير ستكون على موعد مع تجربة استثنائية، لإدراكه ومنذ اللحظة الأولى أن التحضيرات والمُنجزات التي بدأت منذ إعلان شرف الاستضافة، كفيلة بأن تجعلَ المونديال مفخرةً للاتحاد الدولي وللدولة المُضيفة ولكل العرب، على اعتبار أن الخطاب الرسمي ظل دائمًا يؤكد على الهُوية العروبية لكأس العالم، ولا عزاء لأصوات النشاز التي طالما بثت سموم حقدها، ولم تفتّ في عضد المُنظمين الذي لم يعيروا بالًا للانتقادات الممنهجة والافتراءات، بل آمنوا بحقيقة ما سيتم رصده على أرض الواقع، وها هي الشهادات المُنصفة تأتي من أرض الحدث.
وسيقف العالم على رؤوس الأصابع إبان لحظة الانطلاقة الرسمية لكأس العالم FIFA قطر 2022، وذلك عند الساعة الرابعة من مساء اليوم على استاد البيت، وسيشهد الجميع الرمزية الكبيرة لاختيار المكان ومسمى الملعب والرسائل التي ستبعث بها قطر للعالم خلال حفل مبهر سيضعها في قلب العالم، من خلال مُتابعة المليارات من سكان الأرض عبر شاشة التلفاز، فيما سيحظى أكثر من 60 ألفًا بحضور الحفل في الملعب، وسيكون مئات الآلاف يرصدونه عبر شاشات عملاقة مُنتشرة في كل مناطق قطر إلى جانب شاشات أخرى في مُختلف المدن العربية والأجنبية حول العالم.
مع توقعات بمُتابعة البطولة من قِبل 5 مليارات شخص جول العالم.
السرية تحيط طبعًا بكافة تفاصيل الحفل، لكن إشارات خرجت من مسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تؤكد التميز والتفرد الذي سيكون عليه، ومن بينهم فاطمة سامورا الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم التي قالت: إنَّ الحفل سيكون الأكثر إبهارًا في تاريخِ كأس العالم، وسيكون الأجمل على الإطلاق، مُشيرةً إلى أنَّ أنظار العالم كلها ستكون مصوبةً نحو قطر البلد الذي سيشهد مهرجانًا وشهرًا كُرويًا مليئًا بالاحتفالات، واصفة المونديال بالفرصة الفريدة لمُشجعي كرة القدم حول العالم ليأتوا ويُشاهدوا أكبر عرض كُروي على الإطلاق، بعد ما عاشه العالم في العامَين الماضيين في ظل جائحة كوفيد- 19.
ساعات قليلة إذن وتنطلق كأس العالم FIFA قطر 2022 النسخة الفريدة من المونديال، بمعايير مُختلفة، تجعل منها الاستثناء بالمُقاربة مع كل النسخ السابقة، وبمزايا لم تعد تخفَى على أحد، يأتي في مُقدمتها ذاك التقارب الذي يقدم تجربةً غير مسبوقة من مُنافسة كبيرة بحجم المونديال لتقام في مُحيط لا تزيد أطول مسافة بين أركانه عن 75 كيلومترًا، فلا حاجة للتنقل بالطائرات ولا تغيير مقار السكن وأماكن التدريب، في وقت تم فيه إعداد هذا المُحيط بطريقة مُحكمة تضمن سلامة وسلاسة التنقل، وفق خطط مدروسة ستُذهل العالم بطريقة استيعابها لكل المُتنافسين بدءًا من المُشجعين الذين يعتبرون المُستفيد الأكبر من ذلك التقارب عندما يتسنَّى لهم مُتابعة أكثر من مُباراة في يوم واحد، ما يُجسد حضور المونديال على أرض الواقع، وليس مُشاهدة مجموعة من المجموعات الثماني بحكم ترامي أماكن التنافس على مساحات كبيرة، تحتاج إلى تكبد عناء السفر كما حصل في الولايات المُتحدة عام 1994 أو جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014 ومن ثم روسيا 2018.
مقران لعرض المباريات في غزة
أعلنتِ اللجنةُ القطريَّة لإعادة إعمار غزة، عن توفير مقرَّين في الأراضي الفلسطينية لعرض مُباريات كأس العالم FIFA قطر 2022، وذلك في إطار حرص دولةِ قطرَ على توفير مساحات للمُشجعين من الفلسطينيين لمُتابعة مُباريات البطولة.
وأوضحت اللجنةُ، في بيانٍ لها، أنَّ أحد هذَين المقرَّين في قطاع غزة سيكون في صالة الشهيد سعد صايل وسط مدينة غزة، والتي ستشهد عرض كافة المُباريات في المكان الذي تم تجهيزُه بشكل كامل لاستقبال العديد من المُشجعين والمُهتمين بهذه البطولة الأولى من نوعِها في الوطن العربي. وأشارت إلى أنَّه في المُقابل، تمَّ تجهيز قاعة «أبسا» الرياضية في مجمع رام الله الترويحي في الضفة الغربية، لتستضيف المُشجعين والمُتابعين طوال فترة المونديال. وأكَّدت اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، أنَّ الفعاليات في غزة والضفة، ستشهد أنشطةً مختلفةً تشجيعًا ودعمًا للمُنتخب القطري ولدولة قطر التي استعدت لاستضافة هذه البطولة ولاستقبال ملايين المُشجعين على أرضها.
إنجاز عالمي غير مسبوق
ما زالَ هناك- من الخصوصيةِ التي تحظَى بها النسخة الحالية- المزيدُ، وهو ما يخصُّ الملاعب التي ستحتضن المُباريات، فلم يسبق لدولة مُضيفة عبر تاريخ كأس العالم أن أنشأت 7 ملاعب من الصفر، شُيدت خصوصًا للحدث، إلى جانب أيقونة ثامنة تمت إعادة بنائها من أجل أن ترتدي ذات حُلة بقية الاستادات ونقصد هنا استاد خليفة الدوليِّ، وبالتالي فسيضمن اللاعبون أن يتنافسوا على ميادين عصريَّة من طراز عالمي خاص، وعلى أرضيات تواكب أحدثَ ما توصلت إليه التكنولوجيا، إلى جانب مُدرجات فارهة تضمنُ الراحةَ ومتعة المُشاهدة، فلم يبقَ أمام اللاعبين سوى إطراب العالم بكرة قدم مُختلفة بعد توفير كل السبل التي تؤمِّن الظهور الاستثنائي.