الخليل- كتب محمد عوض/ قبلَ الحديث بأي شيء فيما يخص تأهل شباب بيت أمَّـر إلى الدرجة الأولى – الاحتراف الجزئي - لا بدَ من التأكيدِ على نقطةٍ مهمة، ألا وهي، بأن العودة إلى هذا الموقع على خارطةِ كرة القدم الفلسطينية، ليس إنجازا على الإطلاق، كما أنه ليس جالبا لأفراح استثنائية، فهذا المكان الطبيعي للفريق، ويدرك ذلك كل من يعرفه.

  لعبَ شباب بيت أمَّـر في الدوري الممتاز – المحترفين حاليا-، وأقولها عن درايةٍ كاملة: "لو كان هناك اهتمام بجزئياتٍ بسيطة، لما هبطَ آنذاك، وربما لعبَ لسنواتٍ في الأضواء، فالبلدة مليئة بالمواهب، وتحتاج لمن يهتم بها، ويخرج أفضل ما عندهم، ويمنحهم ثقةً كاملةً للظهور كما يجب فوقَ البساطِ الأخضر".

  عموما، عادَ الفريق الملقب "بأسودِ الريف"، إلى الاحتراف الجزئي، بعدما فازَ في لقاءٍ فاصل على شباب صوريف، بهدفٍ نظيف، حيث جمع 37 نقطة، جاءت من 12 انتصارا، وأربع هزائم، فيما تعادلَ مرَّةً واحدة، أحرزَ 25 هدفا، وتلقت شباكه 17، فيما تبقت له مواجهة واحدة، تحصيل حاصل مع الثاني، جمعية الشبان المسلمين.

  صعودُ شباب بيت أمَّـر، مسألة مهمة بالنسبة لكرةِ القدم في البلدة، ويحسب للقائمين على النادي، ويستحقون عليه الإشادة التقدير، تماما كما كنا نحملهم المسؤولية عند أي إخفاق، وعليهم مراجعة ذاتهم تحضيرا للمرحلةِ المقبلة، ومن يظن بأن القادم ما زال بعيدا، فهو مخطئ، الإنجاز الحقيقي في الثبات، والمقارعة.

  ما يميز الفريق، بأنه أصبح يعتمد على مجموعةٍ كبيرةٍ من الوجوه الشابة، دون الاستغناء عن بعض عناصر الخبرة، الذين قدّموا على مدار سنوات كل ما لديهم من أجل اسم "بيت أمَّـر" دون مقابل يُذكر، ولو أن مؤسسات البلدة تنظر بعينيْن مفتوحتيْن لهؤلاء، لكرّمتهم استثنائيا خيرَ تكريم، ففي هذا الوقت لا تجد لاعبا بالمجان.

  أبناءُ بيت أمَّـر، يستحقون الإشادةَ والتقدير، لأنهم دوما أصحاب عطاء دون مقابل، ويتوجب على مجلس الإدارة وضع إستراتيجية بناء حقيقية، تشمل الجانبيْن: المادي والبشري، وتشكيل هيئة إدارية متكاملة ذات مهام حقيقية، وألا تُلقى الأعباء على عاتقِ شخص أو أشخاص، لأن الحمل القادم ثقيل جدا.