شباب السموع يواجه الأهلي في "ديربي" الخليل المصيري في صراع البقاء

كتب اسماعيل
حوامدة/ هي المرة الأولى منذ صعوده إلى دوري المحترفين موسم 2015/2016
يجد شباب السموع نفسه في موقف حرج من أجل تثبيت أقدامه في دوري الأضواء، "ليث
الجنوب" يحتل، اليوم، الترتيب التاسع على لائحة الدوري وبرصيد 20 نقطة، بمعنى
أن شباب السموع يبتعد بفارق 8 نقاط عن منطقة الهبوط، ومع بقاء أربع جولات على ختام
المنافسات سيكون "ليث الجنوب" مطالباً بتحقيق الانتصار في واحدة من لقاءاته
الأربعة المقبلة ليكون في موقف آمن من حسابات الهبوط.
السموع
يواجه في الأسبوع التاسع عشر شقيقه أهلي الخليل في ديربي محافظة الخليل، الأهم
لكلا الفريقين، فالليث يسعى جاهداً لحسم اللقاء والخروج نهائياً من دوامة الهبوط،
فيما يحتاج النادي الأهلي للفوز وبأضعاف حاجة "الليث"، فأهلي الخليل
يحتل الترتيب العاشر برصيد 16 نقطة، وانتصاره على السموع يقلص الفارق معه إلى نقطة
وحيدة، ناهيك عن حفاظه على فارق النقاط الأربع مع الثقافي الكرمي الذي تنتظره
مواجهة ربما تكون أسهل أمام الجريح ترجي واد النيص.
السؤال
الذي يُطرح على الطاولة، اليوم، ما سبب التواجد المتأخر لليث الجنوب على لائحة
الموسم الحالي، وما سبب التباين الكبير في العطاء من مواجهة إلى أخرى؟ ربما يتساءل
كثيرون عن هذا السبب، لكن الحقيقة التي لا تغطى بغربال، هي أن "ليث
الجنوب" يمر في ظروف عصيبة بعيدة كل البعد عن الجوانب المادية، أو الإدارية،
فكتيبة المدير الفني لليث الكابتن فراس أبو رضوان تعاني هذا الموسم من صعوبات جمة
تسببت بها الإصابات التي ترفض أن تغيب عن الفريق مع اقتراب المشهد من نهاياته.
الإصابات
التي عصفت بشباب السموع على غير العادة، بدأت من أولى جولات المحترفين، بتعرض لاعب
الفريق شوقي السويطي لإصابة في الجولة الأولى، أوقفته عن المشاركة طوال مرحلة
الذهاب، وفي الأسبوع الثاني، جاء الدور على نجم الفريق إسماعيل العمور، الذي تعالى
على إصابته في عديد المواجهات ما أدى إلى تفاقمها، رغبة منه في خدمة الفريق، ليلحق
بهم قائد الكتيبة حسام أبو عواد، ناهيك عن إصابات عديدة لمعظم اللاعبين، وحالة
الإصابة بـ"كورونا" للاعب محمد أبو عواد، وحالات الطرد للحارس شبير في
أكثر من مواجهة، كلها عوامل غدرت السموع ذهابا.
وما
أن بدأت رحلة التحضير لمرحلة الإياب، حتى بدأ الجهاز الفني لليث الدخول في مرحلة
تهيئة شاملة للاعبين ليكونوا حاضرين بقوة إياباً، بعيداً عن تلك الإصابات اللعينة
التي تسببت بترنح نتائج الفريق، ومع عدم تعزيز صفوف الليث بلاعبين جدد إلا باللاعب
أحمد أبو عجاج الذي جاء بعد رحيل حازم الريخاوي، واستقطاب لاعب آخر شاب قادم من
كرمل يطا هو علي أبو خلف، لم يكن لدى الكابتن فراس أبو رضوان الكثير من الخيارات
التي تطرح على الطاولة، حتى يتمكن من تنفيذ مهمته الفنية من خلالها.
فمن
تابع مباريات شباب السموع خلال مرحلة الإياب، يعي حجم المهمة الصعبة التي يقودها
الجهاز الفني، ومن خلفه مجلس الإدارة، للحفاظ على ظهور ثابت للفريق الذي نالت منه
الإصابات بصورة غير مسبوقة، ففي معظم لقاءات الإياب يعاني الليث من غياب ثلاثة إلى
أربعة من العناصر الأساسية للفريق، جعلت من الإرباك عنواناً لمخطط مرسوم حتى يكون
الليث في الصفوف الأمامية، إلا أن لتلك الإصابات رأيا آخر، فقد فرضت واقعاً صعباً
على الجهاز الفني، الذي يقاتل من جولة إلى أخرى، حتى يبقى الفريق بصورته التي
يريدها العشاق، فتارة تجده مقاتلاً شرساً أمام كبار الدوري، كيف لا وهو من نجح في
إيقاف بلاطة خارجياً، وتعادل مع المكبر والعميد والظاهرية والهلال، وانتصر مرتين
على الترجي وأخرى بخماسية على طوباس، وواحدة على الأهلي، إلا أن للغيابات بالغ
الأثر في مردود الفريق، ففي بعض المواجهات يجد المدير الفني نفسه أمام طريق مسدود،
فلا قدرة على إراحة اللاعبين أو التدوير بينهم، ولا فرصة لمشاركة من أصيبوا، فتكون
المهم عسيرة بكل المقاييس، ومعها تأتي النتائج السلبية.
وحتى
المواجهة المقبلة أمام الجار الأهلي، سيفتقد شباب السموع لعديد الركائز الأساسية،
منها بهجت ربعي ومحمد أبو عواد لتراكم البطاقات، وغياب قسري للإصابة لكل من حسام
أبو عواد وإسماعيل العمور وربما محمود ضيف الله الذي تعرض لكسر في أحد أضلاعه قبل
ثلاثة أسابيع، وهذا بحد ذاته كفيل بأن يكون الليث أمام أصعب المهمات، فقتال الحاضر
من اللاعبين سيكون مضاعفاً لسد الثغرات التي تسببت بها تلك الغيابات، وهنا لا بد
من كلمة حق للجهاز الفني بقيادة الخلوق فراس أبو رضوان، الذي ينحت في الصخر للحفاظ
على قيمة الحضور لليث الجنوب في مثل هذه الظروف العصيبة.