رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ بفوزه بلقب بطولة كأس فلسطين للسيدات بالكرة الطائرة، والتي أسدل الستار عليها أخيراً، بتنظيم من اتحاد الكرة الطائرة، بالشراكة مع الاتحاد الرياضي للجامعات، وبرعاية اللجنة الأولمبية الفلسطينية، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يكون فريق سيدات إبداع قد أحرز البطولة رقم (13) في تاريخه، وهو رقم قياسي يشمل كل بطولات اللعبة للسيدات منذ النسخة الأولى العام 2007.

   غير أن ما تريد تأكيده عبر هذه السطور، أنه لأول مرة وعلى غير العادة، تتعذب لاعبات إبداع في طريقهن لمعانقة اللقب، ولم تكن طريقهن مفروشة بالورود، إذ أظهرت الفرق الأخرى منافسة شرسة لهن، لا سيما اللاعبات الواعدات بطائرة صور باهر المقدسية، اللواتي حصدن المركز الثاني بالبطولة.

لا نقلل بهذا التحليل، من الحضور اللافت لنجمات إبداع، اللواتي أبدين زينتهن بفنون اللعبة، التي أدمنّ الفوز بألقابها وتيجانها، فكان لافتاً المستوى المتطور، والانسجام العالي بين اللاعبات، اللواتي أصبحت يحفظن بعضهن عن ظهر قلب، فلم نشعر بغياب نجمة الفريق عرين درويش عن المشهد الختامي للإصابة، بعد تألق أمل طه كضاربة، علماً أنها صانعة ألعاب الفريق، حيث أنيطت مهام الإعداد لزميلتها علياء الزغاري، التي أجادت في توزيع الكرات على زميلاتها الضاربات الناشطات: الشقيقتين ربى وهبة سرحان، ونسرين سرحان وايناس عيسى ونور سرحان وليزو محيسن، اللواتي فرضن تفوقهن في تنفيذ الألعاب الهجومية، دون إغفال الجانب الدفاعي، والإرسالات القوية.

  لكن الشيء الأكثر وضوحاً في منافسات البطولة، والأكثر إثارة للتأمل والانتباه، ظهور فريق منافس قوي من العاصمة المقدسة والأبدية، إذ تركت لاعبات صور باهر، بصمة دامغة بأداء فني راقي، فكان لافتاً بفريقهن، دقة استقبال الكرة الأولى، والتي تعدّ مفتاح الهجوم، وايصالها بأمان نحو صانعة الألعاب المبدعة جولان أبو عابد، والتي من خلال كراتها المتقنة كانت زميلاتها أركان عميرة وزينة عميرة ومنار أبو طير وآية عميرة، يوجهن الكرات الساحقة، ناهيك عن الإرسال المتقن والقوي والـ"ستايل" الفني الأخاذ للاعبة رجاء بكيرات، ويتقدم على ذلك كله، جماعية الأداء.

  وجليّ أن التنافس عادة ما كان ينحصر بطائرة السيدات، بين إبداع، وديار بقيادة نجمته المتألقة فيرونا خير، وأحياناً القوات الذي يضم في صفوفه أيضاً نجمات واعدات، تؤشر حيويتهنّ على غد مشرق، لكن لاعبات صور باهر خطفن الأنظار في هذه البطولة، بقدرتهن عن قلب المعادلة، وإجبار الفريق البطل على اللعب بكل حرص وجدية، قبل ترجيح كفة المنافسة بفارق الخبرة.

  ما تنتظره جماهير الكرة الطائرة، من لاعبات صور باهر، في قادم البطولات، هو الوقوف على أرضية صلبة، وتعزيز المهارة العالية الظاهرة عليهن، كي يسطع نجمهن