نجم الوسط" معن القطب لوحة معتقة من هلال القدس

بال سبورت : "الخليل- كتب فايز نصّار/ انقطعت الأضواء في رُبع ستاد أريحا ذات ليلة سنة 1998 ، ولمّا عجز الفنيون عن اصلاح الخلل ، قرر الحكم خليل برهم استئناف اللعب ، فرفض لاعبو شباب الخليل العودة للمباراة قبل عودة الضوء ، فأَسقط الحكم الكرة للاعب خضر عبيد ، الذي شقّ طريقه نحو المرمى ، وسجل هدفاً غريباً للهلال .
يومها ثُرت على الحكم ، لأنّ الأمر غير قانوني ، على اعتبار أنّ الاسقاط يقتضي وجود متنافسين ، وبالصدفة تلاسنت لفظياً مع هلالي ، عرفت لاحقاً أنّه معن القطب ، الذي جمعتني به بعد ذلك قصص وحكايات.
وبالطريقة نفسها كان التعارف بين القطب ، وفارس الرياضة الفلسطينية في النرويج فؤاد تمراز ، حيث تصادق الرجلان بعد اشتباك لفظي ، بما يؤكد قاعدة أنّ أفضل الصداقة قد تأتي بعد الخلاف ، ليساهم الرجلان بفعالية في مشاركات كثيرة لأطفال فلسطين في بطولة السلام بالنرويج .
ولم يلعب معن في حياته لغير الهلال ، وكان من طلائع نجوم الفريق منذ تأسيسه مطلع السبعينات ، ليترك في سجلات الزعيم العاصمي بصمات مؤثرة ، كلاعب ، ومدرب ، وإداري ساهم في جمع الهلال للمجد من مختلف جوانبه .
ومثل القطب الهلال في كثير من المؤسسات الرياضية ، وكان ضمن وفود الهلاليين في مشاركات الفريق الأزرق الخارجية في الأردن ، وسوريا ، والعراق ، والنرويج ، والولايات المتحدة ، وإسبانيا .. وغيرها من الدول .
واللافت أنّ نجمنا قضى معظم وقته متطوعاً في السرب الهلالي ، بما جعله ينسى نفسه في كثير من الأحايين .. ولمّا جاء الاحتراف واصل القطب إخلاصه للهلال ، وكان أحد أركان الانتصارات المشهودة في بطولة المحترفين ، ضارباً أفضل مثل التضحية بتخليه عن مستحقاته – وما أكثرها – عندما ضاقت سبل الدخل على الزعيم المقدسي .
كثيرة هي القصص المثيرة للجدل ، التي كان القطب أحد أبطالها في الملاعب ، واتركه يروي لكم بعضاً منها في هذا اللقاء .
- اسمي معن رشاد فؤاد القطب ، من مواليد القدس يوم 23/5/1957 . - بدأت لعب الكرة في حارة السعدية ، ثم في مركز عبدالله بن الحسين ، ومدرسة عبدالله بن الحسين ، بإشراف الأستاذ المرحوم نبيل العلمي ، والأستاذ القدير محمد المحضر ، وفي المرحلتين الاعدادية ، والثانوية حصلنا على العديد من البطولات ، وحصلت على درع التفوق الرياضي ، وعلى لقب أحسن لاعب في المدرسة الثانوية ، وأذكر أنّني في احتفال عيد العمال يوم 1/5/1978 تقمصت دور مدير للمدرسة ، وتقمص الطلاب دور الأساتذة ، فكان يوماً مميزاً بإشراف الأستاذ المرحوم صالح صبحي "ابو زيدان" . - ، وقد تشرفت بالتدريب مع الأخوة مهدي حجازي ، والمرحوم ماجد ابو خالد ، ولكن لا بدّ هنا من التذكير بدور المدرب الكبير ، الأستاذ عبدالله الخطيب ، الذي كان له أكبر الفضل في بروزي كلاعب ، حيث شاركت في كلّ المراكز ، حتى أستقر بيّ الوضع في خط الوسط . - أفتخر بكوني لم ألعب في حياتي إلا لنادي هلال القدس ، الذي أعتبره بيتي الكبير ، وفي جنباته لعبت الكرة ، وشاركت في عدة مهام قيادية ، أبرزها كإداري متطوع . - وقد لعبت للهلال حتى سنة 1980 ، حيث غادرت إلى امريكا من أجل لقمة العيش ، ولمّاعدت من امريكا سنة 1981 عملت في كثير من الأنشطة في النادي ، منها إقامة أسبوع الهلال الثقافي ، وإعداد برنامج المجلة المسموعة شهريا ، وبعد 1990 كنت أقوم بمهمة مدرب الهلال عندما لا يوجد مدرب ، وذلك بحكم علاقتي الجيدة مع كافة اللاعبين . - وفي تلك الفترة تم تشكيل فريق لتنس الطاولة ، الذي تكون من اللاعبين فؤاد ، وجمال ، ونعيم المغربي ، وعادل الدويك ، وماهر الخرس ، وجواد أبو زينة ، ومعروف روبين ،وكنت أشرف على هذا الفريق ، الذي حاز على العديد من البطولات ، وتمّ وقتها تنظيم أول دوري زوجي على مستوى الضفة الغربية نظم في النادي . - وسنة 1985 غادرت مرة اخرى إلى امريكا ، وعدت سنة 1986 ، حيث وجدت الكثير من المشاكل بين اللاعبين والإدارة ، وبحمد لله حلّت تلك المشاكل ، وعاد الفريق لممارسة النشاط ، وبعد طلب من الأصدقاء دخلت إدارة النادي ، حتى اندلعت الانتفاضة الأولى ، حيثأصبحنا نعمل في المجال الاجتماعي ، وتوزيع المواد التموينية الى المحتاجين ، وأقمنا سوقاً استهلاكياً . - وفي تلك الفترة جرت لقاءات مع السيدة ماريا دوساتي ، من الفيدرالية الايطالية ، وتمت دعوة النادي لإنجاز توأمه مع نادي سان ليوناردو ، وفعلا تم ذلك ، ولكن لم يكتب النجاح لتوأمه ، ليتم بعدها المشاركة في استقبال قدامى فرنسا بقيادة ميشيل بلاتيني ، ولاعب التنس الأرضي يونيك نو ، وعدد من قدامى المنتخب الفرنسي . - وأذكر أنّه تم في تلك الفترة إحياء النشاط الرياضي ، بتنظيم دورة للأحياء الشعبية على ملعب المطران ، ثم دورة سداسية بمشاركة أندية هلال القدس ، وسلوان ، والبيرة ، والعربي ، واسلامي بيت لحم ، والقدس الرياضي ، وتم تكريم الفرق من سكرتير الرابطة ، المرحوم الأستاذ ماجد اسعد ، وأعضاء الرابطة. - وخلال مسيرتي الرياضية عملت عضوا في اللجنة اللوائية لمنطقة القدس ، حيث اجتهدنا في المحافظة على أرض برج اللقلق ، وتمّ تنظيم دوري كرة يد على أرض البرج ، بمشاركة العديد من الأندية ، وبإشراف الرابطة ، ليتمّ بعدها ترتيب أوضاع الفرق الرياضية في النادي. - وتشرفت خلال مسيرتي بالسفر مع الهلال إلى الأردن ، وسوريا ، حيث كنت أحد افراد الجهاز الفني ، مع الاخوة المرحوم ماجد أبو خالد ، وإبراهيم نجم ، وكنت حاضراً في رحلة الفريق إلى بغداد ، بدعوة من نادي حيفا الفلسطيني هناك ، حيث تعرفنا على الاخوة قصي ومحمود الماضي ، وأحمد الحسن ، وسعد توفيق . - وبعدها بسنة استضيف فريق الناشئين هناك ، حتى استلم المهمة مدرب الفئات العمرية مروان العطاري ، وكان لدينا أفضل الفرق على مستوى الضفة الغربية ، ولم يتقاضى أي مبلغ مقابل التدريب ، وحصل على معظم بطولات القدس في ذلك الوقت ، وعلى بطولة المحافظات ، وبفضل الله شارك عدد من اللاعبين من هذه الفئات مع الفريق الأول ، وكانوا نجوماً ، ومن أبرزهم وسيم الرشق ، ووسيم أبو صبيح ، ومحمود ومراد صلاح ، وصلاح وكايد ومحمد زبيدة ، ومحمد أبو ذياب ، وخليل جرادات ، ونعيم مفارجة ، ولؤي كمال ، وقد شارك عدد منهم في بطولة الوحدات ، التي نظمها نادي الوحدات في الأردن . - بلا شك فإنّ أفضل من شكل معي ثنائياً النجم الكبير عايش الكركي ، حيث بدا التفاهم بيننا كثنائي ، في الفترة من 1975 ، إلى 1978 ، ولا أنسى هنا كلّ من كان معنا في تلك الفترة ، وخاصة خضر المصري، وموسى الدباغ ، ويوسف صلاح ، وعمر حمد ، وفتحي حجازي ، وبسام حجازي ، وجمال الخلقاوي ، والشيخ يوسف ابو سنينة. - مثلي الأعلى في الملاعب النجم كاظم اللداوية ، والهداف موسى الطوباسي ، فيما مثلي الأعلى خارج الملاعب الاخ والصديق عزام اسماعيل ، الذي أعمل معه منذ ثلاثين عاما ، والأخ الحبيب فؤاد تمراز ، له مني كل الشكر والعرفان ، لأنّه رسم البسمة على شفاه أطفال فلسطين مدة 20 عاماً. - أعتقد انّ قائمة أفضل النجوم في تاريخ الكرة الفلسطينية تضم الحارس مصطفى العلمي ، ويوسف بجالي ، واسماعيل المصري ، وموسى الطوباسي ، وعرفات حميد ، وعارف عوفي ، وناجي عجور ، وعمر موسى ، ومحمد الصباح ، ومحمد الترياقي . - ومن وجهة نظري فإنّ أفضل تشكيلة لتفاهم أندية القدس تضم عماد عكة ، ومحمد صندوقة ، ودرويش الوعري ، وأحمد ابو دلو ، وأمجد حامد ، وجودي مسودي ، وأحمد صيام ، وعرفات حميد ، وخضر المصري ، وموسى الطوباسي ، وابراهيم الاطرش ، ومحمد الترياقي ، وناصر البرق ، وشهاب القواسمي ، وسامر بركات ، واسحق النمري. - ولا بدّ هنا من كلمة شكر لجميع اللاعبين ، ممن لعبوا الكرة في ظروف اقتصادية صعبة ، وملاعب ذات أرضية صخرية ، فكلهم في نظري نجوم ، لأنّهم كانوا يحضرون من العمل إلى الملعب ، ويقومون بتغيير ملابسهم في محيط الملعب ، هؤلاء يستحقون كلّ الشكر والتقدير ، مع أطيب تحياتي الى كافة نجوم فلسطين هنا في الشتات. - أعتقد أنّ ديربي الهلال والجمعية كان مباراة عادية ، لا يشوبها أيّ شد عصبي ، وكانت المباراة تمر مثل باقي المباريات ، أما ديربي هلال وسلوان فكان مباراة تنافسية ، وجماهيرية من الطراز الرفيع . - وخلال مسيرتي كانت لي محطات تدريبية ، فدربت فريق أشبال النادي من خلال المدرسة ، حين كنت طالبا في المرحلة الثانوية ، ويومها كنت أنظم في المدرسة نشاطاً صباحياً على الملعب الخماسي ، وكان جميع الطلاب يعرفوني جيداً من خلال هذه الانشطة ، بما ساهم في ضم لاعبين لفرق النادي ، منهم محمد الترياقي ، وعبدالحكيم العكاوي ، وناصر التوتنجي ، وناصر ملحس ، وعادل الدويك ، وعماد ابو ذياب ، واياد حمد ، والمرحوم اسحق ابو صبيح ، وجميع هؤلاء شاركوا في الفريق المصنف للنادي. - ومن ذكرياتي مع الهلال يوم انضم للنادي عدد من النجوم من سلوان والجمعية ، وأبرز هؤلاء موسى الطوباسي ، وابراهيم نجم ، وكاظم اللداوية ، ودرويش الوعري ، ومروان مسودي ، وناجي احمد ، ومحمود تقي الدين ، ومحمد طالب ، وكان المدرب يومها الأستاذ عبدالله الخطيب. - أعتز بمشاركاتي الكثيرة في بطولة النرويج ، حيث عملت من سنة 2001 ، حتى سنة 2016 مع فؤاد تمراز ، الذي لا يعرف المستحيل ، ويصل الليل بالنهار ، والطريف أنني تعرفت على أبي ياسر بالصدفة ، وبعد مشادة كلامية بيننا ، ولكن بعد بدء العمل أصبحنا أكثر من أخوة . - ومنذ سنة 2002 بدأنا نعمل من أجل راحة الأطفال في بلادنا ، وكانت هناك صعوبات بسبب الاغلاقات ، وكنت لا أعرف اللاعبين إلا وقت السفر .. ومنذ سنة 2005 تم الاتفاق على أن تذهب إلى النرويج كل سنة محافظة من الوطن ..وكانت فرق غزة تجد صعوبة ، حيث كان الأطفال ينتظرون على المعبر ساعات طويلة ، مما أدى في بعض الأحيان إلى تقسم الفريق الى ثلاث مجموعات . - والحق يقال هنا : إنّ الممثلية النرويجية كانت تتعاون معنا على أكمل وجه ، وكان أبو ياسر يفرح عند وصول الأطفال ، ليرى الوطن فيهم ، وعند الوداع يصبح حزيناً حتى يتأكد أنّ الجميع وصلوا بخير، وكان الرجل عصبياً ، ويحرص على ان نستفيد من التجربة النرويجية ، وكان شديد الفرح يوم فاز فريق محافظة رام الله والبيرة ببطولة كأس النرويج ، بعد تعذر وصول فريق من لبنان وغزة ، بسبب حرب على لبنان عام 2006 . - بعد ذلك شارك فريق بنات من قبل الاتحاد ، برئاسة الأخت رقية التكروري ، التي عملت معهم حتى عام 2016 ، وكانت الأمور بخير ، وكانت آخر زيارة لي مع فريق براعم هلال القدس عام 2018 ، بمشاركة فريق صبرا وشاتيلا من لبنان ، وكانت الأخت عبير حسن ، والاخوة مرعي وحسن من أفضل ما يكون ، مع التحية للأخوات ختام حماد ، ورماح محمود على عملهم مع الأطفال . - وبعد تعرف ابن الخال ناصر الدقاق على الأخ فؤاد تمراز في القدس ، ظل يسال كيف يتم سفر الأطفال الى النرويج ، فوقف على كثير من القصص ، فاستمتع ناصر بالتجربة هو وزوجته ، فأخذ قراراّ بأن يوجه الدعوة لفريق من فلسطين للعب في الكويت ، فتم التواصل مع مدير اكاديمية ايفرتون الأخ بكر الناظر حول استضافة فريق مقدسي الى الكويت ، فغادرت من الكويت وأنا أردد في نفسي : ابن خالي يحلم .. وبعد شهر اتصل معي وقال : أريد تحضير فريق من القدس لزيارة الكويت ، وبسرعة تواصلت مع المدربين مروان العطاري ، وأمجد طه ، ، ليصبح هلال القدس اول فريق فلسطيني يدخل الى الكويت بعيدا عن السياسة ، وتمت الزيارة ، بفريق ظهر منه لاحقاً موسى فيرادي ، وهاني عبدالله ، واحمد كاشور ، وعدي الدباغ ، ومحمد عبيد. - وكبر الحلم مع الأخ ناصر ، الذي رتب لنا زيارة أخرى مع ديزني كب ، فسافرنا إلى أمريكا رفقة رئيس النادي د. باسم أبو عصب ، وتامر عبيدات ، وبكر الناظر ، ومعن القطب ، ومدرب الفريق أمجد طه ، ويومها صرخ أحد الفلسطينيين باكياً : يا الله ..العلم الفلسطيني يرفرف في سماء أمريكا ، وبعد أمريكا ذهبنا إلى اسبانيا ، حيث شارك الفريق في بطولة هناك ، وكان معنا الاخوة اياد ، ود. عصام الصوص ، وناصر الدقاق ، وامجد طه ، ومعن القطب - وأشير هنا إلى أنّ إدارة الدكتور باسم أبو عصب أقدمت على تكريم 90 من رؤساء سابقين ، واداريين ، ولاعبين خدموا النادي من 1972 حتى 1986 ، وهذا لم يحصل ولا في أي مؤسسة. - لاعبي المفضل محليا: موسى الطوباسي ، وعربيا جاسم يعقوب ، وعالمياً فرانس بكنباور ، واللاعب الذي أتوقع له التألق سامر الجندي ، وموسى فيرداي ، وهاني عبدالله. - أرى أنّ تطوير دوري المحترفين يأتي من خلال إيجاد راحة تامة لكافة اللاعبين ، وخلق الجو المناسب للمباريات ، وبالحضور الجماهيري ، مع تنظيم توقيت المباريات ، وتأهيل إدارات الأندية للتعامل بشكل جيد مع الاحتراف ، وإيجاد راعي للدوري ، لان معظم الناس الآن تهرب من الأندية ، بسبب عدم وجود دخل ثابت لها. - أعتقد انّ الإعلام هو منارة الشعوب ، ويجب على الإعلامي أن يلتزم الحياد ، وينقل الحقيقة الى الجمهور بطريقة سليمة ، بعيدة عن العاطفة والانتماء النادوي . - النجم الواعد عدي الدباغ حبيبي ، ولكن لم يكن اختياره صائبا بالاحتراف في دولة الكويت ، وكان عليه اطلاع إدارة النادي على تفاصيل العقد ، لأن ناديه لم يقصر معه في أي شيء ، رغم كلّ الظروف ، آملاً من الله أن يوفقه في كافة المجالات . - أرى أنّ د. باسم أبو عصب خير من خدم الهلال ، وقد قدم استقالته بسبب الظروف المحيطة بالنادي ، وما يتصل بالقضايا المختلفة ، والمحاكم ، وغيرها من الأمور التي لم يعلم عنها من قبل ، رغم أنّه أقدم على عهده تسديد ديون كثيرة على النادي في عهده ، وأفهم أنّه من المستحيل أن يتحمل أي انسان هذه الضغوط المفروضة عليك ، فشكراً لك لأنّ من لا يشكر الناس ، لا يشكر الله ، لك مني التحية على الجهود التي قدمتها ، فحققت أفضل إنجاز في تاريخ الكرة الفلسطينية والآسيوية . أخيرا لا بدّ من كلمة شكر لجميع الإداريين ، الذين عملت معهم في الهلال ، وأخص بالذكر د.باسم أبو عصب ، والاخوة نبيل أبو عمر ،ومفيد جبر ، لهم مني كل الشكر والتقدير ، ولك أيضاً أخ فايز كلّ المحبة والاحترام ، على هذا العمل الكبير .. شكرأً لك على هذا الجهد الرائع ، والمثابرة رغم وباء الكورونا.
- اسمي معن رشاد فؤاد القطب ، من مواليد القدس يوم 23/5/1957 . - بدأت لعب الكرة في حارة السعدية ، ثم في مركز عبدالله بن الحسين ، ومدرسة عبدالله بن الحسين ، بإشراف الأستاذ المرحوم نبيل العلمي ، والأستاذ القدير محمد المحضر ، وفي المرحلتين الاعدادية ، والثانوية حصلنا على العديد من البطولات ، وحصلت على درع التفوق الرياضي ، وعلى لقب أحسن لاعب في المدرسة الثانوية ، وأذكر أنّني في احتفال عيد العمال يوم 1/5/1978 تقمصت دور مدير للمدرسة ، وتقمص الطلاب دور الأساتذة ، فكان يوماً مميزاً بإشراف الأستاذ المرحوم صالح صبحي "ابو زيدان" . - ، وقد تشرفت بالتدريب مع الأخوة مهدي حجازي ، والمرحوم ماجد ابو خالد ، ولكن لا بدّ هنا من التذكير بدور المدرب الكبير ، الأستاذ عبدالله الخطيب ، الذي كان له أكبر الفضل في بروزي كلاعب ، حيث شاركت في كلّ المراكز ، حتى أستقر بيّ الوضع في خط الوسط . - أفتخر بكوني لم ألعب في حياتي إلا لنادي هلال القدس ، الذي أعتبره بيتي الكبير ، وفي جنباته لعبت الكرة ، وشاركت في عدة مهام قيادية ، أبرزها كإداري متطوع . - وقد لعبت للهلال حتى سنة 1980 ، حيث غادرت إلى امريكا من أجل لقمة العيش ، ولمّاعدت من امريكا سنة 1981 عملت في كثير من الأنشطة في النادي ، منها إقامة أسبوع الهلال الثقافي ، وإعداد برنامج المجلة المسموعة شهريا ، وبعد 1990 كنت أقوم بمهمة مدرب الهلال عندما لا يوجد مدرب ، وذلك بحكم علاقتي الجيدة مع كافة اللاعبين . - وفي تلك الفترة تم تشكيل فريق لتنس الطاولة ، الذي تكون من اللاعبين فؤاد ، وجمال ، ونعيم المغربي ، وعادل الدويك ، وماهر الخرس ، وجواد أبو زينة ، ومعروف روبين ،وكنت أشرف على هذا الفريق ، الذي حاز على العديد من البطولات ، وتمّ وقتها تنظيم أول دوري زوجي على مستوى الضفة الغربية نظم في النادي . - وسنة 1985 غادرت مرة اخرى إلى امريكا ، وعدت سنة 1986 ، حيث وجدت الكثير من المشاكل بين اللاعبين والإدارة ، وبحمد لله حلّت تلك المشاكل ، وعاد الفريق لممارسة النشاط ، وبعد طلب من الأصدقاء دخلت إدارة النادي ، حتى اندلعت الانتفاضة الأولى ، حيثأصبحنا نعمل في المجال الاجتماعي ، وتوزيع المواد التموينية الى المحتاجين ، وأقمنا سوقاً استهلاكياً . - وفي تلك الفترة جرت لقاءات مع السيدة ماريا دوساتي ، من الفيدرالية الايطالية ، وتمت دعوة النادي لإنجاز توأمه مع نادي سان ليوناردو ، وفعلا تم ذلك ، ولكن لم يكتب النجاح لتوأمه ، ليتم بعدها المشاركة في استقبال قدامى فرنسا بقيادة ميشيل بلاتيني ، ولاعب التنس الأرضي يونيك نو ، وعدد من قدامى المنتخب الفرنسي . - وأذكر أنّه تم في تلك الفترة إحياء النشاط الرياضي ، بتنظيم دورة للأحياء الشعبية على ملعب المطران ، ثم دورة سداسية بمشاركة أندية هلال القدس ، وسلوان ، والبيرة ، والعربي ، واسلامي بيت لحم ، والقدس الرياضي ، وتم تكريم الفرق من سكرتير الرابطة ، المرحوم الأستاذ ماجد اسعد ، وأعضاء الرابطة. - وخلال مسيرتي الرياضية عملت عضوا في اللجنة اللوائية لمنطقة القدس ، حيث اجتهدنا في المحافظة على أرض برج اللقلق ، وتمّ تنظيم دوري كرة يد على أرض البرج ، بمشاركة العديد من الأندية ، وبإشراف الرابطة ، ليتمّ بعدها ترتيب أوضاع الفرق الرياضية في النادي. - وتشرفت خلال مسيرتي بالسفر مع الهلال إلى الأردن ، وسوريا ، حيث كنت أحد افراد الجهاز الفني ، مع الاخوة المرحوم ماجد أبو خالد ، وإبراهيم نجم ، وكنت حاضراً في رحلة الفريق إلى بغداد ، بدعوة من نادي حيفا الفلسطيني هناك ، حيث تعرفنا على الاخوة قصي ومحمود الماضي ، وأحمد الحسن ، وسعد توفيق . - وبعدها بسنة استضيف فريق الناشئين هناك ، حتى استلم المهمة مدرب الفئات العمرية مروان العطاري ، وكان لدينا أفضل الفرق على مستوى الضفة الغربية ، ولم يتقاضى أي مبلغ مقابل التدريب ، وحصل على معظم بطولات القدس في ذلك الوقت ، وعلى بطولة المحافظات ، وبفضل الله شارك عدد من اللاعبين من هذه الفئات مع الفريق الأول ، وكانوا نجوماً ، ومن أبرزهم وسيم الرشق ، ووسيم أبو صبيح ، ومحمود ومراد صلاح ، وصلاح وكايد ومحمد زبيدة ، ومحمد أبو ذياب ، وخليل جرادات ، ونعيم مفارجة ، ولؤي كمال ، وقد شارك عدد منهم في بطولة الوحدات ، التي نظمها نادي الوحدات في الأردن . - بلا شك فإنّ أفضل من شكل معي ثنائياً النجم الكبير عايش الكركي ، حيث بدا التفاهم بيننا كثنائي ، في الفترة من 1975 ، إلى 1978 ، ولا أنسى هنا كلّ من كان معنا في تلك الفترة ، وخاصة خضر المصري، وموسى الدباغ ، ويوسف صلاح ، وعمر حمد ، وفتحي حجازي ، وبسام حجازي ، وجمال الخلقاوي ، والشيخ يوسف ابو سنينة. - مثلي الأعلى في الملاعب النجم كاظم اللداوية ، والهداف موسى الطوباسي ، فيما مثلي الأعلى خارج الملاعب الاخ والصديق عزام اسماعيل ، الذي أعمل معه منذ ثلاثين عاما ، والأخ الحبيب فؤاد تمراز ، له مني كل الشكر والعرفان ، لأنّه رسم البسمة على شفاه أطفال فلسطين مدة 20 عاماً. - أعتقد انّ قائمة أفضل النجوم في تاريخ الكرة الفلسطينية تضم الحارس مصطفى العلمي ، ويوسف بجالي ، واسماعيل المصري ، وموسى الطوباسي ، وعرفات حميد ، وعارف عوفي ، وناجي عجور ، وعمر موسى ، ومحمد الصباح ، ومحمد الترياقي . - ومن وجهة نظري فإنّ أفضل تشكيلة لتفاهم أندية القدس تضم عماد عكة ، ومحمد صندوقة ، ودرويش الوعري ، وأحمد ابو دلو ، وأمجد حامد ، وجودي مسودي ، وأحمد صيام ، وعرفات حميد ، وخضر المصري ، وموسى الطوباسي ، وابراهيم الاطرش ، ومحمد الترياقي ، وناصر البرق ، وشهاب القواسمي ، وسامر بركات ، واسحق النمري. - ولا بدّ هنا من كلمة شكر لجميع اللاعبين ، ممن لعبوا الكرة في ظروف اقتصادية صعبة ، وملاعب ذات أرضية صخرية ، فكلهم في نظري نجوم ، لأنّهم كانوا يحضرون من العمل إلى الملعب ، ويقومون بتغيير ملابسهم في محيط الملعب ، هؤلاء يستحقون كلّ الشكر والتقدير ، مع أطيب تحياتي الى كافة نجوم فلسطين هنا في الشتات. - أعتقد أنّ ديربي الهلال والجمعية كان مباراة عادية ، لا يشوبها أيّ شد عصبي ، وكانت المباراة تمر مثل باقي المباريات ، أما ديربي هلال وسلوان فكان مباراة تنافسية ، وجماهيرية من الطراز الرفيع . - وخلال مسيرتي كانت لي محطات تدريبية ، فدربت فريق أشبال النادي من خلال المدرسة ، حين كنت طالبا في المرحلة الثانوية ، ويومها كنت أنظم في المدرسة نشاطاً صباحياً على الملعب الخماسي ، وكان جميع الطلاب يعرفوني جيداً من خلال هذه الانشطة ، بما ساهم في ضم لاعبين لفرق النادي ، منهم محمد الترياقي ، وعبدالحكيم العكاوي ، وناصر التوتنجي ، وناصر ملحس ، وعادل الدويك ، وعماد ابو ذياب ، واياد حمد ، والمرحوم اسحق ابو صبيح ، وجميع هؤلاء شاركوا في الفريق المصنف للنادي. - ومن ذكرياتي مع الهلال يوم انضم للنادي عدد من النجوم من سلوان والجمعية ، وأبرز هؤلاء موسى الطوباسي ، وابراهيم نجم ، وكاظم اللداوية ، ودرويش الوعري ، ومروان مسودي ، وناجي احمد ، ومحمود تقي الدين ، ومحمد طالب ، وكان المدرب يومها الأستاذ عبدالله الخطيب. - أعتز بمشاركاتي الكثيرة في بطولة النرويج ، حيث عملت من سنة 2001 ، حتى سنة 2016 مع فؤاد تمراز ، الذي لا يعرف المستحيل ، ويصل الليل بالنهار ، والطريف أنني تعرفت على أبي ياسر بالصدفة ، وبعد مشادة كلامية بيننا ، ولكن بعد بدء العمل أصبحنا أكثر من أخوة . - ومنذ سنة 2002 بدأنا نعمل من أجل راحة الأطفال في بلادنا ، وكانت هناك صعوبات بسبب الاغلاقات ، وكنت لا أعرف اللاعبين إلا وقت السفر .. ومنذ سنة 2005 تم الاتفاق على أن تذهب إلى النرويج كل سنة محافظة من الوطن ..وكانت فرق غزة تجد صعوبة ، حيث كان الأطفال ينتظرون على المعبر ساعات طويلة ، مما أدى في بعض الأحيان إلى تقسم الفريق الى ثلاث مجموعات . - والحق يقال هنا : إنّ الممثلية النرويجية كانت تتعاون معنا على أكمل وجه ، وكان أبو ياسر يفرح عند وصول الأطفال ، ليرى الوطن فيهم ، وعند الوداع يصبح حزيناً حتى يتأكد أنّ الجميع وصلوا بخير، وكان الرجل عصبياً ، ويحرص على ان نستفيد من التجربة النرويجية ، وكان شديد الفرح يوم فاز فريق محافظة رام الله والبيرة ببطولة كأس النرويج ، بعد تعذر وصول فريق من لبنان وغزة ، بسبب حرب على لبنان عام 2006 . - بعد ذلك شارك فريق بنات من قبل الاتحاد ، برئاسة الأخت رقية التكروري ، التي عملت معهم حتى عام 2016 ، وكانت الأمور بخير ، وكانت آخر زيارة لي مع فريق براعم هلال القدس عام 2018 ، بمشاركة فريق صبرا وشاتيلا من لبنان ، وكانت الأخت عبير حسن ، والاخوة مرعي وحسن من أفضل ما يكون ، مع التحية للأخوات ختام حماد ، ورماح محمود على عملهم مع الأطفال . - وبعد تعرف ابن الخال ناصر الدقاق على الأخ فؤاد تمراز في القدس ، ظل يسال كيف يتم سفر الأطفال الى النرويج ، فوقف على كثير من القصص ، فاستمتع ناصر بالتجربة هو وزوجته ، فأخذ قراراّ بأن يوجه الدعوة لفريق من فلسطين للعب في الكويت ، فتم التواصل مع مدير اكاديمية ايفرتون الأخ بكر الناظر حول استضافة فريق مقدسي الى الكويت ، فغادرت من الكويت وأنا أردد في نفسي : ابن خالي يحلم .. وبعد شهر اتصل معي وقال : أريد تحضير فريق من القدس لزيارة الكويت ، وبسرعة تواصلت مع المدربين مروان العطاري ، وأمجد طه ، ، ليصبح هلال القدس اول فريق فلسطيني يدخل الى الكويت بعيدا عن السياسة ، وتمت الزيارة ، بفريق ظهر منه لاحقاً موسى فيرادي ، وهاني عبدالله ، واحمد كاشور ، وعدي الدباغ ، ومحمد عبيد. - وكبر الحلم مع الأخ ناصر ، الذي رتب لنا زيارة أخرى مع ديزني كب ، فسافرنا إلى أمريكا رفقة رئيس النادي د. باسم أبو عصب ، وتامر عبيدات ، وبكر الناظر ، ومعن القطب ، ومدرب الفريق أمجد طه ، ويومها صرخ أحد الفلسطينيين باكياً : يا الله ..العلم الفلسطيني يرفرف في سماء أمريكا ، وبعد أمريكا ذهبنا إلى اسبانيا ، حيث شارك الفريق في بطولة هناك ، وكان معنا الاخوة اياد ، ود. عصام الصوص ، وناصر الدقاق ، وامجد طه ، ومعن القطب - وأشير هنا إلى أنّ إدارة الدكتور باسم أبو عصب أقدمت على تكريم 90 من رؤساء سابقين ، واداريين ، ولاعبين خدموا النادي من 1972 حتى 1986 ، وهذا لم يحصل ولا في أي مؤسسة. - لاعبي المفضل محليا: موسى الطوباسي ، وعربيا جاسم يعقوب ، وعالمياً فرانس بكنباور ، واللاعب الذي أتوقع له التألق سامر الجندي ، وموسى فيرداي ، وهاني عبدالله. - أرى أنّ تطوير دوري المحترفين يأتي من خلال إيجاد راحة تامة لكافة اللاعبين ، وخلق الجو المناسب للمباريات ، وبالحضور الجماهيري ، مع تنظيم توقيت المباريات ، وتأهيل إدارات الأندية للتعامل بشكل جيد مع الاحتراف ، وإيجاد راعي للدوري ، لان معظم الناس الآن تهرب من الأندية ، بسبب عدم وجود دخل ثابت لها. - أعتقد انّ الإعلام هو منارة الشعوب ، ويجب على الإعلامي أن يلتزم الحياد ، وينقل الحقيقة الى الجمهور بطريقة سليمة ، بعيدة عن العاطفة والانتماء النادوي . - النجم الواعد عدي الدباغ حبيبي ، ولكن لم يكن اختياره صائبا بالاحتراف في دولة الكويت ، وكان عليه اطلاع إدارة النادي على تفاصيل العقد ، لأن ناديه لم يقصر معه في أي شيء ، رغم كلّ الظروف ، آملاً من الله أن يوفقه في كافة المجالات . - أرى أنّ د. باسم أبو عصب خير من خدم الهلال ، وقد قدم استقالته بسبب الظروف المحيطة بالنادي ، وما يتصل بالقضايا المختلفة ، والمحاكم ، وغيرها من الأمور التي لم يعلم عنها من قبل ، رغم أنّه أقدم على عهده تسديد ديون كثيرة على النادي في عهده ، وأفهم أنّه من المستحيل أن يتحمل أي انسان هذه الضغوط المفروضة عليك ، فشكراً لك لأنّ من لا يشكر الناس ، لا يشكر الله ، لك مني التحية على الجهود التي قدمتها ، فحققت أفضل إنجاز في تاريخ الكرة الفلسطينية والآسيوية . أخيرا لا بدّ من كلمة شكر لجميع الإداريين ، الذين عملت معهم في الهلال ، وأخص بالذكر د.باسم أبو عصب ، والاخوة نبيل أبو عمر ،ومفيد جبر ، لهم مني كل الشكر والتقدير ، ولك أيضاً أخ فايز كلّ المحبة والاحترام ، على هذا العمل الكبير .. شكرأً لك على هذا الجهد الرائع ، والمثابرة رغم وباء الكورونا.