شريط الأخبار

المقدسي" واصف ضاهر توقفت يوم عبور القناة سنة 1973

المقدسي واصف ضاهر توقفت يوم عبور القناة سنة 1973
بال سبورت :   " الخليل- كتب فايز نصار/ لم يعرف ولي عهدي وئام ماذا يفعل ، عندما أخبره زميله في الجامعة أنني توفيت ، فراح يركض مسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات ، حتى وصل إلى عمّه الأستاذ فوزي ، الذي بادر إلى الاتصال بي ، دون أن أعرف القصة .     وبعد أيام كان رئيس تحرير صحيفة المنتخب الجزائرية مسعود قادري يلتقي إعلامياً رياضياً فلسطينياً ، على هامش العيد الأول للإعلاميين الرياضيين العرب ، وبسرعة بادر قادري إلى السؤال عن الفلسطيني فايز نصّار ، الذي كان يختص بصفحة الرياضة العربية في الثمانينيات ، فردّ عليه : فايز نصار رحمه الله !  ليستدرك الصحفي المعروف محمد قدري حسن الأمر موضحاً بأن الذي توفي هو المدرب عزمي نصار ، وليس الصحفي فايز نصار  .    وفي الحالتين انتقلت إلى رحمة الله تعالى ، التي أتمنى أن تسعنا في الدنيا والآخرة .. وإذا كان ابني وئام وراء سوء الفهم في القصة الأولى ، فقد كان أستاذنا واصف ضاهر وراء القصة الثانية .    وكنت تعرفت على أبي يوسف من خلال اختلاسي لقراءة الجريدة عند البقال المرحوم غالب الدويك ، لأنّ ثمن صحيفة القدس لم يكن في متناول الجميع ، ومن يومها أصبحت أسماء ضاهر ، ومكاوي ، وعبود تستهويني ، دون أن أدري أن الأمر تحضير لمحطات هامة في حياتي .  وكان أبو يوسف بدأ رحلة القلم قبل عدوان 1967 ، حين كتب مجموعة من المقالات الرياضية في صحيفة فلسطين ، التي كانت تنتشر إلى جانب أخواتها الدفاع والجهاد والمنار ، ليصبح ابن القدس القلم الرياضي الأهم بعد 1967 من خلال صحيفتي القدس والفجر .    خجلت كثيراً وأنا استأذن الأستاذ واصف ضاهر لفتح ملفاته العتيقة ، وسعدت كثيراً بتجاوبه معي ، وصولاً إلى هذا الحديث المعتق ، الذي يتضمن شيئاً من أيام أبي يوسف في الصحافة الرياضية .
- اسمي  واصف يوسف واصف ضاهر " أبو يوسف " من مواليد القدس يوم  ٢٧ /12/ ١٩٤٠ . - كسائر الرياضيين القدامى لعبت كرة القدم في الحارات والمدارس ، دون أن ألعب لأيّ فريق معتمد ، ولكن عشقي للعبة كان راسخاً ، وكانت أحاديثي مع رفاق الصبا تدور في معظمها حول كرة القدم .  - وبدأت قصتي مع الإعلام الرياضي قبل عدوان حزيران سنة 1967 ، حيث كتبت خمسة مقالات ، عن خمس مباريات في الدوري الأردني ، جرت في نهاية عام ١٩٦٦ ، ونشرتها في جريدة فلسطين ، الواسعة الانتشار آنذاك . - وتطور الأمر سنة ١٩٦٨ ، حين دعاني لاعب الجمعية ابن عمي المرحوم جورج ضاهر ، لأشاهد مباراة للجمعية ، التي ضمّ فريقها لاعباً صغيراً في عمره ، كبيراً في فنه ، وينافس بما يقوم به في الملعب كبار اللاعبين الدوليين ، ويملك مهارات كروية عالية ، لا نشاهدها إلا من المحترفين  في التلفزيون ، وفعلا كان الإعجاب من النظرة الأولى ، وكان هذا اللاعب هو الثعلب موسى الطوباسي ! - بعد هذه المباراة أصبحت أتابع كلّ المباريات على ملعب المطران ، حتى كانت مباراة الجمعية ، ومركز بلاطة ، التي غاب عنها الحكم لأسباب مجهولة ، فحار مسؤولو الفريقين في تدبير الأمر ، وجاء الحل بالتوافق على الطلب من كابتن فريق بلاطة ، وقلب هجومها  تحكيم المباراة ، وفعلا خلع حسني يونس قميص اللاعب ، وارتدى قميص الحكام ، وسارت المباراة بشكل جيد ، وانتهت بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما ، ويومها أعجبت جداً بما حصل ، وتحركت في نفسي الرغبة بالتعبير ، فكان مقالي الأول ، الذي عنونته ب " لو لعب الحكم لفاز !! " . - وكان محور مقالي الثاني مباراة الديربي بين الجمعية وسلوان ، التي انتهت بفوز سلوان بهدفين مقابل هدف ، حيث كنت قاسياً على تصرف الجمهور غير الرياضي في هذه المباراة . - ودار مقالي الثالث حول مباراة الجمعية ، ومخيم شفاط ، فاستدعاني سكرتير التحرير لصحيفة القدس ، محمد عبد السلام رحمه الله ، وبادرني بالقول : الأستاذ محمود ابو الزلف يريدك أن تؤسس صفحة رياضية يومية !! .. يومها فوجئت بهذا الطلب ، وقلت له : ولكني لست صحفياً ، ولا حتى رياضياً ، فقال لي :  وما هذا الذي تكتبه ، والذي كان له صدى ومردود كبير من القرّاء والمسؤولين في الجريدة ؟ فقبلت التحدي ، والتزمت بالمسؤولية ، واستمر عملي في الجريدة من عام ١٩٦٨ حتى ١٩٧١ على ما أعتقد . - وجاء الفراق بعد سهري في احدى الليالي  إلى ساعة متأخرة في الجريدة ، لأحرر حول حساسية المباراة الهامة ، بين فريقي البيرة وبيت جالا ، والتي كانت ستقام في اليوم التالي ، لأنّ القرّاء كانوا ينتظرون ما سأكتب ، ففتحت الصحيفة صباح ذلك اليوم ، وكانت المفاجأة ، لقد غابت الصفحة الرياضية !!! فقدمت استقالتي ، ورغم رغبة مسؤولي الصحيفة بعدولي عن الاستقالة ، إلا أنّ حجتي بعدم الرجوع كانت التعب ، والاهتمام بعملي في شركة الطيران . - أمّا مرحلتي الثانية في الإعلام الرياضي ، فكانت عندما زارني في مكتبي وفد من جريدة الفجر ، يضم المحرر المسؤول المرحوم يوسف نصري نصر ، ورئيس التحرير جميل حمد ، وطلبوا مني الاهتمام بصفحة رياضية ، في اليوم الأول لإصدار هذه الجريدة ، ولمّا اعتذرت بادروني بالقول : غدا ستصدر الجريدة ، وستتضمن ركناً رياضياً ، بإشراف واصف ضاهر !! فقلت لهم : لا مادة لدي الآن ، فكيف هذا ؟ فقالوا : لقد أعددنا بعض الأخبار ، وعليك البدء في العدد الثاني ! وهذا ما حصل فعلاً ، فعملت في الفجر حتى كان يوم النصر العربي ، يوم العبور الكبير في أكتوبر عام ١٩٧٣ ، حين توقفت النشاطات الرياضية ، وتوقفت أنا عن الكتابة . - تشرفت بكوني أول المكرمين عن دولة فلسطين في عيد الإعلاميين الرياضيين العرب الاول بالرياض ، وذلك من قبل الأمير سلطان بن فهد ، وجاءت الفكرة عندما زارني في مكتبي ، الصديق العزيز الإعلامي الكبير أحمد البخاري ، عضو رابطة الصحفيين الرياضيين ، وأخبرني بقرار الرابطة ترشيحي للتكريم مندوباً عن فلسطين ، علماً بأنني حصلت في مسيرتي على تكريمات كثيرة ، ونلت بعض الكؤوس والدروع من بعض المؤسسات والأندية. - أعتقد أن ما يقدمه الإعلام الرياضي الفلسطيني الحالي جيد جداً ، ومن يقوم بهذه المسؤولية ملتزمون ، ويعملون لما يخدم صورة الرياضة الفلسطينية ، وإنني دون مجاملة أسجل تقديري واحترامي لكم أستاذ فايز نصار ، وللصديق أحمد البخاري ، والعزيز منير الغول .. وغيركم من الإعلاميين ، على ما تقومون به من جهد والتزام . - ولا ننكر هنا أن الامكانات ، والتكنولوجيا كان لها أثر إيجابي في تطوير الإعلام الرياضي الآن ، مقارنة بالماضي محدود الامكانات ، ولكن بالرغم من هذه المعطيات ، فقد كان للإعلام الماضي نكهة وإنجاز نفتقد بعضه الآن ، فإعلام الماضي خلق نجوما كثرين ، فيما لا نعلم عن نجوم الحاضر الا القليل ، كما كان الاهتمام والمنافسات بين الفرق والأندية ، ومعظمها  مباريات ودية ، لا دوري ولا كأس أفضل من الآن ، كما أننا لا نقرأ كثيراً من النقد لفريق ، أو للاعب ، أو حتى مسؤول هذه الأيام ، مع الإشارة إلى  ضرورة الاهتمام بالألعاب الأخرى بشكل أفضل . - أخيراً كلّ التحية والتقدير للقائمين على المشروع الرياضي الفلسطيني ، وكل الاحترام للعاملين في سلك الإعلام الرياضي ، والرحمة لروح رواد الإعلام الفلسطيني المرحومين يوسف نصري نصر ، ومحمود أبو الزلف  ، مع أمنيتي  لفلسطين ، وللرياضة الفلسطينية ، وللإعلام الرياضي التوفيق والنجاح . 

مواضيع قد تهمك