"المتواضع" جورج غطاس حكيم الكرة الفلسطينية

بال سبورت :
الخليل- كتب فايز نصّار/ من أطرف ما سمعت أن رئيس وزراء دولة اشتكى لرئيسه عدم تعاون رئيس البرلمان معه ، فقال له الرئيس : أنت على حقّ ، وبعد قليل جاء رئيس البرلمان ، واشتكي للرئيس تجاوز رئيس الوزراء للقوانين ، فقال له الرئيس : أنت على حقّ ... هنا سأل مساعد الرئيس : كيف يكون الاثنان على حقّ يا فخامة الرئيس ؟ فردّ عليه : أنت أيضاً على حقّ في هذا السؤال ! إنه درس في العلاقات ، يحسبه البعض على الفطنة والدبلوماسية ، فيما يذهب آخرون إلى أنّه سلبية تضرب الشفافية في مقتل ، ويبدو أنّ الأمر يقتضي شيئاً من هذه المرونة ، التي ترضي الجميع ، ولا تغضب القانون ، والتي أسماها الملهم أبو عمار يوما بسياسة الأكورديون ! بمثل هذه السياسة نجح المتواضع جورج غطاس في الحفاظ على حبل الوصال مع الجميع ، فأدى رسالته الرياضية الطوعية ، دون أن يغضب زيداً ، ولا عبيداً ، ودون أن يأخذ سعداً ، بجريرة سعيد ! وكان أبو أسامة بدأ حياته الرياضية بعيداً عن متاعب كرة القدم ، وظهر كنجم في التنس ، على طاولات الجامعة اللبنانية ، ليكون له الدور الكبير في النهوض الرياضي في بيت ساحور ، وفي محافظة المهد بأسرها ، من بوابة الثقافي العريق ، الذي اندمج لاحقاً ضمن النادي الساحوري الموحد . وأجمعت محافظة بيت لحم على تزكية الحكيم في مختلف المواقع ، وكان الرجل عند حسن ظن محافظته به ، فأحسن تمثيلها في رابطة الأندية ، وفي اتحاد الكرة ، الذي تولى نيابة رئاسته في فترة صعبة . ويحسب لأبي أسامة توازن علاقاته مع الجميع ، ونشاطه الدؤوب في سبيل مبادئه الرياضية ، بما جعله واحداً من أهم الشخصيات الرياضية ، التي تركت بصماتها المؤثرة في تاريخنا الرياضي ، كما ستلاحظون من هذا اللقاء .
-اسمي جورج غطاس الياس البد " أبو اسامة " من مواليد بيت ساحور يوم 11/04/1941 حاصل على بكالوريوس في الصحة العامة ، من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية . - منذ طفولتي أحببت كرة القدم ، ومارستها في المدرسة فقط ، وذلك لعدم وجود أندية رياضيه في ذلك الوقت ، وبعد انتهاء دراستي الثانوية غادرت الوطن إلى لبنان ، في بعثة دراسية في الجامعة الأمريكية ببيروت ، وهناك مارست لعبة كرة الطاولة التي كنت أعشقها ، وفزت سنة 1961ببطولة الجامعة . - وبعد عودتي إلى ربوع الوطن ، ساهمت مع عدد من الرياضيين في بيت ساحور نادي الشباب الثقافي ، الذي أصبح لاحقاً عضواً في الاتحاد الأردني لكرة القدم ، ضمن أندية الدرجة الثانية ، وشارك في الدوري ، وكانت مباراة الافتتاح مع نادي شباب الخليل ، على ملعب الحسين بالخليل سنة 1966. - وتشرفت برئاسة نادي الشباب الثقافي عدة دورات ، ثم أصبحت مشرفاً رياضياً لاتحاد بيت ساحور ، الذي ضم أندي أرثوذكسي بيت ساحور, والجمعية الإسلامية ، والشباب الثقافي. - ومن بوابة النادي الثقافي دخلت عالم الرياضة ، وخاصة بعد حرب عام 1967 ، وساهمت في محاولة إعادة النشاط الرياضي منذ عام 1976 ، حين تم تشكيل لجنة تنسيق في جنوب الضفة ، والتي كنت عضواً فيها ، تزامناً مع تشكيل لجنة تنسيق شمالي الضفة ، لتكون انطلاقتي الحقيقية في مجال الرياضة بعد تأسيس رابطة الأندية الرياضية في الضفة الغربية عام 1980 ، حيث أفتخر بكوني أحد مؤسسي هذه الرابطة ، التي كنت عضواً فيها ، وناطقاً إعلامياً باسمها ، حتى قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 1994 ، ليتم تعييني بعد ذلك ناطقاً إعلامياً للجنه التحضيرية لاتحاد كرة القدم ، من قبل وزارة الشباب والرياضة . - وبدعم من الأسرة الرياضية نجحت في أول انتخابات لاتحاد كرة القدم الفلسطيني سنة 1996 ، وشغلت منصب نائب رئيس الاتحاد لعدة دورات حتى العام 2008. - وأعتز كثيراً بمساهمتي سنة 1961 في تأسيس نادي الشباب الثقافي بيت ساحور ، الذي كنت رئيسا له عدة دورات ، وبمساهمتي في تشكيل لجنة التنسيق بين الأندية في الضفة الغربية سنة 1975 ، كخطوة لإعادة النشاط الرياضي بعد عدون سنة 1967 ، ثم مساهمتي بفعالية في تشكيل رابطة الأندية الرياضية في الضفة الغربية ، والتي أخذت على عاتقها الاشراف على جميع الألعاب الرياضية ، حيث كانت بمثابة وزارة الشباب والرياضية . - وكانت سنة 1996 محطتي الأهم ، فخضت انتخابات اتحاد كرة القدم الفلسطيني ، التي جرت لأول مره في تاريخ فلسطين ، وكلفت بمهمة نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، وبقيت في هذا المركز لغاية عام 2008 ، علماً بأنني كنت دائما المرشح الوحيد لمحافظة بيت لحم ، من قبل أندية المحافظة ، وذلك في جميع الدورات الانتخابية ، التي جرت للاتحاد خلال هذه المدة . - وكانت لي مساهمة فاعلة في استعادة عضوية اتحاد كرة القدم الفلسطيني في الاتحاد الدوليFIFA سنة 1998 ، من خلال مؤتمر الفيفا الذي عقد في باريس ، بعد عدة اجتماعات مع رئيس الفيفا الأسبق جو هافيلانج ، وتقديم الأوراق الثبوتية الضرورية . - كما ساهمت سنة 2000 في تشكيل اتحاد كرة القدم لغرب آسيا ، وحصلت على عضوية اللجنة التنفيذية فيه ، برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين ، وبقيت في هذا المركز حتى سنة 2008 . - وخلال وجودي في اتحاد كرة القدم مثلت فلسطين في جميع المؤتمرات الرياضية ، التي نظمت في الدول العربية والأجنبية ، إضافة إلى المشاركة في اجتماعات الاتحادات العربية والدولية ، وكنت رئيساً لبعثة المنتخب الوطني ، في عدة بطولات كرة القدم عربية ودولية. - وفي بيت ساحور كانت لي مساهمة تذكر في توحيد أندية بيت ساحور الارثوذكسي والثقافي ، تحت اسم النادي الارثوذكسي الثقافي العربي . - وكنت عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الفلسطينية في دورتين , الدورة الأولى برئاسة الحاج مطلق ، و الدورة الثانية برئاسة اللواء جبريل الرجوب ، وحالياً أنا عضو في الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي في فلسطين . - أعتقد أنّ جميع الكوادر الرياضية في الوطن ، من إداريين ، ولاعبين ، ومدربين ، وحكام ، وجمهور خدموا الرياضة الفلسطينية سابقاً ، وحالياً ... أمّا في السابق فكان الدور الأول والمهم لرابطة الأندية الرياضية ، والتي كانت بمثابة وزارة شباب ورياضه ، حيث أشرفت على جميع الألعاب الرياضية ، وقامت بتصنيف الأندية في جميع الألعاب ، وفي أصعب الظروف ، لعدم توفر الملاعب ، وقلة الموارد المالية ، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي ، فحافظت على الرياضة الفلسطينية على أكمل وجه ، وكان لها باع طويل في تطوير الحركة الرياضية ، وتمّ كلّ هذا بتعاون الأندية والجماهير الرياضية ، التي وضعت ثقتها في الرابطة . - أمّا حاليا فمن يخدم الرياضة الفلسطينية اللجنة الأولمبية الفلسطينية ، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة ، واتحاد كرة القدم برئاسة سيادة اللواء جبريل الرجوب ، الذي ساهم مساهمة فعالة في تطوير البنية التحتية للرياضة ، فأصبح هناك ستادات في جميع محافظات الوطن ، وانتشرت القاعات الرياضية المغلقة في كلّ مكان ، فتوسعت قاعدة كرة القدم ، وكرة السلة ، وكرة اليد ، والكرة الطائرة ، إضافة إلى عمل سيادة اللواء على مأسسة المنظومة الرياضية ، وانهاء المواسم الرياضية في موعدها ، مما ساهم في تطوير الألعاب الرياضية على مختلف انواعها ، بما نعكس على المنتخبات . - أعتز بكثير من الرياضيين ، الذين تفاعلوا مع جهودي في خدمة الحركة الرياضية ، سواء على مستوى الوطن ، أو من خارج الوطن ، وأذكر منهم - على سبيل المثال وليس الحصر - نائب رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم نضال الحديد , والأمين العام السابق للاتحاد الأردني لكرة القدم ، واتحاد غرب اسيا فادي زريقات ، ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم سابقا حسين سعيد ، والمدرب المصري الراحل محمود الجوهري . - أما على مستوى الوطن فأذكر بعض الرياضين الذي غادرونا الى العالم الآخر ، ومنهم الحاج مطلق ، وماجد أسعد ، وراسم يونس ، وخليل الحسيني ، وجورج قسيس ، وأمين زيت ، ونصري الأطرش ، ويعقوب بولص ، وسمير اليتيم ، ومحمد النادي ، ونعيم سلسع ، وحنا عواد ، وبطرس قمصية ، وحازم قمصية ، وخليل السيد ، وكمال جبر صبابا .. والقائمة تطول. - أمّا بالنسبة للأحياء فأعتذر عن ذكر بعض الأسماء ، لأن الجميع بالنسبة لي واحد ، وهم دائماً في القلب ، وهذا ينطبق أيضا على مثلي الأعلى في الملاعب ، اما مثلي الأعلى خارج الملاعب فهي المرحومة والدتي ، التي فقدت أبي عندما كان عمري أربع سنوات فقط ، فحرمت نفسها من كل شيء في الحياة ، وتفرغت لتربيتي مع أخواتي الاثنتين ، دون أن أنسى زوجتي ، التي وقفت بجانبي خلال مسيرتي الرياضية . - أعتقد أنّ أهم ما يساعد على تطوير الأندية القيام بتعزيز الديموقراطية داخل هذه الأندية ، لإتاحة المجال لذوي الكفاءات ، لاستلام الأندية وليس لمن يدفع أكثر ، وعلى الأندية رفع الكاهل المادي عنها ، بالاعتماد على اللاعبين المحليين ، والاهتمام بالفئات العمرية ، وليس الاعتماد كثيرا على لاعبي التعزيز . - أعتقد أنّ العاملين في قطاع الاعلام الرياضي قسمان ، قسم منهجي وهذا جيد ، وقسم آخر يميل للأندية ، ولا أرى أنّ هؤلاء على صواب . - بصراحة لست مع عودة الجماهير الرياضية للمدرجات في الوقت الحاضر ، وذلك بالنظر لجائحة الكورونا ، وفي حال انخفاض عدد الإصابات على مستوى الوطن ، سيتم عودة الجماهير تدريجيا ، وبأعداد محدودة . - هناك قصص وحكايات كثيرة حصلت معي خلال مسيرتي الرياضية ، وكلها راسخة في العقل والقلب ، أذكر منها ما حصل يوم تنظيمنا بطولة لكرة القدم للفئات العمرية ، بمشاركة فريق أجنبي على ملعب أريحا ، وكنت أنا والمرحوم راسم يونس مكلفين من رابطة الأندية الرياضية بالإشراف على هذه البطولة ، وعند وصولنا للملعب صباح يوم البطولة كان الملعب غير مخطط ، والبطولة ستبدأ في ساعات الصباح ، فقمت أنا والمرحوم راسم بتخطيط الملعب . - أمّا الحدث الذي سيبقى في الذاكرة على مدى السنين ، فهو استضافة قدامى فرنسا ، برئاسة الكابتن واللاعب الفذ بلاتيني ، من قبل رابطة الاندية الرياضية ، لإجراء مباراة مع المنتخب الوطني في مدينة أريحا سنة 1993 ، والتي فاز فيها منتخبنا بنتيجة 1/0 .. وفي العام 1998 تقابلت مع اللاعب بلاتيني على هامش المونديال بفرنسا ، وانتخابات رئيس الفيفا حيث كان بلاتيني يدعم بلاتر ، وعندما سألت بلاتيني عن شعوره لما لعب في مدينة اريحا ، وعلى ملعب ترابي ، فأجابني بالحرف الواحد : إنّه أسعد أيام حياتي يوم قمت بزيارة فلسطين ، واللعب على أرضها ، فهذا يوم لن أنساه ، حيث كان تدافع الجمهور لحضور المباراة ممتعاً ، وله معاني كثيرة ، وأتمنى أن أعيد الزيارة. - وأثناء محاولتنا إعادة عضويتنا في اتحاد كرة القدم العالمي " فيفا " ، وفي أول مقابلة مع رئيس الفيفا الأسبق هافيلانج قال لنا : إنّه على استعداد لإعادة عضويتنا ، إذا وافقنا على إجراء مباراة لكرة القدم بين منتخبنا الوطني ، ومنتخب اسرائيل في نيويورك ، ويكون ريع المباراة لصالحنا ، فرفضنا هذا العرض رفضاً قاطعاً ، ورفضنا حتى مناقشته ، وبعدها عقدنا أنا ورئيس الاتحاد الفلسطيني السابق ، الأخ أحمد العفيفي ثلاث اجتماعات مع هافيلانج في سويسرا ، كنا خلالها نصل سويسرا الساعة الرابعة صباحاً ، ونجتمع معه العاشرة صباحاً ، ونغادر سويسرا رأساً بعد الاجتماع ، وفي آخر اجتماع وعدنا بأن يتم التصويت على عودتنا ، خلال اجتماع الهيئة العامة للفيفا في باريس ، على هامش المونديال عام 1998 ، وذلك بعد تقديم كافة الوثائق المطلوبة ، والنظام الداخلي للاتحاد ، وبالفعل تم التصويت ، وكانت الموافقة بالإجماع ، وتم رفع العلم الفلسطيني ، وطفنا به داخل القاعة بين جميع الحاضرين ، الذين صفقوا لنا بحرارة حتى عودتنا الى مقاعدنا ، هذا الحدث هز مشاعرنا وأبكانا فرحا ، ولن أنسى استقبال الجماهير لنا في غزة بعد عودتنا. - لو عاد التاريخ سأدخل المعترك الرياضي من جديد ، لأنّ الرياضة علمتنا المحبة ، والالتزام ، والانتماء ، والصداقة الصدوقة ، والوفاء العظيم ، الذي ما بعده وفاء ، الأمر الذي لا نجده الا في المنظومة الرياضية ، والذي يدوم على مر السنين ، وأعتقد أخي فايز أن ما تقوم به من جهد عظيم ، لأرشفة الحركة الرياضية هو دليل قاطع على كلامي هذا ، فأنت ترى وتشاهد روعة التفاعل من جميع الرياضيين على ما نقوم به ، والذي يظهر من خلاله محبة الجميع لبعضهم البعض ، ووفائهم الدائم للمثل الرياضية - أخيراً شكرا لك أخ فايز ، سائلا المولى عز وجل أن يقف معك ، ويحميك في خدمة وطنك وأمتك.
الخليل- كتب فايز نصّار/ من أطرف ما سمعت أن رئيس وزراء دولة اشتكى لرئيسه عدم تعاون رئيس البرلمان معه ، فقال له الرئيس : أنت على حقّ ، وبعد قليل جاء رئيس البرلمان ، واشتكي للرئيس تجاوز رئيس الوزراء للقوانين ، فقال له الرئيس : أنت على حقّ ... هنا سأل مساعد الرئيس : كيف يكون الاثنان على حقّ يا فخامة الرئيس ؟ فردّ عليه : أنت أيضاً على حقّ في هذا السؤال ! إنه درس في العلاقات ، يحسبه البعض على الفطنة والدبلوماسية ، فيما يذهب آخرون إلى أنّه سلبية تضرب الشفافية في مقتل ، ويبدو أنّ الأمر يقتضي شيئاً من هذه المرونة ، التي ترضي الجميع ، ولا تغضب القانون ، والتي أسماها الملهم أبو عمار يوما بسياسة الأكورديون ! بمثل هذه السياسة نجح المتواضع جورج غطاس في الحفاظ على حبل الوصال مع الجميع ، فأدى رسالته الرياضية الطوعية ، دون أن يغضب زيداً ، ولا عبيداً ، ودون أن يأخذ سعداً ، بجريرة سعيد ! وكان أبو أسامة بدأ حياته الرياضية بعيداً عن متاعب كرة القدم ، وظهر كنجم في التنس ، على طاولات الجامعة اللبنانية ، ليكون له الدور الكبير في النهوض الرياضي في بيت ساحور ، وفي محافظة المهد بأسرها ، من بوابة الثقافي العريق ، الذي اندمج لاحقاً ضمن النادي الساحوري الموحد . وأجمعت محافظة بيت لحم على تزكية الحكيم في مختلف المواقع ، وكان الرجل عند حسن ظن محافظته به ، فأحسن تمثيلها في رابطة الأندية ، وفي اتحاد الكرة ، الذي تولى نيابة رئاسته في فترة صعبة . ويحسب لأبي أسامة توازن علاقاته مع الجميع ، ونشاطه الدؤوب في سبيل مبادئه الرياضية ، بما جعله واحداً من أهم الشخصيات الرياضية ، التي تركت بصماتها المؤثرة في تاريخنا الرياضي ، كما ستلاحظون من هذا اللقاء .
-اسمي جورج غطاس الياس البد " أبو اسامة " من مواليد بيت ساحور يوم 11/04/1941 حاصل على بكالوريوس في الصحة العامة ، من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية . - منذ طفولتي أحببت كرة القدم ، ومارستها في المدرسة فقط ، وذلك لعدم وجود أندية رياضيه في ذلك الوقت ، وبعد انتهاء دراستي الثانوية غادرت الوطن إلى لبنان ، في بعثة دراسية في الجامعة الأمريكية ببيروت ، وهناك مارست لعبة كرة الطاولة التي كنت أعشقها ، وفزت سنة 1961ببطولة الجامعة . - وبعد عودتي إلى ربوع الوطن ، ساهمت مع عدد من الرياضيين في بيت ساحور نادي الشباب الثقافي ، الذي أصبح لاحقاً عضواً في الاتحاد الأردني لكرة القدم ، ضمن أندية الدرجة الثانية ، وشارك في الدوري ، وكانت مباراة الافتتاح مع نادي شباب الخليل ، على ملعب الحسين بالخليل سنة 1966. - وتشرفت برئاسة نادي الشباب الثقافي عدة دورات ، ثم أصبحت مشرفاً رياضياً لاتحاد بيت ساحور ، الذي ضم أندي أرثوذكسي بيت ساحور, والجمعية الإسلامية ، والشباب الثقافي. - ومن بوابة النادي الثقافي دخلت عالم الرياضة ، وخاصة بعد حرب عام 1967 ، وساهمت في محاولة إعادة النشاط الرياضي منذ عام 1976 ، حين تم تشكيل لجنة تنسيق في جنوب الضفة ، والتي كنت عضواً فيها ، تزامناً مع تشكيل لجنة تنسيق شمالي الضفة ، لتكون انطلاقتي الحقيقية في مجال الرياضة بعد تأسيس رابطة الأندية الرياضية في الضفة الغربية عام 1980 ، حيث أفتخر بكوني أحد مؤسسي هذه الرابطة ، التي كنت عضواً فيها ، وناطقاً إعلامياً باسمها ، حتى قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 1994 ، ليتم تعييني بعد ذلك ناطقاً إعلامياً للجنه التحضيرية لاتحاد كرة القدم ، من قبل وزارة الشباب والرياضة . - وبدعم من الأسرة الرياضية نجحت في أول انتخابات لاتحاد كرة القدم الفلسطيني سنة 1996 ، وشغلت منصب نائب رئيس الاتحاد لعدة دورات حتى العام 2008. - وأعتز كثيراً بمساهمتي سنة 1961 في تأسيس نادي الشباب الثقافي بيت ساحور ، الذي كنت رئيسا له عدة دورات ، وبمساهمتي في تشكيل لجنة التنسيق بين الأندية في الضفة الغربية سنة 1975 ، كخطوة لإعادة النشاط الرياضي بعد عدون سنة 1967 ، ثم مساهمتي بفعالية في تشكيل رابطة الأندية الرياضية في الضفة الغربية ، والتي أخذت على عاتقها الاشراف على جميع الألعاب الرياضية ، حيث كانت بمثابة وزارة الشباب والرياضية . - وكانت سنة 1996 محطتي الأهم ، فخضت انتخابات اتحاد كرة القدم الفلسطيني ، التي جرت لأول مره في تاريخ فلسطين ، وكلفت بمهمة نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، وبقيت في هذا المركز لغاية عام 2008 ، علماً بأنني كنت دائما المرشح الوحيد لمحافظة بيت لحم ، من قبل أندية المحافظة ، وذلك في جميع الدورات الانتخابية ، التي جرت للاتحاد خلال هذه المدة . - وكانت لي مساهمة فاعلة في استعادة عضوية اتحاد كرة القدم الفلسطيني في الاتحاد الدوليFIFA سنة 1998 ، من خلال مؤتمر الفيفا الذي عقد في باريس ، بعد عدة اجتماعات مع رئيس الفيفا الأسبق جو هافيلانج ، وتقديم الأوراق الثبوتية الضرورية . - كما ساهمت سنة 2000 في تشكيل اتحاد كرة القدم لغرب آسيا ، وحصلت على عضوية اللجنة التنفيذية فيه ، برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين ، وبقيت في هذا المركز حتى سنة 2008 . - وخلال وجودي في اتحاد كرة القدم مثلت فلسطين في جميع المؤتمرات الرياضية ، التي نظمت في الدول العربية والأجنبية ، إضافة إلى المشاركة في اجتماعات الاتحادات العربية والدولية ، وكنت رئيساً لبعثة المنتخب الوطني ، في عدة بطولات كرة القدم عربية ودولية. - وفي بيت ساحور كانت لي مساهمة تذكر في توحيد أندية بيت ساحور الارثوذكسي والثقافي ، تحت اسم النادي الارثوذكسي الثقافي العربي . - وكنت عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الفلسطينية في دورتين , الدورة الأولى برئاسة الحاج مطلق ، و الدورة الثانية برئاسة اللواء جبريل الرجوب ، وحالياً أنا عضو في الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي في فلسطين . - أعتقد أنّ جميع الكوادر الرياضية في الوطن ، من إداريين ، ولاعبين ، ومدربين ، وحكام ، وجمهور خدموا الرياضة الفلسطينية سابقاً ، وحالياً ... أمّا في السابق فكان الدور الأول والمهم لرابطة الأندية الرياضية ، والتي كانت بمثابة وزارة شباب ورياضه ، حيث أشرفت على جميع الألعاب الرياضية ، وقامت بتصنيف الأندية في جميع الألعاب ، وفي أصعب الظروف ، لعدم توفر الملاعب ، وقلة الموارد المالية ، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي ، فحافظت على الرياضة الفلسطينية على أكمل وجه ، وكان لها باع طويل في تطوير الحركة الرياضية ، وتمّ كلّ هذا بتعاون الأندية والجماهير الرياضية ، التي وضعت ثقتها في الرابطة . - أمّا حاليا فمن يخدم الرياضة الفلسطينية اللجنة الأولمبية الفلسطينية ، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة ، واتحاد كرة القدم برئاسة سيادة اللواء جبريل الرجوب ، الذي ساهم مساهمة فعالة في تطوير البنية التحتية للرياضة ، فأصبح هناك ستادات في جميع محافظات الوطن ، وانتشرت القاعات الرياضية المغلقة في كلّ مكان ، فتوسعت قاعدة كرة القدم ، وكرة السلة ، وكرة اليد ، والكرة الطائرة ، إضافة إلى عمل سيادة اللواء على مأسسة المنظومة الرياضية ، وانهاء المواسم الرياضية في موعدها ، مما ساهم في تطوير الألعاب الرياضية على مختلف انواعها ، بما نعكس على المنتخبات . - أعتز بكثير من الرياضيين ، الذين تفاعلوا مع جهودي في خدمة الحركة الرياضية ، سواء على مستوى الوطن ، أو من خارج الوطن ، وأذكر منهم - على سبيل المثال وليس الحصر - نائب رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم نضال الحديد , والأمين العام السابق للاتحاد الأردني لكرة القدم ، واتحاد غرب اسيا فادي زريقات ، ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم سابقا حسين سعيد ، والمدرب المصري الراحل محمود الجوهري . - أما على مستوى الوطن فأذكر بعض الرياضين الذي غادرونا الى العالم الآخر ، ومنهم الحاج مطلق ، وماجد أسعد ، وراسم يونس ، وخليل الحسيني ، وجورج قسيس ، وأمين زيت ، ونصري الأطرش ، ويعقوب بولص ، وسمير اليتيم ، ومحمد النادي ، ونعيم سلسع ، وحنا عواد ، وبطرس قمصية ، وحازم قمصية ، وخليل السيد ، وكمال جبر صبابا .. والقائمة تطول. - أمّا بالنسبة للأحياء فأعتذر عن ذكر بعض الأسماء ، لأن الجميع بالنسبة لي واحد ، وهم دائماً في القلب ، وهذا ينطبق أيضا على مثلي الأعلى في الملاعب ، اما مثلي الأعلى خارج الملاعب فهي المرحومة والدتي ، التي فقدت أبي عندما كان عمري أربع سنوات فقط ، فحرمت نفسها من كل شيء في الحياة ، وتفرغت لتربيتي مع أخواتي الاثنتين ، دون أن أنسى زوجتي ، التي وقفت بجانبي خلال مسيرتي الرياضية . - أعتقد أنّ أهم ما يساعد على تطوير الأندية القيام بتعزيز الديموقراطية داخل هذه الأندية ، لإتاحة المجال لذوي الكفاءات ، لاستلام الأندية وليس لمن يدفع أكثر ، وعلى الأندية رفع الكاهل المادي عنها ، بالاعتماد على اللاعبين المحليين ، والاهتمام بالفئات العمرية ، وليس الاعتماد كثيرا على لاعبي التعزيز . - أعتقد أنّ العاملين في قطاع الاعلام الرياضي قسمان ، قسم منهجي وهذا جيد ، وقسم آخر يميل للأندية ، ولا أرى أنّ هؤلاء على صواب . - بصراحة لست مع عودة الجماهير الرياضية للمدرجات في الوقت الحاضر ، وذلك بالنظر لجائحة الكورونا ، وفي حال انخفاض عدد الإصابات على مستوى الوطن ، سيتم عودة الجماهير تدريجيا ، وبأعداد محدودة . - هناك قصص وحكايات كثيرة حصلت معي خلال مسيرتي الرياضية ، وكلها راسخة في العقل والقلب ، أذكر منها ما حصل يوم تنظيمنا بطولة لكرة القدم للفئات العمرية ، بمشاركة فريق أجنبي على ملعب أريحا ، وكنت أنا والمرحوم راسم يونس مكلفين من رابطة الأندية الرياضية بالإشراف على هذه البطولة ، وعند وصولنا للملعب صباح يوم البطولة كان الملعب غير مخطط ، والبطولة ستبدأ في ساعات الصباح ، فقمت أنا والمرحوم راسم بتخطيط الملعب . - أمّا الحدث الذي سيبقى في الذاكرة على مدى السنين ، فهو استضافة قدامى فرنسا ، برئاسة الكابتن واللاعب الفذ بلاتيني ، من قبل رابطة الاندية الرياضية ، لإجراء مباراة مع المنتخب الوطني في مدينة أريحا سنة 1993 ، والتي فاز فيها منتخبنا بنتيجة 1/0 .. وفي العام 1998 تقابلت مع اللاعب بلاتيني على هامش المونديال بفرنسا ، وانتخابات رئيس الفيفا حيث كان بلاتيني يدعم بلاتر ، وعندما سألت بلاتيني عن شعوره لما لعب في مدينة اريحا ، وعلى ملعب ترابي ، فأجابني بالحرف الواحد : إنّه أسعد أيام حياتي يوم قمت بزيارة فلسطين ، واللعب على أرضها ، فهذا يوم لن أنساه ، حيث كان تدافع الجمهور لحضور المباراة ممتعاً ، وله معاني كثيرة ، وأتمنى أن أعيد الزيارة. - وأثناء محاولتنا إعادة عضويتنا في اتحاد كرة القدم العالمي " فيفا " ، وفي أول مقابلة مع رئيس الفيفا الأسبق هافيلانج قال لنا : إنّه على استعداد لإعادة عضويتنا ، إذا وافقنا على إجراء مباراة لكرة القدم بين منتخبنا الوطني ، ومنتخب اسرائيل في نيويورك ، ويكون ريع المباراة لصالحنا ، فرفضنا هذا العرض رفضاً قاطعاً ، ورفضنا حتى مناقشته ، وبعدها عقدنا أنا ورئيس الاتحاد الفلسطيني السابق ، الأخ أحمد العفيفي ثلاث اجتماعات مع هافيلانج في سويسرا ، كنا خلالها نصل سويسرا الساعة الرابعة صباحاً ، ونجتمع معه العاشرة صباحاً ، ونغادر سويسرا رأساً بعد الاجتماع ، وفي آخر اجتماع وعدنا بأن يتم التصويت على عودتنا ، خلال اجتماع الهيئة العامة للفيفا في باريس ، على هامش المونديال عام 1998 ، وذلك بعد تقديم كافة الوثائق المطلوبة ، والنظام الداخلي للاتحاد ، وبالفعل تم التصويت ، وكانت الموافقة بالإجماع ، وتم رفع العلم الفلسطيني ، وطفنا به داخل القاعة بين جميع الحاضرين ، الذين صفقوا لنا بحرارة حتى عودتنا الى مقاعدنا ، هذا الحدث هز مشاعرنا وأبكانا فرحا ، ولن أنسى استقبال الجماهير لنا في غزة بعد عودتنا. - لو عاد التاريخ سأدخل المعترك الرياضي من جديد ، لأنّ الرياضة علمتنا المحبة ، والالتزام ، والانتماء ، والصداقة الصدوقة ، والوفاء العظيم ، الذي ما بعده وفاء ، الأمر الذي لا نجده الا في المنظومة الرياضية ، والذي يدوم على مر السنين ، وأعتقد أخي فايز أن ما تقوم به من جهد عظيم ، لأرشفة الحركة الرياضية هو دليل قاطع على كلامي هذا ، فأنت ترى وتشاهد روعة التفاعل من جميع الرياضيين على ما نقوم به ، والذي يظهر من خلاله محبة الجميع لبعضهم البعض ، ووفائهم الدائم للمثل الرياضية - أخيراً شكرا لك أخ فايز ، سائلا المولى عز وجل أن يقف معك ، ويحميك في خدمة وطنك وأمتك.