رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ عابود القرية الجميلة والتي تحتضن المسلمين والمسيحيين، كانت العنوان الأبرز لحدث رياضي مهم، حيث أدهشت الحضور الجماهيري الذي واكب بطولة المرحوم طارق البرغوثي بالكرة الطائرة، والتي نظمها نادي شباب عابود، بالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني للكرة الطائرة، بمشاركة 11 نادياً.
فمنذ ساعات الصباح الباكر، استيقظت عابود للحدث المهم وعقدت العزم على إخراجه بصورة لائقة، فزحف الجمهور إلى الملعب المخصص للبطولة، وكان كبيراً وغفيراً.. كان عند حسن الظن، وتألق مثل اللاعبين والحكام والإداريين، لقد هبّت عابود عن بكرة أبيها في عمل دؤوب استمر على مدار 16 ساعة متواصلة، الكبير والصغير يعملان بهمة وبلا كلل أو ملل، وما أجمل تألق عابود بتواضعها في سماء رياضتنا الفلسطينية، كانت وما زالت وستبقى رائعة، لأنها عرفت كيف تستقبل الأصدقاء الأوفياء للمرحوم طارق البرغوثي.. كانت عابود قمة في روعة الاستقبال وحسن الضيافة والكرم العربي الأصيل.. كانت نموذجاً يحتذى ولم تقصر في شيء، قدمت الطعام والماء والظل والراحة.. قدمت كل ما في جعبتها لأنها عابود.
كانت العيون والقلوب نحو عابود، المؤمنة بنجاح هذا المهرجان، لأن التجهيز والترتيب كانا محط الأنظار، فلا عجب أن تتجلى الروعة في هذا العرس الرياضي، وكم كان رهان اتحاد الكرة الطائرة على النجاح صائباً.
أقلعت طائرة فقيد الرياضة المرحوم طارق البرغوثي من مدرجات مدرسة حميدي البرغوثي في قرية عابود عند الساعة 8:30 وأسدل الستار عليها عند الساعة 12:30 منتصف الليل، وبدأ الاحتفال باصطفاف الفرق المشاركة: عابود، رنتيس، دير أبو مشعل، رمون، شقبا، شبتين، بني زيد، كفر جمّال، حجّة، النبي إلياس، وجينصافوط في أرض الملعب، والاستماع لتلاوة عطرة من القرآن الكريم، وقراءة الفاتحة على روح الفقيد طارق البرغوثي وشهداء فلسطين، ومن ثم كلمة لرئيس نادي شباب عابود أحمد البرغوثي مرحباً بقدوم الضيوف، بعد أن أكمل استعداداته لهذا الحدث الكبير.
فريق كفر جمّال استحق الإعجاب والتقدير والتصفيق.. نجمهم الأبرز والأميز محمـد مصطفى المعروف بين زملائه بـ"الدكتور" وكل رفاقه أبلوا بلاء حسناً، فكان اللقب محط أنظارهم وأملهم، وكان فريق رمون رائعاً وجميلاً واستحق المركز الثاني.
فريق حجّة لعب بإتقان وبأسلوب رائع، وحصد المركز الثالث بعد تنازل إخوانهم فريق شقبا، لكسب الوقت وإعطاء الفرصة للجميع للاستمتاع باللقاء النهائي الذي جمع كفر جمّال ورمون، والأزرق الشقباوي تميز في البطولة وكان حصانها الأسود، وودع المنافسة في المركز "الرابع" بعد أن طبعها بنكهة خاصة، ظهرت تجلياتها بإقصاء "سوبر فلسطين" فريق النبي إلياس الذي كان نموذجاً في الأداء والأخلاق.
باقي الفرق حرصت على أن تجود بكل ما لديها كي تحظى بالمشاركة في هذه البطولة، في لمسة وفاء لمن كان وفياً لبلده وناديه وفريقه النجم الراحل طارق البرغوثي، وكانت لافتة مشاركة نجوم من الزمن الجميل من نادي رنتيس، فعاود زكريا خلف وجودت غنام وحسين وياسين هوشة وعبد الله خلف، الظهور في ذات الملعب الذي تألقوا على أرضه قبل أكثر من 35 عاماً، وحضر المباريات لاعبون من جيل المرحوم أمثال صبح شوخة (رمون) ونزار معروف (دير بلوط) وأحمد الشيخ (دير أبو مشعل) وغيرهم الكثير.
أبناء المرحوم محمـد وبراء وبلال، وأخواه إسماعيل وزياد، وأصدقاؤه، كانوا الأجمل في البطولة، فشمروا عن سواعدهم وتسابقوا على التفاني والعطاء، ونذكر منهم رئيس النادي أحمد البرغوثي، راجي البرغوثي، الدكتور عبد الرحمن البرغوثي، مصطفى عبد الله، محمـد رضوان، أحمد سمور، أما لجان النظام والإشراف فتقدمها: وليد البرغوثي، حاتم جمال، مالك راشد، زيد عدنان، زياد إسماعيل، عبد الرحمن بسام، محمـد شلاتوة، ومعاذ معتصم، وسكب حكم الاتحاد أيمن خضير كل خبرته في قيادة مباريات البطولة بمساعدة: فراس البرغوثي، كريم عزات، أحمد قدح، أسامة شواهنة، إبراهيم عنكوش، أيمن جمعة، وقيس رضوان.
وكان مثيراً للانتباه أن رئيس اتحاد الكرة الطائرة الكابتن حمزة راضي، حضر من دولة الكويت إلى البطولة مباشرة، كي يترك بصمته على هذا العرس الرياضي المميز، دون إغفال الجهود الكبيرة التي بذلها عضو الاتحاد الكابتن معروف شطارة، وأمين عام الاتحاد الكابتن راني عصفور الذي حرص على توثيق وجدولة المباريات.
وكان الحضور مكثفاً وطاغياً لشركاء النجاح والداعمين: رجل الأعمال أكرم حامد حسن، محمـد إبراهيم "أبو إبراهيم" ملحمة أم القرى بإدارة أبو عزام، شركة البرق للخدمات التجارية، فاميلي مول، شركة بال درنك، سوبرماركت إيفر جرين، شركة (EPS)، فكان هذا الدعم مفتاحاً للنجاح الكبير الذي شهدته البطولة، وقد حرص نادي شباب عابود على تكريم الرعاة والداعمين بالدروع التقديرية، إضافة إلى إدارة النادي السابقة، واتحاد الكرة الطائرة، وأسرة الفقيد البرغوثي، قبل أن يتوج الفرق الفائزة بالكؤوس والميداليات.