شريط الأخبار

عبد الله العرقان يخطف الأنظار في "عربية الطائرة" بتونس

عبد الله العرقان يخطف الأنظار في عربية الطائرة بتونس
بال سبورت :  

نجوميته تضعه على رادار الأندية العربية..

رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ في لعبة الكرة الطائرة، هناك لاعب يطلق عليه "اللاعب الإستراتيجي" أو "اللاعب الشامل" وهو لاعب تكتيكي أو محوري أو مركزي، أو ما شئت عزيزي القارئ من مسمّيات تنسحب على هذا اللاعب، باعتباره يمثل كل الأهمية، ليس لجهازه الفني فحسب، وإنما لزملائه، وحتى لمنافسيه، فوجوده أو غيابه يمثّل نعمة ونقمة لفريقه وللمنافسين.
مثل هذا اللاعب يعدّ قماشة نادرة، وإن وُجد فعدده محدود، وعن مثله يبحث المدرّبون، لأنه يشكّل لهم مصدر الأمان، ويتيح لهم خيارات بناء الخطط الفنية، ومثل هذا اللاعب يعتبر موهبة، لأن ما يمتلكه من الصعوبة بمكان أن تجده في سواد اللاعبين كلهم، ومثل هذا ومن هم على شاكلته، من شأنهم أن يخطفوا الأنظار، ولهم عند الجماهير معزّة خاصة.
شخصياً، أرى في عبد الله العرقان، نجم طائرة الصداقة واحداً من هؤلاء، وما زالت الذاكرة تحتفظ بالكلمات التي قالها المعلّق الرياضي بقناة عُمان الرياضية، الذي وصفه بـ"التكتيكي" وأن هذا اللاعب يُعوّل عليه في المستقبل كثيراً.
عبد الله العرقان ابن الـ19 عاماً، غرّد بنجوميته الفذّة، وتميزه الذي عرفناه عنه في بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة الشاطئية، عندما أحرز مع زميله إبراهيم قصيعة، أول ميدالية لفلسطين، ولو كنت مسؤولاً عن طائرة نادي الصداقية لما تخليت عنه، أمام العروض التي انهالت عليه، فعبد الله حصالة نقاط، سواء من الخط الأمامي أو الخلفي، أو من خلال تنفيذ الإرسال القافز.
وما قدمه عبد الله في البطولة العربية الأخيرة في تونس، ينم عن إخلاص للشعار الذي يحمله ويدافع عنه، وجدّيته عند خوض المنافسة، وعزيمته وإصراره على البروز والتميز، ويسبق كل هذا دماثة خلقه، وكل ذلك عكسه مع ناديه ومع المنتخبات الوطنية التي لعب لها، وما زال يقدم العطاء المذهل والمردود الفني الكبير مع فريقه الصداقة، ومن يريد أن يتأكد من صحة هذا الكلام، فما عليه إلا أن يعود إلى شريط مبارياته التي لعبها في البطولة العربية، والتي وضعته على رادار أندية عُمانية وكويتية وبحرينية.
عن الأخلاق حدّث ولا حرج.. فتعظيم سلام للنجم الكبير العرقان، الذي اعتبر أصغر لاعب في البطولة العربية، ومع ذلك فقد عكس صورة ناصعة، مكرّساً الأخلاق التي تربى عليها، فما أن تنتهي المباراة حتى يبادر إلى مصافحة منافسيه، وكنا نشاهده عبر الشاشة الفضية، يهمس في آذانهم بكلمات لا نعرف مضمونها، ولكن كنا نشم منها الإشادة بمنافسيه رغم الخسارة، ورغم أنه في مرحلة عمرية تتسم بسرعة التأثر والانفعالية، لكن الثقافة السلوكية التي زرعها فيه والده ومدربه الكابتن المخضرم خالد العرقان، في هذا التوقيت، أخذت تنمو وتكبر معه، لترتد برداً وسلاماً على قلوب المعجبين بهذا النجم المهذب والخلوق.
وعن هذه المواقف الجميلة والنبيلة، سبق وقلنا، وسنعيد القول: هذه هي المواقف التي نتمنى أن تعشعش في ملاعبنا، فعبد الله العرقان يتسابق مع زملائه على التنافس الرياضي، لكنه لم يغفل أن هناك على الضفة الأخرى تنافساً من نوع آخر، وهو التنافس الأخلاقي، وأي تنافس رياضي ما لم يكن للتنافس الأخلاقي حضور فيه، فلا قيمة ولا وزن وشأن له، وعلينا ألا ننسى هنا، أن الحضور الأخلاقي لا يقتصر على المنافسات الرياضية، ولك أيها القارئ أن تتخيل مختلف جوانب الحياة وهي خاوية وخالية من السلوك الأخلاقي!.

مواضيع قد تهمك