شريط الأخبار

"المثير" عبد الله الصيداوي حصلت على لقب أفضل حارس 13 مرة

المثير عبد الله الصيداوي حصلت على لقب أفضل حارس 13 مرة
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ تشرفت خلال مسيرتي الإعلامية الطويلة بإدارة عدة استفتاءات رياضية ، منها استفتاء صحيفة صدى الملاعب الجزائرية سنة 1993 ، واستفتاء تلفزيون المستقبل ، الذي دمره الاحتلال سنة 2002 ، والذي سبر آراء العارفين حول نجوم الكرة الفلسطيينة في ظلّ الانتفاضة الثانية .

يومها اختار المشاركون نجم فريق القدس ، الذي مثل فلسطين عبد الله الصيداوي كأفضل حارس ، بعد تنافس كبير مع حارس منتخب الأقصى إياد دويمة ، وكلاهما ظهر ضمن المنتخب الفلسطيني في السنوات اللاحقة .

وبدأت قصة الصيداوي الكروية من بلدة القدس القديمة ، وتفتحت مواهبة في نادي أبناء القدس ، والزعيم الهلالي ، الذي عاش معه أكثر من عقدين ، حصل خلالهما على كثير من الألقاب ، وترك معه بصمات خالدة ، جعلته واحداً من أفضل الحراس ، الذي حموا عرين القلعة المقدسية الزرقاء .

وغَيَّر أبو يوسف أجواء الهلال ردهة من الزمن ، لعب خلالها لأندية بلاطة ، وجبل المكبر ، والامعري ، ودورا ، ليكون واحداً من نجوم الفدائي ، حيث لعب الكثير من المباريات الدولية ، التي تشهد على براعته .

وفور اعتزاله خاض الصيداوي غمار التدريب ، وكانت له محطات هامة مع أندية أبناء القدس ، والعيسوية ، وسلوان وطوباس، قبل أن يطلع بمهام العارضة الفنية للهلال ، الذي يقوده لمرتبة مريحة في ظروف اتسمت بالصعوبة البالغة .

والحق يقال : إنّ اندفاع العبد الله المقدسي ، وصراحته غير المحسوبة جعلته يصطدم بكثير من محبيه - وأنا واحد منهم - ولكن بما أنّ الخلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية ، ها انا ألتقى الصيداوي ، وأفتح معه صفحات من دفتر أيامه في الملاعب في هذا اللقاء .

- اسمي عبدالله محمد محمود الصيداوي " أبو يوسف " من مواليد البلدة القديمة بالقدس يوم 4/8/1979 .

- مثل كل اللاعبين بدأت لعب كرة القدم في حارات البلدة القديمة بالقدس ، وكنت أذهب مع الأطفال للعب مع نادي أبناء القدس قرب مكان سكني ، ثم التحقت بأشبال نادي الهلال ، الذي بدأت قصتي الحقيقية معه كلاعب ، وبقيت فيه حتى يومنا هذا ، مع فترات قصيرة لعبت خلال لأندية جبل المكبر ، وبلاطة ، والأمعري ، ودورا .

- وخلال مسيرتي في الملاعب أشرف على تدريبي كثير من المدربين ، ولكنّ كان المرحوم ماجد أبو خالد اكثرهم تأثيراً على نجوميتي ، طبعاً دون نسيان دور المدرب معن القطب ، فيما كان أول من أشركني مع في الفريق الأول جودي مسودى.

- وبحمد الله كانت مسيرتي حافلة بالنجاح ، فقضيت مع الهلال أكثر من ٢٢ سنة ، تعرفت خلالها على كثير من النجوم الذين شاركوني النجاح ، وبالطبع فأنّ لاعبي خط الدفاع هم الأقرب لمنطقتي ، وأعتز بتعاوني مع المدافعين الشيخ ربحي الرجبي ، وخضر عبيد ، وهيثم ذيب ، ومحمد عبد الجواد ، فيما كان تفاهم واضح في المنتخب مع صائب جندية ، وحازم المحتسب ، حمادة شبير ، عبد الطيف الهداري .

- مثلي الأعلى في الحياة والدي محمد الصيداوي " أبو نبيل " يحفظه الله ، ومثلي الأعلى في الملاعب الثعلب موسى الطوباسي ، وبحمد الله واجهت في الملاعب عشرات المهاجمين المبدعين ، وكنت أحسب حسابهم جميعاً ، فيما كان أكثر حارس تأثرت به حازم اسكندر ، الذي تدربت في بدايتي معه ، وتعلمت منه الكثير .

- بالنسبة لي هلال القدس هو نبض القلب ، ولي معه ذكريات جميلة وصعبة في الوقت نفسه ، ولعل من أبرزها عندما مرّ النادي بظروف صعبة جداً ، في معارك الدوري التصنيفي ، والأكيد أن من أصعب تلك الظروف ، التي لا يمكن أن انساها في حياتي الإصابة الخطيرة في مباراة الظاهرية ١٩ / ١ / ٢٠١٣ .

- وفي المقابل أرى أنّ من أجمل تلك الأيام كان التتويج الأول في تاريخ الهلال ببطولات الكأس ، والدوري ، والسوبر ، ومنها أيضا المشاركة في بطولة رئيس الاتحاد الآسيوي بكمبوديا ، حيث كنت مدرباً للفريق ، ولم يكن معنا غير ١١ لاعباً ، وليس بينهم مدافعون ، ورغم ذلك استطعنا التأهل .

- وأشير هنا إلى صعوبة الذهاب إلى أنّ الجيل السابق للهلال - الذي برزت معه - هو الأفضل في كل الأوقات ، لأنّ جيل الهلال الحالي حصل علي أكثر من بطولة ، ولكن أقول : إنّ جيلنا كان مميزاً أيضاً ، وتمكنا من الحصول على بطولات الكأس ، والدوري، والسوبر .

- ولا أنسى أيضاً مشاركاتي الخارجية مع الهلال ، حيث لعبنا في بطولة تشرين بمدينة اللاذقية السورية ، وشاركنا في بطولة الوحدات الدولية ، ويومها كنت صغير السن ، وساهمت تلك المشاركات في تطوير فكري ، وأدائي كثيرا ، وخاصة مع الاحتكاك بلاعبين ، وأسماء كبير في تلك الفترة .

- وأعتز كثيراً بلعبي ضمن فريق القدس ، الذي ضمّ خيرة نجوم الضفة الغربية ، ومثل فلسطين دولياً ، وكنت عنصراً هاماً في الفوز على أهلي صنعاء اليمني ، وحصلت على لقب أفضل لعب مع الهداف أيمن صندوقة ، وأذكر وقتها عرض عليّ الاحتراف في اليمن ، ولكن الفكرة لم تتحقق .. وظهر فريق القدس بموازاة فريق الأقصى ، الذي مثل المحافظات الجنوبية ، وكان معظم لاعبيه من نجوم المنتخب الوطني ، وبصراحة كان هناك فارق كبير بين الفريقين ، وخاصة من ناحية الخبرة الدولية ، التي يتمتع بها لاعبو فريق الأقصى .

- وأعتز كثيراً بمشاركتي في المباريات الدولية ، وأهمها مواجهة منتخب العراق وفلسطين في تصفيات كأس العالم بقطر ، ومباراة فلسطين مع المنتخب الأولمبي التشيلي في تشيلى ، ومباريات بطولة أمم آسيا التمهيدية ، التي تأهل منتخبنا على ضوئها لنهائي كأس التحدي .

- وخلال مسيرتي الطويلة في الملاعب تشرفت باللعب في مواجهة جميع الفرق المعروفة ، وأبرز تلك المباريات وأجملها كانت أمام شباب الخليل ، وسلوان ، وجبل المكبر ، وذلك بالنظر لقيمة هذه الفرق ، وجماهيرتها ، وحساسية لقاءاتها مع الهلال ، وبصراحة كنت أتعامل مع كلّ مباراة مع هذه الأندية كأنها نهائي .

- ولا يستطيع من يقلب صفحات الكرة الفلسطينية عدم تذكر أيام الملاعب الترابية ، مثل المطران ، والحسين ، والبيرة ، ونابلس ، وطولكرم ، وأريحا ، والتي لعبنا عليها مباريات ممتعة ، ولكنها بصراحة لم تكن سهلة ابداً ، وكانت محفوفة بكثير من الصعوبات ، وبحمد الله كنا نتجاوز تلك الصعوبات من خلال حرارة الأداء بين النجوم المبدعين في الميدان ، وحماسة الجماهير الرائعة حول الملعب .

- بصراحة من الصعب تحديد أفضل حراس المرمى الفلسطينيين ، لأنهم تألقوا في أزمان وظروف مختلفة ، ومع ذلك أقول لك : إنّ من الحراس الذين أعجبت بهم محمود محي الدين ، وزاهر النمري ، وعلي أبو جنيد ، وزياد بركات ، وسامر شاهين ، واحمد النتشة ، ومن المحافظات الجنوبية اسماعيل الخطيب ، واياد دويمة ، وعاصم ابو عاصي ، ومحمد شبير ، ورمزي صالح .

- أعتقد أنّ أفضل تشكيلة لتفاهم نجوم العاصمة القدس أيامي تضم رجب ونضال العباسي ، ورجب وفراس ابو ميالة ، وفادي لافي ، ومحمد ومحمود عودة ، ومحمد ابو زينب ، وماهر مفارجة ، وأكرم ابو كف ، وربحي الرحبي ، حميدان ابو سنينة .

- وإلى جانب قصتي كحارس مرمى كانت لي قصة أخرى مع التدريب ، الذي بدأت العمل في مجاله مع نادي أبناء القدس في الدرجة الثانية ، وساهمت في صعوده إلى الاحتراف الجزئي ، ثم أشرفت على حظوظ فريق العيسوية ، الذي نافس علي الصعود حتى آخر مباراة ، ووصلت معه إلى دور الأربعة في كأس فلسطين ، ثم دربت نادي سلوان ، وساهمت في صعوده ، وأنا الآن مدرب لنادي هلال القدس ، الذي تحملت فيه المسؤولية في ظروف صعبة جداً.

- أعتز كثيراً بالإنجازات الفردية التي حصلت عليها ، حيث اخترت كأفضل حارس مرمى في استفتاءات صحف الحياة ، والأيام ، والقدس ، ووكالة معا ، وشبكة بال سبورت ، إضافة إلى استفتاء تلفزيون المستقبل ، وبلا فخر حصلت خلال الفترة من سنة ٢٠٠٠ حتى سنة 2012 على لقب أفضل حارس مرمى 13 مرة ، مع الإشارة إلى حصولي على لقب أفضل حارس في استفتاء الحياة ، والأيام لعامين متتاليين علي مستوى الوطن .

- وأعتز كثيراً بحملي شارة كابتن المنتخب في الدورة العربية بقطر ، وحملها في مباراة المنتخب مع العراق في بغداد ، ومع الصين في الصين ... ومع الأسف الشديد أذكر بمرارة ر سوء التعامل معي في موضع شارة الكابتن ، حيث حاول بعض الأشخاص - من أصحاب المصلحة - تحويل موضوع شارة المنتخب إلى قصة بيني وبين اخي أحمد كشكش ، رغم الفارق الكبير في سنوات تواجدنا مع المنتخب ... وشخصياً تعاملت مع الموضوع بمهنية ، وتعاملت بكل أخوة واحترام مع أخي كشكش ، الذي أعتبره نجماً خلوقاً ، وأكن له كلّ تقدير واحترام .

- بحمد الله شاهدنا تطوراً كبيراً للدوري الفلسطيني في ظل الاحتراف ، ولكن من أجل مزيد من التطوير يجب الاستعانة بنجوم محترفين من الخارج ، ويجب وضع الية مالية واضحة ، تكون منطلقاً لتعاملات الأندية ، التي يجب أن تتصف بالمصداقية ، مع ضرورة إيلاء الفئات العمرية ، والمدرب المحلي المزيد من الاهتمام .

- أفضل حارس فلسطيني بالنسبة لي زاهر النمري ، ومهدي الزعبي ، وأفضل حارس عربي عصام الحضري ، وأفضل حارس في العالم بوفون .

- بصراحة يشكل الإعلام الرياضي أهم مرتكزات منظومة الحراك الرياضي ، وشخصياً أحترم كلّ إعلامي يحترم قلمه ، وجمهوره ، ومن وجهة نظري مصداقية الإعلام هي أساس نجاح الإعلامي ، ولكن للأسف هناك بعض الأشخاص ، يستغلون مكانتهم من أجل المصالح الخاصة ، ويجيرون علاقاتهم مع بعض المدربين ، مبالغين في تسليط الضوء عليهم ، على خلفية العلاقات ، والمصلحة !

- كنت معجباً بشكل كبير بالحارس الدوليّ السابق لؤي حسني ، الذي كان حارساً مميزاً ، وترك بصمة مهمة في سجلات الكرة الفلسطيينة ، متمنياً له النجاح ، والتوفيق ، والأكيد أيضاً أنّ الحارس إياد دويمة حارس مميز ، وقد تزاملت معه لسنوات في المنتخب ، وقد تألق كثيراً مع فريق الشجاعية ، فكّل الاحترام والتقدير له ، مع أمنيات التوفيق ، والنجاح له .

- ولا بدّ هنا من ذكر أنني عملت خلال مسيرتي مع كثير من مدربي الحراس المبدعين ، ولكن يبقى المدرب حسن الشعار من أفضل من لهم فضلّ عليّ ، فهو المدرب ، والمعلم ، والأب ، والشكر موصول لمدرب حراس المنتخب الكابتن سلامة عيد ، الذي أشرف علينا في فترة المدرب موسى بزاز ، وكان له دور كبير في تطوير فكري ، وعقليتي الاحترافية ، وكان صاحب بصمة في حياتي المهنية والفنية ، ولا أنسى هنا صاحب القلب الكبير الراحل عزمي نصار ، المدرب الذي كان الجميع يعشقه ، لأنّه كان صاحب شخصية قوية ، فكلّ الحب ، والاحترام ، والتقدير له .

- بصراحة لو عاد الزمان سأحترف في الخارج ، لأني بصراحة اضعت فرصة اللعب الخارجي مع الوحدات ، والزمالك ، والكويت ، وكل مره كان سبب التعثر عدم الاستمرار ، فيما كان السبب في الأردن ، والكويت عدم السماح باحتراف الحراس ، أمّا في الزمالك فكان الأمور ممتازة ، ولكن توقف الدوري في ذلك الفترة جعلني أتراجع عن الفكرة .

- خلال مسيرتي في الملاعب حصل معي كثير من القصص المثيرة ، ولعل أبرزها ما يتعلق بكوني أكثر حارس ظلم في المنتخب على مدار 15 سنة ، دون أن أستبعد من طرف المدراء الفنيين .. ثم إنّ الظروف ، والصعوبات ، التي واجهتني في المنتخب ، لو تعرض لها حارس آخر ، لاعتزل الكرة من زمان .

مواضيع قد تهمك