شريط الأخبار

طائرة" فلسطين.. عودة للتحليق بعد سنوات عجاف

طائرة فلسطين.. عودة للتحليق بعد سنوات عجاف
بال سبورت :  


رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ شهدت مسيرة الكرة الطائرة الفلسطينية، خلال الـ20 سنة الماضية إخفاقات متتالية، بعد أن كانت اللعبة الشعبية الأولى في فلسطين منذ منتصف التسعينيات وحتى الألفية الجديدة، التي شهدت تراجعاً ملحوظاً، فغابت شمس العديد من الفرق صاحبة الحضور والتاريخ، وتوارت أخرى من أبطالها المتوجين، بينما تراجع مستوى الفرق المتبقية، لينحصر التنافس على مدار أكثر من 15 عاماً بين القطبين (سنجل وجيوس)، مع ظهور خجول لبعض الفرق بين الفينة والأخرى.
  المُطّلع على بواطن الأمور، يجد أن لعبة الكرة الطائرة كانت تحظى باهتمام كبير لدى معظم الأندية والمراكز الشبابية منذ أوائل الثمانينيات، وتغيرت المعادلة باختفاء بعض الفرق بعد الانتفاضة الأولى العام 1987، فظهرت بعض الفرق صاحبة التاريخ والألقاب بمستوى متدنٍ، ارتفع مع مرور الوقت، إلى أن تربّعت الكرة الطائرة على عرش الألعاب الرياضية كافة منتصف التسعينيات، لكنها ما لبثت أن خفتت في الألفية الجديدة، وتحديداً بعد انتفاضة الأقصى، فتراجعت غالبية الفرق إلى مراكز لا ترتقي إلى الحد الأدنى من الطموح، لينحصر التنافس على الألقاب بين فريقين، وأصبح مستوى الفرق التي تقترب منهما، لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
  عربياً، حدّث ولا حرج، فعلى مدار أكثر من ربع قرن، كانت مشاركاتنا مثيرة للشفقة، إذ اقتصرت إنجازاتنا على شرف المشاركة والتواجد بين الأشقاء، ولم نشهد أي انجاز يُذكر، وانتظرنا حتى العام 2018، عندما حققت طائرتنا أول فوز لها على صعيد المنتخب الوطني، وجاء على حساب الأردن (3/1).
  وفيما كان الإخفاق سيّد الموقف في جميع المشاركات الخارجية، ضلّت طائرة فلسطين طريقها حتى في البطولات المحلية، بحيث أصبحنا نحدد هوية الفريق البطل حتى قبل أن تبدأ المنافسات!!.
ومع تقديرنا لكل الفرق، إلا أن غالبيتها كانت تظهر بدور "الكومبارس" وتكتفي بالتقاط الصور التذكارية مع أقطاب اللعبة، والجلوس فوق المدرجات لمتابعة بقاء المنافسة بين فريقين أو ثلاثة، تتقاسم البطولات والألقاب.
  ورغم الجهود التي بذلها اتحاد اللعبة من خلال الهيئات التي تعاقبت على مجلس إدارته، لدفع الأندية باتجاه الاهتمام باللعبة والدخول في دائرة المنافسة، إلا أن محاولاته كانت تبوء بالفشل، أمام ضعف الأندية، أكان بإمكانياتها المادية، أو مستوياتها الفنية، وربما يعود السبب في ذلك، لسوء اختيار الأجهزة الفنية والإدارية لبعض الفرق، وحتى لبعض الهيئات الإدارية للأندية.
  مردّ هذا المشهد، الذي تكرر لأكثر من 15 عاماً، يعود لفشل غالبية الأندية في الاهتمام بقاعدة الناشئين كمصدر أساسي لتزويد فرقها الأولى بالمواهب الواعدة، غير أن بعض الأندية تداركت الموقف، فلجأت إلى الاعتماد على تفريخ المواهب، وبالفعل فقد كان لفرق جينصافوط والنبي الياس، التي تعتمد على العناصر الناشئة، حضور لافت أمام فرق المقدمة.
  وجليّ أنه في السنوات الأربع الأخيرة، أخذت معادلة القطبين تتلاشى، فظهر فريق القوات كمنافس، بل إنه كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر باللقب في أكثر من مناسبة، بينما فرض جينصافوط نفسه كرقم صعب في معادلة اللعبة، وبدأ مارد جيوس يتململ، فعاد إلى أجواء المنافسة، وعانق لقب الكأس بعد طول غياب، أما عربياً فتوالت الانتصارات لمنتخبي الشباب والناشئين، بعد الفوز الأول لمنتخبنا الوطني، وأصبحت معادلة المركز الأخير شيئاً من الماضي.


خلاصة القول:

عندما يصبح اللاعب في مركزه عملة نادرة، وعندما نتخلص من المجاملات والترضيات للاعبين الطاعنين في السن، وتعتمد مجالس الأندية معادلة "الرجل المناسب في المكان المناسب".. عندها فقط، سيكون بمقدورنا الإقلاع من جديد بطائرتنا.. وللاعبين الذين مضى بهم قطار العمر.. نقول لهم شكراً لعطائكم، قدمتم ما عليكم، ومن حقكم علينا أن نهمس في آذانكم: افسحوا المجال لغيركم.. قبل أن تسمعوا هتافات جماهيركم: "قاعدين ليه.. ما تقوموا تروّحوا"!.

 

مواضيع قد تهمك