شريط الأخبار

"غوغل القدس" منير الغول رقم قياسي في التحرير الرياضي

غوغل القدس منير الغول رقم قياسي في التحرير الرياضي
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ خلال 16 سنة قضيتها في الجزائر لم أنقطع عن حكايات الوطن الرياضية ، من خلال مراسلاتي مع أخي أبو نضال .. ولما جذبتني مهنة المتاعب مطلع الثمانينات كانت الرياضة الفلسطينية شاغلي ، فكتبت كثيراً من المواضيع حول شؤون وشجون الرياضة في .

وفي المقابل كنت أبعث رسائل رياضية ، تنشر في عدة صحف فلسطينية ، منها صحيفة القدس التي راسلتها منذ منتصف الثمانينيات ، عبر رسائل رياضية مدفوعة الأجر كنت أرسلها إلى فرنسا ، ثم إلى القدس ، بما كان يحتاج إلى أسبوعين أو أكثر ، قبل فتح الخطوط الهاتفية مع الدول العربية .

وقتها .. تعرفت على غوغل القدس منير الغول ، الذي كان يبدأ خطواته الواثقة في مهنة المتاعب ، ليكون اللقاء الأهم ، حين شاهدته يعلق بالنقال البدائي على نهائي الكأس ، بين جبل المكبر ، ومركز طولكرم لحساب صوت فلسطين .

ومن يومها زاملت أبا محمد في صحيفة القدس ، فاكتشفت في الرجل مرجعاً أرشيفياً ، يتضمن شهادة دقيقة على الرياضة الفلسطينية ، قبل وبعد قيام السلطة على الوطن .

وجمع "غول سلوان" المجد من مختلف جوانبه الرياضية ، ونجح كلاعب ، ومدرب ، وحكم ، ومشرف رياضي ، قبل التفرغ لعالم القلم والقدم ، ويصبح صاحب الرقم القياسي في العمل كمحرر رياضي ، في أقدم الصحف الفلسطينية .

وكان لقائي الثاني مع كمبيوتر القدس سنة 1995 ، عندما شاركنا مع عدد من الزملاء في تأسيس الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي ، لنلتقي لاحقاً في رابطة الصحفيين ، التي رشحته في العيد الثاني للإعلاميين العرب للتكريم باسم فلسطين .

ولا يختلف اثنان في ألمعية الغول ، وإخلاصه في العمل الإعلامي والرياضي ، بعد مسيرة حافلة ، ترك خلالها بصمات مؤثرة ، أتركه يحدثكم عن أبرز محطاتها .

- اسمي منير يوسف موسى الغول " أبو محمد " من مواليد سلوان بجوار المسجد الأقصى يوم 30/7/1968 ، ولقبي الارشيف ، والكمبيوتر ، وجوجل سلوان .

- بدأت ممارسة الرياضة في الحارة وعمري خمس سنوات ، مع الالتحاق بمدرسة سلوان الاعدادية ، ثم مارست الرياضة رسمياً سنة 1977 مع براعم سلوان ، بإشراف المدربين ابراهيم الدجاني ، وعلي العباسي ، ويعود الفضل في تدريبي مع الفرق المساندة الأخرى (أشبال وناشئين ) للمدرب محمود حميد ، حيث تدرجت مع نادي سلوان من البراعم ، حتى وصلت الفريق الأول سنة 1987 ، دون ان ألعب كثيراً من المباريات .

- وعدت إلى أجواء الرياضة بعد ثماني فترات اعتقاليه في السجون ، في خضم الانتفاضة المجيدة الأولى ، أطولها بين العامين 1989 و1991 ، وذلك مع إرهاصات عودة الحركة الرياضية ، واستئناف نشاطاتها ، فلعبت مباريات معدودة مع النادي الأم سلوان ، الذي أعتز بالانتماء الى قميصه المقدس ، ورايته التي تجوب الوطن عرضاً وطولاً .

- بعدها تركت الميدان بسبب عملي في الصحافة الرياضية ، إضافة لالتزامي بالعمل عضوا في اللجنة المساندة لاتحاد كرة القدم في مدينة القدس ، واللجان الرياضية لنادي سلوان الرياضي ، وعملي فترة 6 سنوات كحكم محلي ، تشرفت بقيادة عدد من المباريات الودية ، والبطولات التنشيطية ، من بينها نهائي بطولة سداسيات بيت لحم عام 1993 ، ونهائي بطولتين متتاليتين لدورة شباب نابلس الرمضانية ، وعدد من مباريات الديربي ، أبرزها لقاء اتحاد عدّ والخضر ، ناهيك عن كثير من المباريات ، على مستوى الفرق المساندة في نادي سلوان والقدس ، والفرق المصنفة منذ أواسط الثمانينيات ، والفضل في اقحامي في عالم التحكيم يعود للمرحوم راسم يونس ، وشقيقه حسني يونس ، ومن القدس لمسؤول الحكام عصام مسودة .

- أفتخر بصديق الطفولة الرياضي ابراهيم العباسي ، حيث بدأنا مشوار الرياضة والدراسة معا ، وتزاملنا في مسيرة نادي سلوان حتى اليوم ، علماً بأن ابراهيم هو أحد أعضاء حمولة السيارة ، التي تشكلت قبل 25 عاماً ، لتقوم بواجب اجتماعي وتطوعي ، ليس على مستوى سلوان والقدس فقط ، بل في عموم الوطن ، وتضم ايضا المربيين يوسف فتيحه ، وخليل بدر ، واللاعب عز الدين القاق ، ونحن الخمسة لنا قصص وحكايات جميلة في أروقة نادينا الأم سلوان .

- منذ الصغر كنت أواظب على قراءة جريدة القدس ، وأسارع لسباق مع اخواني على خطفها من يد الوالد رحمه الله ، الذي كان يقتنيها منذ نشأتها ، وأقلب صفحة الرياضة ، التي تحولت إلى صفحات ، لأتعرف على أسماء الفرق والنجوم والحكام ، الأمر الذي ولد في نفسي رغبة التوثيق والحفظ منذ الصغر .

- وفي العام 1983 ، ونحن على مقاعد الدراسة ، كان معلم التربية الرياضية ، المربي حسين ابو صوي - المدرب والمشرف الرياضي السابق لنادي سلوان - يتولى تحرير القسم الرياضي لصحيفة الميثاق ، التي كانت تصدر يومين في الأسبوع - السبت والأربعاء - وطلبت منه أن أزوده بأخبار رياضية عالمية ، على هامش نقاش دار معه حول موعد نشر مباراة سلوان المقدسي ، مع فريق نقابة كهرباء القدس ، التي خسرها سلوان 1-2 على ملعب المطران ، يوم الجمعة بتاريخ 3-6-1983 ، على كأس الشهيد محمود المراغي ، شقيق رئيس نادي سلوان الأسبق ، وعضو رابطة الأندية الرياضية حميدان المراغي ، وقد جرت المباراة يوم الجمعة ، ولم تنشر في عدد السبت التالي مباشرة ، وإنما في عدد يوم الأربعاء ، حيث كان من الصعب النشر في اليوم التالي .

- وفي المدرسة كنت طالبا قيادياً ، أقوم بعملية ترتيب الطلاب تنازليا بدءا بالمتفوقين ، وصولا للمتواضعين ، فيما يقوم المربي حسين أبو صوي بمنحهم العلامات بناء على تقييمي ، وكنت دائما أضع نفسي في المرتبة الرابعة ، لكن علامتي كانت تعادل الأول ابراهيم العباسي ، مع معدل 98 نظرا لإسهاماتي في تولي الاذاعة المدرسية ، وغيرها من الأنشطة اللامنهجية ، ومنها قيامي أنا وابراهيم بتخطيط ملعب مدرسة سلوان بالجير ، خلال النشاطات التي كان يستضيفها النادي ، وفي مقدمتها سداسيات الربيع ، التي بدأت مهمتنا فيها سنة 1981 ، وكان يسمح لنا بمغادرة المدرسة طيلة أيام السداسيات ، علما بأننا توجنا أبطالاً للمرحلتين الابتدائية والاعدادية ، على مستوى المدارس في القدس ، وأذكر أنني كنت حارساً لفريق المدرسة ، رغم أنني لا أجيد هذا الفن ، حيث ظهرت كلاعب الوسط ، في كل المراحل الرياضية التي لعبتها.

- وبعد صيف حار من الأخبار الرياضية العالمية والعربية ، التي زودت بها المربي حسين أبو صوي ، لنشرها في صحيفة الميثاق ممهورة باسمي ، تم التعاقد معي رسميا ، للعمل مراسلا للأخبار المحلية أيضا ، مقابل خمسة دنانير أردنية ، وقمت بنشر أول رسالة رياضية لي في الميثاق ، في الخامس عشر من شباط للعام 1984 ، تحت عنوان (رسالة من منير الغول) .

- وكان العام 1984 عاماً رياضياً مهماً ، من خلال كأس الأمم الأوروبية ، التي فاز بها ميشيل بلاتيني وكتيبة فرنسا ، وبطولة الألعاب الاولمبية في لوس انجلوس الأميركية ، حيث أحرز العداء المغربي سعيد عويطة ذهبية سباق 5 آلاف ، والمغربية نوال المتوكل ذهبية سباق 400 حواجز ، فيما أحرز السوري جوزيف عطية فضية في المصارعة اليونانية -الرومانية ، والمصري محمد رشوان فضية في الجودو ، والجزائريان مصطفى موسى ، ومحمد زاوي برونزيتين في الملاكمة ، ونظرا لعدم توفر خدمة وكالات الأنباء بشكلها الحديث آنذاك ، كنت أتابع التلفاز لأرصد الأخبار من التلفزيون ، ومن راديو مونت كارلو ، الذي كان يبث برنامجه الرياضي الاذاعي الشهير ، تحت عنوان (ستاديوم) كل ثلاثاء لمدة ساعة ، فأقوم بتسجيل الأخبار على شريط (كاسيت) ، وتفريغها وتزويد الصحيفة الصغيرة بها ، وكانت تلك الإنجازات مواد دسمة لبداية مشوقة في الإعلام الرياضي ، إضافة لبداية اقتحامي الميدان وتغطية المباريات المحلية من قلب الحدث ، حيث أفردت لها الميثاق بالصورة والكلمة والتحقيق مساحات كافية .

- وكان عام 1983 محطة هامة في مسيرتي ، حيث نشرت لي أول مقابلة رياضية في صحيفة القدس ، مع صاحب الرأس الذهبية أمجد حامد ، وفي العام 1984 تم تكليفي بإعداد التقرير الرياضي الخاص بنادي سلوان لموسم كامل ، وتم نشره في صحيفة القدس أيضاً ، إضافة للميثاق

.. ومن هنا كانت بدايتي نحو حب الأرشيف والتأريخ.

- تشرفت بالعمل صحافيا في صحيفتي الميثاق (1983-1985) والقدس منذ سنة 1987 ، وأنا صاحب أطول فترة لمحرر رياضي في تاريخ الصحف الرياضية ، وأمام محرري صحيفة القدس ، الذين أذكرهم بالخير دوماً ، وهم واصف ضاهر ، أول محرر رياضي للصحيفة ، والمرحوم أحمد عديله ، ونادي خوري ، والمرحوم طوني عبود ، وسامي مكاوي ، وتوفيق قطينة ، ومنذر داود ابراهيم ، وسمير عزت غيث ، وهشام الوعري ، إضافة لمعاصرتي محرري الشعب ابراهيم ملحم ، وبدر مكي ، ومحرر الفجر سمير أبو جندي.

- وبين عامي 1993 و 1996 عملت مراسلا لصوت فلسطين ، وقدمت البرنامج الرياضي (في الشبك) لإذاعة أمواج في مونديال 1998 ، وعلمت مراسلا لراديو النورس في أريحا ، وعملت معلقا لفترة ثلاثة أشهر مع قنوات art ، التي بثت الدوري الفلسطيني مع بداية عهد اللواء جبريل الرجوب

- وبعد مغادرتي السجن في الثالث والعشرين من تموز للعام 1991 ، أسندت لي مهمة تدريب الفرق المساندة في نادي سلوان ، فأشرفت على ترفيع عشرات اللاعبين للفريق الأول ، وساهمت في الحصول على 13 لقبا حتى العام 2003 ، كما عملت مدرباً مؤقتا للفريق الأول عدة مرات ، ولحسن الحظ كنا نفوز بالمباريات والبطولات المهمة ، وأبرزها الدورة الصيفية في الخليل على ملعب الحسين (بطولة محيي الدين الشريف) بين 17و 23-5-1997 ، ويومها توجنا باللقب ، ونشرت الصحف الفوز تحت عنوان ( أبناء منير الغول).

- ومع إطلالة عقد التسعينيات عملت مشرفاً ومنظماً للعديد من البطولات في الوطن ، وأصبحت عرافة الحفل للمناسبات الكبيرة سمة مميزة لي حتى يومنا هذا.

- وبين عامي 1992 و 2010 عملت مع اتحاد الإعلام الرياضي ، ورابطة الصحفيين الرياضيين ، وأذكر في هذا المجال الزملاء بدر مكي ، والمرحوم محمد العباسي ، وشعبان شعبان ، وسامي مكاوي ، وسمير غيث ، وفايز نصّار ، وسمير ابو جندي ، والشيخ حاتم قفيشة ، وأحمد البخاري.. وغيرهم من الأوائل في الدعوة لتشكيل اتحاد الاعلام ، ثم المرحوم تيسير جابر ، ومحمود السقا ، وبسام أبو عرة ، وفتحي براهمة ، وخالد وماجد عرباس ، ووضاح العيسوي ، ومحمد صبيحات ، وخالد القواسمي ، وعمر الجعفري ، وياسين الرازم ، وعنان شحادة .. وغيرهم من الصحفيين ،إضافة للزملاء قاطبة في غزة .

- ولا بدّ هنا من الاعتراف بأننا جميعا فشلنا في إخراج جسم صحفي حقيقي ، يرعى شؤون الصحفيين بين صراع جغرافي ، وعدم فهم حقيقة الدور المنوط برابطة الصحفيين ، التي تفتقر حتى اليوم لموقع الكتروني ، وصفحة على موقع التواصل الاجتماعي ، وغيرها من التقنيات الحديثة ، ليتم في السنوات الأخيرة إعادة ترتيب الإعلام الرياضي ، وعليه أتمنى التوفيق لكافة الاعلاميين سواء الخبراء ، وأصحاب التجارب ، أو الشباب الصاعدين التوفيق والنجاح في مهمتهم .. وبعد انتهاء دوري في الهيئات الادارية المتعاقبة لاتحاد الاعلام الرياضي يقتصر عملي حاليا على العمل في صحيفة القدس ، ومتابعة نشر الأخبار ، التي تهم شعبنا الفلسطيني على صفحتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وفي ضوء هذا النشاط يطلق عليّ اليوم لقب (جوجل سلوان) نظرا للخدمات الاجتماعية التطوعية ، التي أقوم بتقديمها لعامة الناس .

- وأفتخر بعملي في السنوات الأخيرة محاضرا إعلامياً ، في فنون الصحافة والأخبار الرياضية ، لصالح تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية ، وقدمت محاضرات عديدة لطلاب جامعيين في مختلف المحافظات.

- كما أفتخر بأنّه أطلق علي لقب الأرشيف الرياضي وذاكرة الرياضة ، في ضوء إصداري لكتاب " أيام خضراء في مرمى الذكريات " الذي يتحدث عن تاريخ لقاءات وبطولات ونجوم نادي سلوان ، وهو الكتاب الاول من نوعه ، الذي يشتمل على تفاصيل لقاءات أحد الأندية المحلية كاملة ، في مرجع أرشيفي مهم لغايات التوثيق الرياضي ، كما أصدرت كتاب "حصاد أربع سنوات من مسيرة اتحاد كرة القدم الفلسطيني" وشاركت فنياً في كتاب " سبعون عاما من المجد في عرين شباب الخليل" الذي أعده الزميل فايز نصار ، وكتاب " الانجاز لفلسطين والمستقبل لآسيا " وكتاب" الابداع" الذي يتناول مسيرة اللواء جبريل الرجوب ، وتم توزيعه في بعض دول الخليج ، وأصدرت ملاحق رياضية عديدة ومؤثرة ، في بطولات دولية ومحلية متنوعة منذ بداية التسعينيات ، مشفوعة بلغة الأرقام والاحصائيات ، التي أصبحت مرجعا للحركة الرياضية ، كما أصدرت الشق الرياضي من كتاب اليوبيل الفضي لنادي سلوان الرياضي في العام 1992.

- بحمد الله يعتبرني الكثيرون أول محرر ديسك رياضي في فلسطين ، حيث يمكنني العمل ، وإعداد صفحتي الرياضية من أي مكان في المعمورة ، دون حاجة لتدخل أي قسم من الأقسام المهمة ، مثل الكمبيوتر، والمونتاج ، وإدارة التحرير ، ومكنني ذلك من الحركة بحرية ، وتلبية النشاطات الاجتماعية ، فخضت تجربة المشاركات الإعلامية الخارجية ، في قطر ، والأردن ، والامارات ، ومصر ، وتونس ، وسوريا ، وشاركت في ملتقيات إعلامية خارجية عديدة ، وكنت ثاني صحفي في فلسطين ، يحظى بشرف التكريم من الأمير الراحل سلطان بن فهد بن عبد العزيز ، حيث نلت وسام الإعلام الرياضي العربي ، بعد واصف ضاهر ، الذي كتب الكلمة الرياضية الأولى في القدس في العام 1968 ، وكان وفياً لمحرري القدس الرياضي ، فكرمهم في الذكرى 45 لصدور القدس الرياضي ، بنبش الأرشيف وتدوين محطاتهم وتاريخ عملهم وكتاباتهم ، وحظيت شخصياً بتكريم من عدد من المؤسسات الرياضية في القدس والخليل ، أهمها الحفل الخاص ، الذي أقامه تجمع قدسنا ، بمناسبة مرور 30 عاما على عملي الصحفي ، والحفل المماثل الذي أقامه سعيد الجعبري في الخليل ، تقديرا لمسيرتي الصحفية ، وانشائي شبكة مراسلين لأول مرة في الصحيفة ، وتنظيم مسابقات رياضية ، نشرت في صحيفة القدس ، برعاية مؤسسات وشركات محلية .

- إلى ذلك شاركت لأول مرة في تأسيس فريق رياضي لصحيفة القدس ، وشارك الفريق مع المؤسسات الصحفية والرياضية في بطولات عديدة مطلع القرن الجديد .

- أعتقد أنّ كل الإعلاميين محليا وعربيا ودوليا هم زملاء ، ولا يوجد شيء اسمه أفضلية لإعلامي على آخر ، فأنا أقدرهم وأحترمهم جميعاً ، وبالنسبة لأفضل وسيلة اعلامية محلية أعتقد صحيفة القدس ، لأنها تاريخ مستمر منذ العام 1951 ، مقارنة مع الصحف الأخرى ، التي توقفت مسيرتها ، ودوليا هناك صحف عديدة مهمة ، لكن أسمح لي بأن أهنئ وكالة فرانس برس على مسيرتها المميزة ، ومجلة فرانس فوتبول بتاريخها العريق .

- أرى أنّ التعليق الرياضي في فلسطين جيد ، ولكنه يحتاج الى لغة التحليل بشكل أفضل ، لسبر أغوار مهمة ، وخصوصا في ضوء تكنولوجيا الانترنت ، ويتوجب على الصحف تقديم واقع مغاير ، لما ينشر مسبقا في المواقع الالكترونية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، وعليه فإن لغة التحليل الموجودة تحتاج إلى تعزيز بالمعطيات والأرقام ، واسنادها بمعلومات تاريخية ، نجدها في بعض الأحيان عشوائية ومبعثرة ، ويجب ضبط الأرشيف الرياضي ، ليشكل مرجعاً مهماً ، ومسانداً للجميع ، ونشكر جهودكم الحثيثة في هذا المجال زميلنا الصحفي المميز فايز نصار.

- شكلت قناة فلسطين الرياضية إضافة نوعية ، من خلال بث المباريات المهمة ، آملاً في توسيع قاعدة العمل فيها ، وتحويلها الى قناة الحلم الرياضي الفلسطيني .

- الفرق كبير بين العمل الإعلامي قديماً وحديثاً ، فقديما لم تتوفر التكنولوجيا ، ونزلنا الى الملاعب ، ورصدنا بأعيننا الوقائع ، وكتبناها بخط اليد ، وبعرق الجبين ، وكان الواقع الإعلامي جميلا جدا ، فيما اليوم - ومع مقومات تكنولوجيا العصر - أصبح العمل روتينيا ، لأنّ وكالات الأنباء والتقنيات الحديثة توفر لك فرصة ممتازة لسرعة العمل والإنجاز ، ونشر التقارير والمباريات بشكل عاجل وسريع ، من خلال المواقع الالكترونية ، أو في اليوم التالي من خلال الصحف.

- نصيحتي للإعلاميين الرياضيين الواعدين أن يبحثوا عن الخبر والقصة ، ويركضوا خلف النجوم ، وأن يعملوا على تغيير واقع الإعلام الحالي ، الذي يبحث فيه بعض النجوم ، والأندية ، والرؤساء ، والاداريون عن صورهم في الصحف دون إنجازات ، حتى تحول إعلامنا الرياضي إلى بوق ينفخ بهؤلاء ، دون أن تكون لهم بصمات مثل رياضيي الزمن الجميل ، وهذه أعتقد من مسؤولياتنا ، وعلينا تغيير واقع الإعلام الرياضي المحلي بأسرع وقت ، متمنيا التوفيق لكافة الإعلاميين الصاعدين .

- والمطلوب من وسائل الإعلام لتحسين أدائها توسيع شبكة مراسليها ومصوريها ، وزيادة عدد صفحات الرياضة ، والاهتمام بالوقائع والألعاب الرياضية كافة ، وهذا يحتاج الى أموال طائلة ، وفي ضوء الأزمة المالية التي نعيشها يبدو هذا الواقع مؤلماً ، فلا توجد بوادر للتطوير ، بل على العكس هناك تراجع كبير ، فبعد أن كانت القدس الرياضي تصدر بخمس صفحات وملاحق رياضية مميزة ، أصبحت تصدر اليوم كحد أقصى بصفحتين ، مع تراجع خطير في التغطيات الميدانية ، بسبب تفوق الإعلام التكنولوجي والالكتروني على الورقي ، وهذه الأزمة لا تقتصر على القدس الرياضي فحسب ، وإنما معظم الصحف ، وهناك صحف دولية وعربية عديدة أغلقت مطابعها ، واتجهت للإعلام الالكتروني فقط.

- من وجهة نظري الإعلام الرياضي محايد ونزيه في الأخبار العمومية ، ولكن في التعليق الرياضي أرى أنّ بعض المراسلين ينتمون لأنديتهم ، بما قد يولد بعداً عن الواقع والحقيقة ومحاباة لأنديتهم .

- أرى انّ الأرشيف الرياضي الفلسطيني هو جريدة القدس ، لأنها حافظت عليه منذ بداية عملها لغاية اليوم ، إضافة لبعض المراجع والكتب المهمة ، وعلى أي صحفي ينوي رصد محطات الرياضة الفلسطينية الاستعانة بهذا الارشيف للحصول على غاياته ، لأنّ الاعتماد على شهادات الاشخاص ومقابلاتهم قد يشذ أحيانا عن القاعدة ، ولكن طالما تواجد الأرشيف بيننا نستطيع بموجبه وبعد مراجعته تقديم الصورة الحقيقية ، لأنّ الموضوع يتعلق بتاريخ ، والتاريخ يجب أن يحفظ بأمانة .

- كان الله في عون المؤسسات القائمة على الحركة الرياضية ، في ظل الظروف التي تعاني منها الرياضة الفلسطينية ، ورغم ذلك نفخر بكل الإنجازات التي تحققت ، والتطور الهائل على البنى التحتية ، والاعتماد الدولي والقاري والعربي للرياضة الفلسطينية ، ونقلها من خانة الهواية إلى الاحتراف ، الذي كان يجب أن يأخذ دوره متأنيا وبالتدريج ، لأنه أنهك موازنات الأندية ، ودفع عددا كبيرا من رجال الرياضة المتطوعين للابتعاد عن الرياضة ، وأثر على مسيرة أندية عريقة ، بما يهدد بإغلاق بعضها ، نظرا لعدم قدرتها على مجاراة الواقع الرياضي الاحترافي.

- لا يوجد حكايات طرفة معينة لي في الملاعب وميادين العمل ، لكن الحكايات معظمها جميلة تبعث على الفخر والاعتزاز ، أذكر منها عدة حكايات ، الأولى عندما كنت أقوم بتغطية سداسيات كرة القدم ، التي نظمتها اللجنة اللوائية في بيت لحم ، بقيادة جورج غطاس في العام 1993 ، انطلاقا من واجبي الصحفي ، فحصلت مشكلة في احدى المباريات ، فعرضت على جورج غطاس قيادة المباراة التالية ، بسبب الحساسية الكبيرة ، فاستعنت بالزي الرياضي للحكم فتحي مناصرة (رحمه الله ) ، وقدت المباراة بجدارة الى برّ الأمان ، فكافأني جورج غطاس بإسناد تحكيم المباراة النهائية لي ، فنجحت فيها دون أي مشاكل تذكر ... وفي مجال التحكيم أيضا أذكر نهائي دورة شباب نابلس ، بين حطين وأهلي قلقيلية أواسط التسعينيات ، حيث نزل الجمهور الى أرض الملعب لتهنئتي ، بغض النظر عن الفائز .. وفي لقاء الديربي بين عُدّ والخضر احتسبت 3 ركلات جزاء ، وطردت لاعبين مستندا إلى القانون ، رغم الاثارة الكبيرة بين الفريقين آنذاك ... وفي مجال عملي الصحفي وفي اصداري لملحق كأس الأمم الاوروبية عام 2004 أذكر أن الوقت داهمني فلم أنم طيلة 38 ساعة ، لأسلم الملحق للمطبعة لإصداره في توقيته المناسب ،واليوم أسلم الراية لابني المربي ، والمدرب ، والإداري محمد ، الذي يعيد رسم وبناء مسيرة والده في الرياضة الفلسطينية ، وفي نادي سلوان بنفس المواصفات والمهمات ، متمنيا له ولنادي سلوان التوفيق والنجاح.

- في الختام لكم الشكر والتقدير زميلنا العزيز فايز على مشواركم الناجح والدؤوب ، لرصد التاريخ الرياضي الفلسطيني .

مواضيع قد تهمك