فريق ترجي واد النيص.. نهاية قصة جميلة أم ماذا؟

غزة- كتب اشرف
مطر/ أنتهت مرحلة الذهاب من دوري المحترفين، وكما هو متوقع، احتل
فريق ترجي واد النيص المركز الثاني عشر والأخير برصيد 4 نقاط.
واد
النيص، لم يقدم ما يشفع له هذا الموسم، فالفريق لم يحقق الفوز سوى مرة واحدة على
حساب ثقافي طولكرم الذي يتقدم عليه بمركز حيث يقبع في المركز الـ 11، كما تعادل
أمام أهلي الخليل وخسر 9 مباريات، منها الخسارة الأخيرة أمام شباب الخليل (4/1).
واد
النيص ومنذ انطلاق الدوري، ظهر مبكراً أنه في طريقه لأن يكون أبرز المرشحين
للهبوط، وهذا ما أبرزته كل الأرقام، فالفريق لم يسجل سوى 7 أهداف، بينما استقبلت
شباكه 32 هدفاً، بمعدل 3 أهداف تقريباً في المباراة الواحدة وهو معدل مرتفع.
واد
النيص قبل انطلاق الدوري، كان الفريق الوحيد الذي لم يعد نفسه بشكل جيد، وكان
المسؤولون عنه يعتقدون أنهم كالعادة بإمكانهم دخول الدوري بسرعة والتعامل مع
أجوائه، لكن كما نقول دائماً بالعامية: "ليست كل مرة تسلم الجرة".
الفريق
افتقد هذا الموسم للكثير من الأدوات والأسلحة التي كانت تعينه على البقاء وأكثر،
فقد افتقد لوجود الحارسين الأساسيين الشقيقين توفيق وغسان علي، فالأول يلعب مع
الأمعري، والثاني في صفوف أهلي قلقيلية، والمهاجم المخضرم أشرف نعمان ذهب لصفوف
مركز بلاطة، ومحمد نضال مع أهلي الخليل، وبالتالي فالمجموعة المتبقية في صفوف
الفريق تجمع بين جيلين: جيل يفترض أنه بحكم المنتهي بقيادة الشقيقين سميح وخضر أبو
حماد مع كبر سنهم، وجيل شاب لا يملك الخبرة الكافية في التعامل مع اللقاءات
الرسمية. ومع ضغط الموسم الحالي وخوض اللقاءات بشكل متتال، واجه أبناء الواد صعوبة
كبيرة في الصمود، فشاهدناه ينهار أمام الأمعري ويستقبل 7 أهداف، ومثله حدث في
مباراته الأخيرة أمام شباب الخليل، فقد صمد في الشوط الأول، وسرعان ما انهار في
أول ربع ساعة من الشوط الثاني، فالأمر بالنسبة للترجي في أي مواجهة في الوضع
الراهن له علاقة بقدرة الفريق على الصمود، لذلك استقبلت شباكه 4 أهداف من لاعبي
العميد.
ما
المطلوب إذن، يقول القائمين على هذا الفريق: إنهم لن يرفعوا الراية البيضاء وهذا
حقهم، وإنهم بصدد التعاقد مع عدد من اللاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية،
المشكلة صراحة ليست في عدد اللاعبين المنوي التعاقد معهم في ظل قدرات النادي
المالية المحدودة، إنما المشكلة في الفريق الحالي، هذا الفريق بحاجة إلى غربلة
كبيرة، والأمر كما لو أنه نهاية "حلم جميل"، فهذا الجيل الذي ينتمي
لقرية صغيرة لا يتعدى قاطنوها الألف نسمة، حقق ما لم يحققه أي فريق من أصحاب
التاريخ والعراقة في الدوري الفلسطيني، ويكفي أنه كان نداً وأكثر لأندية تاريخية،
واستطاع أن يفوز بالألقاب كلها، فقد فاز بلقب الدوري الفلسطيني التصنيفي موسم
2008-2009 وسط مشاركة 22 فريقاً، كما فاز بلقب دوري المحترفين موسم 2013-2014
متفوقاً على أندية عريقة وجماهيرية بقيمة شباب الظاهرية حامل اللقب الذي سبقه،
وشباب الخليل، ولا ننسى باقي البطولات مثل كأس فلسطين، وتمثيل فلسطين في بطولة كأس
الاتحاد الآسيوي والفوز التاريخي على القوة العراقي بهدف دون مقابل في بطولة كأس
الاتحاد الآسيوي.
لكن
المسؤولين عن هذا الفريق تناسوا أن عملية التغيير والتبديل سنة الحياة، وأنه كان
يفترض بهم ألا يصلوا لتلك اللحظة الصعبة التي أصبحوا عليها الآن.