استعراض أوراق قرعة كأس العرب وحظوظ "الفدائي" أمام منتخب جزر القمر المتطور

كتب اسماعيل حوامدة/ سحبت في العاصمة القطرية
الدوحة قرعتا الدوري التمهيدي ودور المجموعات لبطولة كأس العرب التي ستقام نهاية
العام الحالي في اطار التحضير القطري على أعلى المستويات استعدادا لاستضافة
مونديال كأس العالم العام المقبل، وجرت في البداية قرعة الدور التمهيدي المؤهل،
اعقبها سحب قرعة دوري المجموعات التي تعتبر (بروفة) قطرية قبل العرس العالمي.
وأوقعت قرعة في الدور التمهيدي الفدائي في مواجهة منتخب متطور جدا، وصاعد
للمرة الأولى تاريخيا للمونديال الأفريقي، وهو منتخب جزر القُمر، هذا المنتخب الذي
كان مغمورا، ولم يكن له تاريخ كروي يذكر على صعيد المنافسات الإفريقية والإقليمية،
لكن تطورا لافتا يشهده هذه الأيام، حيث الظهور الأول إفريقيا، وبلاعبين معظمهم جاء
من الدوريات الأوروبية، وتحديدا الدوري الفرنسي.
وقبل الدخول في غمار قرعة دور المجموعات، وحظوظ الفدائي هناك لا بد من
الإشارة إلى أن منتخبنا الوطني لن يكون في نزهة أمام جزر القُمر، هذا المنتخب حديث
العهد وجد ضالته الإفريقية سريعا، ووصل لمونديالها بكل اقتدار متخطيا منتخبات توغو
وكينيا، فيما حقق تعادلا اعتبر تاريخيا أمام منتخب مصر، هذه النتائج التي تعبر عن
حالة بناء غير مسبوقة للكرة هناك في الساحل الشرقي للقارة السمراء، حيث اعتمد
الجهاز الفني هناك على لاعبي الدرجة الثانية من الدوريات الأوروبية، مع وجود نجم
المنتخب وهداف فريق رد ستار الصربي ألفاردو بن محمد الذي أصبح أيقونة المنتخب.
ما
ذكر يؤكد ضرورة التحضير المثالي لتلك المشاركة، فتجاوز منتخب جزر القُمُر لن يأتي
بالسهولة التي يتصورها البعض، فأنت ستخوض المواجهة بخروج المغلوب، وبالتالي لا
مجال للتعويض، عوضا عن أنك ستواجه مدرسة أوروبية، وإن كانت هذه المدرسة منقوصة من
الخبرات الكبيرة في المشاركات، إلا أن ظهورها اللافت في التصفيات الإفريقية يؤكد
رغبة كبيرة في ذلك البلد من أجل تقديم أطباق كروية ممتعة ودسمة، وهنا لا بد من
احترام كبير للمنافس من قبل أبناء الفدائي، حتى نذهب إلى حيث العرس العربي الأول
منذ عشرات السنين.
البطولة أقيمت آخر مرة العام 2002 في الكويت وتوج الأخضر السعودي بلقبها،
وشهدت مشاركة المنتخب الوطني الفلسطيني الذي أوقعته القرعة آنذاك إلى جانب منتخبات
الكويت والمغرب والأردن والسودان، وصعد منتخب النشامى متصدراً للمجموعة والمنتخب
المغربي وصيفا، وخرج الفدائي من الدور الأول، والمفارقة أبت إلا أن تضع الفدائي
إلى جانب منتخبات المغرب والأردن، يضاف لها أخضر السعودية، حال تمكن من تخطي عقبة
جزر القُمُر في ملحق البطولة، حيث ستكون المشاركة على أعلى المستويات، فحضور أسود
الأطلس والأخضر السعودي ومنتخب النشامى بكامل نجومهم سيعني أن فلسطين ستكون في
معركة حقيقية لاختبار قدراتها، وبالتالي فإن مباراتي التصفيات المتبقيتين للفدائي
في التصفيات المزدوجة ستكونان خير تحضير لهذا العرس العربي الفذ.
لا
بد من تركيز كبير من قبل الجهاز الفني للمنتخب الوطني على أن يكون التحضير
للمواجهة الفاصلة أمام جزر القُمُر مثاليا، لكن دون أن يتعارض مع تحضيرات المنتخب
لمواجهتي اليمن وسنغافورة المقبلتين في التصفيات المزدوجة، والتي ستقام في حزيران
المقبل، ويحتاج خلالها الفدائي إلى الفوز وانتظار ما يمكن أن تحمله بقية النتائج
من أجل الوصول للعرس الآسيوي.