شريط الأخبار

"النمر" زاهر النمري موهوب تألق في صفوف الوحدات

النمر زاهر النمري موهوب تألق في صفوف الوحدات
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ لا يخفى على ذي بصيرة حبّ معظم الفلسطينيين لنادي الوحدات ، الذي يجد فيه الخيرون صورة مشرقة لتألق رجال مخيمات الشتات ، ممن وجدوا لأنفسهم مكاناً تحت شمس الكرة الأردنية ، وأسمعوا القاصي والداني دقات أقدام مبدعينا في الملاعب .

  وكان الوحدات ، وما زال حلماً لكثير من نجومنا المبدعين  ، ممن يرون أنّ الوحدات يساهم في رفع أسهمهم في اجواء اللعبة الأكثر شعبية ، لذلك أنضم كثير من نجوم الكرة في الضفة والقطاع لصفوف الأخضر الأردني ، الذي لعب له كلّ من غسان بلعاوي ، وعبد الحميد أبو فردة ، وخليل رمضان ، وخضر عبيد ، وفادي لافي ، وخلدون الفهد ، وفهد العتال ، وعبد اللطيف البهداري ، وأحمد كشكش ، وأحمد ماهر ، دون نسيان الحارس الفذّ زاهر النمري ، الذي سبق غيره للعب في الوحدات منذ نهاية السبعينات .

  وكان أبو بكر المقدسي داعب الكرة طفلاً في رحاب بيت المقدس ، وظهرت مواهبه الكروية في حارات العاصمة القديمة ، قبل انضمامه لنادي بيت حنينا ، في الطريق إلى الواي ، النادي الذي تفتحت فيه مواهبه ، ونضجت فيه تجربته ، إلى جانب الحارسين محمد نزال ، ومحمد صندوقة .

   وخاض النمري تجربة ثرية مع نادي الوحدات ، مستفيداً من الحارس المتألق باسم تيم ، ومن المدرب اليوغسلافي الكبير فويا ، قبل عودته على الوطن ليظهر مع أندية القدس سلوان ، والأبناء ، والهلال ، وجبل المكبر .

  ومِثل أبناء جيله لم تكن لزاهر فرصة الظهور مع المنتخب الفلسطيني ، اللهم بعض المباريات ، التي لعبها في بريطانيا منتصف التسعينات ، ومشاركته في بعض المنتخبات المحلية ، والتفاهمات الكروية في القدس وعمان .

 ولم يطل المقام بنمر الملاعب في مجالات تدريب الحراس ، لأنّه وجد بيريقراطية فظة ، لا تساهم في نقل خبراته المحلية والدولية للحراس الواعدين ، ففضل الابتعاد عن الملاعب ، في قصة تصلح بداية لعرض ذكرياته في ملاعب الوطن والمهجر ، وأتركه يحيكها لكم في هذا اللقاء.

      

- اسمي زاهر عباس اسحق النمري " أبو بكر " من مواليد يوم 26/9/1961 بالقدس الشريف .

- بدأت اللعب في حارات وأزقة العاصمة القدس ، وظهرت في المدرسة البكرية ، حيث ساعدني معلم من عائلة الجولاني ، ثم انخرطت في صفوف نادي شباب بيت حنينا ، الذي لعبت له في صغري ، ليتحول حلمي إلى حقيقة بانضمامي لجمعية الشبان المسيحية ، حيث لعبت مع فريق الأشبال والفريق الثاني ، بإشراف الكابتن عقيل النشاشيبي .

- وبسرعة تمّ ترفيعي للفريق الأول في الواي ، فلعبت أول مباراة أمام ثقافي طولكرم وعمري 15 سنة ، ويومها كان الثقافي متقدماً بهدفين ، ولما نزلت في الشوط الثاني - كبديل للحارس الكبير محمد نزال - حافظت على نظافة شباكي ، وانتهت المباراة بنتيجة 2/1 للثقافي ، ولم أشعر يومها بالرهبة ، رغم لعبي بجانب نجوم عمالقة مثل موسى الطوباسي ، وابراهيم نجم ، ودرويش الوعري ، ومحمد نزال .. وبحمد الله كان الجو في الجمعية يساعد على تطوري بوجود المحمدين نزال ، وصندوقة ، وبإشراف المدربين ريمون زبانة ، وعقيل النشاشيبي .

- وكانت محطتي الأكثر أهمية في موسم 77/ 78 حيث اجريت اختبارات مع النادي الفيصلي الاردني ، وقد اعجب بي المدرب الراحل محمد عوض ، وطلب مني التوقيع للفيصلي فوراً ، فقلت له : سأوقع عندما أعود   من القدس .. ويومها رجعت إلى القدس ، وبعد ستة أشهر عدت إلى عمان فجربت حظي في الوحدات ، وفوراً طلب رئيس النادي عبد الجابر تيم توقيعي للفريق الأخضر ، الذي لعبت له عدة سنوات .

- ومع الوحدات حققت أول بطولة مطلع الثمانينات ، وكان التنافس كبيراً مع الحارس الدولي باسم تيم ، وبعدها انضم معنا ابراهيم عمار ، وبحمد الله كنت أنا الحارس عندما يغيب باسم ، ولعبت ثماني مباريات في موسم التتويج الأول ، وكنت اساسياً في معسكر خضناه بالعراق ، حيث لعبنا مباراتين ، وفي احداها استطعت صدّ ركلة جزاء في أخر دقيقة أمام فريق صلاح الدين ، الذي كان من أفضل أندية العراق وقتها ، ويومها نلت إعجاب المدرب الراحل عزت حمزة ، ومساعده عثمان القريني .

- وكان لي شرف مشاركة الوحدات في بطولة الوحدات العربية ، ولعبت مباريات أمام أندية صلاح الدين العراقي ، والأنصار اللبناني ، والعربي القطري ، ولعبنا مباراة مع نادي غزة الرياضي ، ثم لعبنا مباراتين في قطر مع النادي العربي ، وهناك تلقيت عرضاً للاحتراف في قطر ، ولكن لسوء حظي لم يكن يسمح بانتداب الحراس الأجانب !

- وفي الوحدات شاركني التألق النجم الكبير غسان بلعاوي ، الذي ترك أفضل البصمات في ملاعب الأردن ، ونجح مع ناديي الوحدات والفيصلي ، كما لعب معي في الوحدات النجم عبد الحميد ابو فردة من مدينة دورا ، وقد أعجب به كلّ فنيي الوحدات ، ولكنّه عاد إلى الوطن بسبب ظروف خاصة .

- وخلال وجودي في الأردن لعبت عدة مباريات مع منتخب الجامعات ، وسافرت معه سنة 1983 إلى تونس ، حيث لعبنا في العاصمة تونس ، وفي مدينة سوسة ، وحققنا نتائج جيدة ، وكان معنا في المنتخب النجوم توفيق الصاحب ، وحسام سنقرط ، وخالد سعيد ,، وعصام التلي ، وحلمي طه ، وعلي بلال .

- وشهدت محطتي الثالثة العودة إلى الوطن سنة 1987 ، ولكن الأنشطة الرياضية كانت معطلة على خلفية أحداث الانتفاضة ، فلعبت مع فريق أبناء اللد في الداخل الفلسطيني .. ومنذ مطلع التسعينات اقنعني الإعلامي الراحل محمد العباسي باللعب لنادي سلوان ، ثم تنقلت بين أندية القدس الرياضي ، والهلال ، وجبل المكبر .

- وكان فريق جبل المكبر طلب مني المشاركة معه في البطولة العربية منتصف التسعينات ، ولكن نادي هلال القدس رفض إعارتي ، فالتحقت بعد ذلك بنسور الجبل ، ولعبت معهم عدة مواسم ، وأذكر أيضاً أنّ نادي شباب الخليل لعب مع نادي الوحدات منتصف الثمانينات ، وبعد ذلك عرض علي اللعب معه في بطولة خارجية ، ولكن ظروفاً خاصة حالت دون لعبي مع الشباب ، الفريق الذي كنت أتمنى اللعب في صفوفه ، لأنّه يمثل الوجه المشرق للكرة الفلسطينية .

 - ولعل من سوء حظّ أبناء جيلي أنّه لم يكن في وقتنا منتخب يشارك في المنافسات الخارجية ، فاقتصر ظهوري على مباريات لمنتخب الضفة ، وتفاهم القدس ، وتفاهم عمّان ، وفي مقابل ذلك شاركت مع المنتخب الفلسطيني في رحلة بريطانيا سنة 1996 ، حيث تشرفت باللعب مع النجوم غسان سالم ، وخضر عبيد ، وأحمد عيد ، وخالد ابو غوش ، وماهر وعبد الناصر بركات ، وعماد ناصر الدين ، وخلدون فهد ، ومحمد عودة ، ونائل أسعد ، وماهر بكر ، وأيمن صندوقة ، وهشام أبو ظهير ..وغيرهم .

- أعتقد ان المدرب عقيل النشاشيبي ، والمدرب ريمون زبانة كان لهما دور كبير في بداياتي الكروية ، ولكن أكثر من استفدت منه المدرب الراحل عزت حمزة ، والمدرب اليوغسلافي فويا ، الذي كان يخصص لي تدريبات احترافية استفدت منها كثيراً .

- بصراحة منذ صغري كنت معجباً بحراس الجمعية عوني الكالوتي ، ومحمد نزال ، كما كنت معجباً بالحراس سليمان هلال ، وخليل بطاح ، وزياد بركات  ، ورباح كببجي ، الذي يملك امكانيات كبيرة ، وكنت أحب الوصول إلى مستوى الحارس الألماني الكبير سيب ماير ، ناهيك إعجابي بالحارس السوفييتي رينات داساييف ، والحارس الانجليزي بيتر شيلتون .

- وخلال مسيرتي في الملاعب تشرفت باللعب مع كثير من النجوم المبدعين ، وأبرزهم موسى الطوباسي في الجمعية ، وابراهيم نجم في الجمعية ، وخالد سليم ، وغسان جمعة في الوحدات ، وأفضل المدافعين الذين لعبوا أمامي سفيان جعفر في الجمعية ، ومصطفى ايوب ، ووليد قنديل في الوحدات .

- وبعد اعتزالي اللعب جربت حظي مع التدريب ، فعملت كمدرب لحراس نادي جبل المكبر أيام المدرب الكبير سمير عيسى ، ولكن أموراً غير احترافية حالت دون مواصلة عملي في مجال التدريب .

- وخلال مسيرتي الطويلة في الملاعب مررت بكثير من المواقف الصعبة ، ولعل أصعبها يوم لعب زميلي باسم تيم مباراة يوم الأربعاء ، فتمّ اختياري للعب مباراة يوم الجمعة أمام الجزيرة ، وبعد استعدادي للعب من خلال الأحماء ، تفاجأت بأنّ الكابتن باسم يستعد للعب ، فخلعت لباس الحارس ورميتها ، وغادرت إلى المدرجات ، في موقف تألمت منه كثيرا، ولكن إدارة الوحدات استرضتني بعد ذلك ، وخاصة تناول الموضوع من قبل الصحف الأردنية ، التي كتبت " النمري يترك الملعب بصورة غريبة ! "

  أخيراً أتمنى النجاح والتوفيق لكل العاملين في مجال الكرة الفلسطينية ، وأتوجه بالتحية لكل حراس مرمى فلسطين ، ممن تألقوا في الماضي ، وممن يتألقون حالياً ، شاكراً لك استضافتي ، وتعويضي عن شيء من الإهمال الذي وجدته منذ اعتزالي.

مواضيع قد تهمك