المعلق إياد الريّاضي أعتز بلقب أفضل برنامج رياضي عربي

بال سبورت : الخليل- كتب فايز نصّار/ تشرفت برئاسة الوفد الإعلامي الفلسطيني لدورة الألعاب الرياضية العربية العاشرة بالجزائر سنة 2004 ، ويومها تعذر حضور أعضاء الوفد ، ولم يصل الجزائر إلا الزميل إياد الريس ، وإعلامي وصل من تونس ، بتنسيق من قريب له كان يرأس أحد الاتحادات !
ورغم أن أبا يحيى وصل الجزائر متأخرا ، إلا أنّه كان ضمن الوفد الرياضي ، الذي حضر حفل الافتتاح الكرنفالي ، وعاش أجواء الإطراء الجزائري على الوفد الفلسطيني ، بهتافات تقشعر لها البدان .
والمشكلة أن نجم غزة الرياضي المعتق تركني في الميدان وحدي ، ولم يشارك في التغطية الإعلامية ، لأنه تفرغ لحضور دورة رياضية علمية ، نظمها الاتحاد العربي للألعاب الرياضية على هامش فعاليات الدورة .
وفي الجزائر طلب مني صديق الدراسة الوزير عز الدين ميهوبي دعوة الوفد الإعلامي الفلسطيني للعشاء في بيته ، فحضرنا عشاءا إعلاميا بوجود الريس ، ومحمد قدري حسن ، ومنال بازدوغ ، فاختلطت أحاديث الرياضة ، بحكايات الأكلات الشعبية الجزائرية .
وقبل زمالة الجزائر كنت عرفت الزميل أياد في لقاء إعلامي احتضنته عمان نهاية التسعينات ، ويومها حضر من فلسطين وفدان .... ولولا جهود المخلصين ، وحكمة العقلاء لكانت فضيحتنا بجلاجل ... وقبلها عرفت الريّس نجماً لا يجارى في مركز الجناح الأيمن لغزة الرياضي ، حيث رافق الجيل الذهبي للعميد ، قبل مرحلة تدريبية ، تركها بسرعة للتفرغ للتعليق الرياضي في تلفزيون فلسطين .
أعرف كلّ شيء عن المعلق اللاعب إياد الريس ، وأترك له الميكرفون ليحدثكم عن أبرز محطاته الرياضية ، بين الجلد المنفوخ ، والميكرفون المعتر .
- اسمي إياد غالب أحمد الريس " أبو يحيى " من مواليد غزة يوم ١٤/٥/١٩٥٧ ، حاصل على دبلوم برمجة كمبيوتر من الجامعة الامريكية بالقاهرة . - بدأت هوايتي مع كرة القدم في الحيّ منذ الطفولة ، وظهرت ملامح موهبتي بوضوح في المرحلة الاعدادية ، يوم كانت الرياضة المدرسية تحظى باهتمام كبير ، من خلال بطولات المدارس ، كما كانت المنافسات بين فرق الأحياء مزدهرة ، فتولد لدينا انضباط اللعب ، من خلال جماعية الأداء . - وتطورت الهواية في المرحلة الثانوية ، حيث المنافسة القوية ، والمستوى الفني ، والقوة البدنية .. ويومها كان للأندية الرياضية دور كبير في رفع مستوى المنافسة المدرسية ، التي كانت تجد اهتماماً كبيراً من الأندية ، التي تسعى لخطف المواهب ، لينضم معظم لاعبي مدارس فلسطين ، وبئر السبع ، وخالد بن الوليد ، ويافا لصفوف أندية غزة الرياضي ، وشباب رفح ، وخدمات النصيرات ، وخدمات رفح ، وأهلي غزة .. وكان لمدرسة فلسطين نصيب الأسد من هذه البطولات ، بوجود نخبه من النجوم أمثال سليم الزناتي ، وعماد الشريف ، ورزق خيره ، ونائل الشرفا ، وغسان البلعاوي ، وسامي مدوخ ، وماجد غزال . - وبدأت تفاصيل الحكاية بانتقالنا للفريق الثاني لنادى غزة الرياضي ، بقيادة المرحوم ابراهيم المغربي ، لنُرفَّع في غضون أشهر للفريق الأول ، بقيادة المرحوم سعيد الحسيني ، حيث استفدنا من الاحتكاك مع نجوم العصر الذهبي ، من امثال الكابتن الكبير اسماعيل المصري ، وزكريا مهدي ، وماهر حميدة ، وناجي عجور ، ومحمد الريخاوي ، وعلي العمصي ، واسماعيل مطر ، وسامي عجور ، وسالم بدوي ، ومحمد أبو حصيرة ، وعيسى كرسوع ، ومروان شنيورة ، والشهيد عاهد زقوت ، والمرحوم رفعت الريفي ، حيث كانت لي صولات وجولات مع هذا الفريق العريق على مدار عشر سنوات ، لعبت خلالها في كافة محافظات الضفة والقطاع ، خلال السبعينات والثمانينات . - ولعل من أهم ذكرياتي الكروية هنا المباراة ، التي لعبناها على ستاد عمان الدولي سنة ١٩٧٨ أمام نادي الحسين إربد ، والتي شهدت فوزاً عريضاً للرياضي ، وصل إلى أربعة أهداف نظيفة ، ويومها سجلت الهدف الأول في الدقيقة الأولى من المباراة ، حيث كنت ألعب كجناح أيمن ، وشهدت المباراة حضور جمهور كبير ، استمتع بأداء فني وبدني عالٍ ، من قبل غزة الرياضي .. وبعد المباراة ثارت وسائل الإعلام الأردنية ، ونادت بوضع خطط واستراتيجيات رياضية واعدة ، تليق بالأردن الشقيق ، وهذا ما حصل فعلاً ، فاستقطبت الأردن العديد من الخبراء والمدربين , من مختلف الدول العربية ، وفي مقدمتهم المرحوم محمود الجوهري ، الذي حققت الأردن معه قفزة نوعية . - ولم ألعب في حياتي إلا لغزة الرياضي ، الذي أنهيت مسيرتي معه كلاعب عام ١٩٨٢ ، مع مواصلتي العمل في مجال التدريب في النادي ، كمساعد مدرب للفريق الاول بقيادة زكريا مهدي ، ومع قدوم السلطة تمّ تكليفي من قِبل اللواء احمد العفيفي للعمل كمدير فني ، لمنتخب قطاع غزة تحت ١٦سنة ، حيث عملت لمدة عام ونصف. - وكانت بدايتي مع الإعلام من خلال مجلة البيادر السياسي سنة ١٩٨6 ، حيث كتبت لعدة سنوات في السياسية والرياضة .. ومع قدوم السلطة اعتزلت الكتابة في السياسة ، وتفرغت للإعلام الرياضي ، من خلال العمل بصحف النهار ، والحياة الجديدة ، والأيام ، كما كنت مراسلاً لصحيفة أخبار الرياضة المصرية . - وكانت أهم محطاتي مع الإعلام الرياضي سنة ١٩٩٦ ، عندما تمّ تعييني في دائرة البرامج الرياضية ، بهيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية ، التي سبقني اليها الزميل الإعلامي الكبير جمال الحلو ، ومع تطور البرامج الرياضية - رغم الظروف والامكانيات الضعيفة - وصلنا إلى نقل مباريات كرة القدم على الهواء مباشرة ، بما اقتضى اقتحامي مجال التعليق على المباريات ، مستفيدا من خبرتي كلاعب ومدرب سابق ، لكن الأمر كان يحتاج الى تأهيل ، فشاركت في العديد من دورات الصحافة والتعليق ، في مصر ، والأردن ، وتونس ، وسوريا ، مع نُخب المعلقين والإعلامين من مختلف الدول العربية ، وكان لرابطة المعلقين العرب ، برئاسة المعلق السعودي المرحوم زاهد قدسي دور كبير في خلق جيل مؤهل من المعلقين العرب . - ولا بدّ هنا من الإشارة إلى كون التعليق الرياضي في محافظات غزه من أصعب المهام الإعلامية ، لعدم وجود غرف معزولة للمعلقين ، في مكان مناسب ، ولنقص التفاعل بين المعلق والفنيين ، لأنّ المعلق يجب أن يكون قريباً من فعل الكاميرات .. فنحن في غزه نعلق قرب خط الملعب ، وتحت الشمس التي تُصعّب مشاهده المُنِتور ، إضافة إلى مرور الكثير من الجماهير ، ومرافقي الفريقين ، ولجان النظام ، والإعلامين من أمامك ، بما يؤثر ذلك علي الأداء العام . - ومن الأمور التي تؤثر علي أداء المعلق المستوى العام للعب ، لأنّ التشتيت الدائم للكرات ، والتمرير الخاطئ بكثرة ، والتكتل علي الكره ، وعدم فتح الملعب ، ينعكس علي أداء المعلق إجمالاً ، ورغم ذلك أعتقد أنّ مستوى التعليق في فلسطين جيد ، بالقياس مع الإمكانيات اللوجستية ومستوى الفرق . - وفي السياق ذاته كان لي شرف تأسيس البرامج الرياضية في إذاعة صوت فلسطين ، البرنامج الثاني حتى عام 2007 ، فانطبقت عليّ مقوله لكل مجتهد نصيب من النجاح ، إذ بعد مجهود كبير من العمل الإذاعي حققت أهم انجازاتي الإعلامية ، وفزت بجائزه المركز الأول لأفضل برنامج رياضي في الوطن العربي ، عن برنامج الموسوعة الرياضية ، حول قاده ورواد من ذاكره التاريخ ، متقدماً على مصر وتونس ، اللتين جاءتا في المركز الثاني ، وجرت المسابقة برعاية راديو وتلفزيون العرب ... وبالمناسبة أنا متأثر ومعجب بالإعلامي المصريّ الكبير نجيب المستكاوي ، الي جانب الأستاذ فتحي سند ، رئيس تحرير مجله اخبار الرياضة المصرية . - صعب جداً ان نقارن بين الإعلام الرياضي قديماً وحديثاً ، لأنّ الإعلام كان يعتمد علي الصحافة المكتوبة ، عبر الصحف المحلية ، التي تتسم بالمصداقية ، نظراً لوجود محرر رياضي فاهم ، ومهنية عالية من المراسلين ، الذين يمتهنون العمل الصحافي ، وأصبحوا يمتلكون خبره كبيره ، وطوروا أنفسهم مع تقدم العمل الالكتروني في وسائل الإعلام ، فيما أصبح الإعلام اليوم مهنة من لا مهنه له ، وبدون مقابل مادي ، لاكتظاظ الساحة بالإعلاميين ، بما ساهم في تراجع الإعلام الرياضي ، رغم انتشاره بشكل أوسع ، فأصبح السائد غالباً أسلوب " قص ولصق " في غياب الرقابة المهنية المطلوبة . - وأعتقد أنه ليس كل من يحلّ ضيفاً علي برنامج رياضي يمكنه تحليل المباريات ، وليس كلّ من كتب تقريراً عن مباراة ، أو عن حدث رياضي هو محلل رياضي ، لأنّ الأمر يحتاج إلى خبره فنيه وتكتيكيه ، وثقافه رياضيه شامله ، بما فيها من مفردات وفكر تدريبي ، وهذا ما نجده فعلاً عند بعض المدربين ، ولا نجده عند كثير من الإعلاميين ، ربما لأنهم لم يمارسوا اللعبة. - من أهم كتاباتي الرياضية لقائي مع نجم العراق ، وهدافة المرحوم الكابتن أحمد راضي ، على هامش آخر بطولة عربية موحدة للأندية عام ٢٠٠٢ ، والتي جرت في ضيافة ناديي الزمالك وانبي في القاهرة ، وفاز بها الزمالك على الكويت الكويتي ٢-٠ ، حيث كنت ضمن اللجنة الإعلامية للبطولة ، التي عقدت على هامشها اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد العربي ، وكنت مرافقا إعلاميا للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، ومن أهم حواراتي المؤثرة أيضاً حواري مع حارس مرمى النادي الأهلي ، والمنتخب المصري سابقا ، ومدير الكرة في النادي الأهلي المصري لاحقا المرحوم ثابت البطل ، الذي كان يعاني من مرض العصر. - أعتقد أنّ إرهاصات حركة الإعلام الرياضي بدأت بشكل فردي بعد سنة 1967 ، لتتضافر بعدها جهود بعض الإعلاميين المخضرمين ، الذين كنت واحاً منهم ، فتمّ الإعلان عن تشكيل اتحاد الاعلام الرياضي منتصف الثمانينات ، ومع قدوم السلطة زاد الاهتمام بالرياضة ، وتكونت الاتحادات ، واللجنة الأولمبية ، وأصبح لدينا وزاره شباب ورياضة ، فتغير مسمي اتحاد الإعلام الرياضي ، إلي رابطه الصحفيين الرياضيين الفلسطينية ، بمجهود الاعلاميين في الضفة والقطاع ، لتصبح الرابطة تحت مظلة نقابه الصحفيين ، من أجل استقلالها المهني ، وأصبحت فلسطين عضواً في الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ، وفي الاتحادين الآسيوي والدولي ، وبناء علي المتغيرات والضرورات ، التي تبيح المحظورات تغير مسمي الرابطة ، وعدنا إلي مسمي اتحاد الإعلام الرياضي الفلسطيني ، لتتضاعف معه أعداد الإعلاميين ، وفي كلّ مره نذهب لمجلس اداره جديد ، وكان لي الشرف بأن كنت من المؤسسين لكل هذه الأجسام الإعلامية ، متمنيا للإعلام الرياضي كل توفيق وتقدم . - مع الأسف فإنّ الإعلام الرياضي غير حيادي في كثير من المواقف ، وخاصه عندما يتعلق الأمر بنادي الإعلامي ، أو فريقه المفضل ، أو حسب علاقته مع القائمين علي الأندية والاتحادات ، فتظهر المجاملات والتغاضي عن السلبيات . - أعتقد أنّ شهادتي علي أداء تلفزيون وفضائية فلسطين الرياضية مجروحة ، كوني من المؤسسين العاملين بها ، ولكن يمكنني القول : إنّه رغم الامكانيات الفنية القليلة ، وخاصه في غزه فأنا راض كل الرضي ، وخاصه منذ العام 2007 ، وأجزم بأنّ الزملاء في المحافظات الشمالية أجادوا في تقديم كل ما هو أفضل ، خدمة لرياضتنا الفلسطينية ، ولم يكن هذا النجاح ليكون ، لولا دعم القائمين علي هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية ، بما ساهم في نقل مباريات مختلف البطولات . - حتي أضع الحالة الإعلامية في نصابها ، أرى الصحف والصفحات الرياضية وملاحقها كانت وما زالت المرجع للإعلام الرياضي ، وهي الأكثر مهنيه ، وعليها باقي وسائل الإعلام ، وخاصه الإلكترونية بأن يهتموا بالنوع وليس بالكم ، من حيث عدد الإعلاميين العاملين لديهم ، إضافة لضرورة وجود محرر مسؤول عن كلّ ما يكتب . - ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ تاريخنا الرياضي حافل بالنجاحات ، منذ تأسيس الاتحادات القارية والدولية والعربية ، مع التذكير بأنّ رياضتنا ذات علاقه مباشره بنضال شعبنا ووطنا المحتل ، لذلك من المهم دائماً تذكير العالم بأنّ رياضتنا موجوده ، قبل ظهور الاحتلال الاسرائيلي بسنوات طويله ، وعليه يجب أن نشرع رسميا في تأسيس مكتبه وطنيه ارشيفيه ، تكون نواتها الجهد الكبير، الذي يقوم به بعض الإعلاميين في لملمه وأرشفه تاريخ رياضيينا ، وكلّ ما يتعلق بنجومنا ، وفرقنا ، ومنتخباتنا ، وإنجازاتها ، وتاريخ أنديتنا ، ومنها من تأسس منذ العشرينات والثلاثينات ، مع الوقوف على نتاج إعلامينا ، الذين وقفوا خلف هذه الأنشطة بالقلم والصوت والصورة . - من الطرائف التي حصلت معي علي الصعيد الإعلامي يوم كنت أعلق علي الهواء مباشرة ، علي نهائي بطوله الكأس ، بين شباب وخدمات رفح علي ملعب فلسطين سنة 1998 ، ويومها كنت بجانب الملعب ، دون أي مظلة ، وإذا بالأمطار تتهاطل دون أن يتوقف اللعب ، فانقطع الاتصال مع مخرج المباراة ، ومع فريق العمل ، ومع ذلك واصلت التعليق ، دون علمي إن كنت علي الهواء أم لا ، لأنّ جميع زملائي هربوا من غزاره الأمطار ، مع امتلاء المقعد البلاستيكي الخاص بي بالماء ، وبعد توقف المطر عاد الزملاء ، وأثنوا علي استمراري بالتعليق رغم الأمطار ، فشكرت ربي كوني لم أترك التعليق ، وكأني أحد اللاعبين ، لكني عاتبت زملائي علي هذا الموقف الصعب والمحرج ، الذي تركوني فيه . - في الختام آمل من المؤسسات الرياضية ، ومن أعلي الهرم سياده اللواء جبريل الرجوب تشديد الرقابة علي انتخابات الأندية ، والاتحادات ، وتحييد الحركيات عن الرياضة ، لفرز الرجل المناسب في المكان المناسب ، والتشديد على الاتحادات للالتزام بالقوانين ، وأن يكونوا علي مسافة واحدة من كل الأندية ... ولا للمجاملات علي حساب النظم والقوانين ، مع المحافظة على هويه وهيبه اتحاداتنا الرياضية ، وأختم بضرورة أن تأتي تقارير الحكام ، ومراقبيهم ، ولجنه المسابقات مطابقه لأحداث المباريات ، وما يصاحبها من تجاوزات ومخالفات ، حتي لا تتفاقم المشاكل مع التقارير المسوفة والمتغاضية ، لأن ذلك سيؤدي لصدور قرارات وعقوبات مخالفه للحداث ، فتتفاقم الأمور ويصعب حلّها.
- اسمي إياد غالب أحمد الريس " أبو يحيى " من مواليد غزة يوم ١٤/٥/١٩٥٧ ، حاصل على دبلوم برمجة كمبيوتر من الجامعة الامريكية بالقاهرة . - بدأت هوايتي مع كرة القدم في الحيّ منذ الطفولة ، وظهرت ملامح موهبتي بوضوح في المرحلة الاعدادية ، يوم كانت الرياضة المدرسية تحظى باهتمام كبير ، من خلال بطولات المدارس ، كما كانت المنافسات بين فرق الأحياء مزدهرة ، فتولد لدينا انضباط اللعب ، من خلال جماعية الأداء . - وتطورت الهواية في المرحلة الثانوية ، حيث المنافسة القوية ، والمستوى الفني ، والقوة البدنية .. ويومها كان للأندية الرياضية دور كبير في رفع مستوى المنافسة المدرسية ، التي كانت تجد اهتماماً كبيراً من الأندية ، التي تسعى لخطف المواهب ، لينضم معظم لاعبي مدارس فلسطين ، وبئر السبع ، وخالد بن الوليد ، ويافا لصفوف أندية غزة الرياضي ، وشباب رفح ، وخدمات النصيرات ، وخدمات رفح ، وأهلي غزة .. وكان لمدرسة فلسطين نصيب الأسد من هذه البطولات ، بوجود نخبه من النجوم أمثال سليم الزناتي ، وعماد الشريف ، ورزق خيره ، ونائل الشرفا ، وغسان البلعاوي ، وسامي مدوخ ، وماجد غزال . - وبدأت تفاصيل الحكاية بانتقالنا للفريق الثاني لنادى غزة الرياضي ، بقيادة المرحوم ابراهيم المغربي ، لنُرفَّع في غضون أشهر للفريق الأول ، بقيادة المرحوم سعيد الحسيني ، حيث استفدنا من الاحتكاك مع نجوم العصر الذهبي ، من امثال الكابتن الكبير اسماعيل المصري ، وزكريا مهدي ، وماهر حميدة ، وناجي عجور ، ومحمد الريخاوي ، وعلي العمصي ، واسماعيل مطر ، وسامي عجور ، وسالم بدوي ، ومحمد أبو حصيرة ، وعيسى كرسوع ، ومروان شنيورة ، والشهيد عاهد زقوت ، والمرحوم رفعت الريفي ، حيث كانت لي صولات وجولات مع هذا الفريق العريق على مدار عشر سنوات ، لعبت خلالها في كافة محافظات الضفة والقطاع ، خلال السبعينات والثمانينات . - ولعل من أهم ذكرياتي الكروية هنا المباراة ، التي لعبناها على ستاد عمان الدولي سنة ١٩٧٨ أمام نادي الحسين إربد ، والتي شهدت فوزاً عريضاً للرياضي ، وصل إلى أربعة أهداف نظيفة ، ويومها سجلت الهدف الأول في الدقيقة الأولى من المباراة ، حيث كنت ألعب كجناح أيمن ، وشهدت المباراة حضور جمهور كبير ، استمتع بأداء فني وبدني عالٍ ، من قبل غزة الرياضي .. وبعد المباراة ثارت وسائل الإعلام الأردنية ، ونادت بوضع خطط واستراتيجيات رياضية واعدة ، تليق بالأردن الشقيق ، وهذا ما حصل فعلاً ، فاستقطبت الأردن العديد من الخبراء والمدربين , من مختلف الدول العربية ، وفي مقدمتهم المرحوم محمود الجوهري ، الذي حققت الأردن معه قفزة نوعية . - ولم ألعب في حياتي إلا لغزة الرياضي ، الذي أنهيت مسيرتي معه كلاعب عام ١٩٨٢ ، مع مواصلتي العمل في مجال التدريب في النادي ، كمساعد مدرب للفريق الاول بقيادة زكريا مهدي ، ومع قدوم السلطة تمّ تكليفي من قِبل اللواء احمد العفيفي للعمل كمدير فني ، لمنتخب قطاع غزة تحت ١٦سنة ، حيث عملت لمدة عام ونصف. - وكانت بدايتي مع الإعلام من خلال مجلة البيادر السياسي سنة ١٩٨6 ، حيث كتبت لعدة سنوات في السياسية والرياضة .. ومع قدوم السلطة اعتزلت الكتابة في السياسة ، وتفرغت للإعلام الرياضي ، من خلال العمل بصحف النهار ، والحياة الجديدة ، والأيام ، كما كنت مراسلاً لصحيفة أخبار الرياضة المصرية . - وكانت أهم محطاتي مع الإعلام الرياضي سنة ١٩٩٦ ، عندما تمّ تعييني في دائرة البرامج الرياضية ، بهيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية ، التي سبقني اليها الزميل الإعلامي الكبير جمال الحلو ، ومع تطور البرامج الرياضية - رغم الظروف والامكانيات الضعيفة - وصلنا إلى نقل مباريات كرة القدم على الهواء مباشرة ، بما اقتضى اقتحامي مجال التعليق على المباريات ، مستفيدا من خبرتي كلاعب ومدرب سابق ، لكن الأمر كان يحتاج الى تأهيل ، فشاركت في العديد من دورات الصحافة والتعليق ، في مصر ، والأردن ، وتونس ، وسوريا ، مع نُخب المعلقين والإعلامين من مختلف الدول العربية ، وكان لرابطة المعلقين العرب ، برئاسة المعلق السعودي المرحوم زاهد قدسي دور كبير في خلق جيل مؤهل من المعلقين العرب . - ولا بدّ هنا من الإشارة إلى كون التعليق الرياضي في محافظات غزه من أصعب المهام الإعلامية ، لعدم وجود غرف معزولة للمعلقين ، في مكان مناسب ، ولنقص التفاعل بين المعلق والفنيين ، لأنّ المعلق يجب أن يكون قريباً من فعل الكاميرات .. فنحن في غزه نعلق قرب خط الملعب ، وتحت الشمس التي تُصعّب مشاهده المُنِتور ، إضافة إلى مرور الكثير من الجماهير ، ومرافقي الفريقين ، ولجان النظام ، والإعلامين من أمامك ، بما يؤثر ذلك علي الأداء العام . - ومن الأمور التي تؤثر علي أداء المعلق المستوى العام للعب ، لأنّ التشتيت الدائم للكرات ، والتمرير الخاطئ بكثرة ، والتكتل علي الكره ، وعدم فتح الملعب ، ينعكس علي أداء المعلق إجمالاً ، ورغم ذلك أعتقد أنّ مستوى التعليق في فلسطين جيد ، بالقياس مع الإمكانيات اللوجستية ومستوى الفرق . - وفي السياق ذاته كان لي شرف تأسيس البرامج الرياضية في إذاعة صوت فلسطين ، البرنامج الثاني حتى عام 2007 ، فانطبقت عليّ مقوله لكل مجتهد نصيب من النجاح ، إذ بعد مجهود كبير من العمل الإذاعي حققت أهم انجازاتي الإعلامية ، وفزت بجائزه المركز الأول لأفضل برنامج رياضي في الوطن العربي ، عن برنامج الموسوعة الرياضية ، حول قاده ورواد من ذاكره التاريخ ، متقدماً على مصر وتونس ، اللتين جاءتا في المركز الثاني ، وجرت المسابقة برعاية راديو وتلفزيون العرب ... وبالمناسبة أنا متأثر ومعجب بالإعلامي المصريّ الكبير نجيب المستكاوي ، الي جانب الأستاذ فتحي سند ، رئيس تحرير مجله اخبار الرياضة المصرية . - صعب جداً ان نقارن بين الإعلام الرياضي قديماً وحديثاً ، لأنّ الإعلام كان يعتمد علي الصحافة المكتوبة ، عبر الصحف المحلية ، التي تتسم بالمصداقية ، نظراً لوجود محرر رياضي فاهم ، ومهنية عالية من المراسلين ، الذين يمتهنون العمل الصحافي ، وأصبحوا يمتلكون خبره كبيره ، وطوروا أنفسهم مع تقدم العمل الالكتروني في وسائل الإعلام ، فيما أصبح الإعلام اليوم مهنة من لا مهنه له ، وبدون مقابل مادي ، لاكتظاظ الساحة بالإعلاميين ، بما ساهم في تراجع الإعلام الرياضي ، رغم انتشاره بشكل أوسع ، فأصبح السائد غالباً أسلوب " قص ولصق " في غياب الرقابة المهنية المطلوبة . - وأعتقد أنه ليس كل من يحلّ ضيفاً علي برنامج رياضي يمكنه تحليل المباريات ، وليس كلّ من كتب تقريراً عن مباراة ، أو عن حدث رياضي هو محلل رياضي ، لأنّ الأمر يحتاج إلى خبره فنيه وتكتيكيه ، وثقافه رياضيه شامله ، بما فيها من مفردات وفكر تدريبي ، وهذا ما نجده فعلاً عند بعض المدربين ، ولا نجده عند كثير من الإعلاميين ، ربما لأنهم لم يمارسوا اللعبة. - من أهم كتاباتي الرياضية لقائي مع نجم العراق ، وهدافة المرحوم الكابتن أحمد راضي ، على هامش آخر بطولة عربية موحدة للأندية عام ٢٠٠٢ ، والتي جرت في ضيافة ناديي الزمالك وانبي في القاهرة ، وفاز بها الزمالك على الكويت الكويتي ٢-٠ ، حيث كنت ضمن اللجنة الإعلامية للبطولة ، التي عقدت على هامشها اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد العربي ، وكنت مرافقا إعلاميا للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، ومن أهم حواراتي المؤثرة أيضاً حواري مع حارس مرمى النادي الأهلي ، والمنتخب المصري سابقا ، ومدير الكرة في النادي الأهلي المصري لاحقا المرحوم ثابت البطل ، الذي كان يعاني من مرض العصر. - أعتقد أنّ إرهاصات حركة الإعلام الرياضي بدأت بشكل فردي بعد سنة 1967 ، لتتضافر بعدها جهود بعض الإعلاميين المخضرمين ، الذين كنت واحاً منهم ، فتمّ الإعلان عن تشكيل اتحاد الاعلام الرياضي منتصف الثمانينات ، ومع قدوم السلطة زاد الاهتمام بالرياضة ، وتكونت الاتحادات ، واللجنة الأولمبية ، وأصبح لدينا وزاره شباب ورياضة ، فتغير مسمي اتحاد الإعلام الرياضي ، إلي رابطه الصحفيين الرياضيين الفلسطينية ، بمجهود الاعلاميين في الضفة والقطاع ، لتصبح الرابطة تحت مظلة نقابه الصحفيين ، من أجل استقلالها المهني ، وأصبحت فلسطين عضواً في الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ، وفي الاتحادين الآسيوي والدولي ، وبناء علي المتغيرات والضرورات ، التي تبيح المحظورات تغير مسمي الرابطة ، وعدنا إلي مسمي اتحاد الإعلام الرياضي الفلسطيني ، لتتضاعف معه أعداد الإعلاميين ، وفي كلّ مره نذهب لمجلس اداره جديد ، وكان لي الشرف بأن كنت من المؤسسين لكل هذه الأجسام الإعلامية ، متمنيا للإعلام الرياضي كل توفيق وتقدم . - مع الأسف فإنّ الإعلام الرياضي غير حيادي في كثير من المواقف ، وخاصه عندما يتعلق الأمر بنادي الإعلامي ، أو فريقه المفضل ، أو حسب علاقته مع القائمين علي الأندية والاتحادات ، فتظهر المجاملات والتغاضي عن السلبيات . - أعتقد أنّ شهادتي علي أداء تلفزيون وفضائية فلسطين الرياضية مجروحة ، كوني من المؤسسين العاملين بها ، ولكن يمكنني القول : إنّه رغم الامكانيات الفنية القليلة ، وخاصه في غزه فأنا راض كل الرضي ، وخاصه منذ العام 2007 ، وأجزم بأنّ الزملاء في المحافظات الشمالية أجادوا في تقديم كل ما هو أفضل ، خدمة لرياضتنا الفلسطينية ، ولم يكن هذا النجاح ليكون ، لولا دعم القائمين علي هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية ، بما ساهم في نقل مباريات مختلف البطولات . - حتي أضع الحالة الإعلامية في نصابها ، أرى الصحف والصفحات الرياضية وملاحقها كانت وما زالت المرجع للإعلام الرياضي ، وهي الأكثر مهنيه ، وعليها باقي وسائل الإعلام ، وخاصه الإلكترونية بأن يهتموا بالنوع وليس بالكم ، من حيث عدد الإعلاميين العاملين لديهم ، إضافة لضرورة وجود محرر مسؤول عن كلّ ما يكتب . - ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ تاريخنا الرياضي حافل بالنجاحات ، منذ تأسيس الاتحادات القارية والدولية والعربية ، مع التذكير بأنّ رياضتنا ذات علاقه مباشره بنضال شعبنا ووطنا المحتل ، لذلك من المهم دائماً تذكير العالم بأنّ رياضتنا موجوده ، قبل ظهور الاحتلال الاسرائيلي بسنوات طويله ، وعليه يجب أن نشرع رسميا في تأسيس مكتبه وطنيه ارشيفيه ، تكون نواتها الجهد الكبير، الذي يقوم به بعض الإعلاميين في لملمه وأرشفه تاريخ رياضيينا ، وكلّ ما يتعلق بنجومنا ، وفرقنا ، ومنتخباتنا ، وإنجازاتها ، وتاريخ أنديتنا ، ومنها من تأسس منذ العشرينات والثلاثينات ، مع الوقوف على نتاج إعلامينا ، الذين وقفوا خلف هذه الأنشطة بالقلم والصوت والصورة . - من الطرائف التي حصلت معي علي الصعيد الإعلامي يوم كنت أعلق علي الهواء مباشرة ، علي نهائي بطوله الكأس ، بين شباب وخدمات رفح علي ملعب فلسطين سنة 1998 ، ويومها كنت بجانب الملعب ، دون أي مظلة ، وإذا بالأمطار تتهاطل دون أن يتوقف اللعب ، فانقطع الاتصال مع مخرج المباراة ، ومع فريق العمل ، ومع ذلك واصلت التعليق ، دون علمي إن كنت علي الهواء أم لا ، لأنّ جميع زملائي هربوا من غزاره الأمطار ، مع امتلاء المقعد البلاستيكي الخاص بي بالماء ، وبعد توقف المطر عاد الزملاء ، وأثنوا علي استمراري بالتعليق رغم الأمطار ، فشكرت ربي كوني لم أترك التعليق ، وكأني أحد اللاعبين ، لكني عاتبت زملائي علي هذا الموقف الصعب والمحرج ، الذي تركوني فيه . - في الختام آمل من المؤسسات الرياضية ، ومن أعلي الهرم سياده اللواء جبريل الرجوب تشديد الرقابة علي انتخابات الأندية ، والاتحادات ، وتحييد الحركيات عن الرياضة ، لفرز الرجل المناسب في المكان المناسب ، والتشديد على الاتحادات للالتزام بالقوانين ، وأن يكونوا علي مسافة واحدة من كل الأندية ... ولا للمجاملات علي حساب النظم والقوانين ، مع المحافظة على هويه وهيبه اتحاداتنا الرياضية ، وأختم بضرورة أن تأتي تقارير الحكام ، ومراقبيهم ، ولجنه المسابقات مطابقه لأحداث المباريات ، وما يصاحبها من تجاوزات ومخالفات ، حتي لا تتفاقم المشاكل مع التقارير المسوفة والمتغاضية ، لأن ذلك سيؤدي لصدور قرارات وعقوبات مخالفه للحداث ، فتتفاقم الأمور ويصعب حلّها.