حدث هذا".. الهلال في بغداد قبل ثلاثة عقود

"
الخليل- كتب فايز نصّار/ فتحت عاصمة الرشيد ذراعيها لاستقبال الأندية الفلسطينية ، التي زارت بغداد ، لتثمين المواقف التاريخية للقيادة العراقية إلى جانب شعب فلسطين ، وللتعبير عن مشاعر الأخوة بين الشعبين العراقي والفلسطيني ، اللذين تعرضا لكلّ اشكال الحصار والعدوان .
وفتح نادي هلال القدس الطريق أمام الأندية الفلسطينية ، التي زارت بغداد في النصف الثاني من التسعينات ، وكانت زيارة الهلال الأولى خلال شهر تموز سنة 1974 ، من خلال فريق كرة القدم الأول ، الذي لعب ثلاث مباريات على حفاف دجلة والفرات .
ووصل الهلاليون إلى بغداد براً بدعوة من نادي حيفا ، الذي يمثل الجالية الفلسطينية في العراق ، ومعظمهم من أبناء قرى حيفا " جبع واجزم وعين غزال " ، وهجروا إلى بغداد قصراً بعد نكسة سنة 1948 ، وهدفت الزيارة إلى الاطلاع على الواقع الرياضي في العراق بعد العدوان الآثم ، والاستفادة من التجربة الرياضية العراقية الرائدة ، والاحتكاك بالأندية العراقية ، التي اثبتت علو كعبها في مجال اللعبة الأكثر شعبية .
ووضع نادي حيفا كلّ إمكانياته تحت تصرف سفراء بيت المقدس ، فتدرب الهلاليون في مرافق النادي ، واستفادوا من حافلة خاصة ، وحظوا باستقبال خاص من مدير مكتب المنظمة في العراق عزام الأحمد ، ومدير اللجنة الأولمبية في بغداد فريد السيد ، ورئيس نادي حيفا قصي الماضي ، ومرافق الفريق أحمد الحسن .
ولعب هلال القدس في بغداد ثلاث مباريات ، فخسر الأولى أمام مستضيفه نادي حيفا الفلسطيني ، بنتيجة هدفين مقابل هدف ، وخسر الثانية مع المنتخب الوطني للشباب بثلاثة أهداف مقابل هدف ، وكان يدرب المنتخب يومها المحنك عامر جميل ، وحضر المباراة ثلة من نجوم الكرة العراقية ، يتقدمهم الراحل أحمد راضي ، وحسين سعيد ، وليث حسين .
ووطدت المباراة الثالثة وشائج التاريخ بين أبناء فلسطين في الوطن والمهجر ، حيث التقى تفاهم هلال القدس ونادي حيفا مع صاحب الشعبية الجارفة نادي الشرطة ، الذي كان يضم في صفوفه النجوم عماد هاشم ، وسعد قيس ، وعلاء كاظم ، وانتهت المباراة بفوز الشرطة بنتيجة ثلاثة أهداف لصفر ، لم تغير من طبيعة الأجواء الحميمية ، التي جسدت التلاحم الرياضي بين الاشقاء العرب .
وترأس الوفد الهلالي يومها بدر مكي ، ومعه بسام الكيلاني ، وعبد العزيز روبين ، ومعن القطب ، الذي أشرف على تدريب الفريق بالتعاون مع سعد توفيق ، واللاعب عماد الزعتري ، ونجح الوفد الإداري الهلالي في توطيد العلاقة مع مؤسسات رياضية معروفة ، فوقع مسودة توأمة مع نادي الزوراء ، ووقع وثيقة تفاهم مع وفد نادي الوكرة القطري ، الذي تصادف وجوده في بغداد .
وضم فريق الهلال يومها النجوم ربحي الرجبي ، وحميدان أبو اسنينة ، وناجي جمجوم ، وعماد الزعتري ، وعبد أبو ليلى ، ورائد غيث ، ونضال شويكي ، ومجدي الدميري ، وسمور سدر ، وعزيز خضر ، ورجب ابو ميالة ، وفوزي الجعبة ..وغيرهم .
وضم الوفد الهلالي أيضاً نجم كرة الطاولة فؤاد المغربي ، الذي استفاد من الرحلة ، وتدرب مع نجوم العراق الدوليين محمد جبار ، ومؤيد حميد ، وغدير محمد صالح .
وبعد أشهر من هذه الزيارة وصل إلى بغداد فريق ناشئي هلال القدس ، الذي لعب ثلاث مباريات قوية مع أشبال وناشئي نادي حيفا ، ومع ناشئي نادي الشرطة ، ونجح في تحقيق الفوز على فريق حيفا في احدى المباريات ، فيما خسر قبلها مع نادي حيفا نفسه بخماسية من تسجيل النجم مؤيد سليم في بداية حياته في الملاعب ، وترأس الوفد الكابتن معن القطب ، ومعه كل من نبيه الباسطي ، وعماد الزعتري