خالد القدومي.. تجربة غنية مع طائرة الصداقة

رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ نكذب على أنفسنا لو قلنا: إن مواصفات لاعب السنتر تتوفر في كل اللاعبين، ولا شك في أن مراكز الكرة الطائرة، مثلها مثل مراكز بقية الألعاب، فهناك نسبية ملحوظة بين أهمية المراكز، لكن غالبية فرقنا المحلية ترتجل في هذا المركز، وتحاول عبثاً تعويضه، غير أن "فاقد الشيء لا يعطيه" بينما مالك الشيء يمكن له أن يعطيه وبسخاء كبير.
خالد القدومي، نجم المنتخب الوطني ونادي جيوس، عرف منذ بداية مشواره في ملاعب الكرة الطائرة، طريقه إلى مركز (3)، وبطبيعة الحال أدرك ما يُرتجى منه فنياً في هذا المركز، ولأنه من عائلة رياضية بامتياز، رضعت من حليب الكرة الطائرة، عرف مبكراً أن اللاعب قصير القامة لا يُرتجى منه خيراً في هذا المركز، وهو المكان الذي وجد نفسه فيه.
ومن الأمور البديهية، والمتعارف عليها، أن كل لاعب في أي مركز، بأي لعبة رياضية، لا بد أن تتوفر فيه المواصفات التي تؤهله لشغل هذا المركز، ما يساعده على تسهيل مهامه، ويأخذه إلى تأديتها على أحسن وجه.
وفي الكرة الطائرة، إذا اتفقنا أن كل لاعب بأي مركز من المراكز الستة في الملعب هو من الأهمية بمكان، وإذا أجمعنا على أن ضارب مركز (4) يأخذ نصيب الأسد من الهجوم، فإن لاعب السنتر يبقى هو الأهم، والتشكيلة التي تفتقد إلى مواصفات هذا اللاعب تبقى تشكيلة ناقصة، ولذا نجد فرقنا تلاقي صعوبات جمّة في سبيل تحقيق الأهداف، فلاعب مركز السنتر ليس ككل اللاعبين.
من هذا المنطلق، وليس من العشوائية بمكان، اختار نادي الصداقة خالد القدومي كي يدافع عن شعاره في البطولة العربية الأخيرة في تونس، فالقدومي لاعب سوبر، والمركز الذي يشغله يحتاج للاعب طويل القامة، يجيد الضرب والصد في آن، والفريق الذي ينقصه لاعب كخالد عليه أن يعلم أنه ينقصه الكثير.
ونحن في هذه الوقفة، إذ نسعى إلى بسط الحديث الفني حول القدومي، فإننا نستذكر هنا المواصفات التي نرى فيها اللاعب المثالي والنموذجي لمركز (3) والواجب توفرها في من يشغل هذا المركز ذا الحساسية البالغة في اللعبة، ونعود بالذاكرة إلى ما قاله أحد المعلّقين الرياضيين على البطولة العربية الأخيرة، عندما أشار إلى القدومي بالقول: "هذا اللاعب من طينة النجوم الكبار، طوله مثالي، وبنيته الجسمية قوية، ونشاطه واضح في وسط الشبكة".
خالد القدومي، الدكتور في الجامعة، هو ذاته اللاعب المتميز والمتفوق، ومهما تعددت الأوصاف يبقى صاحب المردود الثابت الذي يفوق أقرانه أداءً ومهارة وتألقاً في مركزه، وهذا ما ينتظره منه الجميع في منتخبنا الفدائي، لأنه لاعب "سوبر" بكل ما تحمله الكلمة من مضامين.