الجولة الثانية من ذهاب مربع طائرة الممتاز..

رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ أكد جيوس تفوقه وعلو كعبه على منافسه الأزلي سنجل، ولقنه درساً بليغاً في فنون الكرة الطائرة، عندما تغلب عليه للمرة الثالثة هذا الموسم، في كلاسيكو ذهاب الجولة الثانية من مربع دوري "جوال" الممتاز بالكرة الطائرة، في أمسية غصت بها صالة قصر الرياضة بمدينة سلفيت بالجماهير العاشقة لهذه اللعبة، وباحت بتفاصيل فنية مبهرة وجميلة، ولم يعكر صفوها سوى "نفر" من الجمهور الذين خرجوا عن اللياقة والروح الرياضة، فعكسوا صورتهم الكالحة بهتافات بذيئة، لا تعبر عن أخلاق وأصالة شعبنا.

  وفي ميدان منافسة آخر، لم يحتمل فريق القوات المتخم بالنجوم، سوى "ثلاث غلوات" كي يسقط في اختبار النبي الياس، الذي تصدر المشهد، محققاً فوزه الثاني بالمربع الذهبي.

جيوس (3) - سنجل (1):

الأشواط: 25/20، 21/25، 25/22، 26/24.

جدد جيوس فوزه للمرة الثالثة على سنجل هذا الموسم، دون الحاجة لشوط فاصل كما جرت العادة، وجاءت المواجهة متكافئة في أشواطها الأربعة، وبذل لاعبو الفريقين الغالي والنفيس في مجريات اللقاء، كل حسب سعته وجهده، ولم يبخل لاعبو جيوس بقطرة عرق، بل إن صانع ألعابهم زيدان نوفل جاد بقطرات من دمه، بعد أن شجّ رأسه لدى إحراز نقطة ثمينة لفريقه، وتحمّل محمـد أبو شارب ويزن خالد (مازن خالد) ومحمـد سليم (جهاد سليم) عبء الهجوم على الأطراف، بمساعدة خالد القدومي وزيد بيضة في متوسط الشبكة، بمعية المعدّ المتألق بشار بيضة الذي كان يضطلع بمهام مزدوجة ما بين الإعداد والمشاركة بحوائط الصد، وكان لافتاً بسالة اللاعب الحر علي نوفل في الذود عن ملعبه الخلفي، ويحسب لمدرب جيوس حسين القدومي توظيف قدرات لاعبيه، كل حسب مركزه ووقت الحاجة إليه، من خلال تبديلاته الفنية تارة لتعزيز القدرات الهجومية وأخرى لتمتين الحوائط الدفاعية.

  على الضفة الأخرى، لعبت تدخلات صانع الألعاب خالد خليل بكراته المخادعة، ومهند فقهاء الذي ظهر معدنه في اللحظات الصعبة، أفضلية لسنجل على فترات، لكن أبرز ضاربيه حسين عصفور وجهاد طوافشة وزياد عصفور (محمـد عصفور) وقعوا في أخطاء هجومية متعددة، فطاشت كراتهم خارج الـ18 متراً في أكثر من محاولة، وسط دهشة مدربهم رافي عصفور.

  حبس الفريقان الأنفاس في الشوط الرابع، جراء التكافؤ في الأداء والأخطاء، ما جعل الشوط مغلقاً، وتبادل فيه الفريقان الأفضلية، فتقدم جيوس جراء الفاعلية الهجومية التي قدمها الثلاثي أبو شارب والقدومي ومحمـد سليم، وعاد سنجل إلى الأجواء بإرسالاته الموجّهة على ضاربي جيوس لتعطيل مفاتيح الهجوم، وتدخلات فقهاء وعصفور الهجومية، والتغطية الدفاعية للثنائي الليبرو أحمد عصفور وزياد عواشرة، وكاد جيوس يعضّ أصابعه أسفاً عندما أعطت أخطاء لاعبيه الفرصة لعودة سنجل وتحقيق التعادل (24/24) قبل أن يعطي البديل كريم خالد التفوق لجيوس بحائط صد فولاذي، ويبصم محمـد سليم على نهاية الشوط والمباراة، مطلقاً رصاصة الرحمة على "النسور" بكرة هجومية لا ترد من مكانة المحبب بالمركز الثاني، ويشعل أهازيج الفرح لدى جمهور "المارد الأصفر".

النبي إلياس (3) - القوات (1):

الأشواط: 21/25، 25/22، 25/22، 25/20.

استل فريق النبي الياس شعرة فوزه من عجين القوات، الذي افتقد إلى الدافعية، فبعد أن انتزع رفاق الكابتن خلف يامين، الشوط الأول بفضل نجاعة هجماته التي كانت تتمحور عند صانع ألعابة مهند بشير (محمـد أبو عيد) وتبارى عليها محمـد شماسنة ومحمود الخطيب وساجي سكر (وجدي القدومي) ومشير جودة وياسر شواهنة، بمعية عبد الله عبد الله في لم الكرات المسقطة خلف الحوائط، كان مطبخ النقاط الذي أعدّه الكابتن أيمن عودة لتلاميذه يعمل على نار هادئة، فلم يخيب معاوية رضوان وأحمد عزازمة وخالد رضوان ومحمـد يوسف رضوان وإبراهيم رضوان ومحمـد أبو زهرة الظن في قدراتهم، وكان صانع الألعاب حسام رضوان في الموعد، بعد أن نشط جعفر رضوان (قيس رضوان) في تأمين الكرة الأولى بالدقة المطلوبة، فعاد النبي الياس لحصد النقاط تباعاً، في ظل تيه حائط صد القوات.

  كان أيمن عودة موفقاً في توظيف أوراقه بالفريق "الأزرق" فشكل عزازمة ومعاوية وخالد رضوان والبديل يزن رضوان ثقلاً هجومياً أرهق دفاعات القوات، وفي المقابل كان أبو زهرة بمستوى الثقة التي منحت له، إذ قدم مردوداً ثابتاً من الناحية الدفاعية على طول الشبكة، وبات معاوية وخالد يتباريان للحصول على ثقة المعدّ حسام رضوان في المقدمة والخلف، ويأتي بعدهما عزازمة الذي نصّب نفسه ملكاً لمركز (4) بينما كان إبراهيم رضوان بهدوئه قادراً على اصطياد أي ضارب من القوات، الذي وقع في مصيدة حوائط "الزّرُق" لتذهب نقاط المباراة إلى النبي الياس الذي ضرب مثالاً في الأخلاق واللعب النظيف.

الحكام والمراقبون:

قاد المباراتين: كمال رمضان ومحمـد فتحي كأول وثان (بالتناوب) عزّة زهد حكم مسجل، ساري قادوس وبراء عصيدة للرايات، وراقبها عبد الناصر عبد الرحمن، وحضرها رئيس الاتحاد حمزة راضي ومدير المنتخبات الوطنية معروف شطارة، وتابعها حشد جماهيري كبير ضاقت به مدرجات الصالة.