تشكيلة الفدائي الأولية لاستحقاق سنغافورة تحت المجهر

طولكرم- كتب محمد عراقي/ قبل أيام تم الإعلان عن التشكيلة المستدعاة لمعسكر المنتخب الوطني الفلسطيني للاعبين المحليين استعداداً للاستحقاقات المقبلة وأبرزها لقاء سنغافورة في 25 من شهر آذار في التصفيات الآسيوية، وقبله سيكون اللقاء الودي مع الكويت في الثامن عشر من الشهر الجاري.
وأثارت التشكيلة آراء مختلفة كما هو معتاد في هذه الحالات من الجمهور الرياضي عامة، والإعلام الرياضي خاصة، فهناك أسماء جيدة وشابة تألقت في الدوري وحق لها أن تتواجد، وهناك أسماء استغرب البعض من وجودها لأنها لم تقدم الكثير ولم تظهر بالمستوى الفني العالي المتوقع منها، كما غابت أسماء برزت وتألقت في ذهاب دوري المحترفين وكان التوقع أن تكون متواجدة.
في هذا التقرير نستعرض الاختيارات وبعض الآراء الفنية الخاصة بكاتب هذه السطور بمسألة غياب بعض الأسماء من خلال استعراض الأسماء المختارة في كل مركز وإبداء الملاحظات الخاصة بها.
وجاءت الاختيارات على النحو الآتي:
حراس المرمى
(توفيق علي، نعيم أبو عكر، أحمد خليفة، أنس أبو سيف)
إذا كان اختيار توفيق ونعيم منطقياً لأنهما ظهرا بشكل جيد في الدوري فتوفيق علي له خبرته الدولية الجيدة كذلك مع المنتخب ونعيم تألق وتعملق مع فريقه أهلي الخليل في الدوري وكان الورقة الرابحة الأولى له وساهم في نتائجه الجيدة.
أرى أن اختيار أحمد خليفة حارس الثقافي الشاب هو للمستقبل أكثر منه للفترة الحالية، فهو حارس جيد وواعد (22 عاماً) ويمكنه التقدم والتطور أكثر، وأرى أن اختياره تقديراً لموهبته واجتهاده وباعتباره لاعباً للمستقبل بالإمكان الاعتماد عليه وتطويره.
اختيار أنس أبو سيف كان مفاجئاً للكثيرين، لأنه لم يقدم أفضل مواسمه مع الظاهرية فكان مستواه متذبذباً هذا الموسم في الدوري ولم يقنع كثيراً وكان التوقع أن يتم اختيار حارس طوباس معاذ سماحة ولكن عدم امتلاكه للهوية الفلسطينية حرمه من ذلك.
قلب الدفاع
(المهدي عيسى، موسى سليم، محمد أبو ميالة، يزن العويوي)
قد تكون الاختيارات منطقية في معظمها باستثناء اختيار المهدي عيسى الذي يلعب السنة الأولى له في المحترفين مع المكبر قادماً من الخضر وهو أدى بشكل جيد في العديد من المباريات، وقد يكون اختياره مبكر جداً لأن مواصفات اللاعب المحلي تختلف عن اللاعب الدولي خاصة أن اللاعب خامة شابة واعدة لكن ينقصه الكثير فنيا كما أنه يفتقد للسرعة وهو عنصر مهم عند أي مدافع.
المعظم اتفق على أن لاعب بلاطة أحمد الزريقي كان يجب أن يكون متواجداً، لكنه اعتذر لأسباب خاصة وسيكون متواجداً في المستقبل القريب.
الظهير الأيمن
(موسى فيراوي، رضوان أبو كرش، مصعب البطاط)
اختيارات موفقة لأن هذه الأسماء هي الأفضل مع الإشارة إلى أن البطاط بالإمكان أيضا أن يلعب في وسط الملعب حيث لعب هذا الموسم ذهاباً مع الظاهرية.
فيراوي تألق بشكل لافت مع الهلال وأبو كرش أصبح لاعبا له خبرته وقيمته في الملاعب المحلية في هذا المركز.
ولكن السؤال الذي أطرحه: لماذا دائماً هناك إهمال للاعب أدهم أبو رويس من بلاطة؟ فهذا اللاعب يمتلك إمكانيات بدنية وفنية عالية ويلعب في أكثر من مركز دفاعي أو في وسط الملعب وهو جوكر فريق بلاطة؟
الظهير الأيسر
(أحمد قطميش وسامر الجندي)
اختيارات موفقة كون قطميش كان بديلاً لعبد الله جابر في السابق وهو لاعب خارج من عباءة المنتخب الأولمبي ويملك إمكانيات جيدة جداً فنية وبدنية.
سامر الجندي لاعب واعد وسريع ومتحرك ويملك إمكانيات جيدة تساعده للتطور أكثر في المستقبل وأرى أنه كان بالإمكان استدعاء لاعب الظاهرية بهاء وريدات الذي قدم مستويات جيدة ومقنعة مع فريقه، وأصبح الآن لاعباً مهماً ومميزاً في هذا المركز في الدوري مع الغزلان دفاعياً وهجومياً.
وسط الملعب
(عدي خروب، محمد درويش، محمد يامين، سامح مراعبة)
الأسماء المختارة كلها مميزة ولديها خبرات كبيرة سواء في دورينا أو مع المنتخب الوطني، وإن كان بعضها لم يظهر بمستواه المعهود مثل يامين ودرويش.
المفاجأة في هذا المركز هي غياب باسل الأشقر أفضل لاعب وسط في دورينا والذي يقدم مستويات مميزة منذ سنتين، ليس في هذا الموسم فحسب، فهو رمانة ميزان الأمعري وقلبه النابض والدينامو المتحرك دائماً.
أيضا غياب هاني عبد الله لاعب وسط هلال القدس يعتبر مفاجأة أيضاً قياساً على ما قدمه مع فريقه في الدوري من مستوى جيد ومقنع، فهو متحرك ومهاري ويلعب في ارتكاز الوسط وفي الوسط الهجومي ويملك إمكانيات عاليه بلا شك وكان يمكن أن يضيف الكثير.
الأجنحة
(تامر صيام، موسى ترابين، محمود أبو وردة ومحمد عبيد)
اختيارات جيدة ومنوعة بلا شك منها للاعبين مميزين معروفين لديهم تجربتهم مع المنتخب مثل تامر وأبو وردة ومنهم عناصر جديدة يتم اختيارها لأول مرة مثل ترابين وهو يستحق قياساً على ما قدمه من مستوى كبير مع بلاطة في الموسم الماضي والحالي وعبيد الذي ظهر بشكل جيد مع الهلال في الدوري الحالي واستدعاؤه مكافأة له على ذلك.
غياب رامي مسالمة مفاجأة قياساً على تألقه الكبير مع شباب الخليل ذهاباً في الدوري حيث كان هداف الفريق بالمشاركة مع الحلمان بستة أهداف، كما أنه صنع أهدافا أخرى وحسم العديد من المباريات.
وكذلك أحمد ماهر الذي صحيح قدم مستوى متذبذبا نوعا ما مع الظاهرية لعدة أسباب أهمها معاناته من الإصابة أحيانا إضافة لغياب القوة الهجومية الفعالة للظاهرية ولكن ماهر لاعب موهوب جدا وذكي وبالإمكان استغلال قدراته لصالح المنتخب وهو ما لم يحصل حتى الآن في عهد المدرب الحالي.
مركز المهاجم الصريح
(شهاب القنبر، حمادة مراعبة، خالد سالم)
من الطبيعي تواجد شهاب القنبر أفضل مهاجم في الدوري الفلسطيني بعد ما قدمه من تألق كبير مع المكبر في ذهاب المحترفين وأيضا خالد سالم تألق مع مركز طولكرم في الدرجة الأولى وهو هداف الدوري ويقود فريقه بقوة للمنافسة على الصعود فهو وصيف حتى الآن لسلوان.
وكان تواجد مراعبة مفاجئا نوعا ما قياسا على مستواه المتذبذب في الذهاب حيث أهدر العديد من الفرص في المباريات ووضح أنه لا يمر بالتركيز اللازم ولكن يبقى مراعبة أحد أفضل المهاجمين الذين مروا على دورينا في المواسم الأخيرة بحصوله على لقب الهداف ثلاث مرات وربما كان استدعاؤه مكافـأة له على مستواه المميز في الموسم الماضي.
أرى أنه كان بالإمكان إعطاء الفرصة لمهاجم طوباس عبد الله أبو محسن الذي عاد من الإصابة في منتصف الذهاب بقوة فقاد هجوم طوباس بتألق كبير وأحرز أهدافا جميلة لفريقه وهو يملك مواصفات جيدة مثل السرعة والتحرك الدائم وإمكانياته المهارية جيدة جداً وكان يستحق الفرصة مع المنتخب.
كلمة أخيرة
ما نتمناه هو التوفيق والنجاح لمنتخبنا الوطني في المواعيد والمناسبات المقبلة وما كتبناه وحللناه من آراء فنية نابع من منطلق حرصنا على مصلحة المنتخب وتفوقه الدائم ومن منطلق معرفتنا ومتابعتنا الدائمة والحثيثة للدوري المحلي ومحاولة أن يكون لكل مجتهد نصيب من اللاعبين الذين يقدمون مستويات مميزة فمن الطبيعي أن تتم مكافأتهم بالاستدعاء لصفوف المنتخب.