ونحن على أبواب انطلاق الموسم الكروي الجديد.. أفكار جديدة بناءة لتطوير قطاع التحكيم

طولكرم- كتب محمد عراقي/ لا
شك في أن عنصر التحكيم يلعب دورا بارزا ومهما في نجاح أي لعبة واي مباراة، وفي كرة
القدم الحديثة حول العالم بدأ تطوير هذا الملف من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة
التي تساعد الحكام وتساهم في إنجاح المباريات والبطولات والمساهمة في تقليل
الأخطاء البشرية قدر الإمكان.
في
فلسطين دائما ما عانينا من موضوع الأخطاء التحكيمية التي تطل برأسها سنويا في
البطولات الكروية الرسمية، رغم التقدم الواضح في مستوى الحكام في السنوات الأخيرة،
ولكن مثلا شاهدنا أخطاء تحكيمية فادحة ومؤثرة على نتائج العديد من المباريات في
مرحلة ذهاب دوري المحترفين للموسم الماضي، وهذا يقودنا إلى طرح تساؤلات عديدة ماذا
اعد اتحاد الكرة ولجنة الحكام للموسم الكروي الوشيك وما هو الجديد ؟
ليس
من المعقول أن نظل نخطط ونتحضر بنفس الأساليب القديمة فلا بد من إدخال الجديد سواء
في الأدوات التي تساعد الحكام على القيام بأدوارهم بأفضل طريقة ممكنة أو من خلال
تحضير وتجهيز الحكام انفسهم بدنيا وفنيا ونفسيا، وأيضا ماديا من خلال صرف أي
مستحقات مالية متأخرة لهم إن وجدت ليدخلوا الموسم بثقة وتركيز كبيرين.
هنا نطرح عدة
اقتراحات على المسؤولين في اتحاد الكرة ولجنة الحكام تمهيدا لمناقشتها ومحاولة
تطبيق ما يمكن منها من اجل دخول المنظومة التحكيمية الموسم الكروي الجديد على أتم
جاهزية ممكنة.
أولا: تطبيق اقتراح الحكم الخامس بوجود حكم
خلف كل مرمى، وهو أمر جيد سيساعد بلا شك طاقم تحكيم أي مباراة وسيكون عين إضافية
له خاصة داخل منطقة الجزاء، وتطبيق هذا الاقتراح لا يكلف فقط، يتحتم التدريب عليه
بشكل كاف قبل انطلاق الموسم.
ثانيا: توفير أجهزة الاتصال اللاسلكية لجميع
الطواقم التحكيمية وهذا الأمر كان يجب أن يطبق منذ زمن بعيد فهذا أضعف الإيمان وهو
ضرورة لمساعدة طاقم التحكيم في التواصل بشكل صحيح وسريع بينهم خلال إدارة
المباراة، ومن خلال ملاحظاتنا فإن بعض طواقمنا يمتلك هذه الأجهزة بينما لا يمتلكها
البعض الآخر، والواضح والمؤكد أنه يجب على الاتحاد توفير هذه الأجهزة لجميع
الطواقم التحكيمية في درجتي الاحتراف.
ثالثا: بما أن تطبيق تقنية
"الفار" وهي تقنية مساعدة الحكم التي تطبق في معظم دول وبطولات العالم
حاليا مكلفة كثيرا جدا ويبدو أننا لن نصل إليها الا بعد سنوات كما صرح مدير دائرة
الحكام السابق حسام الحسيني في الموسم الماضي، فإنني اقترح على الاتحاد وخلال
المباريات المنقولة تلفزيونيا على قناة فلسطين الشباب والرياضة أن يتم التنسيق بين
طاقم مصوري ومخرجي المباريات للتلفزيون والاتحاد ولجنة الحكام على التدريب على
إمكانية لجوء الحكام لـ "مونتيور" خاص أي جهاز تلفاز خاصا يكون موجودا
في الملاعب التي تنقل فيها المباريات لمراجعة بعض اللقطات المثيرة للجدل والمهمة
التي تؤثر في نتائج المباريات بالتنسيق التام مع مخرجي المباريات لإعادة بعض
اللقطات، فهذا اضعف الإيمان وهو أمر يمكن تطبيقه إذا تم التدريب عليه والتنسيق له
كما يجب من الجهات المسؤولة.
رابعا: إن تولي لجنة الحكام اهتماما خاصا
وكبيرا بتطوير مستوى مساعدي الحكام الرئيسيين المتواجدين على الخطوط، فليس كافيا
أن تجهز وتطور حكام الساحة ففي السنوات الأخيرة اتضح أن هناك كمية أخطاء قاتلة
مرتكبة من قبل مساعدي الحكم، وهذا يتطلب أن يتم تجهيزهم بالشكل الأمثل بدنيا وفنيا
ومن خلال دورات عملية ونظرية للمساعدين فقط لتطوير وتحديث معرفتهم بمواد القانون
وحالات اللعب المختلفة والتنسيق بين دور المساعد والحكم في هذه الحالات بحيث يكون
للمساعد دور إيجابي وتكميلي لحكم الساحة يساعده في اتخاذ القرارات الصحيحة وليس
العكس.
نأمل
أن نكون قدمنا اقتراحات مهمة وبناءة يمكن أن تساهم في تحسين القطاع التحكيمي ولو
قليلا لأن هدفنا أن يكون العنصر التحكيمي ناجحا، ويساعد على خروج المباريات إلى بر
الأمان من خلال إعطاء كل فريق حقه ليس أكثر بعيداً عن التردد أو الخوف أو انخفاض
المستوى الذي أصبح لا يليق بكرتنا المحلية، مع التمنيات بالنجاح للجنة الحكام
الحالية وللاتحاد ولفرقنا في الموسم الكروي الجديد والوشيك.